ترتيبات في السودان بشأن خطوة تّجاه جوبا    إعلان خارطة الموسم الرياضي في السودان    توضيح من نادي المريخ    حرام شرعًا.. حملة ضد جبّادات الكهرباء في كسلا    تحديث جديد من أبل لهواتف iPhone يتضمن 29 إصلاحاً أمنياً    تحالف "صمود": استمرار الحرب أدى إلى كارثة حقيقية    شاهد بالفيديو.. لاعب المريخ السابق بلة جابر: (أكلت اللاعب العالمي ريبيري مع الكورة وقلت ليهو اتخارج وشك المشرط دا)    شاهد بالفيديو.. بأزياء مثيرة وعلى أنغام "ولا يا ولا".. الفنانة عشة الجبل تظهر حافية القدمين في "كليب" جديد من شاطئ البحر وساخرون: (جواهر برو ماكس)    "صمود" يدعو لتصنيف حزب المؤتمر الوطني "المحلول"، والحركة الإسلامية وواجهاتهما ك "منظومة إرهابية"    شاهد بالفيديو.. حسناء الفن السوداني "مونيكا" تدعم الفنان عثمان بشة بالترويج لأغنيته الجديدة بفاصل من الرقص المثير    صحة الخرطوم تبحث خطة لإعادة إعمار المرافق الصحية بالتعاون مع الهيئة الشبابية    ميسي يستعد لحسم مستقبله مع إنتر ميامي    امرأة على رأس قيادة بنك الخرطوم..!!    كمين في جنوب السودان    كوليبَالِي.. "شَدولو وركب"!!    دبابيس ودالشريف    إتحاد الكرة يكمل التحضيرات لمهرجان ختام الموسم الرياضي بالقضارف    محمد عبدالقادر يكتب: بالتفصيل.. أسرار طريقة اختيار وزراء "حكومة الأمل"..    تقرير يكشف كواليس انهيار الرباعية وفشل اجتماع "إنقاذ" السودان؟    ارتفاع احتياطيات نيجيريا من النقد الأجنبي بأكثر من ملياري دولار في يوليو    وحدة الانقاذ البري بالدفاع المدني تنجح في إنتشال طفل حديث الولادة من داخل مرحاض في بالإسكان الثورة 75 بولاية الخرطوم    "تشات جي بي تي" يتلاعب بالبشر .. اجتاز اختبار "أنا لست روبوتا" بنجاح !    أول أزمة بين ريال مدريد ورابطة الدوري الإسباني    المصرف المركزي في الإمارات يلغي ترخيص "النهدي للصرافة"    الخرطوم تحت رحمة السلاح.. فوضى أمنية تهدد حياة المدنيين    "الحبيبة الافتراضية".. دراسة تكشف مخاطر اعتماد المراهقين على الذكاء الاصطناعي    أنقذ المئات.. تفاصيل "الوفاة البطولية" لضحية حفل محمد رمضان    بزشكيان يحذِّر من أزمة مياه وشيكة في إيران    شهادة من أهل الصندوق الأسود عن كيكل    لجنة أمن ولاية الخرطوم تقرر حصر وتصنيف المضبوطات تمهيداً لإعادتها لأصحابها    انتظام النوم أهم من عدد ساعاته.. دراسة تكشف المخاطر    خبر صادم في أمدرمان    مصانع أدوية تبدأ العمل في الخرطوم    اقتسام السلطة واحتساب الشعب    شاهد بالصورة والفيديو.. ماذا قالت السلطانة هدى عربي عن "الدولة"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان والممثل أحمد الجقر "يعوس" القراصة ويجهز "الملوحة" ببورتسودان وساخرون: (موهبة جديدة تضاف لقائمة مواهبك الغير موجودة)    شاهد بالفيديو.. منها صور زواجه وأخرى مع رئيس أركان الجيش.. العثور على إلبوم صور تذكارية لقائد الدعم السريع "حميدتي" داخل منزله بالخرطوم    إلى بُرمة المهدية ودقلو التيجانية وابراهيم الختمية    رحيل "رجل الظلّ" في الدراما المصرية... لطفي لبيب يودّع مسرح الحياة    بنك أمدرمان الوطني .. استئناف العمل في 80% من الفروع بالخرطوم    زيادة راس المال الاسمي لبنك امدرمان الوطني الي 50 مليار جنيه سوداني    وفاة 18 مهاجرًا وفقدان 50 بعد غرق قارب شرق ليبيا    احتجاجات لمرضى الكٌلى ببورتسودان    السيسي لترامب: ضع كل جهدك لإنهاء حرب غزة    تقرير يسلّط الضوء على تفاصيل جديدة بشأن حظر واتساب في السودان    استعانت بصورة حسناء مغربية وأدعت أنها قبطية أمدرمانية.. "منيرة مجدي" قصة فتاة سودانية خدعت نشطاء بارزين وعدد كبير من الشباب ووجدت دعم غير مسبوق ونالت شهرة واسعة    «ملكة القطن» للمخرجة السودانية سوزانا ميرغني يشارك في مهرجان فينيسيا    مقتل شاب ب 4 رصاصات على يد فرد من الجيش بالدويم    دقة ضوابط استخراج أو تجديد رخصة القيادة مفخرة لكل سوداني    أفريقيا ومحلها في خارطة الأمن السيبراني العالمي    الشمالية ونهر النيل أوضاع إنسانية مقلقة.. جرائم وقطوعات كهرباء وطرد نازحين    شرطة البحر الأحمر توضح ملابسات حادثة إطلاق نار أمام مستشفى عثمان دقنة ببورتسودان    السودان.. مجمّع الفقه الإسلامي ينعي"العلامة"    ترامب: "كوكاكولا" وافقت .. منذ اليوم سيصنعون مشروبهم حسب "وصفتي" !    بتوجيه من وزير الدفاع.. فريق طبي سعودي يجري عملية دقيقة لطفلة سودانية    نمط حياة يقلل من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 40%    عَودة شريف    لماذا نستغفر 3 مرات بعد التسليم من الصلاة .. احرص عليه باستمرار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في ذكري الرحيل المر: الإتحاديون.. حطة وطنية وحزبية ولا أزاهرة لها (8) . بقلم: محمد عصمت يحى
نشر في سودانيل يوم 18 - 06 - 2012

مابعد كتابة الحلقة السابعة ُرزئنا بفاجعة رحيل الشقيق الشفيف نادر خضر الأمين (ود بانت) فاجعة بذات النسق والتدبير لفاجعة رحيل صديقه وتوأم روحه محمد أزهري، ذات الشواهد تؤكد أن الأرواح هي تلك الجنود المجندة متي تلاقت، الشقيق نادر خضر الأمين صاحب التخصص في الإقتصاد والعلوم السياسية، لم تسعه ساحة من ساحات بلادنا إلا وكان سيٌدها في الحضور والتألق بما ُعرف عنه من أدب ٍ وهذب ٍ وشذب، كان إتحاديا ً أزهري الملامح والقسمات والوجدان، كان سندا ً وعضدا ً ويدا ً ممدودة ً لنا في أزمان الغل والحسرة، كانت لياليه ونهارياته الغنائية الخيرية في تسعينات الشؤم هي المدد المادي والمعنوي لمشروعنا السياسي بزعامة الشقيق محمد أزهري، هاتفتني الشقيقة عبير عثمان والفجر يغزل خيوط رحيله يوم الأحد 20/5/2012 بصوت متهدج لتنقل لي رحيل نادر الزمان الفنان نادر ولم تزد، هول الخبر وظلال الرحيل المر ساقتني دونما قصد إلي مهاتفة صديقه الشاعر الفاتح حمدتو الذي أكد لي نبأ الرحيل المر، لحظتئذ رجعت بي الذاكرة إلي أمسية من أمسيات ديسمبر من العام 2001 بمنتزه البوابة الذهبية (Golden Gate) علي ضفاف النيل بأمدرمان، في تلك الأمسية ذكرني عازف الأوتار السياسية والموسيقية محمد أزهري وهو يدفعني لمرافقته: إذا عايز تسمع حاجة من شعري ومزيكتي أرح معاي !!! قلت له المزيكا عرفناها فيها شعر كمان ؟؟ قال لي ضاحكا ً: الشعر الهوين دا ؟؟ لم أجد بدا ً من الذهاب، دلفنا إلي داخل الصالة وزمان الحفلات قد قارب نهايته بأمر النظام العام، الفنان نادر وربما علي موعد يبدأ في أدائه البديع لقصيدة الشواهد التي أبدعها شعرا ً وموسقها لحنا ً مجموع المواهب محمد أزهري:
الشواهد مرة تالتة
تأكد وتقول الحقيقة
قصة الساقية القديمة
والقواديس العتيقة
أنا كل دقيقة عذابي بكبر
والجراح الفيك تفور في حشاي
وأنا مابراي
مجنون وعاشق لي فنون حبك براي
تائه ُمهود لي سنين
ضائع َمعذب مرتين
والتالتة دي النار الحداي
وتر المدي المشدود هواك
أنغامي فيهو إليك هواي
ليل الشقي الممدود أساك
تلقاني بنزف فيهو دماي
أنا ياني ليك ولي هواك
ولي الدروب العامرة بيك وبي هواي
وأنا ما براي
وأ نا ما براي
ران علي الصالة صمت مهيب والفنان الشقيق نادر يؤدي تلك الأغنية حتي مقطعها الأخير حينما بقي يردد ( وأنا ما براي ) وهو محتضنا ً توأم روحه محمد أزهري ومن بعده يردد الحضور في مشهد ٍ لا ُينسي ولوحة من المختلجات يصعب أن تجسدها ريشة فنان.
روي لي بعضٌ من حضور مراسم تشييع الشقيق الفنان نادر إمتعاض السموءل خلف الله وزير ثقافة النظام الحاكم مني وأنا ُأدثر جسد الشقيق نادر المسجي بعلم الإستقلال والذي نتخذ منه نحن الأزاهرة علما ً وشعارا، ولما كان الحديث يجرُ حديثا ً أود هنا أن ُأقرر حقيقة لمن يعلم ومن لا يعلم أن الشقيق نادر خضر الأمين كان عضوا ً فاعلا ً ومؤثرا ً في كل مراحل المشروع السياسي الشامل لسمح السجايا محمد أزهري وحتي لحظة رحيله المر، لذا نقول لوزير ثقافة النظام الحاكم وقد شاءت إرادة المولي جلا وعلا أن يحمل شخصكم إسم السموءل اليهودي الذي بز العرب في الوفاء حتي جاء في أمثالهم (أوفي من السموءل)، فهو السموءل بن حيان بن عادياء بن رفاعة بن الحارث بن ثعلبة بن كعب بن عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء بن حارثة الغطريف بن إمرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن الحارث بن قحطان، وهو شاعر جاهلي يهودي حكيم من سكان خيبر بالمدينة المنورة وكان يتنقل بينها وبين حصن ٍ له في تيماء أسماه الأبلق، وتوفي قبل 63 من الهجرة النبوية الشريفة، وأشهر شعره هي قصيدته اللامية المعروفة والتي يقول فيها:
إذا المرءُ لم يَدْنَسْ من اللؤم عِرضُه .......فكل رداء ٍ يرتديه جميل
وإنْ هو لم يَحمِلْ على النفس ضيمَها ...... فليس إلى حُسْنِ الثناء سبيلُ
ونسوق قصة وفاء السموءل لعل وزير ثقافة النظام الحاكم يجد لنا العذر في مزاحمتنا له في نهار ذلك اليوم ونحن ندثر جسد شقيقنا الفنان نادر المسجي في يوم رحيله بالعلم الذي عشقه وهام به ولها ً إلي أن لقي وجه ربه راضيا ً مرضيا، ُيحكي أن إمرأ القيس بن حجر الكندي إستودع السموءل أدرعه وماله قبل ذهابه إلى قيصر الروم، فلما مات إمرؤ القيس عام 58 قبل الهجرة جاء الحارث بن أبي شمر المعروف بالأعرج إلى السموءل يطلب منه ما أودعه إياه إمرئ القيس فأبى السموءل وتحصن بحصنه الأبلق، فأخذ الأعرج إبنا ً للسموءل كان يلهو ويتصيد خارج الحصن، وصاح به: هذا ابنُك في يدي وقد علمتَ أنَّ إمرأَ القيس ابنُ عمِّي ومن عشيرتي وأنا أحقُّ بميراثِه فادفع إليَّ وإلاَّ ذبحت إبنك، فقال له السموءل: أجِّلْني ليوم غد، فأجَّله الأعرج، جَمع السموءل أهلَ بيته ونساءَه فشاورَهم فأشاروا عليه بأن يدفعَ ليستنقذ ابنَه، فقال السموءل: " إنَّ الغَدْرَ طوقٌ لا يَبلى، ولإبني هذا إخوة ُ غيره "، فلمَّا أصبحَ الصبح قال للأعرج: لن أدفع فاصنع يا أعرج ما أنتَ صانع، فذبَحَ الأعرج ابنَه والسموءل ينظر إليه، إنصرف الأعرج بالخَيْبة ووافى السَّموءل ورثة إمريء القيس بما ُأوتمن عليه وقال في ذلك:
وَفَيْتُ بِأَدْرُعِ الْكِنْدِيِّ إِنِّي إِذَا مَا خَانَ أَقْوَامٌ وَفَيْتُ
بَنَى لِي عَادِيًا حِصْنًا حَصِينًا إِذَا مَا سَامَنِي ضَيْمًا أَبَيْتُ
وَقَالُوا عِنْدَهُ كَنْزٌ رَغِيبٌ فَلاَ - وَاللَّهِ - أَغْدِرُ مَا مَشَيْتُ
طِمِرًّا تَزلَقُ الْعِقْبَانُ عَنْهُ إِذَا مَا نَابَنِي ظلمٌ أَبَيْتُ
موقفٌ نادر لشاعر يهودي نادر نسوقها من باب الوفاء لشخص نادر هو الشقيق الفنان نادر خضر الأمين (ود بانت)..
دعونا نعود فقد إنقضت سوامر الليالي بحلوها وُمرها وطيف الزعيم المجدد محمد أزهري يتغشي الوجدان ُمذكرا ً بالوصية كل ُسمًار تلك الليالي إلا بالمتسامعين بها والمتابعين لها عن ُبعد، وكما ذكرت آنفا ً ما كان أمامنا غيرأن نمضي ُقدما ً في هذا الطريق فبدأت أولي خطوات الهيكلة الموحدة لحزب إتحادي ديموقراطي موحد وبعد سنوات من الفرقة والشتات، كانت الإجتماعات تتطاول لساعات ثم تمتد لأيام بلياليها تتولد خلالها الأفكار والرؤي والمقترحات وتتكاثر كما الأرانب، أهرقنا فيها عصائر ودهون طبقة المايلين في أدمغتنا حتي كادت أن ُتشل من فرط التفكير ودوامة التشغيل، كنا ننتقل ما بين دار المرحوم حسن دندش برياض الخرطوم ودار المرحومين عبد الماجد أبو حسبو والحاج مضوي بحي العمارات نلتمس أن يركب معنا أشقاؤنا مركب الوحدة الذي أضناه الإنتظار علي شط الإنقسام.
برحيل سمح السجايا محمد أزهري توهم البعض أن تيار المؤتمر الإستثنائي قد أصبح صيداً يسهل قنصه وشواؤه، نقول هذا دون أن ُنشير بسبابة الإتهام لأحد أو تيار أو كيان ولكن تواتر الأحداث ومواقف البعض من أدعياء الفكرة الإتحادية وسماسرة وحدتها لو تتبعناها حدثا ً حدثا ً وموقفا ً موقفا ً لوجدنا حتما ً ما ُيستدل به علي عشعشة ذلك الوهم في عقولهم وقلوبهم، ولعل هذا الأمر أيها القاريء الإتحادي العزيز هو أحد أهم دوافعي في إيراد ما أسعفتني به الوثائق والذاكرة من حقائق وتسطيرها في هذه المقالات.
لو تذكرون ونحن نستعرض في الحلقة الثالثة من هذه السلسلة مخرجات لجنة أل 21 أن الإتفاق قد تم علي تشكيل هيئة مشتركة لقيادة الحزب تتكون من 15 عضوا ً تتكون من القيادات الخمس الموقعة على إعلان المبادىء فى 13/7/2005 وهم من قبيل الربط بين الأحداث المرحومان الشريف زين العابدين الهندي والحاج مضوي محمد أحمد، السيدان ميرغني عبدالرحمن الحاج سليمان وأمين عكاشة، وسمح السجايا محمد أزهري زائدا ً عشر آخرين ُترك أمر إختيارهم لهم هم الخمسة مراعاة للمصلحة الوطنية والحزبية.
قبل الرحيل المر وعندما تيقن سمح السجايا محمد أزهري تماما ً من تنصل المرحوم الشريف زين العابدين الهندي عما تعهد به في ليلته وحلم حياته جري إتفاق مع الشقيق الراحل حسن دندش علي شغور مقعدين من نصيب الإتحادي المسجل بهيئة القيادة لعل وعسي أن يهب سبحانه ُمقلب القلوب المرحوم الشريف زين العابدين الهندي والدكتور جلال الدقير فضيلة الإعتراف بخطأ النكوص ونقض الميثاق وأن ُيتم عليهما نعمة اللحاق بأشقائهما وهم يمضون في طريق وحدة الإتحاديين، كان الشقيق محمد أزهري يعلم كم وحجم مرارة هذا النقصان لدي الشقيق المرحوم حسن دندش وهو الذي أتي مكبا ً علي وجهه ناشدا ً وحدة الإتحاديين لا يلوي علي شيء مضحيا ً بديباج السلطة ورنين الدينار، في ليل 21/4/2006 واليوم أكان جمعة طالما كان الحديث عن أهلنا في عيلفون أحمد المصطفي وحسن دندش هاتفني الشقيق الراحل محمد أزهري كعادته: إنت وين؟؟ كنا وقتها في دار الزعيم نعقد إجتماعنا بشأن إعلان الوحدة يوم الخميس القادم، بتقدر تجي الرياض؟؟ الرياض يومها كانت تعني الدار الرحيب للشقيق المرحوم حسن دندش، بعد السلام بدأ النقاش حول شغور المقعدين!! كان المرحوم حسن دندش ممتعضا ً ومتأبيا ً لهذه الفكرة والشقيق محمد أزهري يسترسل في شرح مزاياها ومدي الفائدة منها لمشروع الوحدة، ما بين عناد الشقيق دندش ورجاء الشقيق محمد أزهري وجدت نفسي منحازا ً وبوضوح للشقيق دندش الأمر الذي أثار دهشته وإستغرابه!! لم ييأس الشقيق محمد أزهري وظللنا في تداول وتقليب هذا الأمر حتي الساعات الأولي من الصباح إلي أن وافق أخيرا ً الشقيق المرحوم حسن دندش عليها وقال ضاحكا ً لمحمد أزهري: جبت محمد فزع بقي ليك وجع.
لم أكن وجعا ً للشقيق محمد أزهري في يوم من الأيام ولكن قراءتي للتاريخ الحزبي الإتحادي بكل تخلقاته ومنعرجاته ومستلهماته وُمجايلتي لعصر ٍ منه إمتد لأكثر من 35 عاما ً كانت تزيدني يقينا ً يوما ً بعد يوم أن المرحوم الشريف زين العابدين والسيد/ محمد عثمان الميرغني ومن لف لفهما أو تمسح بهما لن يكونا أو يكونوا جزءا ًً من مشروع حزبي إتحادي أزهري المنشأ والبنيان، ديموقراطي الهيكل والممارسة.
وهكذا كاد إتفاق شغور المقعدين بين الراحلين محمد أزهري وحسن دندش أن ينسف مشروع الوحدة بين الفصائل الثلاث في أعقاب الرحيل المر لمحمد أزهري وإنشقاق جناح حسن دندش عن الإتحادي المسجل والمضي قدما ً في مشروع الوحدة، بدأت أولي العقبات عندما أصرالسيد/ميرغني عبد الرحمن الحاج سليمان من تيار الهيئة العامة علي ضرورة إستيضاح الشريف زين العابدين الهندي عن رأيه وموقفه النهائيين من مشروع الوحدة، ولعل هذه واحدة من أهم العقبات التي ظلت تعوق قطار الوحدة من الوصول إلي غاياته عندما يصر البعض أن الوحدة إنما تبدأ منه هو دون سواه، ودون دراسة ٍ متعمقة أو حتي إطلاع جرائدي لتجارب من سبقوه في هذا المجال الملعون، فبعد كل نكوص المرحوم الشريف زين العابدين الهندي وتملصه مما تعهد به وبصم عليه قبل وما بعد الرحيل المر، ها هو السيد/ ميرغني عبد الرحمن الحاج سليمان ُيجدد الثقة به ويري بإصرار غريب ضرورة سماع رأيه قبل الشروع في هيكلة الحزب الإتحادي الديموقراطي الموحد، كان الشريف زين العابدين الهندي وقتذاك طريحا ً يكابد المرض بالسلاح الطبي، تم الإتفاق علي إرسال الشقيق عصام عبد الماجد أبوحسبو وهو أحد ثلاث من أبناء الرموز الذين تمناهم بقربه في حزبه الإتحادي المسجل بديلا ً عن (الجوطة)، ذهب إليه الشقيق عصام عبد الماجد ونفسه تهفو أن يأت بما لم تستطع أن تأت به الأوائل ممن سبقوه في سعيهم بين صفا الوحدة ومروة الشتات، فجاءه ذات الرد مكسوا ً بقسوة ٍ كنا نأمل أن تبللها وطأة المرض أو لوعة إرتقاب ٍ للرحيل، كان رد المرحوم الشريف زين العابدين الهندي وكما ذكر الشقيق عصام وقتذاك (أمشوا أنا ما عندي ليكم حاجة تاني)..
جاء رد الشريف زين العابدين الهندي بردا ً علي البعض وصهدا ً علي البعض الآخر، عقب ذلك أنشب فينا تيار الهيئة العامة أظافره مرة ً أخري بإصرار ٍ وعناد علي بقاء شغور المقعدين خصما ً من نصيب تيار الإتحادي المسجل بقيادة المرحوم الشقيق دندش وبمساندة خفية وخجولة من البعض هناك وهناك لا ُيجدي أن نفصح عنهم في هذا المقال ونترك لفطانة القاريء الإتحادي وذهانته سانحة التعرف عليهم عبر هذي المقالات ذلك أنهم كانوا يومها أجبن من التصريح بموقفهم ذاك، لم أجد يومها ومعي آخرون بدا ً من التصدي ومقاومة هذا الإفتئات علي تيار الشقيق حسن دندش وقد كان فأصبح نصيبهم هيئة القيادة كرصفائهم بالمؤتمر الإستثنائي والهيئة العامة وهم :
1. المرحوم حسن دندش
2. المرحوم عبد الصادق محمد عبد الصادق المحامي
3. بدر الدين الخليفة بركات
4. الضو بلة زروق
5. علي بشير أبو لاكوعة
ما كان منطلق تيار الهيئة العامة ومن ساندهم في موقفهم المضاد لتيار الشقيق حسن دندش هو ذات النبل والذكاء لمنطلق الشقيق محمد أزهري وقبول المضض من الشقيق حسن دندش، وما كان منطلقي ومن معي في مؤازرة تيار الشقيق حسن دندش هو أن المرحوم الشريف زين العابدين الهندي لم يدفع لنا بعذر نلتمسه مقابلا ً لمضض الشقيق حسن دندش، إذ يكفي أن لجنة الحساب والفصل برئاسة الشريف صديق الهندي وُمقررية المرحوم أبو المعالي عبدالرحمن لم تجد حدثا ً أمثل لتوزيع بيان فصل الشقيق حسن دندش من حدث مأتم سمح السجايا محمد أزهري عصرا ً وبميدان المدرسة الأهلية، برر يومها المرحوم أبو المعالي عبدالرحمن أحمد عضو المكتب السياسي للحزب الإتحادي المسجل ومقرر لجنة الحساب في تصريح خاص للمركز السوداني للخدمات الصحفية(SMC) أن العضو المفصول عن الحزب (حسن دندش) قد إرتكب عدد من المخالفات بشان الحزب تمثلت في الآتي:
1. مشاركته في ندوة بمنبر السلام العادل والذي تتمثل أهدافه الرئيسية في فصل الجنوب كما ذكر المرحوم أبو المعالي عبد الرحمن مقرر لجنة الحساب والفصل دون أن يشير إلي ما قاله في تلك الندوة وعما إذا كان المرحوم حسن دندش يؤيد أو يرفض إنفصال الجموب.
2. توجيه الإساءة المباشرة لدستورالحزب وعدم الاعتراف بقيادة الحزب.
3. وصفه لمسلك رئيس الحزب في قيادته للحزب بالهوان بالإضافة إلى عدد من التصريحات واللقاءات الصحفية التي تم نقلها على لسانه.
لا نود أن ننصب من أنفسنا ُقضاة أو ُحماة في هذا القضية وقرار لجنة الحساب والفصل تلك فذلك شأنه محاكم التاريخ بعدلها المشهود، ولكن ما نستطيع قوله هو أن الزمان يومها والمكان ما كانا يسمحان بنصب مقصلة ٍ لقامة ٍ إتحادية وهامة ٍ وطنية جسدها مبني ً ومعني ود العيلفون السمح وسليل أربابها حسن دندش.. من ممن حملته نفسه علي فصله ضغنا ً علي ضغن أن يحملها علي دهان جدران بيته بألوان علم السودان القديم بأزرقه وأصفره وأخضره، من منهم من يكن كبير َ محبة ٍ لزعمائه فسمّي أحد أبنائه إسماعيل الأزهري هكذا كاملة وأتبعه بآخر يحمل اسم الشريف حسين الهندي، من منهم من ُكثر ضيوفه وُقصًاده حتي أصبحت قبالة داره سوقا ً لبائعات الكسرة كما روي الشقيق الرائع عز العرب حمدى النيل ..
كم أنت مرير ُأيها الظلم وما أمًرك حين تأتي من المعارف، لكن أغرودة الوطن تأبي إلا أن تجمعنا بغرض الإستماع كما عبر الشاعر د. كامل الباقر:
وطني وإن قست الحياة في سبيلك حبذا الآلامُ والأتعاب
وطني وإن تمنعّت المنى ذهب .. ومافي جانبيك تراب
بقلم محمد عصمت يحي
Mohamed Ismat Elmobasher


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.