كلام الناس *نواصل كلام اليوم عن كبار السن الذين يعيشون حياتهم ولا يحبسون انفسهم في الاوهام كما اشرناالى ذلك في كلام السبت الماضي‘وكيف انهم يجدون الرعاية الكاملة من الحكومة الاسترالية وكيف انهم يأتون اليهم في بيوتهم لرعايتهم صحيا ونفسيابدلا من ارسالهم الى دور العجزة التي تعزلهم اكثر من حياتهم الاسرية والطبيعية‘ والكلام موجه هنا للابناء والبنات بالطبع لاننا نعلم ظروف الحكومة كان الله في عونها. *للاسف تسببت الظروف الاقتصادية والاجتماعية في بلادنافي تفكك الاسر الكبيرة التي كانت ممتدة ومتكافلة فيما بينها‘واصبح بعض الاباء والامهات من كبار السن يقضون حياتهم في عزلة قاتلة بعد ان تفرق الابناء والبنات كل في طريق وتفرغوا لاسرهم الجديدة. *العزلة القاتلة تكون اكثر ماساوية في حالة غياب النصف الاخر سواء بالسفر الطويل الامدبعيدا عن نصفه الاخر او بالطلاق او الموت لانه في هذه الحالة تصبح حياةالعزلة اكثر جفافا وجفاء. * في بلاد كاستراليا مثلا يحاول كبار السن وحتي الصغار منهم وبالاخص النساء تعويض جفاف حياتهم والجفاء الاجتماعي بتربية الكلاب التي يرون انها تؤنسهم في وحشتهم وتلهيهم بما يعوضهم شكليا عن الحياة الاجتماعية السوية المعافاة للانسان الذي بطبعه حيوان اجتماعي. *حكى لي احد السودانيين الذين طال بهم المقام في استراليا عن احد الاثرياء الكبار وهو كبير السن ايضا يملك مؤسسات ضخمة في استراليا وفي خارج اسراليا ولكنه يعاني من العزلة القاتلة بعد ان انصرف عنه الابناء والبنات بمن فيهن من لم تتزوج بعد ‘ الحمد لله لم نصل لهذه المرحلة في بلادنا . *قال لي الصديق السوداني - في صدق معلوم ان كل هذا الثراء لم يحقق لصاحبه السعادة وانه اصبح كثير الشكوى من العزلة القاتلة التي يعاني منها‘ ووصل به الحال الى انه عرض على اسرة متوسطة الحال ان يتبنى احد اطفالهم ويتولى الانفاق عليه مدى العمر من المرحلة الاولية وحتى يتخرج من الجامعة بل وتعهد بالحاقه في المستقبل بعمل في احدى مؤسساته الكبرى. * المفاجأة التي صدمت الثري الكبير اكثر ان الاسرة متوسطة الحال رفضت عرضه لانها اعتبرته صفقة يتم بوجبها بيع طفلهم نظير سعادة متوهمة ومشتراه الثري نفسه بكل ماله لم يستطع تحقيقها لنفسه ‘وبهذا الموقف قدمت له ولناهذه الاسرة متوسطة الحال درسا في الحياة الاسرية والاجتماعية. *نقول هذا ونحن ندرك اهمية الاستقرار الاقتصادي للاسر خاصة في ظروفنا الراهنة لكن التجارب الحياتية علمتناان المال وحده لا يحقق السعادة وان هناك كثيرا من الاسر الغنية ماديا لكنهافاشلة اجتماعيا واسريا وتربويا وان كثيرا من الاسر الفقيرة متماسكة اجتماعيا وغنية بابنائها وبناتها الناجحين الصالحين. *حقا ليس بالمال وحده يحيا الانسان.ٍ مع كل التحية وااشوق لكم جميعا