[email protected] 1 - ملة الكذب ؟ أستولدت ثورات الربيع العربي 4 حالات مختلفة ، بأختلاف البلاد التي تفجرت فيها ! كل حالة من هذه الحالات تحتوي علي معادلة محددة ، تتكون من مكونات محددة ، تتشابه وتتدابر بين حالة وأخري ! دعنا نستعرض كل حالة من هذه الحالات ، علي حدة ، أدناه : 3 - حالة تونس ! تحتوي المعادلة التونسية علي الأتي : + فرعون لا يريهم الا ما يري، مستبد ، وفاسد وكذلك بطانته ؛ + شعب مقهور ( شعر ) بالظلم والقمع والفساد ، فكانت قداحة بوعزيزي التي فجرت الثورة وأشعلت الحريق ؛ + جيش وطني ، مهني ، ومحترف ؛ + مؤسسات دولة وطنية ( تنفيذية وتشريعية وقضائية ) متماسكة وقوية ؛ + حزب حاكم مسيطر وفوقي وحكومي وأحزاب سياسية معارضة مقهورة ... قيادة تحتكر السلطة السياسية! + وأمن قمعي بدون وازع ، وإعلام صوت سيده ، واقتصاد محصور في متنفذي النظام الحاكم ! كانت نتيجة المعادلة التونسية ثورة أنتهت بسرعة لتكامل المكونات السلبية اعلاه ولفجائية الثورة ؛ ولموقف الجيش الوطني علي الحياد ، وأمتناعه عن قمع الثوار ! وسقط الفرعون وبطانته ، وذاب الحزب الحاكم الفوقي ، وبقيت مؤسسات الدولة الوطنية بما فيها الجيش الوطني ؛ وبدأت مسيرة الثورة ، مع بعض العترات ، لإنجاز بناء الدولة الجديدة البديل على أسس جديدة! حالة مصر تشابه حالة تونس ، وقع الحافر علي الحافر والنعل علي النعل ! 4 - حالة اليمن ! تحتوي المعادلة اليمنية علي الأتي : + فرعون لا يريهم الا ما يري، مستبد ، وفاسد وكذلك بطانته ؛ + شعب مقهور ( شعر ) بالظلم والقمع والفساد ؛ + جيش غير مهني وغير محترف ، مبني علي أساس قبلي ، ومنقسم الي قوي متعادلة بين الفرعون والثوار ؛ + مؤسسات دولة ( تنفيذية وتشريعية وقضائية ) ضعيفة ومنقسمة إلى قوى متعادلة على أسس قبلية ؛ + حزب حاكم مسيطر وفوقي وحكومي وأحزاب سياسية ( علي اسس قبلية ) معارضة ومقهورة ... قيادة تحتكر السلطة السياسية! + وأمن قمعي بدون وازع ، وإعلام صوت سيده ، واقتصاد محصور في متنفذي النظام الحاكم ! كانت نتيجة المعادلة اليمنية ثورة أنتهت ، بعد نزف كثير من الدماء الثورية ، بتدخل ناعم من القوي الاقليمية والدولية ورفع هوابة الحرب الأهلية ، ورحيل الفرعون ، مع الابقاء علي نظامه كما هو وأحلال نائبه مكانه ؛ وعقد أنتخابات رئاسية صورية ، لتثبيت نائب الفرعون ديمقراطيا ومظهريا ! سقط الفرعون وبعض البعض من بطانته ، وذاب الحزب الحاكم الفوقي ، وبقيت مؤسسات الدولة القبلية بمكياج ديمقراطي ، بما فيها الجيش القبلي ؛ وبدأت مسيرة الثورة ، مع بعض العترات ، لإنجاز بناء الدولة الجديدة البديل على أسس جديدة! 5 - حالة ليبيا ! تحتوي المعادلة الليبية علي الأتي : + فرعون مستبد ، وفاسد وكذلك اولاده وعائلته المقربة الحاكمة باسمه ؛ فرعون أمن بأنه الفرعون الاله الذي لا يريهم الا ما يري! + شعب مقهور ( شعر ) بالظلم والقمع والفساد ؛ + جيش يتكون من مليشيات يقودها ابناء الفرعون ! مليشيات غير مهنية وغير محترفة ، وهدفها الحصري قمع الشعب وتأمين النظام الحاكم ! + مؤسسات دولة ( تنفيذية وتشريعية وقضائية ) ضعيفة وهشة وخاضعة للفرعون واولاده ! + حزب حاكم ( في شكل لجان ثورية ) مسيطر وفوقي وحكومي ، مع عدم وجود أي أحزاب سياسية ... قيادة تحتكر السلطة السياسية! + وأمن قمعي بدون وازع ، وإعلام صوت سيده ، واقتصاد محصور في متنفذي النظام الحاكم ! كانت نتيجة المعادلة الليبية ثورة تحولت الي حرب أهلية طاحنة مات فيها الاف الثوار ، وأنتهت بعد تدخل عسكري خشن من قوات الناتو وقوي أقليمية ، بدخول الثوار الي العاصمة طرابلس ، وأغتيال وسحل الفرعون الاله ، وتدمير نظامه الذئبي ، ولكن بعد دفع ثمن فادح في الأنفس والثمرات ! تم عقد أنتخابات تشريعية نزيهة ومقبولة من الكل ، وبدأت مسيرة الثورة ، مع بعض العترات ، لإنجاز بناء الدولة الجديدة البديل على أسس جديدة ، ومن الصفر تقريبأ ! سوريا تهرول حاليأ علي خطي النموذج الليبي ! 6 - حالة السودان ! تحتوي المعادلة السودانية علي الأتي : + فرعون لا يريهم الا ما يري، مستبد ، وفاسد وكذلك بطانته ؛ فرعون يكنكش في السلطة لأنه يخاف خوفأ مرضيأ من أمر قبض محكمة الجنايات الدولية ، وفتح ملفات الفساد ، وملفات جرائمه ! وكذلك بطانته الديناصورية التي تخاف من قائمة مجلس الامن الخمسينية وفتح ملفات الفساد ! + شعب مقهور ( شعر ) بالظلم والقمع والفساد ؛ + جيش مؤدلج ! مليشيات مسلحة مؤدلجة غير نظامية وغير مهنية ، وهدف الجيش والمليشيات الحصري قمع الشعب المطالب بحقوقه ، كما في دارفور وولايتي النيل الازرق وجنوب كردفان ، وتأمين النظام الحاكم ! + مؤسسات دولة ( تنفيذية وتشريعية وقضائية ) مؤدلجة وضعيفة وخاضعة للفرعون ... قيادة تحتكر جميع السلطات! صار الفرعون الدولة والدولة الفرعون ! + حزب حاكم مؤدلج ، مسيطر وفوقي وحكومي ، مع وجود أحزاب سياسية ضعيفة ومخترقة ! + وأمن جنجويدي بدون وازع ، وإعلام صوت سيده ، واقتصاد محصور في متنفذي النظام الحاكم ! أنتفي عنصر الفجائية كما في الموديل التونسي والموديل المصري ، وصار الجيش والمليشيات والشرطة علي أهبة الأستعداد لقمع المظاهرات قبليأ ، واعتقال وتعذيب قادة المظاهرات في ذئبية بئيسة ، تبدأ الثورة بالمظاهرات الأحتجاجية والأعتصامات السلمية ، التي تتطور الي أضراب سياسي عام ، وعصيان مدني ، ينتهي الي أنتفاضة شعبية سلمية ( غير محمية عسكريأ من الحركات المسلحة ) ، تطيح بالنظام ، بدون تدخل خارجي خشن ، وبدون عنف ! عندما يستخدم نظام، مثل نظام البشير ، طائرات ميج نفاثة مقاتلة ضد شعبه في دارفور وولايتي النيل الازرق وجنوب كردفان ، هل تعتبر هذه إشارة إلى مواطن قوة النظام أم دليلا على ضعف وهشاشة مكانته ؟ هل قتل الرئيس البشير لشعبه سيجعل بذور السلطة تنمو بشكل أكثر قوة وكثافة ؟ بالطبع تعمل هذه الطائرات المقاتلة كمعول يقتلع نظام البشير تماما من جذوره! وابادات الرئيس البشير الجماعية لشعبه في دارفور وولايتي النيل الازرق وجنوب كردفان ، وحرمان النازحين من الماء والطعام والدواء سوف تقتل بذور سلطة نظام البشير في مهدها ، فتصبح كأعجاز نخل خاوية ، فتقع دون الحاجة الي هزها ! وصف سبحانه وتعالي الرئيس البشير وصحبه في الاية 104 في سورة الكهف : ( الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ) ! حينما يستخدم أي نظام طائرات مقاتلة ضد شعبه، تكون هذه إشارة قوية إلى أنه على وشك فقدان سلطته، فالأنظمة لا تقوى شوكتها بارتكاب المذابح! دائما ما تكون الحبال السميكة قوية، باستثناء حبل واحد، وهو حبل الوحشية: فكلما زاد سمكه، زاد احتمال تمزقه بقوة ! وكلما زادت عتمة الليل ، زاد احتمال بزوغ فجر صادق !