نعي الناعي رحيل الأخ الصديق العزيز ورفيق الدرب خلال سنوات سابقة البروفيسور الجليل والعالم المتميز ( احمد عبدالله احمدةى بابكر المتعارض ) والقيادي الإتحادي الأكثر شهرة حفيد الشيخ المادح والشاعر الختمي الصوفي القطب ابوبكر المتعارض والذي قام بتأليف معظم إنشاد الطريقة الختمية . تخرج البروف احمد عبدالله بابكر في قسم الجغرافيا بكلية الآداب بجامعة الخرطوم في مارس 1973م وكان متفوقا في مجاله حيث تم تعيينه معيدا بالكلية ثم تم إبتعاثه إلي لندن لتحضير الماجستير والدكتوراة ، وعاد لمواصلة عطائه بالجامعة . إلتحق البروف بجامعة الملك سعود بالرياض لمدة عام دراسي واحد ، ثم تعاقد مع جامعة قطر في العام 1980م فعمل بها لمدة عشرين عاما متصلة ، ثم عاد إلي لندن في العام 2001م ومنها يواصل طريقه إلي بلده الثاني (كندا ) غير أن محطته في لندن أتاحت له وظيفة مستشار تعليمي بسفارة قطر بلندن مسؤولا عن الدراسات العليا للطلاب القطريين ببريطانيا . عاد البروفيسور احمد عبدالله إلي قطر تارة أخري كمستشار تعليمي للمناهج بجامعة قطر لسنوات معدودة ، تم بعدها إختياره كمستشار لمجلس إدارة شركة حصاد الزراعية في قطر والتي تستثمر في مجال الزراعة في عدة دول. كان بروف احمد عبدالله من العناصر الناشطة إجتماعيا وسياسيا وثقافيا ، وقد كنت جارا له بحي المرخية في الدوحة خلال سنوات خدمتي هناك ، وقمنا سويا بتكوين المجموعة السودانية للثقافة والفنون والبئية في قطر التي تأسست بمركز أصدقاء البيئة بالدوحة ، ولاتزال هذه المجموعة تزاول نشاطها الثقافي ومنتدياتها من قاعة مركز البيئة الذي يتراس مجلس إدارته البروفيسور سيف الحجري رئيس قسم الجيلوجيا بجامعة قطر ، ويدير المركز صديقنا الموسيقار عادل التجاني الذي يبذل جهودا جابرة في انشطته وانشطة المجموعة السودانية ايضا. حين أصدرت كتابي عن الفن السوداني ( أهل الإبداع في بلادي ) الجزء الأول ، في العام 2000م قام البروف احمد عبدالله بالتجهيز لإحتفالية ثقافية بمناسة صدور الكتاب بالقاهرة ووصوله إلي مكتبات الدوحة وبعض دول الخليج ، وقد كان لي شرف أن يكتب البروفيسور احمد عبدالله مقدمة الكتاب حيث أتي الإسلوب في قالب إبداعي حاز علي ثناء كل من إطلع علي الكتاب ، كما أدار الراحل لذلك المنتدي الخاص بصدور الكتاب بمركز أصدقاء البيئة في ديسمبر 2000م وقد شرفه بالحضور عدد غفير من أهل السودان الدوحة من كافة تخصصاتهم ومن المهتمين بالثقافة والفنون ، كما قامت الصحف القطرية بتغطية الفعالية . ترأس الروفيسور احمد عبدالله اللجنة الفرعية للتجمع الوطني الديمقراطي بالدوحة كما ترأس فرعية الحزب الإتحادي الديمقراطي أيضا. وعند عودتي إلي الخرطوم من قطر نهائيا في العام 2003م ظل البروف يتواصل معي حتي عند حضوره إلي الخرطوم يتصل بي فنلتقي ونلتقي ، ونصلي صلاة العيد سويا في مسجد مولانا السيد علي الميرغني بحلة خوجلي بالخرطوم بحري. للفقيد الراحل إبن واحد درس في كندا وأقام فيها وهو ( سامر ) وله ايضا بنت واحدة ( سالي ) درست الطب في لندن وأكملت دراستها بكلية الطب بجامعة الأحفاد وهي تعمل طبيبة الآن بالدوحة . والبروف متزوج من السيدة الفضلي الدكتورة آمنة طبيبة الأسنان المعروفة من اهله بكسلا . نسأل الله تعالي أن يتقبل البروفيسور احمد عبدالله قبولا حسناً بقدر ما أعطي من ابحاث جمة في مجاله الأكاديمي ، وأحسن عزاء عائلته الصغيرة وأهله وأصدقائه في الدنيا كلها وفي السودان وفي دولة قطر علي وجه الخصوص . والتعزية موصولة أيضا إلي مولانا السيد محمد عثمان الميرغني وإلي الأشقاء في الحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل ولكافة الفصائل والأحزاب الإتحادية ولأهل كسلا الوريفة التي تفاخر بأنها قد قدمت للوطن وللبشرية عالم يسمي ( احمد عبدالله احمدى بابكر ودالمتعارض ) الدوام لله ولا حول ولاقوة إلا بالله ، نم قرير العين يا صديقي يا أبا سامر وسالي والحمد لله علي كل حال ،،،،،