الحياة تمضى مسيرتها للأمام ، ولن تتوقّف. والصحافة تنقل الأخبار.وما عاد مسلسل " حجبه الأمن من النشر" يجدى. و لن تجدى مصادرة الصحف .ولن تجدى مصادرة الكتب ومحاولات منعها من معارض الكتب وتجفيفها من أرفف المكتبات . فقد تجدّدت منافذ التوزيع والنشر .فالفضاءات الجديدة ، أفلحت - تماماً- فى كسر حوائط و زنازين الرقابة الأمنيّة . وهاهى ( الميدان ) تصدر ويطالعها الناس رغم مواصلة الإستهداف الأمنى بالمصادرة المستمرة " بعد الطبع ". وصحافة المقاومة والحقيقة والتنوير، تجد إحترام القرّاء وتضامنهم ومناصرتهم و دعمهم المادّى والمعنوى .وعموماً، ما عادت نظرية " الأخبار السيئة ،هى الأخبار الحسنة " هى محرّك الصحافة وغايتها و مصدر رزقها الوحيد . ففى كل يوم جديد تصدر صحيفة جديدة . وفى كل يوم يزداد وعى الناس بقيم حريّة الصحافة والتعبير وإحترام و تعزيز حقوق الإنسان . وهناك عشرات الأخبار السعيدة ،مثلما هناك أخبار " تعيسة " وأتعسها - بالطبع - أخبار مصادرة الصحف وحجب عشرات المقالات والأخبار " أمنيّاً ". و"تهكير" المواقع المصادمة وإختراق وتهكير البريد الشخصى للنشطاء والناشطات و آخرها تهكير بريدى الشخصى قبل يومين ونيف .و برغم كل هذا وذاك ، تصل عبر الميديا الجديدة ( الفيس بوك والتويتر ) - لحظة بلحظة - أخبار و متابعات (وقفة ) زميلنا فيصل محمّد صالح القويّة فى وجه الطغيان الأمنى ، رغم تعليمات (يمنع من النشر ) !. أحاول اليوم إشراك ومشاركة القرّاء الأعزّاء والقارئات العزيزات متعة تلقّى بعض الأخبار السعيدة ومنها -على سبيل المثال،لا لحصر - صدور عدد جديد من مجلّة ( اللافتة ) التى يصدرها منتدى شروق الثقافى بالقضارف ، رغم التضييق الأمنى على المنتدى.وهناك خبر صدور و تدشين رواية زميلنا الصحفى فئزالسليك (مراكب الخوف ) فى قاهرة الثورة . وحتماً ستجد (المراكب ) طريقها للقرّاء فى السودان ، بمثلما وجد قبلها كتاب زميلنا فتحى الضو (الخندق ) طريقه لقرّاء ( الداخل ) . وقبلهما وصل كتاب الدكتورة فاطمة بابكر محمود (الجنس والجنسانيّة وإستغلال المرأة السودانيّة ) لقرّاء ( الداخل ) فى ذات الوقت الذى كان يطالعه قرّاء وقارءات ( الخارج ). وهاهو موقع(مسارات ) ينطلق بقوّة وإصرار عنيد ،ليفتح مساراً جديداً فى طريق توسيع دائرة النشر الإلكترونى. فلهؤلاء جميعاً تحيّة تقدير وإعزاز على وقوفهم فى خندق الشعب وعلى بذلهم وعطائهم وتحمّلهم مشقّات الكتابة والبحث والتجويد وعنت التواصل عبرالكلمة الحرّة والصادقة من على البعد ، ليصل منتوجهم الفكرى والأدبى لأهل الوجعة فى السودان ، متحدّين صعوبات المنافى وسخف فكرة (منع من النشر ) .وليصبحوا بذلك - مع قرّائهم - ( أبهى الواقفين ). لهولاء جميعاً ، وللقرّاء والقارءات أهدى قصيدة سعدى يوسف التى كتبها فى لندن فى 19 مايو 2000 (الوقفة ) : إذ يقول : حظّنا ، أيّتها النخلة أن نهتز إن مرّت بنا عاصفة : نقوى مع الريح : ولا نهوى ....لنهوى. حظّنا أن ننشد الماء / وأن يحرقنا الضوء ...و حظٌّ أننا نعطى ، ولا نعطى / وحظّ أننا نلبس ما ننسجه حسب / و حظٌّ أنّ ما يجمعنا والنجم حبّ ...../......../ أتراها نعمة أم نقمةً ؟ لا بأس / إنّا لم نزل ، أيّتها النخلة أبهى الواقفين ....