منصات حرة لكل زمن ثقافة تواكب متغيرات العصر .. والأشياء السيئة تحاول بنفس القدر مواكبة نفس هذه المتغيرات لتصبح من الأشياء المقبولة .. كمسألة العبودية التى تحولت من العبودية المباشرة ( الإمتلاك ) و ( البيع ) إلى شكل آخر .. فاليوم نرى فى كل ركن من أركان هذه الدنيا عبودية ولكن بأشكال مختلفة .. ( كعاملات المنازل ) وبعض عقود العمل التى تحول العامل لعبد ليس له حقوق ولا حرية .. قد تصل لدرجة أن يصبح أشهر لاعب كرة رياضي .. عبد .. على حسب بنود العقد المبرمة بين النادي المالك واللاعب .. وهكذا تتشكل أشكال العبودية لتغزو كثير من مناحي حياتنا اليوم .. واليوم سمعنا عن بعض علماء دين أجازوا مسألة (زواج القاصرات) بدعوى أن لها فوائد .. كما لها مضار .. !! دعونا نبحث عن هذه الظاهرة وأسبابها ومسبباتها واماكن إنتشارها .. فظاهرة تزويج الفتيات القاصرات تنتشر دائماً فى المجتمعات الفقيرة والمجتمعات الغير متعلمة .. ولناخذ ( اليمن ) مثلاً كنموذج لأن بها أكبر نسبة لهذه الظاهرة رغم أن القانون يمنعها .. وبعدها معظم دول الخليج العربي .. حيث تنتشر هذه الظاهرة بطريقة ملفتة للنظر .. والسبب الأساسي هو الفقر .. فالأسر تزوج الصغيرات لتكسب من وراء هذا الزواج اموال .. وبهذا تدخل هذه الظاهرة فى مسألة الإتجار بالنساء .. فالفتاة القاصر ليس لها قرار دائماً فى مسألة الزواج فأهلها هم من يحدد لها طريقة حياتها .. وتنزع منها تماماً حكاية التخيير .. وجميعنا متفق على أن من شروط الزواج للجنسين (البلوغ ) .. ولكن علينا إعادة تعريف هذا البلوغ .. ودائماً تختلف أعمار البلوغ للجنسين على حسب البيئة ونوعية الغذاء والجانب الوراثي أيضاً يلعب دور كبير فى تبكير أو تاخير البلوغ للجنسين .. ونحن هنا نتحدث عن البلوغ الجسدي .. وهنا لايحق لنا أن نأخذ البلوغ الجسدي كشرط وحيد لإتمام الزواج للجنسين ذكراً كان أو أنثي .. ومن يتحدث عن جواز إتمام زواج القاصرات يأخذ فقط بهذا الجانب .. ( البلوغ الجسدي ) .. ويتجاهل عن عمد أو عن جهل مسألة ( الرشد ) .. فالبلوغ الجسدي وحده لايكفي لإعتبار الفتاة راشد .. وسن الرشد محدد فى معظم الدول والإتفاقات والمواثيق الدولية .. ب18 سنة .. وكل فتاة تقل عن هذا العمر تعتبر قاصر .. لان الفتاة قبل سن ال18 تعتبر غير راشدة لعدم إكتمال نضوجها العقلي وهذه المرحلة تعتبر مرحلة ليتشكل وعيها حتى تصبح مؤهلة لإختيار شريك حياتها ونمط حياتها بالإضافة لإكتمال نموها الجسدي .. ولايوجد دين سماوي يختلف فى هذه المسألة .. معززاً بالرأي الطبي الرافض لهذه الممارسة لمضارها الجسدية والنفسية على الفتاة .. هذه مقدمة بسيطة عن اللغط الذي يدور هذه الأيام عن جواز أو عدم جواز هذه الظاهرة بالإضافة لرأي الدين فيها .. وعلينا هنا التأكيد على ان ( البلوغ ) هو البلوغ الجسدي والعقلي معاً وليس الجسدي فقط .. والممارسات التى تتم اليوم تضع ضمن الإتجار بالنساء .. وإلا لماذا هذا الجنون وهذا الهلع لتزويج .. هؤلاء الفتيات الصغيرات .. لماذا ؟ !! ولكم ودي .. الجريدة