تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    السوداني في واشنطن.. خطوة للتنمية ومواجهة المخاطر!    الخارجية الروسية: تدريبات الناتو في فنلندا عمل استفزازي    مصر تنفي وجود تفاهمات مع إسرائيل حول اجتياح رفح    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    عن ظاهرة الترامبية    "تيك توك": إما قطع العلاقات مع بكين أو الحظر    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    مدير شرطة شمال دارفور يتفقد مصابي وجرحى العمليات    منتخبنا يواصل تحضيراته بقوة..تحدي مثير بين اللاعبين واكرم يكسب الرهان    حدد يوم الثامن من مايو المقبل آخر موعد…الإتحاد السوداني لكرة القدم يخاطب الإتحادات المحلية وأندية الممتاز لتحديد المشاركة في البطولة المختلطة للفئات السنية    المدير الإداري للمنتخب الأولمبي في إفادات مهمة… عبد الله جحا: معسكر جدة يمضي بصورة طيبة    سفير السودان بليبيا يقدم شرح حول تطورات الأوضاع بعد الحرب    طائرات مسيرة تستهدف مقرا للجيش السوداني في مدينة شندي    تحولات الحرب في السودان وفضيحة أمريكا    هيثم مصطفى: من الذي أعاد فتح مكاتب قناتي العربية والحدث مجدداً؟؟    ترامب: بايدن ليس صديقاً لإسرائيل أو للعالم العربي    تواصل تدريب صقور الجديان باشراف ابياه    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة يتفقد مستشفى الجكيكة بالمتمة    مدير شرطة محلية مروي يتفقد العمل بادارات المحلية    شاهد بالصور.. بأزياء مثيرة للجدل الحسناء السودانية تسابيح دياب تستعرض جمالها خلال جلسة تصوير بدبي    شاهد بالصور والفيديو.. حسناء سودانية تشعل مواقع التواصل برقصات مثيرة ولقطات رومانسية مع زوجها البريطاني    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب مصري يقتحم حفل غناء شعبي سوداني بالقاهرة ويتفاعل في الرقص ومطرب الحفل يغني له أشهر الأغنيات المصرية: (المال الحلال أهو والنهار دا فرحي يا جدعان)    محمد وداعة يكتب: شيخ موسى .. و شيخ الامين    «الفضول» يُسقط «متعاطين» في فخ المخدرات عبر «رسائل مجهولة»    للحكومي والخاص وراتب 6 آلاف.. شروط استقدام عائلات المقيمين للإقامة في قطر    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على ناشفيل    لجنة المنتخبات الوطنية تختار البرتغالي جواو موتا لتولي الإدارة الفنية للقطاعات السنية – صورة    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إنهيار نظرية " التوطين " ... الخيول الأصيلة تظهر فى اللفة


مراجعات ...
الحركة الشعبية لتحرير السودان – قطاع الشمال
عادل إبراهيم شالوكا
مقدمة :-
بعد ستة سنوات من العمل السياسى والتنظيمى للحركة الشعبية لتحرير السودان فى الولايات الشمالية الثلاثة عشر بالإضافة إلى جبال النوبة والنيل الأزرق ( 2005 – 2011) , نكون قد أسدلنا الستار على تجربة تحتاج منا الكثير من المراجعات والتقييم الموضوعى والواقعى الشفاف , خصوصاً بعد القرارات الأخيرة التى إتخذتها القيادة الإنتقالية بحل جميع المؤسسات والترتيب لإجتماع مجلس التحرير القومى وربما الإعداد للمؤتمر العام لإنتخاب القيادة الجديدة , وهى مرحلة جديدة بكل ما تحمله المفردة من معانى , إذ إنفصل جنوب السودان بعد نضال مشترك طويل ودخلت الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال مرحلة جديدة من النضال بإعلان المؤتمر الوطنى الحرب فى جبال النوبة والنيل الأزرق وإستمراراها فى دارفور , وتم فك الإرتباط بين قطاعى الشمال والجنوب , لذلك نود مراجعة تلك التجربة بتجرد وشفافية تامة بغية تقويم الأوضاع والإستفادة من الدروس والعبر والتخطيط لمستقبل أفضل وغد مشرق , وحتى لا يتهمنا البعض لاحقاً " بالرِدَة الفكرية " أو التراجع نؤكد إلتزامنا التام بمشروع السودان الجديد كحل وحيد للأزمة السودانية شمالاً وجنوباً , ونؤكد إيماننا بالتنوع التاريخى والمعاصر وأهمية الإحتفاء به وإتخاذه أساساً لإعادة بناء دولة الشمال وهيكلتها .
فشل نظرية " التوطين " :-
الواقع الماثل أمامنا اليوم يقول إن الفلسفة التى على أساسها تم تنظيم وبناء الحركة الشعبية لتحرير السودان بالقطاع الشمالى (" توطين " الحركة الشعبية فى الشمال) والتى كنا جزءاً منها رغم التحفظات , لم تصمد طويلاً أما الرياح , إذ إنهارت فى أول لفة بإعلان الحرب فى جبال النوبة ( 6 يونيو 2011) وبعدها فى النيل الأزرق (1 سبتمبر 2011) ومن ثم حظر نشاط الحركة الشعبية فى الشمال ومصادرة دورها ومكاتبها وإعتقال العديد من الكوادر , بل ان العديد من الكوادر التى جاءت إلى الحركة الشعبية وفقاً لهذه الفلسفة تركوها مبكراً جداً , منهم من عاد إلى المؤتمر الوطنى ومنهم من عاد إلى أشغاله الخاصة بعد إكتشافه ان الحركة الشعبية ليست مكاناً للكنوز والأموال مثل المؤتمر الوطنى , بل هى حركة تحرر وطنى مربوطة بقضايا المهمشين والمعدمين , وحتى لا نكون مجحفين فى حق البعض فهناك العديد من الرفاق الشرفاء الذين صمدوا أمام الحملة الشرسة بعد إعلان الحرب وتم إعتقالهم وتعذيبهم فى السجون دون ان يغيِّروا " ماركتهم " المسجلة لدى الشعب السودانى مثل الرفيق المناضل / عبد المنعم رحمة , ولكن السواد الأعظم من هؤلاء الذين تنظَّموا فى الحركة الشعبية لتحرير السودان تحت غطاء "توطين" الحركة الشعبية لتحرير السودان فى الشمال (وهى واحدة من البوابات الواسعة التى دخلت بها "غواصات" المؤتمر الوطنى الأمنية) , سارعوا بعد عودة الحرب بالإنضمام إلى المؤتمر الوطنى فى إطار مشروع " العودة الطوعية إلى مؤسسة الجلابة " وموسم " الهجرة إلى المؤتمر الوطنى " , أحدهم بعد أن غادر الخرطوم إلى الكرمك بالنيل الأزرق بعد إندلاع الحرب فى جبال النوبة بأحداث كادقلى الشهيرة (ربما يكون قد إستفاق من غيبوبته العميقة طيلة الفترة الماضية) فعندما شاهد الحرب بأم عينيه وعاش تجربة الأنتينوف والميج والراجمات والجثث والنزوح ونهب البيوت وهدمها والتصفيات وحملة الإبادة الجماعية التى كان يشاهدها فى الكرمك عبر الصورة التى كُّنا نرسلها لهم من كاودا, بالإضافة إلى أوضاع الكرمك نفسها والتى لم يختبرها من قبل , قال للرفاق (هذه الحرب بين النوبة والمؤتمر الوطنى – نحنا لا نوبة ولا مؤتمر وطنى) فقطع تذكرته وعاد إلى الخرطوم دون أن يسأله أحد (وهو رفيق مخلص وإحترمه حتى الآن) , فالرفيق لم يستطيع تحمل أوزار الحرب التى يرى انه " لا ناقة له فيها ولا جمل" فهو نموذج ولكن هنالك أيضاً نماذج أخرى, فالواقع يقول أن هؤلاء الذين تنعموا من خيرات الحركة الشعبية و " إستوزروا " وركبوا السيارات الفارهة وإستمتعوا بأجمل الأيام مستفيدين من بعض المعايير مثل ( التمييز الإيجابى/ توطين الحركة الشعبية / التنوع ..... ألخ) , قد إستخدموا الحركة الشعبية لتحرير السودان فقط ك"مطية" للوصول إلى مآربهم ومصالحهم الذاتية , ولا علاقة لهم بجماهير المهمشين ولا بقية قطاعات الشعب السودانى ولم تكن لهم أى قضية أصلاً سوى " الحريات " حتى يستطيعوا "إمتاع " أنفسهم بخيرات الحركة الشعبية لتحرير السودان التى جاءت نتيجة لنضالات الجيش الشعبى لتحرير السودان الذى لم يكونوا جزءاً منه يوماً من الأيام , فهذه المناصب وغيرها من الإمتيازات جاءت بدماء الشهداء الذين سقطوا فى جنوب السودان وجبال النوبة والنيل الأزرق ودارفور , وجاءت بتضحيات النساء والأطفال الذين تشردوا من هذه المناطق جرَّاء القصف بالطائرات والإستهداف المنظم حيث نزحوا للشمال ليشاهدوا فيما بعد هذه الخيرات يستمتع بها الآخرين الذين لم يساهموا فيها بشىء , وعندما عادت الحرب مرة أخرى رجعوا إلى قواعدهم ( سالمين غانمين) ليتابعوا أخبار المفاوضات وينتظروا توقيع إتفاقية جديدة تعود بهم إلى ذلك العهد الجميل وركوب " السرج " مرة أخرى بإسم التنوع والتوطين والتمييز الإيجابى , ولكن هيهات.
فأين هؤلاء من المعارك التى تدور الآن فى جبال النوبة والنيل الأزرق ودارفور؟ أين هم من هذه الإنتصارات والتى ستسفر حتماً عن تغيير نظام حكم فى الخرطوم ليبدأ الشعب السودانى عهداً جديداً خالى من المؤتمر الوطنى ؟ , فهؤلاء الذين كانوا يتحصلون على الإمتيازات بإسم الحركة الشعبية لتحرير السودان بالولايات الشمالية لم ينظّموا حتى الآن كتيبة واحدة فى الميدان للقتال بجانب رفاقهم الموجودين فى الخطوط الأمامية ولا إعتقد ان ذلك سيحدث يوماً ما !, فلا توجد " حلاوة بدون نار " والنظام الحاكم نفسه لن يتم تغييره إلا بالسلاح وذلك لتواطؤ الأحزاب الشمالية الأخرى مع المؤتمر الوطنى بإعتباره رغم مساوئه وجره البلاد إلى فصل الجنوب وذهاب البترول الذى يتباكون عليه جميعاً بالإضافة إلى إشعال الحرب فى جبال النوبة والنيل الأزرق , فإن هذا النظام فى النهاية يعبر عنهم ويدافع عن مصالحهم فى إطار الثوابت الوطنية ل"أولاد البلد" أو "مؤسسة الجلابة" أو " المركز " - سمّوا ما شئتم , فما معنى أن يصف الصادق المهدى " تحالف كاودا" بالعنصرى ؟ , وما معنى ان يقدم هو والميرغنى أولادهم لعمر البشير ليعينهم مساعدين له فى رئاسة الجمهورية ما لم يكونوا متفقين على إستمراره فى السلطة رغم كونه أسوأ رئيس يمر على حكم البلاد , ولكنه يهدد هؤلاء بأنهم لو "فرَّطوا" فيه فإنه سيكون آخر رئيس "عربى" يحكم السودان . ولذلك لا نتوقع أى (ربيع) عربى أو سودانى أو خلافه فقط هذا النظام سيسقط عبر فوهات بنادق جيوش تحالف "كاودا" بقيادة الجيش الشعبى لتحرير السودان , وعندما نتجاوز كوستى قادمين من العباسية عبر أم روابة فى طريقنا إلى الخرطوم ونحن على مشارف جبل أوليا , فقد نسمع بإنتفاضة إنتهازية داخل الخرطوم لسرقة الثورة وقطع الطريق أمام المهمشين , حينها لكل "حادث حديث" .
ان فلسفة توطين الحركة الشعبية لتحرير السودان التى تحدث عنها زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان الد كتور/ جون قرنق دى مبيور قصد منها تحرير المناطق من نفوذ الحكومات المركزية بقوة السلاح ومن ثم بناء جيش شعبى قوى من أبناء نفس المنطقة يحمى المواطنين ويواصل الزحف نحو تحرير بقية المناطق , وذلك مع بناء هياكل ومؤسسات مدنية تقدم الخدمات الضرورية مثل الصحة والتعليم , وهذا بالضبط ما فعله القائد / عبد العزيز آدم الحلو بتحريره لأول مرة مناطق لم تكن يوماً ما مسرحاً للحرب طيلة فترة الحرب الأولى مثل المناطق حول تلودى وأبوجبيهة وكادقلى , وأهم هذه المناطق على الإطلاق هى العباسية (أكثر المناطق قرباً إلى الخرطوم) والتى إنضم منها العديد من أبنائها إلى الجيش الشعبى لتحرير السودان وهم من يقودون الآن المعارك فى تلك المنطقة , فالعباسية بعد اليوم إذا أُقيمت فيها أى إنتخابات ديمقراطية فستحصل الحركة الشعبية لتحرير السودان على نفس الأصوات التى ستحصل عليها فى مناطق مثل (البرام وكاودا وسلارا وهيبان ودلامى) , هذا هو مفهوم "التوطين" , وهو المشروع الذى بدأه الشهيد القائد / يوسف كوه مكى بإنصمامه للحركة الشعبية لتحرير السودان عام 1984 وتأسيسه للجبهة القتالية الرابعة إقليم جبال النوبة ومن بعده مالك عقار – الجبهة الخامسة النيل الأزرق , فأين قطاع الشمال من هذا ؟ وما هى الإستراتيجية التى يمكن تبنيها حالياً وفى المستقبل للوصول إلى هذه المناطق الواقعة فى شمال السودان ؟ وهل هنالك جهود حقيقة لإستقطاب كوادر غير " مضروبة " من الشمال للقيام بهذه المهمة ؟ كم يبلغ عدد الذين كانوا يشغلون مواقع قيادية بالتنظيم فى جميع ولايات الشمال ؟ وإذا نزلوا الميدان فكم يساوى هذا العدد من "الكتائب" و " الألوية" ؟ ألا يساعد ذلك فى سرعة سقوط النظام ؟ أم نحن فى إنتظار عبد العزيز الحلو وجيشه فى جبال النوبة للقيام بالقتال والمهام العسكرية لنتفرغ نحن فيما بعد للتفاوض وتحديد نسب المشاركة فى السلطة وإختيار ممثلى الحركة الشعبية لتحرير السودان فى حكومة ما بعد الإتفاقية مع مراعاة (التنوع والتمييز الإيجابى و ....إلخ) .
نعود إلى أُولائك "الشرزمة" الذين كانوا يمثلون الحركة الشعبية لتحرير السودان بالولايات الشمالية فمنهم من قطع التذكرة وتحصل سريعاً على تأشيرة العودة إلى الدول التى جاؤوا منها بعد توقيع إتفاقية السلام , ومنهم الذين آثروا البقاء فى بيوتهم وسط أطفالهم وزوجاتهم مع ممارسة أعمالهم ووظائفهم بصورة عادية جداً وربما يكونوا قد تحصلوا على ترقيات بعد أن كتبوا تعهدات للأجهزة الأمنية بعدم العودة مرة أخرة لتلك الحركة " الصهيونية العنصرية الكافرة " وربما كتبوا تعهدات بالتخابر والتجسس عليها , فجميع هؤلاء تبرأوا تماماً من الحركة الشعبية وتابوا " توبة نصوحة " ليس لله سبحانه وتعالى بل للمؤتمر الوطنى وخرجوا من (الظلمات إلى النور) , وقد ساقوا العديد من المبررات والحجج التى لا معنى لها على شاكلة ( ان قيادة الحركة الشعبية لم تشاورنا فى مسألة الحرب وان ذلك قرار فردى غير مدروس وخيانة ولم نتفق على العودة للحرب ... ألخ ) فقد صرخ أحدهم فى مكاتب جهاز الأمن - كان مقرباً لنائب الأمين العام بل تقلد منصباً رفيعاً فى الأمانة العامة للحركة الشعبية , صرخ قائلاً : ( والله العظيم .. ياسر ما ورَّانا إنهم دايرين يحاربوا وطلع من الخرطوم براهو وفات وما ورَّى أى زول إنو ماشى ) ولم يتم فى مكاتب الجهاز أكثر من عشرين دقيقة بعدها خرج سالماً بعد ان أعادوا إليه مفتاح عربته " اللاندكروز البافالو " الفارهة التى خصصتها له الأمانة العامة للحركة الشعبية بعد أن تقلد ذلك المنصب الرفيع , وعلى ما يبدو كتَّبوه تعهداً بشىء ما غير معروف ولكنه فيما بعد ظهر مع المتخاذل دانيال كودى فى القصر الجمهورى مقدمين تهنئة العيد لعمر البشير.
ونحن فى هذا الصدد لا نريد "دغدغة" مشاعر الجماهير ولا إطلاق الحديث على "عواهنه" جزافاً , ولكننا سنتحدث حديثاً علمياً وبلغة الأرقام والمعطيات على الأرض , والدليل على صحة ما ذهبنا إليه هو أن ما يعرف ب"التوطين" لم نحصد منه سوى تنظيماً هشاً فى شمال السودان إستطاع المؤتمر الوطنى أن يأخذ من عضويته ما أخذ وترك المتبقى لحزب لام أكول ( الحركة الشعبية – التغيير الديمقراطى ) والبقية تفرقوا ما بين الحركة الشعبية السودانية (دانيال كودى) والحركة الشعبية لتحرير السودان – (عباس جمعة) ومجموعة (المطعم الهندى) التى تفاوضت مع المؤتمر الوطنى لإستلام أصول وممتلكات قطاع الشمال ومباشرة العمل بإسم (الحركة الشعبية – جناح السلام) , هذه بعض المعطيات الموجودة الآن واقياً فى قطاع الشمال , مع مراعاة إن جميع الأجسام التى إنضم إليها هؤلاء المنسلخين هى واجهات أمنية تابعة للمؤتمر الوطنى وهى ( 1/ الحركة الشعبية السودانية – دانيال كودى / 2/ الحركة الشعبية لتحرير السودان – عباس جمعة 3/ مجموعة المطعم الهندى ) :
قطاع الشمال :-
هذه بعض الولايات التى تحصلنا منها على أسماء الذين إنضموا إلى المؤتمر الوطنى مباشرة أو إلى إحدى واجهاته الأمنية , علماً بان بقية الولايات الأخرى لا تقل الحالة فيها سوءاً لو لم تكن أسوأ , بالإضافة إلى أسماء الكوادر القيادية بقطاع الشمال :
1/ غازى سليمان – ترك الحركة الشعبية مبكراً وتبنى خط المؤتمر الوطنى داخل البرلمان الذى دخله بتذكرة الحركة الشعبية , وصارع الرفاق داخل البرلمان وخاصة ياسر عرمان الذى شن عليه هجوماً عنيفاً, وهو من قام بحملة جمع توقيعات إسقاط عضوية ياسر عرمان رئيس الكتلة البرلمانية ورئيس لجنة الإعلام آنذاك , وقد نجح , وكان يتحدث فى البرلمان بإسم الحركة الشعبية ضد الحركة الشعبية.
2/ محمد المعتصم حاكم – المستشار السابق للأمين العام للحركة الشعبية – وهو عضو البرلمان القومى عن الحركة الشعبية وبنسبة قطاع الشمال, إنضم إلى مجموعة دانيال كودى .
3/ محمد شنان – رئيس الحركة الشعبية بولاية نهر النيل – إنضم للمؤتمر الوطنى مبكراً وكان قد أساء إساءات عنصرية عدة مرات لكوادر الحركة الشعبية من الجنوب وجبال النوبة على شاكلة (العبيد ديل ) .
4/ المكتب التنفيذى لولاية نهر النيل بكامله إنضم أيضاً للمؤتمر الوطنى عدا الرفيقة / آسيا جرهوم (من جبال النوبة) بالإضافة إلى الرفيق / سلمان جعفر وهو الوحيد من أبناء الولاية الذى صمد أمام حملة الإستهداف المسعورة , ونحن نحييه على هذا الموقف الأصيل.
5/ مرشح الحركة الشعبية لتحرير السودان فى دائرة شندى – إنسحب ل " على كرتى" وإنضم للمؤتمر الوطنى .
6/ عدنان الخليفة التعايشى - رئيس الحركة الشعبية بولاية النيل الأبيض – إنضم للمؤتمر الوطن منذ وقت مبكر .
7/ عبد المنعم منصور - وزير الصحة بولاية شمال كردفان عن الحركة الشعبية – إنضم للمؤتمر الوطنى بعد الإنفصال وعقد مؤتمراً صحفياً مع إخلاص صلاح فى المركز السودانى للخدمات الصحفية التابع لجهاز الأمن وأساء إلى نائب الأمين العام ياسر عرمان وإتهمه بإختلاس ميزانية الإنتخابات ( 12 مليارجنيه ) .
8/ مرشح الحركة الشعبية لتحرير السودان لمنصب والى شمال كردفان – إنضم إلى المؤتمر الوطنى .
9/ جميع أعضاء المكتب التنفيذى للحركة الشعبية بالولاية بما فى ذلك السكرتير العام وأعضاء مجلس التحرير القومى ولم يتبقى فى المكتب إلا أولئك الذين ينتمون إلى جبال النوبة والذين " خارجوا " أنفسهم من الأبيض إلى جلد وتيما وغيرها من المناطق المحررة , و قد أعلن هؤلاء القوم إنضمامهم للمؤتمر الوطنى داخل المؤتمر التنشيطى للمؤتمر الوطنى بالولاية وتلَى رئيس الحركة الشعبية خطاب "التوبة" والإنسلاخ أما عضوية المؤتمر.
10/ عمر الطيب أبو روف – رئيس الحركة الشعبية ومرشحها لمنصب الوالى – ولاية سنار (مجموعة المطعم الهندى) .
11/ محمد أبو سبيب – رئيس الحركة الشعبية بولاية الجزيرة – ترك الحركة الشعبية وعاد إلى الزراعة بعد إنتخاب أنور الحاج بديلاً له .
12/ عثمان أدروب – رئيس الحركة الشعبية بولاية البحر الأحمر ترك الحركة الشعبية وسكرتيره العام إنضم إلى المؤتمر الوطنى .
13/ محمد مدنى – رئيس الحركة الشعبية – ولاية كسلا وعضو (المكتب السياسى ..؟) – ترك الحركة الشعبية ورجع لأعماله الخاصة , ومعظم أعضاء المكتب التنفيذى ومجلس التحرير القومى بالولاية إنضموا إلى المؤتمر الوطنى ولم يتبق إلا الرفيق / قاضى عمر (من جبال النوبة) ورفيق آخر من جنوب السودان ورفيق وحيد من أبناء الشرق يدعى / ىمجدى.
14/ إخلاص صلاح ( إشتهرت بإسم إخلاص قرنق – تسمية المؤتمر الوطنى) – إنضمت للمؤتمر الوطنى وقامت بتغيير أسماء أبنائها ( فاقان وعبد العزيز) إلى ( على عثمان – وأحد رجال الأعمال - لا أعرف الإسم) .
15/ تغريد محى الدين عووضة – مدير إدارة بالقطاع الشمالى - تركت الحركة الشعبية .
16/ سعدية عيسى – قيادية بقطاع الشمال (الأمين العام والمسؤول التنظيمى لتجمع النساء) – تركت الحركة الشعبية وذهبت إلى حزب حركة التحرير والعدالة.
17/ فتحى صديق / مدير إدارة فى القطاع الشمالى – ترك الحركة الشعبية لتحرير السودان.
18/ عوض عثمان – عضو المكتب التنفيذى للحركة الشعبية بولاية الخرطوم – إتضح أنه يعمل فى جهاز الأمن .
19/ أبو بكر المنصورى – مرشح الحركة الشعبية عن دائرة ( الجيلى) – إنضم إلى المؤتمر الوطنى .
20/ إنصاف إبراهيم – المكتب التنفيذى محلية بحرى .
21/ حنان المنصورى - – المكتب التنفيذى محلية بحرى.
22/ بشير دفع الله - – المكتب التنفيذى محلية جبل أوليا .
23/ عوض على محمد على .
24/ بخيت النور.
25/ د / فتحية عبد المحمود.
26/ بدوى محمد الأمين.
27/ مريم عوض.
28/ محمد يوسف الختيم – السكرتير العام للحركة الشعبية – ولاية شمال دارفور(المطعم الهندى) .
والأمر الخطير ان معظم أفراد الحماية والسواقين وعمال النظافة الذين كانوا يعملون بقطاع الشمال , كانوا أفراداً فى جهاز الأمن وهم من كانوا يدلون أجهزة الأمن على منازل كوادر الحركة الشعبية بالقطاع وأماكن تخزين العربات , وآخرون إدَّعوا ان العربات التى كانت بحوزتهم تمت مصادرتها بالقوة , غير انه فى نهاية الأمر إتضح إنهم باعوها وإشتروا أخريات.
ولم تخلو أيضاً جبال النوبة والنيل الأزرق من موجة الإنهيار والتخاذل الكبرى هذه , وعلى رأس هذه المجموعات دانيال كودى أنجلو الذى لا أجد أى تفسير للخطوة الإنتحارية التى أقدم عليها سوى إنها جاءت نتيجة للغبن والمرارة التى يحس بها الرجل بسبب عزله ديمقراطياً عبر القواعد ومجلس التحرير الولائى عن قيادة الحركة الشعبية فى جبال النوبة بالإضافة إلى فصله من منصبه مستشاراً لرئيس حكومة جنوب السودان بسبب التصريحات التى أدلى بها فى سويسرا والنرويج التى كان يزورها بصحبة خميس جلاب فى تلك الفترة برغم حدة صراع الحملة الإنتخابية آنذاك بولاية جنوب كردفان , تلك الحملة التى شارك فيها الرفيق / جيمس وانى إيقا الذى ترك أعمال البرلمان والرفيقة ربيكا نيانديق قرنق والرفيق / أكول بول كورديت وغاب عنها جلاب ودانيال كودى , فالرجل قال خلال اللقاءات التى قاموا بها بالإضافة إلى تقديمه شكوى على ما يبدو للحكومة النرويجية بان حكومة الجنوب ترتكب إنتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وانها تعتقل قائداً كبيراً بالجيش الشعبى من أبناء جبال النوبة (تلفون كوكو) فقام سلفا بعزله من هذا المنصب الذى أُعطى له "إرضاءًا " بعد طُرده من الولاية , بالإضافة إلى تابيتا بطرس شوكاى التى " غسلت " يديها من الحركة الشعبية لتحرير السودان " القديمة" حسب وصفها , وهى التى تقلدت منصب وزيرة الصحة الإتحادية لأكثر من خمسة سنوات ودخلت المكتب السياسى للحركة الشعبية لتحرير السودان فى غفلة من الزمان خلال المؤتمر العام الثانى للحركة الشعبية والذى تآمروا فيه مع دانيال كودى وآخرون لإقصاء القائد / عبد العزيز آدم الحلو من عضوية المكتب السياسى عندما لم يأتوا بإسمه فى قائمة جبال النوبة التى لم يقبل الرفيق / سلفاكير ميارديت إعتمادها لخلوها من هذا القائد التاريخى العظيم ليس على مستوى الإقليم فقط بل على مستوى الحركة الشعبية لتحرير السودان , الأمر الذى جعل الرفاق فى دارفور يذهبون إلى تضمينه فى قائمتهم مما جعل الرئيس يتدخل ويحسم الأمر فى موقف لا يمكن ان يوصف بأى وصف آخر غير إنه موقف خبيث وجبان وعار كبير وخيانة عظمى وتزوير للإرادة الحقيقة لشعب جبال النوبة الذى قال كلمته فيما بعد وعزل دانيال كودى وجاء بالقائد / عبد العزيز آدم الحلو رئيساً للحركة الشعبية لتحرير السودان بالولاية – أين هؤلاء المتآمرون الآن .... ؟؟ وأين عبد العزيز آدم الحلو ؟ , هذا الرجل الإستثنائى الذى ستقول جماهير الحركة الشعبية لتحرير السودان كلمتها بخصوصه مرة أخرى فى مقتبل الأيام .
وغير هؤلاء المتخاذلين يوجد الكثيرين من أبناء جبال النوبة الذين تخاذلوا و شاركوا مع دانيال كودى فى تآمره على قضية جبال النوبة والحركة الشعبية مثل ( فيليب عبد المسيح / خميس باشا / باسم كومكى ) .
ولاية جنوب كردفان :-
هناك العديد من كوادر الحركة الشعبية لتحرير السودان فى ولاية جنوب كردفان عادوا إلى المؤتمر الوطنى , مع ملاحظة ان غالبيتهم من مناطق خارج النفوذ التقليدى للحركة الشعبية بالولاية :
1/ محمد سليمان قور – كان عضواً فى مفوضية التقويم التابعة لرئاسة الجمهورية – مبكراً للمؤتمر الوطنى ( محلية المجلد).
2/ إبراهيم مهدى خضر (معتمد بابنوسة ) – إنضم إلى المؤتمر الوطنى بعد الحرب (محلية بابنوسة) .
3/ إبراهيم الضى (رئيس لجنة سابق بالمجلس التشريعى) – إنضم إلى المؤتمر الوطنى بعد الحرب (الريف الشرقى).
4/ جمعة إبراهيم – وزير التربية والتعليم السابق والذى قال ان وجوده فى الحركة الشعبية كانت فترة "ضلال مبين" ويحمد الله الذى هداه إلى "النور" , وكان قد ترك الحركة الشعبية فى وقت مبكر إحتجاجاً على عدم تعيينه وزيراً بالولاية مرة أخرى وإنضم إلى المؤتمر الوطنى (تيما – محلية لقاوا).
5/ ميرى جيمس – (عضو البرلمان القومى) لم تأتى بموقف جديد غير متوقع , تعمل مع زوجها دانيال كودى فى " حركته " .
6/ بلة حارن كافى / بلال محمد موسى / جودة الصديق , وثلاثتهم كانوا فى المؤتمر الوطنى وإنضموا إلى الحركة الشعبية قبل الإنتخابات بفترة وجيزة وعند قيام الحرب رجعوا إلى "القواعد الآمنة" (محلية القوز) .
7/ خميس كباشى - كان عضواً سابقاً بالمؤتمر الوطنى وأميراً للدفاع الشعبى - عاد إلى المؤتمر الوطنى بعد إعلان الحرب (محلية الريف الشرقى) .
8/ محمد الإمام – كان قد ترك الحركة الشعبية مبكراً بعد إقالته من منصبه " رائد المجلس التشريعى" بعد إكتشاف تعاملاته مع المؤتمر الوطنى (من محلية أبو جبيهة).
9/ يوسف جبارة (وزير التنمية الريفية السابق بالولاية) - كان أميراً سابقاً للدفاع الشعبى وأمين دعم الشريعة بولايتى جنوب وغرب كردفان – أنضم إلى المؤتمر الوطنى عندما لم يتم تعيينه وزيراً مرة أخرة ( لقاوا) .
10/ محجوب عبد الرحيم توتو – مرشح الحركة الشعبية فى الإنتخابات الأخيرة 2011 عن الدائرة (9) كادقلى – عاد إلى المؤتمر الوطنى وتم تعيينه وزير دولة بالشباب والرياضة – الإتحادية .
11/ جابر المكى – (عضو سابق بالبرلمان القومى) عاد إلى المؤتمر الوطنى ( المجلد ) .
12/ عائشة الصافى – (مرشحة الحركة الشعبية فى قوائم المرأة) – عادت إلى المؤتمر الوطنى (محلية أبو جبيهة) .
13/ مرشح الحركة الشعبية لتحرير السودان – دائرة (وكرة – الترتر) إنضم إلى المؤتمر الوطنى .
14/ عبد الرحمن جبارة – مرشح الحركة الشعبية عن الدائرة (18) المجلد – إنسلخ من الحركة الشعبية قبل بداية الإنتخابات يوم تدشين حملة المؤتمر الوطنى فى إستاد كادقلى.
15/ عبد المنعم مكاوى – رئيس الحركة الشعبية بمحلية كادقلى – إنضم إلى المؤتمر الوطنى.
16/ حسن ديدونه – أبو جبيهة – إنضم إلى المؤتمر الوطنى.
17/ رجب سعيد - أبو جبيهة – إنضم إلى المؤتمر الوطنى.
18/ إبراهيم الباقو – عضو مجلس تحرير الولاية - إنضم إلى المؤتمر الوطنى.
19/ الباقو إبراهيم كودى – إنضم إلى المؤتمر الوطنى.
20/ جيش عبد الله – إنضم إلى المؤتمر الوطنى.
21/ أبشر عيسى - عضو مجلس تحرير الولاية - إنضم إلى المؤتمر الوطنى.
22/ يحيى حماد – كان يعمل بمكتب المتابعة فى الخرطوم - إنضم إلى المؤتمر الوطنى.
23/ النسيم عيسى - (مرشحة الحركة الشعبية فى قوائم المرأة - فازت فى الإنتخابات) – عادت إلى المؤتمر الوطنى.
24/ رجب الباشا – إنضم إلى المؤتمر الوطنى (المنطقة الغربية) .
25/ محمود خاطر – كان عضواً فى آلية فض النزاعات بالولاية - إنضم إلى المؤتمر الوطنى (المنطقة الغربية) .
26/ عماد الدين الهادى (عضو مجلس الحكماء ) إنضم إلى المؤتمر الوطنى (المنطقة الغربية).
27/ سهام فضل – عضو مجلس التحرير القومى – إنضمت إلى المؤتمر الوطنى (المنطقة الغربية) .
النيل الأزرق :-
1/ أما فى النيل الأزرق فقد كانت أكبر صدمة ومفاجأة جاءت من المدعو / عباس جمعة والذى إنضم إلى الحركة الشعبية فى زمن " الغفلة " , حيث كان مجاهداً فى صفوف الدبابين بولاية النيل الأزرق قبل ان تتم الإستعانة به ضمن وفد ولاية النيل الأزرق فى مفاوضات نيفاشا وهذا هو المؤهل الوحيد الذى بموجبه جلس فى كرسى وزير الدولة بالزراعة ووزير الدولة بالداخلية ضمن المقاعد المخصصة للحركة الشعبية لتحرير السودان , لم يقدم الرجل إستقالته من منصبه إحتجاجاً على قصف قرى النيل الأزرق وحملة الإبادة وحرق دور الحركة الشعبية وممتلكات المواطنين , بل بُثَّت صورته عبر أجهزة إعلام المؤتمر الوطنى فى جلسة مجلس الوزراء الشهيرة (يوم 2 سبتمبر 2011) تلك الجلسة التى أجيز فيها قرار أُقالة مالك عقار من منصبه كوالى للنيل الأزرق , وكان المصوّر الذى غطى الجلسة حريصاً كل الحرص على تصويره بدقة , بينما كان على عثمان محمد طه أكثر حرصاً منه على إعطائه الفرصة أثناء الجلسة حتى يقوم بإدانة تصرفات مالك عقار " غير المسؤولة " وقد فعل الرجل ولم يخزله , وقد كوَّن عباس جمعة واجهة لجهاز أمن المؤتمر الوطنى بنفس إسم الحركة الشعبية لتحرير السودان وهى الواجهة التى إنضم إليه جميع أبناء النيل الأزرق المنسلخين من الحركة الشعبية وأبرزهم :
2/ كمندان جودة – ( عضو البرلمان القومى) وهو ثانى رجل يخذل شعب النيل الأزرق .
3/ على حسن حسين – مستشار والى النيل الأزرق للشباب والطلاب.
4/ النذير بابكر – المستشار الإعلامى لوالى النيل الأزرق .
5/ الصادق الصديق – وزير الشباب والرياضة .
6/ سراج على حامد – تم تعيينه وزير دولة للشؤون الدينية الإتحادية.
7/ الصديق يوسف بشير – وزير الثقافة والإعلام .
8/ هويدا عبد الرحمن – عضو البرلمان القومى عن الحركة الشعبية.
9/ محجوب أحمد عبد الرسول – عضو البرلمان القومى عن الحركة الشعبية
10/ الطيب عقار يونج – المجلس التشريعى الولائى.
11/ جمال أبو القاسم - المجلس التشريعى الولائى.
12/ شادية إسماعيل - المجلس التشريعى الولائى.
13/ آمنة المأمون - المجلس التشريعى الولائى .
14/ السر الرصيرص - المجلس التشريعى الولائى.
15/ عمر تقرفا - المجلس التشريعى الولائى.
16/ علوية عمر يوسف – عضو المجلس التشريعى.
17/ الطيب أبو جميلة – عضو المجلس التشريعى.
18/ عثمان محمد الأمين .
19/ فيصل بشارة يعقوب.
20/ عماد عبد الله محمد .
21/ شعيب محمد سعيد.
22/ سليمان محمد سليمان.
23/ القرشى محمد صالح.
24/ دفع الله المك أدوك.
25/ مولانا عباس محمد عبد الرحمن.
26/ الطيب على البشير.
27/ معروف الزاكى.
28/ يوسف قمبى عابدين.
29/ عبد الحفيظ أحمد إبراهيم.
30/ سيد الله جابو نور الدين.
31/ عمر حسن حسين.
32/ يحى ألياس.
33/ مودة عبد الله عبيد.
34/ فضل نور الدايم.
35/ دانيال عمر.
36/ أحمد عيسى.
37/ عبد الرحمن محمد الطيب.
38/ السر الصديق – المكتب الإعلامى للحركة الشعبية بالولاية .
39/ صديق أحمد صديق.
40/ الصادق أحمد سعيد.
41/ محى الدين سليمان.
42/ النور جلب.
43/ دوكة كشك .
44/ سميرة أندرسم.
45/ العمدة عبد العزيز – عمدة الكدالو.
46/ عبد الله عثمان خليفة.
وهؤلاء جميعاً يتقلدون مناصب قيادية فى النيل الأزرق سواء كان فى الحزب أو الحكومة.
ولكن يظل السواد الأعظم من المتخاذلين محسوبٌ على المجموعات الشمالية التى تقلدت مناصب قيادية دستورية وتنظيمية فى قطاع الشمال , بالإضافة إلى المجموعات العربية فى جبال النوبة والنيل الأزرق التى لم تفهم الدرس القديم حتى الآن - ان الحرب مع الحكومة المركزية لا تستهدفهم بقدر ما تحتاج إلى مساهمتهم لإزالة النظام وإنتزاع الحقوق المشتركة بينهم و بين المجموعات الأخرى فى المنطقتين , ولكننا نحىّ المواقف المشرفة لمجموعات مقدرة من المسيرية والحوازمة حيث رفضت دخول الحرب فى جبال النوبة وعدم إستخدامهم فيها كوقود من قبل المؤتمر الوطنى , هذا الموقف الذى هو فى مصلحتهم أولاً قبل غيرهم , لأن الجيش الشعبى اليوم ليس كما الأمس .
من أجل مستقبل مشرق :-
نحن إذ نقوم بسرد هذه الحقائق نتطلع إلى بناء حركة شعبية قوية بشمال السودان تقوم على حقائق الواقع بعيداً عن العواطف وعدم الموضوعية , متجنبين الشعارات والمعايير الساذجة التى لا تخدم الحركة الشعبية لتحرير السودان نفسها بل تجر عليها العديد من المتاعب مستقبلاً , مع تمسكنا فى نفس الوقت بمشروع السودان الجديد وإنفتاح الحركة الشعبية على كافة القوميات والإثنيات ولكن بطريقة موضوعية وواقعية قد لا تنجح إلا بعد مراحل وأجيال , ولا يجب العجلة والتلهف لبلوغ ذلك حتى لا نكرر هذه التجربة المشوَّهة السيئة التى خسَّرت الحركة الشعبية الكثير , فالذين إنسلخوا من الحركة الشعبية بقطاع الشمال , أطلوا على الشعب السودانى عبر القنوات ووسائل الإعلام وشتموا قيادة الحركة الشعبية وخوَّنوها كما أساؤوا للحركة الشعبية نفسها وشوّهوا صورتها كأنما هى التى أشعلت الحرب وليس المؤتمر الوطنى مثل أولئك الذين لم يخرجوا من الدمازين عند أحداث 1 سبتمر بإعتبارهم قيادات الحركة الشعبية بالولاية ( وزراء / مستشارون / أعضاء المجلس التشريعى / قيادات التنظيم ) , ونتيجة لمثل هذه التصريحات تصبح الحركة الشعبية فى نظر المواطنين البسطاء حركة مثيرة للحرب والدمار وضد التنمية ومصالح المواطنين, ونحن لا نستبعد فرضية ان تكون بعض التصريحات كانت نتيجة للضغوط التى تعرضوا لها من تعذيب وتهديد بالتصفية الجسدية وغيرها من الضغوط , ولكن الواقع أيضاً يقول ان عدداً كبيراً من أعضاء الحركة الشعبية فى قطاع الشمال وفى مواقع مختلفة كانوا عبارة عن عناصر أمنية مزروعة داخل التنظيم , وبالتالى ومع الترتيب لعقد إجتماع مجلس التحرير القومى وبروز إتجاه لإكماله والإعداد لعقد المؤتمر العام لإنتخاب القيادة الجديدة , تكون هذه المراجعات فى غاية الأهمية للإستفادة من الدروس ومعالجة الأخطاء لتجنب تكرار هذه التجربة الفاشلة مستقبلاً , وحتى لا نتفاجأ خلال هذه الأيام بتعينات على شاكلة ( التمييز الإيجابى / التنوع / ....) .
مخاوف اليوم :-
وما يثير قلقنا كثيراً هذه الأيام هو الطريقة التى تعمل بها القيادة الإنتقالية الحالية للحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال , ويرجع الخلل أصلاً إلى الطريقة التى تمت بها فك الإرتباط إذ لم يكن الإجراء سليماً من ناحية انه لم ينعقد إجتماع مجلس التحرير القومى ليفصل فى أمر القيادة والهياكل المؤقتة التى ستقود العمل بالشمال فى الفترة الإنتقالية ما بعد الإرتباط , بل تمت العملية الإجرائية بطريقة لا يمكن أن يقال عنها سوى إنها كانت عبارة عن تعيين بقرار من المكتب السياسى , ولذلك ترك هذا المناخ مساحة واسعة للقيادة الجديدة لتنفرد ببعض الملفات المصيرية , فعلى سبيل المثال :
1/ الإتفاق الإطارى الذى تم توقيعه مع المؤتمر الوطنى بأديس أبابا و كاد ان يتم تمريره رغم التحفظات الكبيرة عليه لولا قيام عمر البشير برفضه .
2/ لم يتم تمثيل أى من قيادات دارفور فى مفاوضات السلام ( يمكن معالجة ذلك قبل أى جولة تفاوضية قادمة) .
3/ قرار حل جميع المؤسسات من ناحية إجرائية كان من المفترض ان يسبقه إنعقاد إجتماع مجلس التحرير القومى (الذى يتم الإعداد له حالياً) , وذلك بإعتبار مجلس التحرير هو أعلى سلطة لإتخاذ القرارات .
4/ تكوين المكتب القيادى أيضاً صاحبه تجاهل غير مبرر لممثلى دارفور .
بالنسبة للمكتب القيادى حتى لو تركت مقاعد شاغرة لممثلى دارفور بغرض التفاكر و التشاور , إلا أن مبدأ إضافتهم "كملحق" أمر غير مقبول معنوياً ولا يليق بالإقليم من ناحية موضوعية , فيوجد العديد من الرفاق كان يمكن تعيين وإعتماد أى منهم مباشرة فى المكتب القيادى ( رغم تحفظنا على الإجراء) مثل ( عمر عبد الرحمن " عمر فور" / سلوى آدم بنية / محمد أبكر / أحمد عيسى / السيد عبد الله / سليمان إسحق / محى الدين إسماعيل ) , فهؤلاء جميعاً لا يمكن التشكيك فى ولائهم أو قدراتهم مطلقاً , علماً بان خمسة منهم أعضاء فى مجلس التحرير القومى وأربعة منهم رؤساء للحركة الشعبية لتحرير السودان بولايات ( القضارف / شمال دارفور / جنوب دارفور / غرب دارفور) , ودارفور برغم نشاط الحركات المسلحة الأخرى فيها , إلا أنها ومنذ أن وطأتها أقدام الشهيد داؤود يحى بولاد عام 1991 , رمزياً تظل منطقة نفوذ تقليدى للحركة الشعبية لتحرير السودان , و إذا قامت أى إنتخابات ديمقراطية حقيقية مستقبلاً سيتأكد للجميع صحة ما ذهبنا إليه , فحملة مرشح الحركة الشعبية لمنصب الرئاسة فى إنتخابات 2010 أكبر حشد جماهيرى لها كان فى دارفور , وهذه حقيقة لا يمكن أن ينكرها أحد ويستحيل القفز عليها , وأنا شخصياً أشرفت على حملة بناء وتنظيم الحركة الشعبية لتحرير السودان بشمال دارفور عام 2007 عندما كان مالك عقار مسؤولاً عن قطاع الشمال وأعرف تماماً حجم عضوية الحركة الشعبية بدارفور , والآن رؤساء الحركة الشعبية لتحرير السودان بولايات دارفور الثلاثة ( قبل التقسيمات الجديدة – خمسة ولايات) غير موجودين فى مناطق الحكومة ولم يسلموا أنفسهم للمؤتمر الوطنى فى إطار مشروع "التوبة والإنسلاخ والإنضمام" , وهذا يؤكد إن دارفور منطقة نفوذ تقليدى ولا تحتاج إلى " توطين " , ولا يجب ان تعامل بهذه الطريقة مهما كان , وربما تكون لنا عودة فى هذا الشأن لاحقاً.
المؤتمر العام : ضرورة قصوى ومطلب جماهيرى :-
حتى لا يستمر الوضع على ما هو عليه ويؤدى ذلك فى النهاية إلى أزمة مبكرة داخل الحركة الشعبية ( لا نقول إنشقاق حفاظاً على مشاعر البعض) فلا بد من قيام المؤتمر العام بأسرع ما يمكن لإرجاع الإمور إلى نصابها بقيام هياكل ومؤسسات ديمقراطية منتخبة يأخذ فيها الجميع حقوقهم ويتم تمثيلهم حسب حجم تضحياتهم ونضالاتهم وحسب حجم العضوية , فبقيام المؤتمر العام تستطيع جماهير الحركة الشعبية لتحرير السودان أن تقول كلمتها عبر ممثليها فى المؤتمر , وتنتخب قيادتها المؤهلة لتلبية تطلعاتها , ليبدأ عهد جديد للحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال تحتكم فيه إلى الدستور فى ظل سيادة المؤسسات التنظيمية التى تعمل بدورها وفقاً لإرادة الجماهير , وبرغم ان الفترة الحالية والوضع الحالى يعد وضعاً إستثنائياً , إلا ان ذلك لا يمنع قيام المؤتمر العام للحركة الشعبية لتحرير السودان فى فترة لا تزيد عن الستة أشهر , فالحركة الشعبية لتحرير السودان فى الماضى أقامت المؤتمر العام الأول فى شقدوم عام 1994 برئاسة الشهيد / القائد يوسف كوه مكى وأجازت فيه الوثائق الرئيسية وإنتخبت القيادة فى وقت كانت فيه عمليات " صيف العبور " على أوجها , والمؤتمر العام مهم جداً لإجازة الدستور الذى ستعمل به الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال بالإضافة إلى المنفستو والهياكل والبرنامج والتحالفات , فحتى الآن لا يعرف الكثيرين من أجل ماذا تقاتل الحركة الشعبية لتحرير السودان , ولا مع من تتحالف , وأين وصل العمل من خلال هذا التحالف ؟ لماذا لا توجد منابر واضحة بإسم التحالف , فليست هنالك أى وثيقة مكتوبة سوى البيان الذى أصدرته القيادة من قبل بعد أحدى إجتماعاتها (العشرة) , وهذه الأهداف الواردة فى البيان نفسها تحتاج إلى إجازة من قبل مؤسسات منتخبة ديمقراطياً , والمسميات على شاكلة (المجلس القيادى / المكتب القيادى) تعد غريبة على أدبيات الحركة الشعبية لتحرير السودان التى عرفت من قبل (الهيئة القيادية السياسية والعسكرية العليا / مجلس التحرير / المكتب السياسى / الأمانة العامة / السكرتارية القومية / سكرتارية الحركة الشعبية / الإقليم / البيام / البوما....ألخ) .
والمؤتمر يجب أن تشارك فيه العضوية الحقيقية المضمونة غير المشكوك فى ولائها للحركة الشعبية لتحرير السودان , وهذه المعايير لا تتوفر إلا فى المناطق المحررة بالإضافة إلى بعض الرفاق الموجودين خارج دائرة مناطق الحكومة .
ولنا عودة .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.