قبائل وأحزاب سياسية خسرت بإتباع مشروع آل دقلو    النصر الشعديناب يعيد قيد أبرز نجومه ويدعم صفوفه استعداداً للموسم الجديد بالدامر    المريخ يواجه البوليس الرواندي وديا    ريجي كامب وتهئية العوامل النفسية والمعنوية لمعركة الجاموس…    لجنة أمن ولاية الخرطوم: ضبطيات تتعلق بالسرقات وتوقيف أعداد كبيرة من المتعاونين    فاجعة في السودان    ما حقيقة وصول الميليشيا محيط القيادة العامة بالفاشر؟..مصدر عسكري يوضّح    "المصباح" يكشف عن تطوّر مثير بشأن قيادات الميليشيا    هجوم الدوحة والعقيدة الإسرائيلية الجديدة.. «رب ضارة نافعة»    هل سيؤدي إغلاق المدارس إلى التخفيف من حدة الوباء؟!    الخارجية: رئيس الوزراء يعود للبلاد بعد تجاوز وعكة صحية خلال زيارته للسعودية    الأمر لا يتعلق بالإسلاميين أو الشيوعيين أو غيرهم    الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يستقبل رئيس وزراء السودان في الرياض    شاهد بالفيديو.. فنانة سودانية تنفجر غضباً من تحسس النساء لرأسها أثناء إحيائها حفل غنائي: (دي باروكة دا ما شعري)    الخلافات تشتعل بين مدرب الهلال ومساعده عقب خسارة "سيكافا".. الروماني يتهم خالد بخيت بتسريب ما يجري في المعسكر للإعلام ويصرح: (إما أنا أو بخيت)    شاهد بالصورة والفيديو.. بأزياء مثيرة.. تيكتوكر سودانية تخرج وترد على سخرية بعض الفتيات: (أنا ما بتاجر بأعضائي عشان أكل وأشرب وتستاهلن الشتات عبرة وعظة)    تعاون مصري سوداني في مجال الكهرباء    شاهد بالصورة والفيديو.. حصلت على أموال طائلة من النقطة.. الفنانة فهيمة عبد الله تغني و"صراف آلي" من المال تحتها على الأرض وساخرون: (مغارز لطليقها)    شاهد بالفيديو.. شيخ الأمين: (في دعامي بدلعو؟ لهذا السبب استقبلت الدعامة.. أملك منزل في لندن ورغم ذلك فضلت البقاء في أصعب أوقات الحرب.. كنت تحت حراسة الاستخبارات وخرجت من السودان بطائرة عسكرية)    ترامب : بوتين خذلني.. وسننهي حرب غزة    أول دولة تهدد بالانسحاب من كأس العالم 2026 في حال مشاركة إسرائيل    900 دولار في الساعة... الوظيفة التي قلبت موازين الرواتب حول العالم!    "نهاية مأساوية" لطفل خسر أموال والده في لعبة على الإنترنت    إحباط محاولة تهريب وقود ومواد تموينية إلى مناطق سيطرة الدعم السريع    شاهد بالصورة والفيديو.. خلال حفل خاص حضره جمهور غفير من الشباب.. فتاة سودانية تدخل في وصلة رقص مثيرة بمؤخرتها وتغمر الفنانة بأموال النقطة وساخرون: (شكلها مشت للدكتور المصري)    محمد صلاح يكتب التاريخ ب"6 دقائق" ويسجل سابقة لفرق إنجلترا    السعودية وباكستان توقعان اتفاقية دفاع مشترك    المالية تؤكد دعم توطين العلاج داخل البلاد    غادر المستشفى بعد أن تعافي رئيس الوزراء من وعكة صحية في الرياض    تحالف خطير.. كييف تُسَلِّح الدعم السريع وتسير نحو الاعتراف بتأسيس!    دوري الأبطال.. مبابي يقود ريال مدريد لفوز صعب على مارسيليا    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا ود القضارف يسخر من الشاب السوداني الذي زعم أنه المهدي المنتظر: (اسمك يدل على أنك بتاع مرور والمهدي ما نازح في مصر وما عامل "آي لاينر" زيك)    الجزيرة: ضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمناقل    ريال مدريد يواجه مرسيليا في بداية مشواره بدوري أبطال أوروبا    ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟    شاهد بالصور.. زواج فتاة "سودانية" من شاب "بنغالي" يشعل مواقع التواصل وإحدى المتابعات تكشف تفاصيل هامة عن العريس: (اخصائي مهن طبية ويملك جنسية إحدى الدول الأوروبية والعروس سليلة أعرق الأسر)    الشرطة تضع حداً لعصابة النشل والخطف بصينية جسر الحلفايا    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    الخرطوم: سعر جنوني لجالون الوقود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    عثمان ميرغني يكتب: "اللعب مع الكبار"..    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    تخصيص مستشفى الأطفال أمدرمان كمركز عزل لعلاج حمى الضنك    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في ذكري الرحيل المر ... الإتحاديون.. حطة وطنية وحزبية ولا أزاهرة لها (7). بقلم محمد عصمت يحى

رحلت برحيل الشقيق محمد أزهري طلته الندية وسط الغيوم الحالكة التي أطيقت بسماوات بلادنا وشعبنا وحزبنا، رحلت برحيله ملامح الجسارة والصمود وحلت مكانها معالم الضعف والخوف هداية ً لمُوجفي النفوس ومُرتاعي البصائر، رحلت برحيله عن دنيانا قيم العفاف والإعراض عن زخرفها وأقبلت علينا صفوف من ُطلاب عرضها الزائل رافعين لواء الحزب والوطن بلا ذرة من حياء أو قطعة من خجل، رحلت برحيله تلك القسمات البهية التي ألفها كل بيت إتحادي وغير إتحادي على إمتداد الوطن الشاسع وُشعاعها ينداح علي الجيران قبل الخلان وعلي الأغارب قبل الأقارب إلي أن صار عنده شعب السودان بأكمله رحما ً يتوجب وصله مهما تطاولت المسافة أو شق الوصول، رحلت برحيله مواكب البر والإحتفاء بالرفاق والزملاء من أهل اليسار والأحباب من من أصحاب الطريق والأنصار، رحلت برحيله بشريات القبول وإتساع الوطن لكافة أبنائه وهو يشارك دون ضجر كنائس الوطن أعيادها بصلواتها وتراتيلها كل سويعات الفجر.
مضي يوم السبت الثالث من يونيو 2006 وقلوبنا وعقولنا تغالب أوجاعها وآلامها، كان الواجب علينا أن نطويَ تلك الصفحة من دفتر الأيام الحوالك، في تلك الصفحة كتب سفير فرنسا وباللغة الإنجليزية معزيا ً السودان في نحسه وسوء حظه بفقد الزعيم محمد أزهري بضع كلمات لكنها عدد من الأسفار إذا ما سبرنا غورها وغصنا في أعماقها (Sudan is the most unlucky country by the death of Mohamed Alazahari)، وفي أسفل الصفحة لم يجد السيد علي عثمان محمد طه ما يكتبه إلا ( كنا نريده ليوم كريهة وسداد ثغر) وهو عجز بيت من قصيدة للشاعر عبدالله بن عمر بن عمرو بن عثمان بن عفان المشهور بالعرجي وهو في سجن محمد بن هشام بن إسماعيل المخزومي خال هشام بن عبدالملك بن مروان وكان واليا ً لمكة في ذلك الزمان، وُيروي أو العرجي كان يتغزل بأم محمد بن هشام وإسمها الجيْداء، وُيقال بأن غزل العرجي في الجيداء لم يكن بسبب محبتها أو جمالها وإنما بغرض التشهير بإبنها محمد بن هشام فأخذه وسجنه وكان ُيخرجه من سجنه كل يوم ويأمر بضربه بالسياط لتسع سنين إلي أن ُتوفي دون أن تشفع له مكانته الرفيعة في نسبه لعثمان بن عفان رضي الله عنه ويقول في قصيدته تلك:
أضاعوني وأي فتي ً أضاعوا
ليوم كريهةٍ و ِسداد ثغر
وخلوني وُمعترك المنايا
وقد ُشرعت أسنتهم لنحري
كأني لم أكن فيهم وسيطا ً
ولم تك نسبتي في آل عمرو
( كنا نريده ليوم كريهة ٍ و ِسداد ثغر) هكذا كتب نائب البشير في دفتر العزاء وهو قادم من أبوجا بعد أن مهر إتفاقه مع مني أركو مناوي في مايو 2006 ولقد كان ُمحقا ً في إستدلاله فالحق ما ِشهدت به الأعداء.
بوصفي مقررا ً للمكتب السياسي إبتدرت تواصلي مع المرحومين عبد الحليم شنان رئيس مكتبنا السياسي ونائبه إبراهيم أحمد الطيب طيب الله ثراهما وأنزلهما مراتع الجنان، لعقد إجتماع المكتب السياسي للحزب الإتحادي الديموقراطي – المؤتمر الإستثنائي – حيث تم الإتفاق علي عقده بدار الشقيق المرحوم صالح يعقوب بضاحية شمبات إذ كانت دار الزعيم ما تزال تستقبل وفود المعزين، توافد أعضاء المكتب السياسي وعيونهم تقطر دما ً، ُخطاهم تتثاقل عند مدخل الدار الرحيبة وإلي حيث النجيل الذي ُصفت عليه مقاعد لن يجلس علي واحد منها ولأول مرة حبيبنا الراحل، الإطراق فرض ُسلطانه علي الحضور البالغ النصاب، بدأ الإجتماع بآيات سورة العصر تلاها بصوته الرخيم الشقيق أحمد نور عبد القادر، لم يتجرأ أحد بأن يطلب من الشقيق نعيم ديمتري بأن يقرأ ما تيسر من الكتاب المقدس كعادة الشقيق محمد أزهري فلا المكان ولا الزمان ولا الحدث ولا الحضور قد ألفوا بعد غياب العزيز محمد أزهري، غاب عن ذلك الإجتماع المرحوم عبد الحليم شنان بسبب المرض الذي أقعده علي السرير عدا - مرة واحدة سأحدثكم عنها - إلي أن غادر دنيانا إلي دار الخلود فناب عنه نائبه المرحوم إبراهيم أحمد الطيب الذي لم يجد صعوبة ًوصخبا ً ُيذكر في إدارة الإجتماع كما الإجتماعات السابقة ثم أصدر المكتب السياسي قراراته وهي:
1) الموافقة علي حل الحزب الإتحادي الديموقراطي وفقا ً لقرار المؤتمر الإستثنائي وإستجابة لميثاق الوحدة الذي وقعه العزيز الراحل محمد أزهري في 13/7/2005.
2) تصعيد الأستاذة جلاء إسماعيل الأزهري والفاضل حسن عوض الله عضوا المكتب السياسي إلي هيئة قيادة الحزب الموحد.
3) إنشاء آلية مفوضة لإدارة المرحلة الإنتقالية ولحين إكتمال المؤسسات الوحدوية للحزب الإتحادي الديموقراطي في مرحلة ما بعد الوحدة والرحيل المر.
جاءت قرارات المكتب السياسي لحزبنا المعروف بالمؤتمر الإستثنائي متدثرة بإلتزام ٍ قديم ٍ يتجدد مع الأيام ولا يبلي، إلتزامٌ لا يعرف النكوص ولا يأبه بتخاذل أحد مهما كان ذلك الأحد، لقد كان إلتزامنا أمام الله والوطن والشعب والحزب في نصفه الأعلي هو إيماننا التام بأن الشأن الوطنى هو شأنٌ عام يختص به كل أبناء السودان ولا يحق ولا يجوز أن ينفرد به كائنا ً من كان، لم يلج هذا الإيمان إلي قلوبنا نحن الإتحاديون الأزاهرة من بابي الصدفة أو التدبير بل وقر فيها عندما وجد تجاويفها مؤسسة ً وطنية ًُ ديموقراطية ً حاضنة ً لتاريخ ونضالات الأمة السودانية، مؤسسة ً وطنية ًُ ديموقراطية ً قائدة ً لمعارك تحررها الوطنى ضد الإستعمار والأنظمة الإستبدادية الأمر الذي يؤكد بنوتها وإنتماءها وإرتباطها بالوطن وطموحات شعبه، مؤسسة ً وطنية ًُ ديموقراطية ً معبرة ً عن الشخصية السودانية التى تبلورت عبرالسنين والأحداث كممثل أصيل ووحيد للوسطية والإعتدال.
إستدام ذلك الإيمان الموروث في دواخلنا بإستدامة إستفزاز الظروف التى تعيشها بلادنا فى هذه المرحلة الفاصلة من تاريخها فكانت عاقبته إدراكاً واعياً منا بكل بوادر التمزق التي تشهدها ساحتنا السياسية الداخلية، لذا إعتمدنا مبدأ مشاركة الجميع فى الشأن الوطنى ومقاومة فكرة إقصاء الآخرين من المشاركة الإيجابية فى العملية السياسية وفق مبادئ يتراضى الجميع عليها، ولما لم يفت علينا بأن النظام الحاكم هو من يتحمل النصيب الأعظم فيما يحيط بمصير بلادنا وشعبنا بحكم توليه لمقاليد الأمور وروتين السلطة بشقيها العسكري والمدني، فقد كان واجبا ً علينا وكأوجب ما يكون الوجوب أن نسطر في مقدمة أهدافنا بأن المخرج الحقيقى من هذه المآزق والمُهددات التى تتعرض لها بلادنا هو ضمان وكفالة كافة الحريات الأساسية ورعاية الحقوق الديموقراطية والإنسانية لكل أبناء الوطن الواحد على إختلاف أعراقهم وأديانهم وثقافاتهم وتوجهاتهم السياسية والفكرية.
أما إلتزامنا أمام الله والوطن والشعب والحزب في نصفه الأدني فهو يقيننا من وحدة الإتحاديين وقضاياهم التنظيمية الداخلية، وحينما أستدعي كلمة يقيننا لخدمة مقاصد إلتزامنا في نصفه الأدني فليس هذا من قبيل الإسترسال اللغوي وإنما أعني حقا ً وصدقا ً كلمة يقيننا هذي، ذلك أن كثير من أدعياء وحدة الإتحاديين وسماسرتها لم يتورعوا من الإفتئات علينا ودمغنا بتعطيل مسارها دون أن تطرف عيونهم أو يخفق ما تبقي من ضمائرهم، جاء في تعريف كلمة اليقين للإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام والذي ُولد بالمدينة يوم الإثنين 12 من ربيع الأول في سنة 83 من الهجرة مصادفا ً ليوم مولد نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام، وكان له من العلم والفضل والحكمة والزهد والورع والفقه والصدق والعدل والنبل والكرم والشجاعة ما لا ُيحصيه العادَون، كما لم ُينقل من أحد من أهل بيته مثلما ُنقل عنه، كل هذا لم يشفع له فإستشهد مسموماً وعمره إذ ذاك 65 سنة ً، يقول الإمام الصادق عليه السلام بأن (اليقين هو ُغرة الفضائل النفسية وأعز المواهب الإلهية، فإن كان الإيمان أفضل من الإسلام فإن اليقين أفضل من الإيمان)، إذن فما من شيء أعز من اليقين ولما كانت وحدة الإتحاديين هي يقيننا فستبقي معزتها عندنا أيضا ً أعز من اليقين الراسخ في وجداننا بضرورة وحدة حزبنا والنابع أساساً من فردانية جوهره وعدم قابليته للإنقسام، ولئن كنا نحن الإتحاديون الأزاهرة وبَسمِْتنا كضمير ٍ حىَ ٍ ونابض لعموم الإتحاديين ُروادا ً لوحدة ٍ إتحادية ظل سعينا لها متصلا ً لنحو إحدي وعشرين عاما ً حتى بدا ولكافة الإتحاديين أن جل عناصر التمزق ومكونات التشتت قد صارت إلى داء عضال يغتال جسد وروح الإتحاديين، إلا أن سعينا لم ولن يتوقف حتى يتوحد الإتحاديون وفق المبادىء التى إختطها الزعيم المؤسس إسماعيل الأزهرى وأشقائه الأبرار، وأسسوا على هديها حزباً ظل يتعملق أمام التاريخ والتحديات وما ذلك علي الله ببعيد، إن سعينا الدائب لوحدة الإتحاديين ووفق الموجهات العامة لسياساتنا إنما تفرضه علينا أحكام التاريخ ومبادىء الرجال لا أوهام الحاضر وأهواء البعض ممن جانبوا جادة الحزب وحادوا عن صراطه المستقيم، لذا فما من خيار ٍ أمامنا إن نزعت نفوسنا بصفاء ٍ معروف ٍ عنا إلى وحدة حقيقية نستعيد بها أمجادنا الطارفة والتليدة.
لقد ظللنا في هذا المعبد نسبح بحمد ُوحدة الإتحاديين بالعَشًي ِ والإبكار عشما ً في حزب ٍ إتحادى ٍ ديموقراطى ٍ ُموحد نعبر به برزخ الشتات والتمزق إلي عوالم العمل الوطنى الراشد، لقد ظللنا ندعو وُنلح في الدعاء على ضوء الحاجة الوطنية الماسة لحزب ٍ فعال ٍ وقادر ٍ على سد الفراغ الوطنى الكبير الذى خلًفته سياسات التقسيم لكل مكونات بلادنا وشعبنا، لقد ظللنا ُنؤمن برجاحة وحدة الإتحاديين في حزب ٍ إتحادى ٍ ديموقراطى ٍ ُموحد يتوسد تجربة الآباء المؤسسين في إعلاء قيم الديموقراطية والمؤسسية والرضا برأي وقرار قواعد الحزب..
لم نكتف بما وقر في قلوبنا من إيمان ٍ بوحدة الإتحاديين، بل صًدقته صحائف كتابنا الذي لم ُيغادر صغيرة ً أو كبيرة ً في شأن وحدة الإتحاديين إلا وأحصاها، لذا كان لا بد من إستدعاء التاريخ الإتحادي وإستلهامه حتى لا تندثر تلك الإشراقات وذلك بتأسيس الحزب الإتحادي الديموقراطي الموحّد الوريث الشرعي لكل نضالات وأمجاد الإتحاديين منذ مؤتمر الخريجين وحتى وفاة ورحيل الزعيم المُجدد محمد إسماعيل الأزهري ...
لقد سطرنا برنامجا ً تنظيميا ً لإعادة هيكلة وتنظيم عضوية الحزب داخل وخارج الوطن بما يخدم قضية الوحدة بين الإتحاديين، برنامجا ً تنظيميا ً ينظر بعمق لكل المتغيرات السياسية والإقتصادية والإجتماعية التى ضربت كل أوجه الحياة داخل وخارج بلادنا، برنامجا ً تنظيميا ً يستصحب حزمة من المرتكزات وذلك يقيناً منا بأهميتها فى عمليات إعادة البناء يقوم علي:
1) لامركزية وديموقراطية التنظيم .
2) إشاعة ثقافة الإشتراك وترسيخ مبدأ ديموقراطية التمويل.
3) الدفع بالشباب وإفساح ساحات الإدارة الحزبية أمامهم بوصفهم أساس وبوصلة المرحلة المقبلة.
4) ترقية مشاركة المغتربين والمُهجرًين.
تلك هي رؤيتنا التي سعينا بها في أوساط الإتحاديين بعد أن تفرقت بهم السُبل وتشعبت أمامهم المسالك، رؤية ترتقي بهم إلي سماوات ما بلغها الآباء المؤسسون إلا بترفعهم عن الصغائر وتعففهم أمام الدنايا، رؤية تعتمد المؤسسية والديموقراطية في إدارة الصراع والخلاف داخل الأجهزة الحزبية، رؤية تحلم بأن يظل هذا الحزب ِملكا ً مشاعا ً لكل أبناء شعبنا، لفقرائه قبل أغنيائه ولخدامه قبل أسياده..
لقد كانت آخر ملاحم تلك الرؤية لمرتجي الآمال الإتحادية محمد أزهري هي ما مهره بتوقيعه في 13/7/2005 لكنها لم تكن آخر الملاحم لنا نحن أشقاؤه علي ذات الطريق، وهي ما سنتعرض لها بكل دقائقها ورقائقها حتي يعلم الجميع ما يفعله الأدعياء والسماسرة بقضية الوحدة الإتحادية دونما إستحياء يتغًشاهم أو إحتشام يتلًبسهم.
وكما ذكر الشقيق الفاضل حسن عوض الله فلقد إنقضي سامر ليلة 15 سبتمبر 2005 دون حلم لتعلو بعض الأصوات الخجلى واصفة ً ذلك الجهد الإتحادي الدوؤب بثلاثية أضُلعه من مؤتمر ٍ إستثنائي وإتحادي مسجل وهيئة عامة بأنه مجرد إطار لشحنة من العواطف ومحض تحايا ومشروع إبتسام، لم تلن قنوات (قناة ُتجمع قنوات وليست كما ُيشاع أقنية) من صنعوا ذلك الحدث في ليلتي 13/7 و15/9 من العام 2005، ولعل قليل من قيادات الإتحادي الأصل والمسجل وممن هم علي قارعة الطريق تعلم مقدار ما ترتب وسيترتب عليهم جَراء تنكرهم لذلك العهد وتملصهم من هكذا إلتزام، ما كان أمامنا غير أن نمضي ُقدما ً في هذا الطريق فبدأت أولي خطوات الهيكلة الموحدة لحزب إتحادي ديموقراطي موحد وبعد سنوات من الفرقة والشتات، كانت خطواتنا تنتقل ما بين دار المرحوم حسن دندش برياض الخرطوم ودار المرحومين عبد الماجد أبو حسبو والحاج مضوي بحي العمارات، فدار الزعيم وأمدرمان يومها لم تزل تبكيان فتاها سمح السجايا محمد أزهري.
محمد الأزهري: كان بدري عليك
هكذا إبتدر د. محمد عثمان الجعلي المقيم بدبي مقالته المُدمًية للقلوب في رثاء ووداع عازف الأوتار السياسية ومرتجى الآمال الاتحادية الشقيق الإتحادي الرفيع والصديق المبدع البديع محمد إسماعيل الأزهري، يومها لم نجد من الأحرف المعٌبرة ما نضعه علي ملصق أربعينية الرحيل المر غير تلك الأحرف ( محمد أزهري كان بدري عليك) وهي مطلع لأغنية أبدعها شعرا ً ولحنا ً الشاعر عبد الرحمن الريح رحمه الله، وُيحكي أنه قد رافق ُمغنيها المطرب الشاب عمر أحمد بالعزف علي العود عند تسجليها لدي الإذاعة وهي أول عمل غنائي بدأ به الشاعر تعاونه مع ذلك المطرب المغمور الذي كان يغني بمصاحبة الآلات الموسيقية، إلا أن كثيرا ً من المستمعين يرون أن الفنان المرحوم عبد العزيز العميري هو من أطلق عنان هذه الأغنية الرائعة للتحليق في آفاقها البعيدة.
كان بدرى عليك
تودعنى وأنا مشتاق ليك
بدرى عليك والوقت طويل
والأنس جميل فى سكون الليل
كل الأفلاك .. كانت يا ملاك
تنظر لعلاك
مشتاقة اليك .. وكان بدري عليك
كان بدرى عليك وعلى وداعك
يا المغرى وفاتن إبداعك
رحت ومازال عندي شعاعك
خليتني هنا .. في عذاب وعنا
وما عني أنا .. بالروح بفديك
وكان بدري عليك
حبيبي تعال .. أغريني دلال
وأسحرني جمال .. إنت الآمال
في المضى والحال
وللعفة مثال .. علي الأجيال
أنا بفخر بيك
وكان بدري عليك
تودعني وأنا مشتاق ليك
كسنن الأفلاك والشموس والكواكب تتناغم حياتها ودوراتها ورحيلها مع تراتيب العلامات والمواقيت والمواعيد ... رحل محمد إسماعيل الأزهري والمسلمون يواصلون احتفالهم واحتفاءهم بميلاد سيد ولد آدم محمد بن عبد الله عليه السلام...رحل الشاب الموعود بالمجد والسؤدد والزعامة وتلك سنة الله في خلقه وذاك سبيل الأولين والآخرين.
رحل محمد ليذهل خلق ويتجرع أهل الرجاء كؤوس حزنهم وترفع الأكف بالدعاء الصادق بالرحمة والمغفرة لعريس المجد الراحل خلسة ... لك معزتي ومحبتي د. محمد عثمان الجعلي ونواصل إن كان للعمر بقية....


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.