توجيهات مشدّدة للقيادة العسكرية في الدبّة..ماذا هناك؟    د. الشفيع خضر سعيد يكتب: دور المجتمع الدولي والإقليمي في وقف حرب السودان    شاهد بالفيديو.. الفنانة توتة عذاب تشعل حفل غنائي بوصلة رقص مثيرة والجمهور: (بتحاولي تقلدي هدى عربي بس ما قادرة)    شاهد بالفيديو.. فنانة سودانية تدخل في وصلة رقص فاضحة بمؤخرتها على طريقة "الترترة" وسط عدد من الشباب والجمهور يعبر عن غضبه: (قلة أدب وعدم احترام)    شاهد بالصورة والفيديو.. فتاة سودانية تثير ضجة غير مسبوقة بتصريحات جريئة: (مفهومي للرجل الصقر هو الراجل البعمل لي مساج وبسعدني في السرير)    شاهد بالفيديو.. الفنانة توتة عذاب تشعل حفل غنائي بوصلة رقص مثيرة والجمهور: (بتحاولي تقلدي هدى عربي بس ما قادرة)    شاهد بالفيديو.. فنانة سودانية تدخل في وصلة رقص فاضحة بمؤخرتها على طريقة "الترترة" وسط عدد من الشباب والجمهور يعبر عن غضبه: (قلة أدب وعدم احترام)    شاهد بالصورة والفيديو.. فتاة سودانية تثير ضجة غير مسبوقة بتصريحات جريئة: (مفهومي للرجل الصقر هو الراجل البعمل لي مساج وبسعدني في السرير)    انشقاق بشارة إنكا عن حركة العدل والمساواة (جناح صندل ) وانضمامه لحركة جيش تحرير السودان    على الهلال المحاولة العام القادم..!!    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا ود القضارف يسخر من الشاب السوداني الذي زعم أنه المهدي المنتظر: (اسمك يدل على أنك بتاع مرور والمهدي ما نازح في مصر وما عامل "آي لاينر" زيك)    مناوي يلتقي العمامرة مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للسودان    الجزيرة: ضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمناقل    ماذا لو اندفع الغزيون نحو سيناء؟.. مصر تكشف سيناريوهات التعامل    أول تعليق من ترامب على اجتياح غزة.. وتحذير ثان لحماس    ريال مدريد يواجه مرسيليا في بداية مشواره بدوري أبطال أوروبا    السودان يدعو المجتمع الدولي لدعم إعادة الإعمار    فبريكة التعليم وإنتاج الجهالة..!    بيراميدز يسحق أوكلاند ويضرب موعدا مع الأهلي السعودي    أونانا يحقق بداية رائعة في تركيا    ما ترتيب محمد صلاح في قائمة هدافي دوري أبطال أوروبا عبر التاريخ؟    "خطوط حمراء" رسمها السيسي لإسرائيل أمام قمة الدوحة    دراسة تكشف تأثير "تيك توك" وتطبيقات الفيديو على سلوك الأطفال    ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟    لقد غيّر الهجوم على قطر قواعد اللعبة الدبلوماسية    الشرطة تضع حداً لعصابة النشل والخطف بصينية جسر الحلفايا    شاهد بالصور.. زواج فتاة "سودانية" من شاب "بنغالي" يشعل مواقع التواصل وإحدى المتابعات تكشف تفاصيل هامة عن العريس: (اخصائي مهن طبية ويملك جنسية إحدى الدول الأوروبية والعروس سليلة أعرق الأسر)    شاب سوداني يستشير: (والدي يريد الزواج من والدة زوجتي صاحبة ال 40 عام وأنا ما عاوز لخبطة في النسب يعني إبنه يكون أخوي وأخ زوجتي ماذا أفعل؟)    هالاند مهاجم سيتي يتخطى دروغبا وروني بعد التهام مانشستر يونايتد    الهلال السوداني يتطلّع لتحقيق كأس سيكافا أمام سينغيدا    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    مصر تسجل مستوى دخل قياسيا في الدولار    وزير الداخلية يترأس إجتماع لجنة ضبط الأمن وفرض هيبة الدولة ولاية الخرطوم    عودة السياحة النيلية بالخرطوم    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    وزارة الزراعة والثروة الحيوانية والري بالخرطوم تبحث إعادة إعمار وتطوير قطاع الألبان    شاهد بالصورة والفيديو.. عروس سودانية ترفض "رش" عريسها بالحليب رغم إقدامه على الخطوة وتعاتبه والجمهور يعلق: (يرشونا بالنووي نحنا)    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    الخرطوم: سعر جنوني لجالون الوقود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    عثمان ميرغني يكتب: "اللعب مع الكبار"..    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    تخصيص مستشفى الأطفال أمدرمان كمركز عزل لعلاج حمى الضنك    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    حادث مأسوي بالإسكندرية.. غرق 6 فتيات وانقاذ 24 أخريات في شاطئ أبو تلات    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    الصحة: وفاة 3 أطفال بمستشفى البان جديد بعد تلقيهم جرعة تطعيم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العبوات البلاستيكية أحد أسباب السرطان .. (1)
نشر في النيلين يوم 09 - 03 - 2011

خلال العشرين سنة الماضية تناولت الدراسات العلمية تأثيرات مواد التعبئة البلاستيكية على الغذاء بما تحمله من سميات وبالتالي تأثير هذه السموم على صحة الانسان، وتعتبر صناعة البلاستيك من افرازات تكنولوجيا العصر الحديث حيث دخلت هذه الصناعة في كل مناحي حياتنا اليومية سواء في المأكل أو المشرب أو الملبس وصارت (مخلفاتها) تشكل مخاطر صحية لا حصر لها وتنتج عنها مخلفات كيماوية خطرة على صحة الانسان والحيوان والبيئة. لذلك وضعت الدول الكبرى شروطاً قاسية لاستخدام المواد البلاستيكية.
بهذه المقدمة استهل دكتور ازهري علي عوض الكريم خبير صحة وسلامة الغذاء لقاءه معنا من خلال هذه الحلقة حول (البلاستيك الخطر القادم) وكنا قد تناولنا في حلقة سابقة خطورة النفايات البلاستيكية على الحياة البرية.
.....
خطورة العبوات البلاستيكية
* ما مدى خطورة العبوات البلاستيكية بصفة عامة؟
- دخلت العبوات عالم الصناعة بصورة كبيرة حيث باتت تستخدم في تعبئة الغذاء وهي تشكل خطورة متناهية سواء تم استخدامها كمواد تعبئة للغذاء أو أعيد استخدامها في اغراض أخرى، واضاف اذا تركنا تأثير هذه المواد عند حرقها أو تسخينها أو اعادة تدويرها واتجهنا الى الجانب الثاني وهو استعمالها كمواد تعبئة للأغذية فسوف نجد ان جميع مراكز الابحاث العلمية والمنظمات العالمية تضع (مستويات) محددة لاستخدام المواد البلاستيكية، وبلغة مبسطة نود ان نعطي فكرة عن انتقال المواد الخطرة من المواد البلاستيكية الى الغذاء ومن الغذاء الى الانسان وبالتالي تأثير هذه المواد على صحة الانسان فهناك مواد تنتقل من العبوات البلاستيكية تسمى ب(هجرة) المواد الكيميائية من البلاستيك (البوليمر) الى ان تتفاعل مع الغذاء مكونة مواد اخرى هي (الكلور الفينولي) وهذه المادة تعتبر من المواد (المسرطنة) وتلعب ظروف البيئة دوراً مهماً في انتقال المركبات الكيميائية من مادة التعبئة (البولي ايثيلين) والتي ترجع الى المادة الاصل المكونة للبلاستيك (البوليمر) مثل الحرارة والضوء.
* كيف تقيم السلامة الصحية للمركبات الكيميائية من مادة التعبئة الى الغذاء كما هو الحال في المضافات الغذائية؟
- ان هذا التقييم يكون بحساب درجة النقاوة والتركيب الكيميائي للمادة وبذلك يمكن معرفة الحد المسموح بتناوله يومياً، أما ما يعرف بهجرة المواد الغذائية من مواد التعبئة الى الغذاء فان اجراء مثل هذه الفحوصات يعتبر غاية في التعقيد وذلك بسبب الكم الهائل لأنواع هذه المركبات وطبيعتها بالاضافة الى التغيرات التي تحدث اثناء عملية التصنيع في مراحله المختلفة اذ يطرأ تغيير في طبيعة وخواص هذه المواد وبالتالي يصعب قياس مدى تأثيرها السمي على الغذاء اذ لابد من دراسة ومعرفة طبيعة المركبات الكيميائية الداخلة في عبوات الاغذية وكميتها وتأثيرها حيث منها مركبات حاملة لانواع محددة من البوليمر مثل مادة (المونيمر) النشطة وهذه المواد قابلة للانتقال الى الغذاء وذات سمية عالية، أما الاغذية (الجافة) مثل الملح والحبوب والسكر فانها لا تشجع كثيرا على انتقال مثل هذه المركبات.
* أين تكمن المشكلة فيما يخص مواد التعبئة؟
- ان الدراسات تشير الى انه وبرغم التطور الذي صاحب مواد التعبئة الا ان المشكلة تكمن الآن في (المواد الخام) المستخدمة في العبوات الغذائية، فبداية كانت العبوات (الورقية) التي تطورت الى (الرقائق المعدنية) فالزجاجية ثم دخلنا عصر التعبئة البلاستيكية ومنشأها بالنسبة للمواد لاولية من المشاريع (البتروكيميائية) ثم تنتقل الى العبوات البلاستيكية ورغما عن أهمية البلاستيك بأنواعه المتعددة في الحياة العصرية إلا ان المجتمعات تعيش في حالة قلق من استخدام هذه العبوات للأغذية، ومعظم الدراسات التي ناقشت هذه الجانب تضع محاذير لاستخدام العبوات البلاستيكية في الاغذية خاصة (الحليب) ومنتجاته و(العصائر) بأنواعها و(المياه الغازية) وغيرها الكثير من الاغذية فالعبوات الغذائية هي التي تحدد سلامة المنتج الغذائي وجودته وفترة صلاحيته وتتأثر بعوامل البيئة المختلفة.
غزو البلاستيك
* وكيف تعامل العالم مع هذه العبوات؟
- ان الغزو الذي احدثته ثورة البلاستيك وجد اعتراضاً قوياً من الكثير من دول العالم ومنها من تحول الى العبوات (الزجاجية) لسلامتها في حفظ الاغذية وأصبح موضوع العبوات البلاستيكية واستخدامها واعادة تدويرها وتأثيرها على البيئة مثار اهتمام العالم اجمع، غير اننا اذا اردنا نقل اكياس واغلفة البلاستيك التي تحمل كمية معينة من الغذاء في (شاحنة) واحدة فاننا نحتاج الى (7) شاحنات لحمل الكمية نفسها من مواد أخرى غير الاكياس البلاستيكية، كما ان طاقة تصنيع البلاستيك تقل عن الطاقة اللازمة لتصنيع الكمية نفسها من الورق بمقدار (30%). ومما يقال في هذا الصدد ان الطاقة الموفرة خلال (5) سنوات من تصنيع البلاستيك بدل الورق وغيره من الاكياس كافية لامداد مدينة بها (مليون) منزل لمدة ثلاث سنوات ونصف السنة ورغما عن تلك الاهمية فان البلاستيك قد اثار زوبعة حول حقيقة علاقته أو خطورته على الصحة، وكأي منتج آخر فان مصدر الصيحات وانطلاقها هو (المختبرات) وما بها من مواد وحيوانات للتجارب، اما ابواق النقل لهذه الزوابع فهي وسائل الاعلام ونقول هنا ان الصيحات وان اختلفت نبراتها وتعليلاتها أو حتى أماكن صداها إلا ان فحواها هو المطالبة ب(أمرين): الأول هو: ان مادة البلاستيك تسبب اضراراً صحية للانسان من اخطرها (السرطان). اما الامر الثاني فهو أقل حدة ويتمثل في المطالبة بزيادة البحث العلمي وتقليل الخطورة بتقليل استخدامه وذلك بابعاده عن الغذاء وعبواته المختلفة واغلفته ولكي تنجلي الحقيقة فقد قمت بتجميع بعض آراء المتخصصين في هذا المجال وهذا يعني أن يتابع (القارئ) الكريم هذا الملف وان يبدي رأيه حتى ولو كان مخالفاً للنتيجة النهائية لآراء المتخصصين.
تلوث تراكمي
* هل توجد أنواع من البلاستيك أم هو نوع واحد؟
- هناك قسمان من البلاستيك بحسب تقسيم المصنعين من حيث تشكيله بالحرارة ويسمى القسم الأول قابل للتسخين واعادة التشكيل وهذا النوع يمثل معظم أنواع البلاستيك المعروفة في الاسواق ويستفاد من هذه الخاصية في اعادة التدوير. اما النوع الثاني: فانه لا يمكن اعادة تشكيله ويسمى (سيرموست) واذا نظرنا الى تلك المواد البلاستيكية نجد انها مواد شديدة الثبات وعالية المقاومة لانواع التحطم المختلفة الحيوية وغير الحيوية في البيئة وهذه المواد تدخل اجسادنا عن طريق الغذاء والماء والدواء- وحتى الهواء)، لتحدث (تلوثاً) تراكمياً متزايداً مع الوقت لتصل الى درجة (التسمم، أو اتلاف) للاعضاء الداخلية للكائن الحي، وهناك دراسات على (العبوات) البلاستيكية الخاصة بالاغذية ثبت من خلالها ثمة (تفاعلات) داخلية تحدث بين بعض أنواع مادة العبوة والاطعمة خاصة المواد المحتوية على المواد الدهنية التي من السهل ذوبان البلاستيك فيها وقد لوحظ هجرة بعض الدهون من الغذاء الى مادة العبوة وفي الوقت نفسه تحدث هجرة عكسية، ويكمن خطر المواد البلاستيكية في كونها مواد مقاومة للتحطم الميكروبي خاصة الأنواع المتكونة من البولمر المتبلور.
خطورة الحرق
* هل توجد خطورة من حرق هذه المواد؟
- نعم، حرق هذه المواد ينتج عنه حامض قوي جداً هو حامض (الهيدروكلوريك) وأيضا مركبات شديدة السمية وأكثرها مواد (مسرطنة) ويجب ان يعلم اي فرد منا انه قد يستنشق بخار البلاستيك مع كل شهيق وزفير أو قد تحتك (بشرته) به في لباس يرتديه او قد يأكله في وجباته اليومية التي تنتشر به من الاوعية الحافظة.. فمن منا لم يشتم رائحة السيارة من الداخل في يوم (حار) أو رائحة (السجاد) حديث الصنع، أو رائحة (وعاء طعام) معلب، وهنا يصبح من الضروري ان نميز بين نوع وآخر من المواد البلاستيكية لتحديد درجة ضرر كل منها، والحقيقة انه يتم يوماً بعد يوم اكتشاف ان بعض هذه المواد يسبب السرطان وبعضها قد يحدث (طفحاً جلدياً) قد تخاله (تافهاً) ولكنه في الواقع ينم عن (خلل) ما، فالمواد البلاستيكية المصنوعة من (الفنيل) هي من اخطر المواد بما فيها (الكلوريد) المتعدد الفنيل(PVC) الذي نجده في المواد (اللاحقة) وبطاقات الائتمان وخراطيم المياه وحقائب اليد وبلاط الارضيات وأغلفة الاطعمة والالعاب القابلة للنفخ مثل الكرات والبالونات وستائر الحمامات والاحذية والمعاطف وغيرها وهي (تنفث) مادة (كلوريد الفينيل) التي تسبب (السرطان والتشوهات الخلقية والتغيرات الجينية وعسر الهضم، والقرحة والأمراض الجلدية)، وغيرها من مخاطر البلاستيك، ايضا ان مادة الاكريليك تعتبر عاملاً مسبباً للسرطان ونجد هذه المادة في (البطانيات والسجاد والملابس والمواد اللاصقة وشمع الارضيات والدهانات)، وتتسبب ايضا في حدوث بعض المشكلات الصحية في الجهاز التنفسي والغثيان والاسهال والوهن والصداع.
أمراض البلاستيك
* وهل هناك مواد أخرى يشار اليهاب بأصابع الاتهام؟
- نعم، هناك المواد المصنوعة من (السترين) التي من اعراضها (تهيج العين والانف والحنجرة وفقدان الوعي) والغريب في الامر ان هذه المواد توجد في (مكيفات الهواء والسيارات ومواد تلميع الارض وامدادات الانارة والدهانات وعوازل قوارير المرطبات والالعاب)، وغيرها.. وهناك أيضا الياف البوليستر وهي تسبب تهيج العينين والجهاز التنفسي والطفح الجلدي، وهذه المادة موجودة كذلك في (الثياب النسائية والبطانيات واغلفة الاطعمة واشرطة التسجيل ومواد التنجيد)، اما (النيلون) فيعتبر عادة غير ضار بالصحة ولكن الاحتكاك به قد يسبب طفحاً جلدياً، ويوجد ايضاً (البلوليوريثين) وهو نوع آخر من البلاستيك ونجده في (الوسادات) ويؤدي التعرض له الى الالتهاب الشُعبي ومشاكل الجلد والعينين والرئتين غير ان الاخطر من ذلك كله هو استنشاق دخان احتراق المواد البلاستيكية اذ ان نيرانها سريعة الانتشار ومرتفعة الحرارة وكثيفة الدخان لدرجة ان نسبة المتضررين تتعدى ال(80%) من المتعرضين لها احياناً وقد لا يتسنى الوقت للفرار من الدخان السام قبل بلوغه، وذكر كثير من المختصين في هذا المجال منهم دكتور (عبدالعزيز العيسي) ودكتور (زياد أبو غرارة) وغيرهما ان خطورة البلاستيك قد امتدت الى (البحار والمحيطات فقد اشارت (أكاديمية العلوم الامريكية) الى ان وزن (النفايات الصلبة) التي تلقى في البحار والمحيطات تبلغ (14) بليون رطل سنوياً بمعدل أكثر من واحد مليون ونصف المليون رطل في الساعة الواحدة، ويمثل البلاستيك (10%) من هذه الكمية من المخلفات الصلبة.
موت جماعي
* اذاً ما هي الخطورة التي قد تمتد آثارها لتطال الاحياء المائية على وجه الخصوص من تلك المواد؟
- وجد ايضاً ان (خيوط الألياف) البلاستيكية تعمل على (سد) خياشيم التنفس للأسماك مما يؤدي الى (موت جماعي) لهذه الاسماك، بالاضافة الى ذلك فان (الشعب المرجانية) لم تنج من خطر التلوث بالمواد البلاستيكية فاذا التفت اكياس البلاستيك حولها فان ذلك سيحرمها من (ضوء الشمس) ومن (التيارات المائية) المتجددة الداخلة والخارجة منها واليها تحمل الطعام والاوكسجين، ولا يخفى عن الجميع ان المؤسسات العالمية والعلمية تقدم الكثير من (الأموال) لاجراء البحوث في كيفية التخلص من هذه الملوثات الصلبة خاصة في مناطق الشُعب المرجانية ذات العائد الاقتصادي.
* وماذا عن الملوثات البيئية؟
- تعتبر صناعة (الفينيل كلورايد) من أخطر الصناعات البتروكيميائية تلوثاً للبيئة نظراً لخطورة أبخرة هذه المادة إذ ان التعرض البسيط لهذه الابخرة ولو بتركيز أقل قد يتسبب في الإصابة بالسرطان (الكبدي) وقد وضع تركيز (اجزاء بالمليون) كحد أقصى للتعرض له أثناء العمل لمدة (8) ساعات ولا يمكن السماح بالتعرض لتركيز («5» أجزاء من المليون) لأكثر من (15) دقيقة، ويقدر انبعاث المواد (الهيدروكربونية) في صناعة (فينيل (PVC) كلورايد في امريكا بنحو (26.2) مليون رطل ويستخدم كثيرا في صناعة (مواسير المياه والعبوات البلاستيكية والتوصيلات المنزلية).
* هلا حدثتنا عن ماهية كلوريد الفينيل ومدى خطورته؟
- هو غاز أو سائل عديم اللون ولا يذوب في الماء له رائحة (زكية) ويعتبر مادة خطرة شديدة القابلية للاشتعال عند تعرضه للهب أو الحرارة، واود ان اقول في شأن تلك المواد التي ذكرت آنفاً ان أكثر ما يثير (البلبلة) في اذهان الناس حول خطورة اي منتج أو مادة كيميائية هو اطلاق جوانب الخطورة عن هذه المادة دون تحقيق أمرين أساسيين: الأول هو في اية حالة تكون هذه المادة خطرة أو سامة؟ الثاني كم الكمية أو النسبة التي تسبب التسمم أو الخطورة من هذه المادة؟ ذلك ان مادة الفينيل(PVC) خطيرة اذا سخنت أو احترقت.
وقد قامت كل من ادارة الاغذية والأدوية الأمريكية ووزارة الزراعة البريطانية وشركة فيشرز عام 1997م بثلاث دراسات لملاحظة حقيقة (الهجرة) لهذه المادة من رضاعات الاطفال الى المادة الغذائية الموجودة سواء حليب أو عصير أو ماء، وأهم النتائج في هذه الدراسات هو حدوث هجرة بنسبة (1.2) جزء من المليون الى (100) جزء في المليون.. ولكن يبقى السؤال قائماً: هل هذه النسبة لها تأثير على الاطفال وعلى جمهور المستهلكين في الصناعات البلاستيكية الاخرى؟
أفران المايكروويف
* اتجهت بعض ربات البيوت في الآونة الأخيرة لاستخدام افران (المايكروويف) في الطبخ وتسخين الطعام، فهل توجد خطورة من هذه الافران؟
- رغم الأهمية التي ظل يلعبها فرن المايكروويف في حياتنا خلال ال(25) سنة الماضية إلا اننا نجد بين الحين والآخر مخاوف جديدة في هذا القرن، وبما ان المايكروويف اداة لتسخين الطعام فان استخدام اغلفة البلاستيك أو الآنية التي تستعمل في المايكروويف تعني انها (تسخن) وهذا ما آثار التساؤل عن احتمال هجرة مواد البلاستيك الى الغذاء عند الطبخ والتسخين. وقد اثير سؤال فحواه هل تعرض البلاستيك الذي يحوي الطعام لأشعة المايكروويف خطر على الصحة ام لا؟
سؤال تصعب اجابته بالتعميم، لكننا نقول ان التوسع الهائل في تكنولوجيا تغليف الاغذية توجد حوله العديد من الملاحظات المهمة اولها: ان اغلفة البلاستيك الحديثة تخضع لمراقبة مستمرة وصارمة لكل من كلوريد متعدد الفينيل (PVC) ومتعدد الكربونات والملونات المختلفة ولكن.. أين تكون المراقبة؟ هل في الولايات المتحدة فقط أم في عالمنا الثالث؟ هذا هو السؤال الذي سيبقى قائماً.
ثانياً: هل المستهلك في دولنا هذه سواء كان متعلماً أم جاهلاً يعي ويدرك كيفية استخدام الاواني والادوات والاغلفة البلاستيكية؟.
ثالثاً: لابد ان اشير هنا الى انه توجد اتهامات في حدوث هجرة لبعض مواد التغليف الى الغذاء ربما تنتج مركبات أو معطلات الهرمونات ورغم النفي الشديد لمثل هذه الاتهامات لمادة(DEHA) إلا انه لا مانع من زيادة الحيطة والحذر وعدم تسخين أغلفة البلاستيك، والغريب في الأمر ان جمعيات (حماية المستهلك) في الدول المتقدمة والتي تمتلك امكانيات هائلة للفحوصات وغيرها قامت في دول اوروبية بفحص أدوات الطبخ والاغلفة البلاستيكية للبحث عن ممزقات الهرمونات وتلك المواد والادوات المعدة للطبخ في افران المايكروويف لكنها فشلت تماماً منذ سنوات بعيدة حتى الآن فما بالك بالجمعيات المماثلة في عالمنا الثالث؟
* هل هنالك ارشادات أو تنبيهات لاستخدام المايكروويف استخداماً آمناً؟
- نعم، هناك (مارلين شاسي) من مجلة (وول ستريت) اوردت بعض الملاحظات حول نظرتها للبلاستيك في افران المايكروويف حيث قالت: ان (القاعدة الذهبية) للمستهلكين هي (الحذر... ثم الحذر) اذ ليس كل أنواع البلاستيك تتشابه وتصلح للمايكروويف. كذلك تقول شركة (تبروير) من ولاية (فلوريدا) الامريكية ان منتجاتها من اغلفة وعبوات البلاستيك التي تصلح للمايكروويف عليها بطاقة واضحة وتظهر بتعليمات واضحة ايضا اما غير ذلك فهي لا تصلح للمايكروويف ويحذر منها فمن ذا الذي يراقب ويحذرنا نحن من هذا أو ذاك؟
علماً بأن كل المستهلكين لا يهتمون اطلاقاً بقراءة مثل تلك البطاقات والبيانات الايضاحية فعلب الوجبات السريعة ووجبات الاطفال (الخفيفة) واغلفة اللحوم عند الجزارين وغيرها كلها تجد طريقها للمايكروويف، وقال بروفيسور (هيكس) من جامعة (كتكي) انه حتى بعد قراءة البطاقة ومعرفة استخدامها فلابد من شروط أخرى لاستعمالها في المايكروويف ويجب على المستهلك مراعاة الآتي: لا تطبخ إلا في أغلفة مدون عليها (يمكن استخدامه مع المايكروويف) ومن شركة (معروفة) وموثوق بها تماماً- اترك فراغاً بين الطعام وسطح الغلاف البلاستيكي- اذا رغبت في ادوات طبخ بلاستيكية فابحث عن (البولي ثيلين) لانه لا يحتوي على ملدنات واستخدم الورق المشمع فهو آمن.
وأخيراً يقول دكتور ازهري انه لابد من الوقوف حول حقيقة ما توصلنا اليه وهو ان مادة البلاستيك لها مساويء ومحاسن ومهمة في حياتنا العصرية. عندما نتحدث عن البلاستيك وتأثيره على الصحة فلابد من التفريق بين أمرين الأول: هو تأثيره على الصحة نتيجة استخدامه اليومي في المنتجات المختلفة- الثاني هو تأثيره على البيئة اذا اراد الانسان التخلص منه بعد استخدامه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.