لقد خاضت حركة التحرير حربا ضروسا وشرسة في جنوب السودان من أجل الإستقلال ومن أجل كل الحقوق الثقافية والسياسية والإقتصادية والإجتماعية كذلك ولفترة طويلة خاض الجنوبيون حرب إنفصال عن الشمال وسقط اللآلاف من المواطنين بل الملايين من أجل حقوق شرعية وعلى رأسها اللإستقلال الذي نلناه يوم 9 يوليو 2011م .وتحقق الحلم المنشود وأعلنت دولة جنوب السودان دولة مستقلة بعد إتفاقية نبفاشا وبعد تقرير المصير الذي عبر فيه الجنوبيون بما لا تقل عن 99% بالإنفصال عن الشمال. فأي فهم نفهم هذا الإستقلال ؟و ما الذي تحقق بعد سنة من التاريخ السالف الذكر. إنني كالمواطن جنوبي النشاة والنسب وإلأنتماء العرقي والثقاقي اتحدث بحصرة وبالم بان الجنوب محتل وانا لآ اقصد الجنوب اللبناني ولآ اقصد اي جنوب اخر إنني اقصد الجنوب السوداني بالضبط . لقد قررت ان ازور بلدي وانا المقيم بفلوريدا وبعد سنوات من الغياب بسبب ظروف الحرب وإلأبعاد القسري أنذاك عن الوطن وإلأضطرابات السياسية القائمة في السودان انذاك . تحلقت بي الطائرة الي مطار جوبا الدولي عفوا للقراء الكرام بإن مجازا باسمى دوليا وفي الحقيقة ليس إلآ ارصفة معدد علي عجل للاستقبال الطائرات المحملة بالمساعدات إلإنسانية . بمجرد ما نزلت علي المطار وانا الفرح لأنني اخيرا علي تراب الوطن صدمت كثيرا ليس من حال المطار الذي يرتمي له و بل للمعاملة السياة ومن إلأجراءات القانونية للدخول الي الجنوب السودان . لقد صدمت كثيرا لآن وجدت الموظف المسؤول عن ختم إجراءات الدخول الي بلدي هو مواطن هندي الملامح واللغة كذلك. فكيف يعقل ان يكون المكلف علي معبر من المعابر الذي يعتبر معبر للسيادة هو أجنبي , إنها مهزلة ان يسمح لي أجنبي للدخول الي وطني. لقد رفضت ذلك وطلبت من شرطة المطار ان تختم جواز سفري وإلآ فانني ساعود إدراجي . لقد كان هذا الموقف صارما لأنني لم أستسغ أن يكون وطني محتلاً قبل وبعد الإستقلال فأصبح غريبا في وطني وأنا صاحب الوطن . بعد خروجي من المطار وجدت إخواني وأخواتي في الإستقبال و لم أنتبة لطبيعة الختم على جواز سفري لأنني ببساطة اعتقدت أنني سوداني جنوبي وأنني مرحب بي في وطني . للأسف ختم جواز سفري بفيزا شهر واحد للعمل ويالها من مهزلة أن أمنح إقامة أجنبي في وطني إلى أن ينتهي الشهر وأغادر الجنوب أوأمد الإقامة في وطني أو أغادر أو أدخل السجن بسبب قوانين الهجرة التي وضعها لي الأجنبي الهندي .فأي إستقلال نتحدث عنه ؟