علي خليفة احتلال و تحرير هجليج طفت علي السطح بعض التصريحات و المواقف من قبل المسئولين في الدولة تعكس حالة من الارتباك والانفعال تعبر عن طريقة ( رزق اليوم باليوم) والفقر في التعبير عن الرؤى والمواقف التي تعيشها الحكومة كما قال قطبي المهدي احد القياديين البارزين في المؤتمر الوطني ليضاف ذلك الي التقصير والتفريط الكبير والمشين بل الفضيحة المدوية في التقاعس في حماية هجليج, ليتكبد السودان والشعب السوداني هذا الاذى الفادح و الخسائر الضخمة ليكشف ذلك ليس الخطأ في التصريح وتخريج المواقف فحسب بل يوضح بان الدولة غير محصنة ودفاعاتها العسكرية والسياسية والإستراتيجية هشة وضعيفة لأبعد الحدود وهذه ليست المرة الاولي التي تنكشف فيها العورة ويبان ما بها من خلل , بل سبق ذلك دخول قوات العدل والمساواة في وضح النار لمدينة أم درمان , ما حديث النائب الاول للرئيس امام البرلمان والبث المباشر حيث قال بالحرف (( هلا -هلا علي الجد )) ينبغي اطلاق النار وقتل (shot and kill)من يعطي المواد الغذائية مثل ( التمرات التي وجدت عند الاسير الجنوبي ) للعدو وهذا لأمر عجيب وفي غاية الغرابة ان يصدر نائب الرئيس أمر بإطلاق النار والقتل ومن علي منصة البرلمان وعلي الهواء المباشر وكان حري بالنائب الاول ان يطلب من البرلمان اصدار قانون بذلك واتخاذ كل الاجراءات التشريعية والقانونية لمنع اي فعل يؤذى الوطن ويخل بأمنه ويلحق الضرر بمصالحه وحياة شعبه وعلي قاعدة الشيء بالشئ يذكر في هذا الجانب فلقد طلب ابناء منطقة المسيرية القاطنين المناطق حول هجليج من الحكومة (الرشيدة) في خريف عام 2011 م عدم فتح التجارة بلا حدود و رقابة في تلك المناطق مع الجنوب لان ذلك يؤدي الي غلاء السلع بشكل مضاعف و لأن ذلك يغذي قوات الحركة الشعبية المتواجدة علي مقربة من تلك المناطق والتي يعرف المسيرية مناطق تواجدها وكيفية انتشارها والغرض من تواجدها وانتشارها ونواياها وذلك بحكم المعايشة والتداخل في تلك المناطق بين ما هو اجتماعي وسياسي وعسكري , بل قام بعض ابناء المسيرية بحجز بعض القطارات التي تنقل البضائع الي اقليم بحر الغزال في الجنوب وبكميات هائلة , كما طالبوا بنشر القوات المسلحة السودانية و بأعداد وعتاد كافي وقادر علي تأمين المواطنين ومناطق البترول المهمة وتم ذلك ليس شفاهة بل عبر عدد من الخطابات والمذكرات والمقابلات وذلك لمعرفة ابناء المنطقة الدقيقة بعقلية الحركة الشعبية و غدرها وحقدها ونواياها الشريرة وبحكم التصدي لها لعشرات السنين وردها على اعقابها وإفشال مخططاتها ولكن حكومة النائب الاول الذى يأمر بالقتل من على منصة البرلمان علي طريقته الخاصة التي اخترعها لم تستجب لتلك المطالب ولم تصغي لها وغضّت الطرف عنها كعادتها في تهميش المواطنين وأرائهم وعدم الاكتراث لضرورات حياتهم وأمنهم وأمن الوطن عموم وذلك لحالة الغرور والتكبر الزائف والاستعلائية المريضة التي تعاني منها حكومة بلادنا وهذا ما يعبر عنه السيد نافع علي نافع في تصرفات ولغة سياسية غريبة علي المجتمع السوداني وأهله ,وما حديث هذا الرجل ( الهمام ) عن ( لحس الكوع والبوع وأشياء اخري )وشتمه وإهانته لكثير من مكونات الوطن إلا دلالة علي هذا الغرور والاستعلائية القبيحة . كما تحدث النائب الاول امام البرلمان وقال ( هلا هلا علي الجد لمحاربة الفساد و المتلاعبين بأمن الوطن ومعايش المواطنين ) وكأن ضربة هجليج هي التي افاقت الناس من حالة الغيبوبة ليروا الخلل الامني وإهدار المال العام والتعدي عليه والفساد المستشري الذى نخر جسد الدولة ولم يبقي ولم يزر شيئا , ومعاناة الناس وضنك حياة المواطنين !!!! وكأن كل تلك المفاسد والمهالك شيء جديد حدث فقط في الفترة الاخيرة ووجب التنبيه والتصدي له , وكأن النائب الاول ليس له علم من قبل بذلك مع ان الصغير الذي لم يحن فطامه يعرف ذلك في السودان !!!! طالما السيد النائب الأول فتح الكلام ( بهلا هلا علي الجد ) والحساب ومراجعة الخلل من حقنا كمواطنين ان نقول ما بال اتفاقية الشؤم والعار المسماة نيفاشا التي سميت زورا وبهتانا باتفاقية السلام وبل السلام الشامل وأي حروب ولِدتها تلك الاتفاقية وأي ظلم وإهدار حقوق أصاب شعب السودان وهل نعِم السودان بالسلام أم حصد السراب وأي ألغام وقنابل وقتلي وجرحى وضحايا خلفت (نيفاشا) المشؤومة وأي تجاهل واستغفال مورس علي الشعب السوداني وكل قواه الوطنية والسياسية وتاريخه وعامة أهله لا بل علي من انجزوا اغلب فصول الاتفاق ومنهم قائد المفاوضات الدكتور غازي صلاح الدين وأي خدع ومؤامرات استراتيجية مررها الاستعمار عبر أداته المسماة بالإيغاد وهذا ما نعيش نتائجه الكارثية الان وما سيكشفه التاريخ القادم ويعرف شعب السودان فداحة أخطائه , ذاك الشعب الذى اغرق في دمائه عقدين من الزمان واخرج الي صحراء وسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء ,وحينها تلا الجنرال (سمبايو) التلمود والسفر اللاهوتي الاخير من فصول نيفاشا وقيل هو ذا السلام المقدس وهنا يصلح السؤال والمقارنة بين من أعطي الجندي الجنوبى التمرات ومن وقع نيفاشا و جعلها كتاب مقدس ومن منهم يستحق اطلاق النار عليه وقتله .وهنا ايضا تتولد آلاف الاسئلة التي يجب علي النائب الاول الاجابة عليها !!! في الظروف الصعبة و الشدائد و المحن يجب ان يتحلى من هو علي راس الدولة برباطة الجأش و الصبر ولا ينفعل و يطلق الكلام و التصريحات بلا حساب لان ذلك ينعكس علي الدولة و الشعب و مصالحه فحديث الرئيس في مدينة الابيض يعتبر خارج السياق و فيه من عدم الدقة ما وفر لبعض المزايدين اللذين يعزفون علي وتر التباين ألاثني و الديني , وفر لهم مادة دسمة للتعاطي و التأويل لزرع الفتن بين انباء السودان. وسبق حديث الرئيس حديث اخر لوالي جنوب كردفان عن كيف التعامل مع اسرى جنود الحركة الشعبية , ايضا ذاك الكلام يعبر عن عدم مسؤولية و اذا صح يعتبر خطير وبعيد مبادئ الاسلام و خلق السودانيين و الاعراف الدولية و كل هذه التصريحات و المواقف لا تخدم الدولة و الشعب السوداني كما انها لم تخدم او تفيد اصحابها انفسهم...