· قصدت أن أبدأ عنوان هذا المقال بتهنئة الهلال قبل أن أسوق التهاني للأخ الكوتش التاج محجوب وذلك لمعرفتي بقدرات وشخصية التاج. · لذا أعتبر أن تعاقد مجلس الهلال معه للعمل كمدرب عام لفريق الكرة كان قراراً ناجحاً بلك المقاييس. · فالأندية الكبيرة ليست في حاجة لمدربين كثيري الكلام قليلي الفعل، بل أول ما تحتاجه هو التأهيل الجيد والشخصية القوية وهو ما يتمتع به التاج محجوب. · لذلك عندما علمت قبل أيام أن المجلس وضعه ضمن قائمة من المدربين المقترحين لمعاونة غارزيتو سعدت بذلك وتمنيت أن يقع الاختيار عليه هو دون غيره لاعتبارات عديدة. · أول هذه الاعتبارات هو أن التاج يحمل شهادة عالية في التدريب من انجلتره، وقد عمل هنا في السلطنة مع العديد من أندية الدرجة الأولى وحقق معها نجاحاً ملحوظا، وما زال الناس يتناولون سيرته الطيبة وانجازاته مع نادي فنجا الذي لعب معه لسنوات طويلة قبل أن يتولى الشأن الفني فيه. · وفوق كل ذلك يتمتع التاج كما أسلفت بشخصية قوية وهو أكثر ما يحتاجه الهلال. · فقد سئمنا وأصابنا الملل من طريقة أصحاب الشخصيات الضعيفة وقليلي المعرفة الذين يقبل الواحد منهم بالسكوت على أي أمر طالما أن ذلك يضمن له الاستمرار في منصبه. · أما من يحمل مؤهلات جيدة وشخصية قوية مثل التاج، فلن يضيره شيئاً إن فقد منصبه ولذلك يسعى لأداء عمله بالطريقة المقنعة له ولا يقبل بتدخلات الإداريين أو غيرهم ممن لا هم لهم سوى فرض إرادتهم على المدربين. · وضمن هذا السياق لابد أن أذكر حادثة وقعت مع التاج محجوب يعلم بها كل سوداني يقيم هنا في سلطنة عمان. · فأثناء تدربيه لنادي السويق هنا في السلطنة، حدث أن طلب منه رئيس النادي ومموله الوحيد وهو على فكرة أحد أفراد الأسرة المالكة، حدث أن طلب الرجل من التاج أن يشرك لاعباً محدداً في إحدى المباريات، لكن التاج رفض وقال له أن مسألة اختيار من يلعب ومن يجلس على الدكة من اللاعبين شأنه هو فقط ولا علاقة لأي كائن آخر به. · قصدت من ذكر هذه الحادثة تنبيه أعضاء مجلس الهلال إلى أنهم تعاقدوا مع رجل صاحب شخصية قوية، وعليهم أن يفهموا منذ الآن أنه يمكن أن يبدع ويقدم لهم الكثير إن أتاحوا له المجال دون أي محاولات للتدخل في عمله، وإلا فسوف يصطدموا معه في أول محاولة للتدخل وسيخرج التاج من الباب كما دخل منه. · قبل فترة وأثناء لقاء جمعنا بدار الصديق لاعب الهلال السابق حسين عبد الحفيظ ( الطبق الطائر ) خلال زيارة قصيرة للتاج إلى السلطنة تناقشت معه حول حال الكرة فحدثني عن الفوضى والعشوائية التي تدار بها الكرة في البلد وقال لي أنه عندما قرر العودة للوطن رتب بصورة جيدة لأن يضمن توفير لقمة عيش أولاده بعيداً عن الكرة حتى لا يجد نفسه مجبراً على قبول ما لا يتماشى مع مبادئه، وهذا معناه أن قبوله بعرض الهلال ليس معناه أنه يمكن أن يوافق على أي تدخل في عمله. · وهو أيضاً ليس من النوع الذي يمكن لأي كاتب رأي أن ( يوديه بسطرين ويجيبه بسطر آخر ). · ولمعرفتي بهذا الجانب من شخصيته اكتفيت خلال اتصالي به منذ لحظات بالتهنئة والحديث عن المسئولية الكبيرة التي قبل بتحملها دون التطرق لما كنت أنوي كتابته حول قرار المجلس للتعاقد معه. · فالأمر ليس مجرد علاقات عامة ومدح وإشادة بالمعارف والأصدقاء كما جرت العادة في صحافتنا الرياضية. · بل أكتب عن التاج لأنني على قناعة بأنه سيفيد الهلال كثيراً. · وكل العشم والرجاء أن يكون التاج عوناً حقيقياً للمدرب غارزيتو وأن يؤسسا معاً قاعدة جيدة للتفاهم فالهلال يحتاج لعمل كثير قبل أن يصبح الفريق قوة ضاربة. · لكل ما تقدم أقول مبروك للهلال هذه الخطوة الموفقة ونبارك للأخ التاج محجوب أيضاً لكونه صار جزءاً من الجهاز الفني للنادي الذي عشقه وبذل الغالي والنفيس من أجله وبالتوفيق يا كوتش.