علي عثمان في مقدمة المشيعين بمقابر فاروق بالخرطوم كتب صلاح الباشا من الخرطوم : [email protected] تدافعت جموع السودانيين من العلماء وأساتذة الجامعات وطلاب العلم من زملاء وتلاميذ طيب الذكر الراحل المقيم ، أستاذ التاريخ البروفيسور عثمان سيد أحمد البيلي الذي ‘نتقل إلي الفريق الأعلي بمقر عمله بالعاصمة القطرية الدوحة صباح الأثنين الماضي بمستشفي حمد العام بدولة قطر. وقد وصلت الطائرة القطرية التي حملت جثمانه الطاهر إلي مطار الخرطوم في الثامنة والربع من مساء الثلاثاء الماضية ، حيث كان في مقدمة المستقبلين للجثمان المشير عبدالرحمن محمد حسن سوار الذهب ، وجمع غفير من علماء المنظمات الإسلامية ، فضلاً علي آل الفقيد وأقربائه من آل البيلي وأصهارهم من آل الكارب وآل فضل الباريء . وقد تزامن وصول الجثمان مع وصول إبن الفقيد الأكبر ( محمد إقبال ) المقميم بكندا ، وقد توجه موكب التشييع إلي دار الفقيد بشارع 61 بشارع محمد نجيب بحي العمارات بالخرطوم ، ومن هناك توجه موكب النعش إلي مقابر فاروق بالخرطوم ووري الثري في العاشرة مساء ، حيث وصل إلي المقابر السيد علي عثمان محمد طه نائب رئيس الجمهورية . الراحل المقيم البروفيسور عثمانى سيد أحمد البيلي ، درس المرحلة الثانوية بمدرسة وادي سيدنا شمال مدينة أم درمان والتي تحولت مبانيها إلي الكلية الحربية منذ العام 1969م ، ثم إلتحق بكلية الآداب بجامعة الخرطوم في العام 1652م ليتخرج من قسم التاريخ مع مشارف الإستقلال في العام 1956م ، وقد ترأس الفقيد إتحاد طلاب الجامعة في زمان الإستعمار البريطاني . وفور تخرجه تم تعيينه مساعد تدريس في ذات الكلية ( معيد ) ثم إبتعث إلي جامعة لندن لينال درجةة الماجستير ، ثم الدكتوراة ليعود بعدها للعمل محاضرا بالجامعة . تم إبتعاث البروفيسور البيلي إلي جامعة زاريا بشمال دولة نيجيريا ليؤسس فيها قسم التاريخ بكلية الآداب ، ومكث فيها من العام 1977م حتي العام 1981م ليعود بعدها إلي جامعة الخرطوم عميداً لكلية الآداب ، ثم تم إختياره أمينا عاما للمجلس القومي للتعليم العالي بالسودان حتي العام 1984م ، ليتم إختياره وزيرا للتربية والتعليم العالي حتي أبريل 1985م. تم إختيار البروفيسور عثمان سيد أحمد رئيسا لقسم التاريخ بكلية الآداب بجامعة قطر وعمل بها منذ العام 1986م ومكث فيها حتي العام 2001م ، ثم تم تكليفه بمواقع علمية أخري بدولة قطر في مجال التراث والتاريخ الإسلامي حتي رحيله . كان الراحل البيلي من العلامات السودانية البارزة بدولة قطر ، وقد كان يمثل شخصية فائقة التقدير داخل نسيجها الإجتماعي ، فضلا علي المساعدات القيمة التي كان يقوم بها لتأسيس المساجد والهيئات الطوعية الخيرية داخل وطنه السودان ، كما كان كاتباُ صحافياً مساهما بعلمه وقدراته اللغوية والفكرية الرفيعة . للفقيد إثنين من الأبناء هما محمد إقبال المقيم بكندا وأحمد المقيم معه بالدوحة وإبنة واحدة وهي الأستاذة ( أميمة ) الإدارية بجامعة قطر والمتزوجة من الدكتور ماهر سليمان فضل الباريء إختصاصي النساء والتوليد بمستشفي حمد العام بالدوحة والذي وصل مرافقاً للجثمان . رحم الله البروفيسور عثمان سيد احمد البيلي ، بقدرما قدم لوطنه ولأمته وللدعوة الإسلامية طوال حياته ، وجعل البركة في إبنائه وزملائه بقطر والسودان وكل دول المهجر ( إنا لله وإنا إليه راجعون ) .