كوالالمبور: الطيب حسن حازت ورقة الدكتور ولاء الدين مبارك حسين مدير إدارة مكافحة الأيدز والأمراض المنقولة جنسياً بوزارة الصحة ولاية الخرطوم العلمية المقدمة للمؤتمر العالمي السنوي للاتحاد العالمي للجمعيات الطبية الاسلامية (الفيما) الذي عقد في العاصمة الماليزية كوالالمبور في الفترة من 11- 15 سبتمبر2012م الماضي بجائزة افضل ورقة علمية، والتي جاءت بعنوان وضع ولاية الخرطوم في منع الانتقال الرأسي لفيروس نقص المناعة المكتسبة البشري من الام الحامل المصابة الى جنينها، حيث اظهرت الورقة ان هناك انجاز كبير في هذا المجال، وتم تحقيق نجاحات متقدمة في الحد من انتقال الفيروس. جاء ذلك ضمن مشاركة وفد السودان في المؤتمر السنوي للإتحاد العالمي للجمعيات الطبية الإسلامية (الفيما) الذي عقد في العاصمة الماليزية كوالالمبور بمشاركة عدد مقدر من الجمعيات الطبية الاسلامية في عدد كبير من دول العالم. وجاءت مشاركة السودان ضمن محورين، المحور الأول وهو المشاركة في إجتماع المجلس العام والمكتب التنفيذي للإتحاد العالمي للجمعيات الطبية الإسلامية في دورته رقم 29، والتي شارك فيها الدكتور محمد حسن عبد الرحمن اختصاصي الاطفال والاستاذ المساعد بكلية الطب بجامعة أمدرمان الإسلامية ممثلاً للجمعية الطبية الإسلامية السودانية، وكذلك مشاركة السودان الفاعلة في فعاليات المؤتمر العالمي الذي نظمه الإتحاد العالمي للجمعيات الطبية الإسلامية والمخصص لمناقشة أهداف الألفية للتنمية والذي شارك فيه كل من الدكتور صادق بله آدم اختصاصي طب المجتمع ومدير ادارة الطب العدلي بوزارة الصحة بولاية الخرطوم، والدكتور ولاء الدين مبارك حسين مدير إدارة مكافحة الأيدز والأمراض المنقولة جنسياً بوزارة الصحة ولاية الخرطوم. واوضح ممثل الجمعية الطبية الإسلامية السودانية الدكتور محمد حسن عبد الرحمن أن المؤتمر ناقش العديد من القضايا الصحية في العالم الإسلامي، كما تناولت الجمعيات الطبية الإسلامية أنشطتها المختلفة في مساعدة المرضى الفقراء في العالم الإسلامي، مضيفاً أن (الفيما) تعني بالاعمال الخيرية والطبية في المجال الطبي في عدد كبير من البلدان الإسلامية التي توجد بها جمعيات طبية مماثلة. مشيراً الى ان مشاركة السودان كانت مثمرة إذ قدم السودان تقرير الجمعية الطبية الاسلامية السودانية والذي حوى اكثر من 13 مشروع منها مشروع مكافحة العمى والناسور البولي ومشروع تدريب الاسعافات الاولية ومشروع العيادات المتنقلة، ومشروع العيادات المصاحبة لمكافحة العمى ومشروع مكافحة الايدز من رؤية اسلامية، والمشروع التربوي الذي يعنى برفع القيمة الرسالية للطبيب المسلم، موضحاً ان كل هذه المشروعات نفذت بالتعاون مع الاتحاد العالمي للجمعيات الطبية الإسلامية في عدد من دول العالم، مضيفاً انه قد نوقشت العديد من المواضوعات المهمة، وانهم قد استفادوا كثيراً من خلال اطلاعهم على تجارب الآخرين في عدة مجالات. واوضح الدكتور محمد حسن ان الجمعية الطبية الاسلامية السودانية بالتعاون مع عدد من الاطباء من الاتحاد العالمي للجمعيات الطبية الاسلامية (الفيما) والجمعية الطبية الاسلامية بامريكا الشمالية برئاسة الدكتور برفيز اختصاصى جراحة التجميل قد اجرت عدة عمليات جراحية ناجحة للشفة الارنبية، والتي تمت على عدة مرات، وبلغت 83 عملية وكان لتلك المشاركة الاثر الايجابي في تقليل حالات الشفة الارنبية الموجودة في السودان، وايضا بالتعاون مع فريق عرب اسمايل اجريت عمليات مماثلة، هذا فضلاً عن مشروع المحافظة على النظر والذي اجرت الجمعية من خلاله عدد مقدر من العمليات الجراحية الناجحة، بالتعاون مع عدد من اطباء الاتحاد العالمي للجمعيات الطبية الاسلامية حتى نتج عن ذلك تقليل الحالات المترددة على العيادات التي تقوم بهذا الامر، مؤكداً ان مجهودات اطباء الاتحاد العالمي للجمعيات الطبية الاسلامية المماثلة في البلدان الاخرى له الاثر الايجابي على تخفيف المعاناة الموجودة وتقليل الكثير من الامراض في السودان، وطرح كثير من القضايا من رؤية طبية اسلامية ذات قيمة علمية عالية. واكد ممثل الجمعية الطبية الاسلامية السودانية ان اجتماعات المكتب التنفيذي للاتحاد قد سعت إلى تحقيق أهداف الاتحاد من خلال تبني فكرة وحدة الأطباء المسلمين المحترفين والمتخصصين في هذا المجال في جميع أنحاء العالم إلى جانب الترويج للنشاطات الطبية الإسلامية والتي تشمل الخدمات الصحية وتعليم وتأهيل الشباب في هذا المجال والتأكيد على أهمية الدراسات والأبحاث الطبية، إلى جانب ترويج وتطبيق المفاهيم الإسلامية في الحقل الطبي، مضيفاً: كذلك فان المؤتمر المصاحب قد أتاح الفرصة للالتقاء بالعديد من المهتمين بالمجال الطبي في الدول الإسلامية مما سيساهم في تبادل الخبرات والرؤى في هذا المجال، وتابع قائلاً: إن المؤتمر العالمي للاتحاد العالمي للجمعيات الطبية الاسلامية (الفيما) ستكون له انعكاسات إيجابية في توجيه البحوث الطبية نحو القضايا الطبية التي تهم المجتمعات ويعم نفعها الجميع، مشيداً بما وجدوه من رعاية وإهتمام من ماليزيا، موضحاً أن ذلك يدل على التطور الذي تشهده ماليزيا في شتى المجالات. وأكد أن تلك الرعاية تعكس الاهتمام بهذا المجال الذي يعد أمراً ملحاً وضرورياً، مشيراً إلى أن زيارتهم لماليزيا ساهمت في إطلاعهم على النهضة العلمية والطبية والتقنية في ماليزيا. على صعيد متصل اوضح الدكتور ولاء الدين مبارك حسين مدير إدارة مكافحة الأيدز والأمراض المنقولة جنسياً بوزارة الصحة ولاية الخرطوم، ان ورقتة العلمية ابرزت ان عدد المصابين بفيروس الايدز من امهات مصابات طفلين فقط من جملة 144 ام مصابة انجبت اطفال سليمين بفضل الله سبحانه وتعالى ونتيجة للمتابعة المستمرة من قبل كوادر سودانية هميمة مدربة تدريب عالٍ في المراكز التي تقدم مثل هذه الخدمات، اضافة الى الدعم المحلي والدعم العالمي عبر المنظمات المعنية بالامر مثل منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونسيف، وكل الراعين والداعمين لهذه البرامج. واوضح مدير إدارة مكافحة الأيدز والأمراض المنقولة جنسياً بوزارة الصحة ولاية الخرطوم، ان وضع مرض الايدز في السودان بصورة عامة يسير في صورة تصاعدية حسب توقعاتهم في الفترات القادمة ما لم تكن هناك تدخلات قوية لبيست من وزارة الصحة وحدها ولكن من كل القطاعات والجهات ذات الصلة، مؤكداً ان مرض الايدز مرتبط بصورة كبيرة بالسلوك البشري وحتى نستطيع ان نقوّم هذه السلوكيات لابد من توفر الالتزام الكامل من كل الجهات ذات الصلة، موضحاً أن السبب الحقيقي في انتشار مرض الايدز في السودان يعود لعدة عوامل اساسية من ابرزها موقع السودان الجغرافي المحاط بدول ذات اصابة عالية، اضافة لعدم الاستقرار في المنطقة المحيطة بالسودان مما ادى الى النزوح واللجوء من بعض الدول، وهذه الاوضاع غير المستقرة تؤدي الى انتشار هذا المرض، اضافة الى الجهل وعدم المعرفة الكاملة بالمسائل الجنسية السليمة، مؤكداً انه يجب علينا جميعا في القطاع الصحي وفي قطاعات الدولة المختلفة للوقوف جنباً الى جنب لرفع مستويات المعرفة وسط كل المواطنين وتنفيذ انشطة تضامنية للحد من انتشار هذا الداء، مروجين بذلك في المقام الاول الى نشر العفة والقيم الفاضلة بين شباب وشابات وافراد المجتمع للوقاية الاساسية من هذا المرض اضافة الى نشر مفهوم الكشف الطوعي بين كافة افراد المجتمع السوداني حتى يتم التشخيص المبكر للمرض، وبالتالي يتم اخذ العلاجات اللازمة، ووقاية الشخص المصاب من الامراض التي قد يجدها في المجتمع، ووقاية المجتمع من الاصابة بالايدز، فمعرفة الحالة هي مربط الفرس وهي نقطة البداية للوقاية ونقطة البداية للعلاج، داعياً كل الشباب وكل افراد المجتمع لاجراء الفحص الطوعي، لمعرفة حالته، خصوصا وان مرض الايدز له فترة حضانة طويلة، قبل ظهور الاعراض المرضية والتي قد تمتد الى 15 سنة يعيش من خلالها الانسان بصورة صحية ولا تظهر عليه اي اعراض او علامات، وفي حالة الاصابة هناك علاجات وادوية تقدم مجاناً للمصاب، تقلل من حطورة المرض وتؤخرالمضاعفات وتقلل من زيادة كثافة الفيروس داخل جسم الانسان، وتقوي من مناعة الشخص المصاب. مما يجدر ذكره ان الجمعية الطبية الاسلامية السودانية هي منظمة طوعية خيرية غير حكومية نشأت في العام 1983م وهي تمثل إحدى روافد العمل الصحي الطوعي بالبلاد من خلال رؤية إسلامية واضحة تهدف إلي إرساء قواعد التكافل الصحي ومبدأ التعاون والتعاضد وتوفير الرعاية الطبية والصحية المجانية لجميع فئات المجتمع علي الصعيدين القومي والفردي، وإيماناً منها بمبدأ الانتشار وتوفير الخدمات الطبية والصحية لمستحقيها بكافة أنحاء البلاد فقد أنشأت الجمعية الطبية الإسلامية إدارات فرعية بكل من ود مدني والقضارف ونيالا والفاشر، كإضافة ايجابية لمقرها الرئيسي بالخرطوم وفروعها الثابتة بكل من مستشفيات الخرطوم وسوبا وأم درمانوالخرطوم بحري بولاية الخرطوم. وتعتمد الجمعية الالتزام بالسلوك الإسلامي الحميد والتمتع بالسيرة الحسنة كشروط أساسية للعضوية المتاحة لكافة العاملين بالحقل الصحي بالبلاد، كما تسعى الجمعية إلى الانضمام إلى الشبكات والمظلات الدولية والإقليمية والمحلية المختصة في الحقل الصحي، ويشتمل نشاط الجمعية على الكثير من الفعاليات الصحية الخيرية و التي تقدم خدماتها مجاناً دعماً للمجتمع، ويشتمل هذا النشاط على حملات إنقاذ البصر و مكافحة العمى، القوافل والايام العلاجية، واصحاح البيئة. والاتحاد العالمي للجمعيات الطبية الاسلامية (الفيما) هي منظمة غير ربحية وغير حكومية وغير سياسية، مسجلة حسب المعايير الدولية ل26 جمعية طبية إسلامية حول العالم ومجلسها مكون من 10 أعضاء. ومهمة الفيما هي توفير برامج للأطباء حول العالم في مجالات التعليم الطبي والأخلاقيات الانسانية، ومخيمات الطلبة والإغاثة الطبية. وتعتبرالجمعية الطبية الاسلامية في السودان هي عضو نشط في الإتحاد العالمي للجمعيات الطبية الإسلامية (الفيما). نشير الى ان الاتحاد العالمي للجمعيات الطبية الإسلامية (الفيما) كان قد عقد اجتماعه ومؤتمره الطبي ال26 والخاص بصحة النازحين أثناء الحروب في العاصمة السودانية الخرطوم في الفترة من 12- 15 أغسطس 2009م تحت رعاية الرئيس عمر حسن البشير رئيس جمهورية السودان.
