بسم الله الرحمن الرحيم إلى الزميلات والزملاء بآيرلندا ... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... نحييكم أيتها الزميلات أيها الزملاء من أعماق قلوبنا ونهنئكم بقيام فرع نقابة الأطباء بآيرلندا ، ونقدر معاناتكم المزدوجة ، فأنتم تعانون مرتين ، مرة معاناة الغربة ومرارتها المؤلمة ، ومرة أخرى مشاطرتكم أهلكم وتمسككم بالأمل لإنهاء هذه المعاناة ومساهمتكم لخلق ظروف إيجابية لايجاد حلول لمشكلاتهم وتطلعاتهم المشروعة ، إنه قدرنا جميعاً أيها الزملاء والزميلات لنتطلع لغد أفضل لنا ولأهلنا ولبلدنا الحبيب . إننا إذ نحييكم أيها الزملاء ، فإننا نحي دوركم المقدر في إستعادة نقابة أطباء السودان الممثل الشرعي والوحيد لأطباء السودان ، ونثمن دوركم الوطني الكبير ، ونتطلع للمزيد من الجهود في دعم وإسناد نقابتكم – نقابة أطباء السودان – للانخراط فعلياً في المساهمة في كل ميدان من ميادين نشاطها المهني والنقابي ، ولتعزيز مسار تصحيح الحركة النقابية ، واستكمال بنياتها ، ووضعها في خدمة قضايا العاملين ، وتقوية دورها من أجل الدفاع عن قضايا الأطباء وحقوقهم المشروعة المهنية والنقابية والاجتماعية والاقتصادية ، والارتقاء بدورهم لضمان استئناف إستعادة مشاركتهم الفعالىة في خدمة مجتمعنا وقضاياه ذات الصلة بمهنتنا الشريفة ، لا سيما بعد تدهور الوضع الصحي في البلاد ، وإنطلاقاً من أننا نمثل جزءاً أصيلاً وحياً من هذا المجتمع ، بل أننا نضطلع بدور كبير في رسم ملامح حاضر بلادنا ومستقبلها . الزميلات .. الزملاء الأعزاء : إن استرداد نقابتكم في هذه الظروف المعقدة – المعروفة لديكم – يعد انتصاراً للحركة النقابية في البلاد ككل ، ولحريتها وديمقراطيتها واستقلاليتها ، بل هو موقف الأطباء المعروف تاريخياً في بلادنا والمساند دوماً لقضايا المواطنين الهامة ، ومنها قضية العلاج التي أصبحت تشكل عبئاً كبيراً على المواطن وعلى كرامته بل حتى على وجوده في الحياة الدنيا . وأنتم لستم في حاجة للتأكيد على التحديات التي تواجه الأطباء ، ومنها التدهور المريع في الخدمات الطبية والأوضاع الصحية العامة للأطباء والمواطنين على حد سواء ، فهي تحديات مهنية من جهة ، ووطنية من جهة أخرى ، وهي متداخلة ويصعب الفصل بينها ، بل يستحيل العمل في ميدان فيها بمعزل عن الآخر ، أي أننا لا نستطيع أن نفصل بين دورنا المهني والنقابي ، وبين تطلعات جماهير شعبنا وقضاياه وحقوقه المشروعة و العادلة ، والتي أهمها قضية وجوده في الحياة ، وبغياب هذا الدور الوطني والنقابي الكبير لقد فقد الكثير من أبناء شعبنا ليس فرصتهم وحقهم في العلاج بل حقهم في الحياة . لذا أيها الزملاء إن استرداد نقابة أطباء السودان يعني في سياقه العام : استرداد للكرامة وللحقوق ومنها حق توفير الخدمات الطبية والعلاجية والصحية ، وحق الوجود و الحياة ، بل حق الحياة الحرة الكريمة ، فضلاً عن حق التعبير والتنظيم والاعتقاد ...الخ . أيتها الزميلات أيها الزملاء : إننا نعمل جنباً إلى جنب مع شعبنا ومن خلال آلية العمل السلمي الديمقراطي من أجل : 1- دستور ديمقراطي قائم على أن المواطنة هي أساس الحقوق والواجبات ولا يتوفر ذلك إلا بالتحول الديمقراطي الذي يكفل التعددية السياسية والحريات العامة ومنها حرية التنظيم والتعبير . 2- ديمقراطية الحركة النقابية وإستقلاليتها ووحدتها والدفاع عن حقوق العاملين وتحسين شروط الخدمة وبيئة العمل بما يتناسب مع تكاليف المعيشة . 3- أن تكون الخدمة المدنية قائمة على أسس وطنية وديمقراطية ومهنية ، وقائمة على مبدأ الكفاءة والأهلية بعيداً عن التعيينات السياسية والجهوية والقبلية وذات الأطر الضيقة . 4- تجريم الفصل التعسفي من الخدمة المدنية وإرجاع كافة المفصولين تعسفياً وكفالة واسترداد حقوقهم . 5- إستعادة هيبة القطاع العام وإعطائه إعتباره ، لا سيما القطاع الصحي ، وتحسين الأوضاع والخدمات الصحية في كافة المستشفيات العامة وتوفير الدعم اللازم لها من الدولة لتخفيف الأعباء عن المواطن ، والحد من حالات الوفيات التي بلغت أرقاماً كبيرة في بلادنا بسبب تدهور الوضع الصحي . 6- إعادة بناء الوحدة الوطنية القائم على مبدأ المساواة وتأكيد قيم التآخي والتعايش السلمي والتفاعل الايجابي . 7- إعمال مبدأ المحاسبة لكل من أجرم في حق الشعب والوطن . الخرطوم 30/6/2012 د. أحمد عبد الله الشيخ