منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث: المدنيون في الفاشر يكافحون بالفعل من أجل البقاء على قيد الحياة    بايدن يؤكد استعداده لمناظرة ترامب    الأهلي يهزم مازيمبي بثلاثية نظيفة ويصعد لنهائي الأبطال    الأهلي يعود من الموت ليسحق مازيمبي ويصعد لنهائي الأبطال    أرنج عين الحسود أم التهور اللا محسوب؟؟؟    الصناعة.. قَدَر الخليج ومستقبله    وصول طائرة للقوات المسلّحة القطرية إلى مطار بورتسودان    شاهد بالفيديو.. ناشط سوداني يهاجم الفنانة عشة الجبل ويثبت غيرتها من زميلتها الفنانة مروة الدولية: (عرس الدولية حارقك وقاطع قلبك والغيرة دي ما حلوة)    السودان..تحذير خطير للأمم المتحدة    شاهد بالفيديو.. ناشط سوداني يهاجم الفنانة عشة الجبل ويثبت غيرتها من زميلتها الفنانة مروة الدولية: (عرس الدولية حارقك وقاطع قلبك والغيرة دي ما حلوة)    شاهد بالفيديو.. حكم كرة قدم سعودي يدندن مع إبنته بأغنية للفنان السوداني جمال فرفور    شاهد بالصور.. رصد عربة حكومية سودانية قامت بنهبها قوات الدعم السريع معروضة للبيع في دولة النيجر والجمهور يسخر: (على الأقل كان تفكوا اللوحات)    هل فشل مشروع السوباط..!؟    مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية    سوق العبيد الرقمية!    صلاح في مرمى الانتقادات بعد تراجع حظوظ ليفربول بالتتويج    أمس حبيت راسك!    راشد عبد الرحيم: وسقطت ورقة التوت    وزير سابق: 3 أهداف وراء الحرب في السودان    الصين تفرض حياة تقشف على الموظفين العموميين    (المريخاب تقتلهم الشللية والتنافر والتتطاحن!!؟؟    وكالة الفضاء الأوروبية تنشر صورا مذهلة ل "عناكب المريخ" – شاهد    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    "منطقة حرة ورخصة ذهبية" في رأس الحكمة.. في صالح الإمارات أم مصر؟    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    إيفرتون يصعق ليفربول بثنائية    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    إقصاء الزعيم!    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه – فيديو    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هل العمل النقابي وسيلة لتحقيق تطلعات المسؤولين النقابيين الطبقية؟ أم وسيلة لخدمة مصالح الكادحين؟
نشر في سودانيزاونلاين يوم 31 - 08 - 2012


[email protected]
إلى:
كل الذين يعانون من الحاجة إلى النقابة، فلا يجدون أمامهم إلا المحرفين، الذين يجعلون النقابة وسيلة لممارسة التسلق الطبقي، على حساب العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.
محمد الحنفي
كثيرا ما نفاجأ مما يتناهى إلى علمنا، مما يقوم به بعض المسؤولين النقابيين، من ممارسات يفترض فيهم عدم اللجوء إلى القيام بها، لتناقضها مع الخطاب النقابي، الذي تقدمه هذه النقابة، أو تلك، في هذا القطاع، أو ذاك، ولتناقضه، أيضا، مع حرصهم على تأليه النقابة، التي ينتمون إليها، أو يقودونها في مستوى معين، من مستويات القيادة النقابية: المركزية، أو القطاعية.
وما يهمنا، هنا، ليس هو ذكر الفعل، والقائم به، والإطار النقابي الذي يقع باسمه، وفي إطاره، الفعل النقابي، أو الذي أريد له أن ينسب إلى النقابة، وإلى العمل النقابي؛ بل إن ما يهمنا، هو رصد ظواهر الفساد المتسرب إلى الجسد النقابي، وخاصة، إذا كانت النقابة تدعي المحافظة على مبادئها، والحرص على تفعيل تلك المبادئ، والعمل على إيجاد إشعاع واسع في صفوف العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.
والمفاجأة، بالنسبة إلينا، في اعتبار العمل النقابي وسيلة لتحقيق التطلعات الطبقية، للعديد من المسؤولين النقابيين، الذين أصبحت المشاكل النقابية، بالنسبة إليهم، عملة صعبة، يسترزقون بواسطتها، ما أمكنهم الاسترزاق، ودون حياء، لا من العمال، ولا من باقي الأجراء، ولا من سائر الكادحين، الذين يعتبرون النقابة مرتعا خصبا لهم، ولكونها أصبحت متلاشية بالنسبة للعمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين، لانتقالها إلى مستوى المفاجأة، التي لا ننتظر وقوعها على مستوى العمل النقابي اليومي، العادي، مقابل التدخل باسم النقابة، لدى الجهات المعنية في القطاعين: العام، والخاص.
ونظرا لأن ممارسة الارتزاق من قبل المسؤولين النقابيين، أصبح قاعدة، فإن عنصر المفاجأة لم يعد واردا في هذا الإطار. والفساد النقابي استشرى أمره، وسماسرة العمل النقابي أخذوا يتكاثرون تكاثر الفطر، وكل من يسعى إلى تحمل مسؤولية النقابة، إنما يسعى إلى ذلك، من أجل استغلال تلك المسؤولية في تحقيق التطلعات الطبقية، ما دامت النقابة معطاءة، وما دام العطاء النقابي يشكل قيمة مضافة، تجعل النقابيين يتسلقون إلى الأعلى، ما دام التسلق يمكنهم من تحقيق تطلعاتهم الطبقية، التي ترفع سقف انتمائهم الطبقي، ليضيفوا جديدا إلى جديدهم، في مسار التسلق الطبقي الهجين، والمتخلف، والذي لا يمكن وصفه إلا بالجريمة الإنسانية، المرتكبة في حق العامل، والأجير، والكادح.
وإذا كنا نناضل ضد الجرائم الإنسانية، التي يرتكبها الحكام في حق الشعب، ونعمل على فضحها، آناء الليل، وأطراف النهار، سعيا إلى توعية الشعب، بخطورة تلك الجرائم الإنسانية، في حق أبنائه، فإن الجرائم الإنسانية، التي يرتكبها المسؤولون النقابيون، في حق العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، لم تطرح بعد على طاولة البحث، من أجل التحقق، ولم تصر بعد من الملفات المطروحة، أمام الجمعيات الحقوقية، ولم تصر بعد من اهتمامات الصحفيين، ولم تظهر بعد على صفحات الجرائد اليومية، ولم تجد لها بعد الاهتمام اللازم من قبل النقابيين ومن قبل المهتمين بالعمل النقابي.
فالمسؤولون النقابيون، الذين نستثني، من بينهم، الذين ينزهون أنفسهم عن ممارسة الابتزاز على العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، يقضون وقتهم متربصين بطرائدهم من العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، من أجل فرض التدخل لحل مشاكلهم الخاصة، مقابل ممارسة الابتزاز الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي عليهم، من أجل انتزاع ما يمكنهم من ممارسة التسلق الطبقي: الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، وبعد ذلك، فليذهب العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، إلى الجحيم، ما داموا لا يعون ما يمارس عليهم، من قبل المسؤولين النقابيين، وما داموا لا يلتحقون بالنقابة، ويفضحون، من خلالها، ما يمارس في حقهم، وما داموا لا يحرصون على امتلاك الوعي الطبقي، الذي يجعلهم مالكين لسلاح مواجهة مرتزقة العمل النقابي، الذين يعرفون، وحدهم، من أين توكل الكتف، فيستغلون، بسبب ذلك، النقابة، والعمل النقابي، لتحقيق تطلعاتهم الطبقية، وتحريف النقابة، والعمل النقابي، عن مسارها / ه الصحيح.
وقد كان من المفروض، أن يتجنب النقابيون السقوط في مهوى ابتزاز العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وأن يتفانوا في التضحية، من أجل خدمة مصالحهم، وأن يحرصوا على أن تكون علاقتهم بهم، خالية من كل الشبهات، حتى يطمئنوا إلى النقابة، وينخرطوا في نضالاتها، ثم يصيروا أعضاء فيها، ويعملوا على الوصول إلى قيادتها، ويحرصوا على توسيع قاعدتها: أفقيا، وعموديا، ويسعوا إلى احترام مبادئها، وضوابطها التنظيمية، ويجعلوا منها وسيلة لبث الوعي بالأوضاع الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، في صفوف العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، والعمل على الارتقاء بوعيهم، إلى مستوى الوعي الطبقي الحقيقي، بدل الوعي الزائف، الذي يسود الآن عن النقابات، والنقابيين، الممارسين لكل أشكال التحريف النقابي، والسياسي.
كما كان المفروض، أن يرتقي العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، بوعيهم، إلى الوعي النقابي الصحيح، والوعي الطبقي الصحيح، الذي يؤهلهم لمناهضة ممارسة كافة أشكال الانتهازية، التي يمارسها المسؤولون النقابيون، ويعملوا على التصدي لتلك الأشكال من الانتهازية، بكافة الوسائل، من أجل تطهير النقابة من الانتهازية، والانتهازيين، حتى تصير أهلا لقيادة النضالات المطلبية: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية.
غير أن المفروض توفره في النقابيين، وفي العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، صار غير وارد، لكون الأجهزة النقابية القائمة، في معظمها، تعودت على ممارسة كافة أشكال التحريف، والانتهازية، التي صارت مرضا عضالا، يصعب التخلص منه، بسبب صيرورته بنيويا في النقابة، وفي العمل النقابي، وفي ممارسة المسؤولين النقابيين اليومية، وفي علاقة المسؤولين النقابيين بالعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وفي قبول المستهدفين بالعمل النقابي، بتلك الممارسات التحريفية، والانتهازية، على أساس أنها جزء لا يتجزأ من النقابة، ومن العمل النقابي.
فالعمل النقابي في النقابة، التي تحترم في إطارها المبادئ، والضوابط التنظيمية، يجب أن يصير مبدئيا، وفي خدمة مصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، كشرط لوجوده، حتى يؤدي دوره في تحسين أوضاع الكادحين: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، حتى يصير عملا نقابيا صحيحا.
والنقابة المنتجة للعمل النقابي الصحيح، يجب أن تحترم في إطارها المبادئ، والضوابط التنظيمية، التي يجب أن تستحضر في الممارسة النقابية اليومية، تنظيميا، ومطلبيا، وبرنامجيا، ونضاليا، حتى تلعب دورها في تقويم الممارسة النقابية، وفي حماية العمل النقابي الصحيح؛ لأن عدم احترام المبادئ، لا يعني إلا فتح أبواب النقابة، أمام تسرب كافة أشكال التحريف، إلى بنيات النقابة: التنظيمية، والمطلبية، والبرنامجية، والنضالية. وهو ما لا يعاني منه إلا العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ولا يستفيد منه إلا التحريفيون، الذين يصلون إلى الأجهزة النقابية، من أجل تكريس التحريف، الذي يخدم مصالحهم، المؤدية إلى تحقيق تطلعاتهم الطبقية.
والنقابة المنتجة للعمل النقابي الصحيح، كذلك، هي النقابة التي تحترم في إطارها الضوابط التنظيمية النقابية، المنظمة للعلاقة بين الأجهزة، فيما بينها، وبين القواعد النقابية، مما يجعلها تحافظ على سلامتها من التحريف، ومن تسرب الانتهازية إلى الأجهزة النقابية، كما تحافظ سلامة تطور النقابة، والعمل النقابي، وعلى دينامية تعبئة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وعلى خوض المعارك النضالية، من أجل فرض انتزاع المزيد من المكاسب، للمستهدفين بالعمل النقابي المبدئي، والصحيح.
والنقابة المنتجة للعمل النقابي الصحيح، هي، كذلك، النقابة التي تحرص على أن تصير مدرسة لتكوين الأطر النقابية بصفة خاصة، وتكوين جميع النقابيين، والعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، بصفة عامة، نظرا لدور التكوين في الإدراك العلمي للواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، وامتلاك الوعي به، وامتلاك أهمية النضال من أجل تغييره، التغيير المتناسب مع طبيعة النقابة من جهة، ومع طبيعة الأوضاع الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، ومن أجل أن يصير الواقع، في تجلياته المختلفة، في خدمة مصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.
والنقابة المنتجة للعمل النقابي الصحيح، أيضا، هي النقابة التي تصير مجالا للتربية على حقوق الإنسان: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، وبمرجعية المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، حتى يصير النقابيون: قيادة، وقواعد، ومعهم العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وسيلة لإشاعة التربية الحقوقية، في مختلف القطاعات النقابية، ومن خلالها، في المجتمع ككل، الذي يتحول بفعل ذلك، إلى مجتمع متشبع بالتربية على حقوق الإنسان، وعلى تفعيلها، والتمسك بها، خاصة أن النقابة، هي، في نفس الوقت، إطار للنضال الحقوقي، من خلال النضال من أجل فرض تمتيع العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، بحقوقهم المنصوص عليها في مدونة الشغل المغربية، وفي المواثيق الصادرة عن منظمة العمل الدولية، وفي المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان.
والنقابة المنتجة للعمل النقابي الصحيح، هي، كذلك، النقابة التي تحرص على تعبئة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، من أجل خوض المعارك النضالية، لفرض الاستجابة للمطالب النقابية، انطلاقا من برنامج نقابي محدد، سعيا إلى تحقيق أهداف محددة، تتمثل، بالخصوص، في تحسين الأوضاع المادية، والمعنوية: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، حتى يصير المستهدفون بالنقابة، وبالعمل النقابي، الذي لا يعرف التوقف، متمكنين من كافة الحقوق المنصوص عليها في مدونة الشغل، وفي الوثائق الصادرة عن منظمة العمل الدولية، وفي المواثيق الدولية المعلقة بحقوق الإنسان، مما يضمن تحقيق كرامتهم الإنسانية.
والنقابة المنتجة للعمل النقابي الصحيح، هي كذلك النقابة التي تربط في نضالها، بين النضال النقابي، والنضال السياسي، نظرا لكون الربط بينهما، ربطا جدليا، يقوي النقابة، ويرفع وعي العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وينقلهم إلى مستوى الوعي بالذات، ويدفعهم إلى امتلاك الوعي السياسي، في أبعاده الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، ويؤهلهم إلى الانتماء إلى الأحزاب السياسية المناضلة، وخاصة الأحزاب الديمقراطية، والتقدمية، واليسارية، والعمالية، ويمكنهم، عن طريق الممارسة اليومية، من كشف الممارسة الانتهازية، التي ينتجها بعض النقابيين، الذين لا ينتمون إلى أي حزب، أو الذين ينتمون إلى حزب معين، والانخراط في النضال ضد إنتاج الممارسة الانتهازية، مهما كان منتجها، من أجل حماية النقابة، والعمل النقابي، من كل أشكال الممارسة الانتهازية المسيئة إليهما.
والنقابة المنتجة للعمل النقابي الصحيح، كذلك، هي النقابة التي تعمل على بث الوعي في صفوف العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، بخطورة كل أشكال التحريف على النقابة، وعلى العمل النقابي، وإعدادهم لمحاربة كافة أشكاله، في مختلف الإطارات النقابية، وفي صفوف العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وفي الممارسة اليومية للعمل النقابي، وفي إعداد الملفات المطلبية، وفي صياغة البرامج النقابية، وفي اتخاذ المواقف النقابية، من الأوضاع العامة، والقطاعية، وفي خوض المعارك النضالية؛ لأن التحريف، يمتد إلى مجمل الممارسة النقابية، ومن خلال تواجد التحريفيين النقابيين، الذين يحرصون، باستمرار، على تحريف النقابة، والعمل النقابي، عن مسارها / ه الصحيح، حتى يصير التحريف متمكنا من الممارسة النقابية اليومية، من أجل خدمة مصالحهم، ومصالح الجهات التي توظفهم لأجل ذلك. ومناهضة التحريف، لا تعني إلا قطع الطريق أمام قيام التحريفيين، بتحقيق أهدافهم القريبة، والمتوسطة، والبعيدة.
وهكذا، يتبين أن العمل النقابي، الذي يصير وسيلة لتحقيق تطلعات المسؤولين النقابيين الطبقية، يصير، كذلك، بفعل وعي العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ومقاومتهم لكافة أشكال التحريف، الممارسة في الإطارات النقابية، وفي العمل النقابي اليومي، والحرص على أن تصير النقابة، والعمل النقابي، في خدمة مصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ورغما عن التحريفيين، ومهما كان انتماؤهم الحزبي، الذي يستغلونه لأجل ذلك.
فهل يمسك المسؤولون النقابيون عن ممارسة تحريف النقابة، والعمل النقابي، عن مسارهما الصحيح؟
هل يمسكون عن اعتبار النقابة، والعمل النقابي، وسيلة لتحقيق التطلعات الطبقية؟
هل يتوقفون عن إنتاج الفساد النقابي، الذي انفضح أمره في مختلف القطاعات؟
ألا يعتبرون أن ما يمارسونه من فساد، باسم النقابة، وباسم العمل النقابي، يدخل في إطار الجرائم ضد الإنسانية؟
ألا يمسكون عن التربص بطرائدهم من العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحات، والكادحين، من أجل ممارسة الابتزاز في حقهم، في أفق خدمة مصالحهم، المتمثلة في تحقيق تطلعاتهم الطبقية؟
ألا يدركون أن مسؤوليتهم تقتضي العمل على المحافظة على النقابة، وعلى العمل النقابي، من التحريف، بأشكاله المختلفة، حتى تصير النقابة، والعمل النقابي، في خدمة مصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين؟
ألا يعملون على جعل الأجهزة النقابية، بعيدة عن السقوط في ممارسة كافة أشكال التحريف؟
ألا يحرصون على المحافظة على احترام مبادئ النقابة، والعمل النقابي؟
ألا يحافظون على جعل النقابة منتجة للعمل النقابي الصحيح؟
أليس من العمل النقابي الصحيح، احترام الضوابط التنظيمية؟
ألا يعملون على جعل النقابة مدرسة لتكوين الأطر النقابية، إلى جانب تكوين العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين؟
ألا يعملون على جعل النقابة إطارا للتربية على احترام حقوق الإنسان، وحقوق العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، كما هي في المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، وكما هي في المواثيق الصادرة عن منظمة العمل الدولية؟
ألا يعملون على جعل النقابة، والعمل النقابي، وسيلة لتعبئة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، من أجل إعدادهم لخوض المعارك النضالية المبرمجة، والطارئة؟
ألا يحرصون، في ممارستهم النقابية اليومية، على الربط الجدلي بين النضال النقابي، والنضال السياسي، حتى يصير، ذلك، وسيلة لتوعية العمال، بأوضاعهم الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية؟
ألا يسعون إلى جعل العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، يدركون خطورة أشكال التحريف، التي تستهدف النقابة، والعمل النقابي، وضرورة الانخراط في مقاومته، حفاظا على سلامة النقابة، والعمل النقابي منه، ومن أجل تكريس عمل نقابي صحيح؟
إننا، ونحن نطرح هذه الأسئلة، لا نسعى إلا إلى تحفيز القارئ الكريم، من أجل أن يشاركنا التفكير، وتتبع واقع النقابة، والعمل النقابي، وخطورة ما يتهددهما، بفعل شيوع أشكال التحريف، التي تستهدفهما، والتي لا يستفيد منها إلا المحرفون، الذين يكرسون إما تبعية النقابة لجهة معينة، أو تحزيبها، أو جعلها مجرد إطار للإعداد، والاستعداد لتأسيس حزب معين، أو بقرطتها، لتصير بذلك منظمة بيروقراطية، حتى تصير في خدمة مصالح المحرفين، الذين يمارسون الابتزاز على الإدارة في القطاعين: العام، والخاص، وعلى العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.
فإيقاف تحريف العمل النقابي، لا يعني في عمق الأشياء، إلا وضع حد للمحرفين، المستفيدين من عملية التحريف، أنى كان لونها، والسير في اتجاه عودة العمل النقابي الصحيح، الذي تنتجه النقابة، التي تتخلص من المحرفين، بتخلصها من كل مظاهر التحريف، مما يجعلها تصير في خدمة المستهدفين، بمنتوجها من العمل النقابي الصحيح.
ومعلوم أن النقابة، لا تصير منتجة للعمل النقابي الصحيح، إلا إذا وجد المحرفون أنفسهم، في مواجهة النقابيين، ومعهم العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ممن يرفضون كل مظاهر التحريف، وينبذونه، ويسعون إلى إنتاج عمل نقابي صحيح.
والعمل النقابي الصحيح، هو ما ننشده، من خلال معالجة الموضوع:
(هل الهمل النقابي وسيلة لتحقيق تطلعات المسؤولين النقابيين الطبقية؟ أم وسيلة لخدمة مصالح الكادحين؟).
وذلك، من منطلق أن تكريس مظاهر التحريف النقابي، لا يخدم إلا مصالح المحرفين، وان العمل النقابي الصحيح، لا يخدم إلا مصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.
فهل نكون قد أصبنا الهدف؟
أم أننا سوف نستمر، في استعداء كل ممارسي التحريف علينا؟
ابن جرير في 10 / 8 / 2012


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.