قبل عدة سنوات ، أثبتت البحوث العلمية التي أجرتها منظمة الصحة العالمية أن استخدام البلاستيك في حفظ الأطعمة والمشروبات الساخنة يشكل خطورة بالغة على صحة الإنسان ويؤدي للاصابة بالسرطان إذ تتفاعل المادة الكيمائية المسرطنة الموجودة في البلاستيك تحت تأثير الحرارة العالية وتتسرب إلى الطعام والشراب، وتبعاً لذلك ، قامت معظم الدول الغربية بحظر استخدام البلاستيك وأدى ذلك إلى تغيير السلوك الاستهلاكي لمعظم المواطنين الغربيين حيث درجوا على استخدام الأواني والأوعية المنزلية المصنوعة من المعادن الصحية أو الأقمشة في حفظ الأطعمة والمشروبات الساخنة. الملاحظ أن معظم دول العالم الثالث لم تُصدر قانون حظر الاكياس البلاستيكية وما زال حفظ ونقل الأطعمة والمشروبات الساخنة في أكياس بلاستيكية يبدو سلوكاً عادياً لا يثير اعتراض أحد بل يجد ترحيباً من قبل الجميع لرخص سعر البلاستيك وخفته وسهولة استعماله! من المؤكد أن قرار مجلس الوزراء القطري رقم 1 لسنة 2009 القاضي بحظر الأكياس البلاستيكية ، والذي يُعتبر القرار الأول من نوعه في الشرق الأوسط ، هو قرار جدير بالاشادة لأنه يحمي الصحة العامة للمواطنين والمقيمين، وتبعاً لهذا القرار الذي سيسري في يونيو القادم فسوف يُمنع استخدام أكياس البلاستيك في حفظ الخبز والأطعمة والمشروبات الساخنة ويتم استخدام بدائل صحية مثل ورق اللف والاكياس الورقية والأطباق البلاستيكية المصنوعة من الفلين والمطابقة للمواصفات ولعل تأخر تنفيذ هذا القرار في قطر يعود إلى البحث عن آليات تنفيذية تضمن حماية المستهلك وعدم زيادة أسعار الخبز وتدعم أصحاب المخابز بسبب تغيير وسائل الحفظ الرخيصة واستبدالها بأخرى أكثر تكلفة ومن المؤكد أن التأخر في تنفيذ هذا القرار الهام هو أفضل من عدم تنفيذه أصلاً وعلى كافة الدول العربية ودول الشرق الأوسط أن تسعى إلى إصدار وتنفيذ قانون حظر الاكياس البلاستيكية بهدف حماية الصحة العامة لمواطنيها. مما لا شك فيه أن توعية المستهلك بخطورة استخدام أكياس البلاستيك في حفظ الأطعمة الساخنة تشكل حجر الزاوية في انجاح تنفيذ قانون حظر الاكياس البلاستيكية، وغني عن القول إن استخدام الأواني المعدنية الصحية أو أكياس القماش المنزلية في حمل الخبز أو الطعام الساخن كما كان معمولاً به في السابق هو السبيل الأفضل والأسلم صحياً بالنسبة للمستهلكين لأن الافراط في استخدام ورق اللف والأكياس الورقية يخلق مشكلة صعوبة التخلص من نفاياتها ويخلق مشكلة بيئية أخرى تتمثل في الإضرار بالغطاء الشجري الذي ترتكز عليه حياة البشر وحياة كل الكائنات الأخرى. فيصل الدابي المحامي/الدوحة/قطر