بقلم الكاتب الصحفى والباحث الأكاديمى عثمان الطاهر المجمر طه / باريس الحبيب الدكتور محمد أحمد منصور المستشار الإقتصادى بسفارة المملكة العربية السعودية بلندن أنصارى مناضل ومقاتل شرس ضد الديكتاتورية وفارس من فرسان الديمقراطية وعاشق للحرية حتى الثمالة فى لندن كانت لى معه وقفات سياسية وإقتصادية وفجأة فقدت الإتصال به وعدت إلى باريس ولم أيئس بل بذلت قصارى جهدى موظفا كل أدوات الإتصال من هاتف وإنترنت وإيميل وباءت كل مجهوداتى بالفشل وفجأة حلت علينا ضيفة عزيزة وهى الثائرة الشكسة الشكساء الدكتورة مريم الصادق المهدى وأقمنا لها ندوة سياسية قمت أنا بتقديمها وبعد الندوة أخذت أسألها عن أخبار العائلة بالذات الحبيب الباشمهندس صديق وقلت لها أخباركم قطعت عنى لأن الذى كان يزودنى بها هو الدكتور محمد أحمد منصور وللأسف قطعت أخباره عنى قالت لى : هذا بسبب وفاة إبنه الذى عزيناه فيه يا الله ولمزيد من التحرى والتأكد إستوثقت من الحبيب الأستاذ أدم بوش الإقتصادى الجهبيذ عندما هاتفنى من الدمام أكد لى الخبر وأفادنى بأن إبنه الكبير أحمد لاعب السلة المبدع بالرياض التقى النقى فى اثناء ممارسته لرياضة السلة وقع وكسر رجله وتمت له إجراء عملية وفى النهاية كان الأجل المحتوم أسبق لكل أجل كتاب وإن أجل الله إذا جاء لا يؤخر لوكنتم تعلمون وقال لى : لقد أقمنا له عزاء هنا فى الرياض حضره والده الذى أدى فريضة الحج . فلا نملك إلا نقول كما تقول المراثى : لا تحسبوه ممات شخص واحد فممات كل العالمين مماته لكل شئ إذا ما تم نقصان فلا يغر بطيب العيش إنسان هى الأمور كما شاهدتها دول من سر زمان ساءته أزمان وهذه الدار لا تبقى على أحد ولا يدوم على حال لها شأن تبكى الحنيفية البيضاء من أسف كما بكى لفراق الإلف هيمان حتى المحاريب تبكى وهى جامدة حتى المنابر تبكى وهى عيدان لمثل هذا يبكى القلب من كمد إن كان فى القلب إسلام وإيمان تبكيك يا أحمد المساجد وتكبّر برثاك المآذن أحزانا فى أحزان تواسيها منارات إيمان تؤذن بمزامير قرآن ونقول لدكتور منصور كما قال القرآن الكريم فى محكم تنزيله: [ الذى خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور ] [ وما كان لنفس أن تموت إلا بأذن الله كتابا مؤجلا ] [ ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون ] . لله ما أعطى ولله ما أخذ وما المرحوم أحمد إلا عارية إستردها مولاها نسأل الله أن يتغمده برحمته وأن ينقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس وأن يغسله بالماء والثلج والبرد وأن يجعله فى سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود ، ونعيم لا محدود ، ولا مسدود بل مرفود بالجود يوم الخلود مع المقربين الشهود الركع السجود الموفين بالعهود يارحيم يا ودود اللهم أجعله فى أعلى الجنان فى خيام حور عبقرى حسان وما جزاء الإحسان إلا الإحسان ونسألك يا الله يا أكرم الأكرمين وأرحم الأرحمين أن تلهم والده ، وأهله ، وذويه الصبر والسلوان . ولا حول ولا قوة إلا بالله . بقلم الكاتب الصحفى والباحث الأكاديمى عثمان الطاهر المجمر طه / باريس