* كلما كبر حزن الشعراء زاد حزن القصائد كلما ارتحل الشعراء تنطوي صفحة للزمان المعاند -- يهبط الليل مستعجلا بالجزائر وتأوي الطيور مبكرة , لنخيل المساجد أو شرفات المنائر ويرمي المساء على البحرظلاً وحول فؤاد الغريبين ظلاً وينشر في المدينة شتى الظلال -- دلفنا معا نحتمي بالمساء نلوذ بأضواء مقهى , على شاطئ البحر .. قهوتنا مرة .. مثل أيامنا في المنافي البعيدة وحيدين عند المغيب .. كما يشتكي للغريب الغريب , اذا ما التقي الغرباء نراقب ظل الرمال .. ونغرق من وحشة في المكان ونقرأ أشعارنا في عتاب الزمان -- وتعبر في هدأة الليل ..أغنية , شاطئ البحر , من فوق أشرعة الضوء , للسفن الراسيات وكنت تغني لها وتقول : تلك أغنيتي , كيف يسرقها البحر مني ؟ وهذي شجوني , وهذا نشيد ابتهالي , الى عودتي لبلادي فينتحب الموج في البحر , يختلط الدمع بالماء , والماء بالدمع .. أغنية مأتمية تطوف على شجن في المراكب شجن فوق ظل القصائد شجن في خطى كل مرتحل غير عائد -- يودعك اليوم أصحابك الفقراء فقيرا الى رمسه يودع قريته ... وهو لم يرتو بعد من شمسه لندن 1990 م دكتور عبداللطيف أطيمش* شاعر وكاتب عراقي * عاش الشاعر أطيمش مع الشاعر الراحل بضع سنين بالجزائر , حيث كانا يحاضران معاً في معهد اللغة والأدب العربي بجامعة الجزائر العاصمة خلال الأعوام 1984 -1988 وكانت بينهما صداقة حميمة وذكريات ألقيت هذه القصيدة في تأبينه بقاعة جاليري الكوفة بلندن .. خريف 1991 م نشرت هذه القصيدة في ديوان .. جمرة على حافة القلب 1994م عوض عثمان عوض - بريطانيا