لاشك أن مدينة غزة ، المقاومة، المحاصرة والصامدة، قد أحست بفرحة سياسية غامرة وانقلب عيدها إلى عيدين بعد أن عايشت عيد كسر الحصار قبل سويعات من حلول عيد الأضحى المبارك ، فبعد أن تم تهميش القضية الفلسطينية إلى أبعد الحدود بسبب انشغال العالم بثورات الربيع العربي وبالملف السوري والملف النووي الإيراني، جاءت الزيارة التاريخية الجريئة لأمير قطر، صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ، لقطاع غزة لتوجه عدة رسائل قوية إلى عدة جهات متباينة فقد انطوت الزيارة الميدانية على دعوة رسمية خاصة لسائر الزعماء العرب لكسر الحصار الاسرائيلي الجائر المفروض على قطاع غزة واشتملت على دعوة إنسانية عامة لكل دول العالم للمساهمة المالية في إعمار القطاع المدمر بعد رفع المنحة القطرية إلى 400 مليون دولار ووضع حجر الأساس لعدة مشاريع خدمية في القطاع، وتضمنت دعوة محلية لإنهاء النزاع الفلسطيني الفلسطيني بين فتح وحماس بهدف توحيد الصف الفلسطيني، كما وجهت رسالة دولية إلى كافة دول العالم بما في ذلك إسرائيل مفادها أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية الأولى للعالمين العربي والاسلامي ولا بد من حلها بشكل عادل حسب قرارات الشرعية الدولية لأن ذلك هو السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والسلام الدوليين. وغني عن القول إن تكريم أمير قطر ، صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وحرمه صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر المسند ورئيس الوزراء القطري معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني بالأوسمة الفلسطينية في حضور عدد من أطفال الشهداء الفلسطينيين بعد تحميل قطر أمانة مفاتيح البيوت الفلسطينية التي تم احتلالها في عام 1948 مصحوبة بزجاجتين من التراب الفلسطيني والزيتون الفلسطيني وتكريم مصر في شخص وزير التربية والتعليم العالي المصري عبر تسليمه مجسم القدسالمحتلة يأتي في سياق اعتراف القطاع المقاوم بالدور السياسي القطري والمصري الايجابي الداعم للقضية الفلسطينية والذي من المنتظر أن تتعاظم نتائجه المستقبلية حسب المقدمات السياسية الراهنة. من المؤكد أن استمرار الانقسام الفلسطيني الفلسطيني بين فتح وحماس يمنح إسرائيل فرصة تاريخية للتهرب من التزامات السلام العادل ويؤدي إلى المزيد من الاستيطان وتهويد القدس والمزيد من الصمت واللامبالاة الدوليين ولهذا فإن تشديد أمير قطر على إنهاء حالة الانقسام الفلسطيني الفلسطيني بين فتح وحماس قد جاء في محله لأن توحيد الصف الفلسطيني سوف يشكل الأساس العملي المتين لدفع جامعة الدول العربية لتقديم مبادرة سلام عربية جديدة تتضمن بشكل صريح حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وتؤدي إلى تحقيق حلم العودة إلى البيوت الفلسطينية المحتلة واشجار الزيتون المسروقة وتجبر الأممالمتحدة على تنفيذ كافة قرارات الشرعية الدولية الصادرة بموجب القانون الدولي وعندها فقط سوف يتم تحقيق السلام العادل والشامل لنزاع الشرق الأوسط الذي تجاوز عمره الآن ثلاث وستون عاماً وتسبب في إشعال عدة حروب إقليمية وأدى إلى قتل وجرح وتشريد عدد لا يحصى من الضحايا الأبرياء.