لربما وضعت مذكرة العشرة فى العام 1999 حدا فاصلاً و عنيفا بين المؤسسة العسكرية) الجيش (و النظام المدنى الايدولجى الحاكم فى حينها و يمكن اعتبار مذكرة العشرة هى بداية الانشقاق السياسى بين المؤسسة العسكرية (الجيش)و النظام الحاكم المدنى و بدا و كأن الانشقاق الشهير المعروف باسم انفصال القصر عن المنشية هاوية سقط فيها السودان و تمخضت عنها لا حقا اكبر جريمة انسانية عرفتها الدول االعربية منذ الفتوحات الاسلامية و هى الابادة فى دارفور فقد قاد المؤتمر الشعبى البلاد الى شفير الهاوية بمحاولته اعلان فصل و استقلال اقليم دارفور المناؤى له بدعوى التهميش السياسى بعيد عمليات تسليح عسكرية و مد بالاموال مفرط و مثير للحيرة فى حينها .. و بدا النظام المدنى الحاكم(المؤتمر الوطنى) و بعيد مجزرة دارفور بخلق قوات مرتزقة بديلا للمؤسسة العسكرية ذات الاختلاط الاثنى و التعدد العرقى الاعم و الاغلب من غرب و جنوب غرب السودان يغلب على تلك القوات المرتزقة العرق الشمالى و الشمالى الشرقى بدون تحفظ و بصلاحيات قتالية و امنية مطلقة و مثيرة للجدل و من ثم بدا و كان النظام الحاكم المدنى بتأسيسه لقواته المسلحة الخاصة استشعر الامن و ركب موجة المجازفة باعلانه عن مذكرة الالف و بدا الامر طريفا و مسليا للشعب عندما لم يعلن موقعوا الوثيقة الثمينة عن اسماءهم علانية مغبة ركوب الطائرة و الاكثر طرافة ان بعضهم للاسف ركب الطائرة و بدا و كان كلمة مذكرة قطعة قماش حمراء تلوح امام ثور هائج و هو المؤسسة العسكرية اما المثير للشفقة حقيقة ان لا مذكرة العشرو او الالف حملت توقيع العامة او مطالب الشعب بل هى فى حقيقة الامر صراع داخل النظام و انشقاق داخلى بحت و مطالب نظامية خالصة تتعلق بتقسيم السلطة داخليا و مطلبها الاساسى ينصب على ازاحة السلطة العسكرية الحاكمة المتمثلة فى القوات النظامية بشقيها لكى يحل محلها النظام المدنى بتعدد اسمائه كنافع و على عثمان و شيوخ الجبهة عموما ... و من ثم بدا النظام المدنى الحاكم يستشعر الخلاص من المؤسسة العسكرية عندما بدا و كان افتراس المرض العضال لحنجرة رئيس الجمهورية قشة نجاة الجناح المدنى الحاكم و من ثم بدأت المزايدة ايهما يخلف الرئيس نائبه المنهك جسديا بالمرض العضال ام مستشاره الطموح و المكروه شعبيا وتناست المؤسسة المدنية الحاكمة المؤسسة العسكرية و كانها امر مفروغ منه ذلك ان المؤسسة الامنية الحاكمة و جيوشها المسلحة ذات صلاحيات كاملة و تفويضا مطلقا فى مطلق الامور و يعتبرها النظام المدنى الحاكم بديلا للمؤسسة العسكرية و يعتبرها الشعب زراع البطش الحاكم و مركز للفساد و الاستبدادية تحت مظلة حماية النظام الحاكم المدنى و كان من اهم انزلاقات جيوش المرتزقة الامنية (ذات الولاء النقدى الذى نضب بعد انفصال الجنوب)قيام رئيسها الطموح (رئيس جهاز الامن و المخابرات الوطنى السابق ) بطرح نفسه كبديل مضمون و محتمل للرئاسة و اثار ذلك الطموح الغلاغل و بدا و كانه آن آوان قطافه و ظهر التراشق الشهير بين القياديين البارزين للنظام اسفر عن اقالة مهينه لرئيس جهاز الامن و المخابرات الوطنى ,و تمخض عنه لاحقا تورطه فى محاولة انقلابية فاشلة جمعت بين قياديين بارزيين فى المؤسسة العسكرية و مقربين من الرئيس انصبت كاملة لمصلحة المستشار الرئاسى الطموح للسلطة و الذى يراهن على نجاحه اكثر من غيره باعتباره صحيح الجسم و بدا الاستشارى الطموح يفرد ازرعه الامنية شاملة حتى بذلك الرئيس و اقربائه و اصدقائه و اهله والدائرة المحيطة به بدواعى امنية فى ظاهرها , و بدأ الشعب يعى خطورة موقفه الصامت من الصراع بعيد الضربة العسكرية الفرنسية الاسرائيلية لمجمع التصنيع الحربى فى جياد و مخزون الذخيرة الذى اثار هلعا شعبيا و بدا و كان الشعب الذى وقف متفرجا لفترة طويله بدأ يدرك انه ليس فى مأمن من الضربات الجوية التى كان يعتقد انها صراع النظام مع العالم الخارجى لا دخل له بها و بدأت الاعين تتفتح لما يمكن ان يخسره الشعب الذى فوض الغرب للحرب عنه ضد النظام بالوكالة من خسائر ى الارواح لا دخل له بها وضائقة اقتصادية و حصار لا دخل له بها و انفصال فى الجنوب و خلل تجارى لا دخل له به و فساد و تحلل اخلاقى ينهش فى عظمه و يهدد القوة الانتاجية البشرية اليافعة تثير المرارة فى حلقه و بدا و كان الشعب يدرك فداحة السكوت و بدأ الربيع العربى يغزوا احلام الشعب ذلك اذا لم يكن هو فى مأمن من الضربات الجوية و مرتزقة النظام فلربما الطرقات قد تحسم الفوضى و الموت فى سبيل الوطن اكثر شرفا من الموت تحت وابل طلقات طائرات الباترويت . ما يزال السؤال الاهم يطفوا دوما على سطح الاحداث هل ستترك المؤسسة العسكرية فى المرحلة القادمة دورها للمؤسسة المدنية الحاكمة ام تنحاز للشعب فى حسم الصراع .