منصات حرة مايعانيه مرضى الفشل الكلوي فى بلادنا حقيقة مثير للشفقة ومثير للدهشة فى آن واحد .. فمايحدث فى مراكز غسيل الكلى فى ولاية الخرطوم بإعتبارها المكان الوحيد لوجود هذه المراكز التى يحج إليها كل مرضى الفشل الكلوي من كل أصقاع السودان لينالوا قسطا من الغسيل ليبقوا على قيد الحياة .. هو أمر لامعقول .. تخيلوا أن يكون هناك خمسة مكنات حكومية فقط للغسيل لكل مرضى الجمهورية .. لا والأدهى والأمر أن هذه المكنات الخمس لا يعمل منها سوى واحدة الآن فى مستشفي الخرطوم للحالات الطارئة (فقط).. تخيلوا معي مدى المعناة التى يعاني منها هؤلاء المرضى .. !! ولنذهب أكثر من ذلك .. ليعرف الجميع أن جميع المستشفيات الخاصة بما فيها المستشفى الذي يمتلكه وزير صحتنا توجد بها مكنات لغسيل الكلى مجهزة تجهيز كامل وشامل .. ولكن ما الفائدة إذا كانت هذه المكنات موجودة للربح فقط .. فتكلفة الغسلة الواحدة تفوق ال 300 ج .. وكل مريض يحتاج لغسلتين إلى ثلاث غسلات فى الأسبوع الواحد .. مما يضع أمر الغسيل فى المستشفيات الخاصة فى خانة المستحيلات .. ولكن طبعاً هناك من يغسل فى هذه المستشفيات الخاصة من أصحاب الثروات والنفوذ والسلطة فهؤلاء لا مشكلة لديهم إذا فاقت تكلفة الغسلة الواحدة مبلغ المليون جنيه دعك من الثلاثمائة جنيه .. !! ومن المؤسف أن تظل مشكلة مراكز الكلى مشكلة دائمة كديمومة مشاكل السودان كافة .. نعم تكاليف الغسيل باهظة حق وحقيقة والمراكز أصبحت طاردة .. واليوم تعمل ماكينة واحدة فقط ( للحالات الطارئة ) فقط .. وفى تقديري أن كل من يحتاج لغسيل كلى هو مصنف ضمن هذه الحالات الطارئة .. ولكن الطارئة التى نقصدها هو ذلك الشخص الذي إذا لم يقم بغسلة واحدة .. سيكون فى عداد الأموات بعد سويعات .. هذا هو حال مراكز الكلى .. من لا يملك المال الكافي للغسيل عليه مفارقة الحياة دون تردد .. فموت العزة خير من حياة المهانة .. هذا هو لسان حال الكثيرين من المرضى ..!! ومن المؤكد أن الدولة تبحث عن مخارجة لرفع يدها عن مسألة غسيل الكلى هذه نهائياً .. والحال يغني عن السؤال .. والجواب ظاهر من ظرفو .. والموية تكضب الغطاس .. وسترون إذا لم ترفع الدولة يدها نهائياً عن دعم غسيل الكلى ..فالتكاليف باهظة .. والخمول الذى يعتري الدولة فى مسألة الخدمات سيجعلها ترفع يدها سريعاً عن هذه الخدمة .. والتى هى من أوجب واجبات الدولة ..!! فعلى الدولة بدلاً من فلاحتها فى جمع أموال المخالفات المرورية .. ودمغات الجريح ودمغات الشهيد ودعم الشرطة ودعم فرتكان من الأشياء التى لانعرف أين تذهب هذه الأموال .. لماذا لا تجعل هناك دمغة لغسيل الكلى .. بمبلغ جنيه واحد وهو مايعادل ثمن سيجارة واحدة .. من صنف البينسون .. حينها يمكن للدولة أن تحل جزءاً كبيراً من هذه المشكلة .. ولكن ياترى هل الدولة اليوم بمستوى هذا التفكير أم مازالت فى مستوى التفكير الذى يجعلها تصرف المليارات فى الإستنفار والكلام الفارغ الذى لايسمن ولايغني من جوع ..!! ولكم ودي .. الجريدة