احتمال صدور أمر قبض ضد علي عثمان محمد طه ودكتور نافع وموسي هلال ... الثلاثة المتبقين على رأس قائمة مجلس الأمن الواحد وخمسينية ؟ [email protected] 1 - مقدمة ! هذه مقالة من حلقتين . في الحلقة الأولى نعرف القارئ الكريم بالسفير ليمان ، وبسياسة إدارة اوباما في السودان ، وبمصالح السفير ليمان الشخصية كمبعوث رئاسي خاص لدولتي السودان ، وبالسر وراء زيارة السفير ليمان الأخيرة لجوبا ( الثلاثاء 11 الى الخميس 13 ديسمبر 2012 ) ، في طريقه الي أديس أبابا ، وعدم مروره علي الخرطوم ! في الحلقة الثانية نستعرض الأسباب التي دعت السفير ليمان للإستقالة من منصبه كمبعوث رئاسي خاص لدولتي السودان . وقبل ذلك كلمة عن محكمة الجنايات الدولية في لاهاي ! 2 – علي عثمان ونافع وموسي هلال ؟ في يوم السبت 18 سبتمبر 2004، أصدر مجلس الأمن قراره 1564 ( 2004 ) تحت الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة ، الذي يخول استعمال القوة العسكرية لتفعيل القرار . قضي القرار بتكوين لجنة تقصي حقائق بخصوص الأحداث في دارفور . بموجب هذا القرار كون الأمين العام للأمم المتحدة لجنة تقصي حقائق خماسية برئاسة القاضي انتونيو كاسيس ( أيطاليا ) وعضوية محمد فايق ( مصر ) وآخرين من جنوب افريقيا ، غانا ، وباكستان . بدأت اللجنة أعمالها يوم الأثنين 25 اكتوبر 2004 ، وقدمت تقريرها للأمين العام للأمم المتحدة يوم الثلاثاء 25 يناير 2005 ( 3 شهور من تقصي الحقائق بما في ذلك زيارات ميدانية لدارفور والخرطوم ) . احتوى تقرير اللجنة على قائمة تحتوي على 51 اسما لأشخاص تشتبه اللجنة في تورطهم في ابادات جماعية ، وجرائم ضد الإنسانية ، وجرائم حرب في دارفور في الفترة من يوم الأربعاء أول فبراير 2003 الى يوم السبت 15 يناير 2005 ( 23 شهر و15 يوم ) . اشتملت القائمة الواحد وخمسينية على متنفذين في نظام البشير ، وقادة حركات دارفورية حاملة للسلاح ، وقادة جنجويد . دعنا نستعرض الموقف بخصوص العشرة أشخاص الأوائل في القائمة الواحد وخمسينية وهم : 1- احمد هارون ... والي ولاية جنوب كردفان ، وصدر أمر قبض ضده ولا يزال طليقا ! 2 – علي كوشيب ... من قادة الجنجويد ، وصدر أمر قبض ضده ولا يزال طليقا . 3- عبدالله باندا ... من قادة حركات دارفور الحاملة السلاح ، وسلم نفسه طواعية لمحكمة الجنايات الدولية في يوم الأربعاء 16 يونيو 2010 ، وتجري محاكمته حاليا في لاهاي لإتهامه في المشاركة في هجوم على قاعدة اليوناميد العسكرية في حسكنيتة يوم السبت 29 سبتمبر 2007 ، وتمت براءته من المشاركة في أي جرائم أخري خلال الفترة من يوم الأربعاء أول فبراير 2003 الى يوم السبت 15 يناير 2005 ، المحددة في تقرير لجنة كاسيس . 4 – صالح جربو ... من قادة حركات دارفور الحاملة السلاح ، وسلم نفسه طواعية لمحكمة الجنايات الدولية في يوم الأربعاء 16 يونيو 2010 ، وتجري محاكمته حاليا في لاهاي لإتهامه في المشاركة في هجوم على قاعدة اليوناميد العسكرية في حسكنيتة يوم السبت 29 سبتمبر 2007 ، وتمت براءته من المشاركة في أي جرائم أخري خلال الفترة من يوم الأربعاء أول فبراير 2003 الى يوم السبت 15 يناير 2005 ، المحددة في تقرير لجنة كاسيس . 5- عمر البشير ... رئيس الجمهورية ، وصدر أمر قبض ضده في يوم الأثنين 9 مارس 2009 ، ولا يزال طليقا . 6- بحر ادريس أبو قردة ... الأمين العام لحركة السيسي ووزير الصحة المركزي الحالي . سلم نفسه طواعية لمحكمة الجنايات الدولية في يوم الخميس 19 مايو 2009 ! تمت تبرئته من تهمة المشاركة في هجوم على قاعدة اليوناميد العسكرية في حسكنيتة يوم السبت 29 سبتمبر 2007 ، ومن أي جرائم في فترة التقرير المذكورة أعلاه . 7 – عبدالرحيم محمد حسين ... وزير الدفاع وصدر أمر قبض ضده ولا يزال طليقا . 8- علي عثمان محمد طه ... النائب الأول والمتوقع صدور أمر قبض ضده في المستقبل القريب ( راجع تقرير فاتو بنسودة أمام مجلس الأمن يوم الخميس 13 ديسمبر 2012 ) . 9- نافع علي نافع ... مساعد رئيس الجمهورية ، والمتوقع صدور أمر قبض ضده في المستقبل القريب ( راجع تقرير فاتو بنسودة أمام مجلس الأمن يوم الخميس 13 ديسمبر 2012 ) . 10 – موسي هلال ... من قادة الجنجويد ، ومتوقع صدور أمر قبض ضده في المستقبل القريب ( راجع تقرير فاتو بنسوده كذلك ) . يمكن للقارئ الكريم مراجعة تقرير القاضي انتونيو كاسيس رئيس لجنة تقصي الحقائق الخماسية على الرابط أدناه : http://www.un.org/news/dh/sudan/com_inq_darfur.pdf في كلمة كما في مئة ، وحسب تقرير فاتو بنسودة أمام مجلس الأمن يوم الخميس 13 ديسمبر 2012 ، فمن المرجح صدور أمر قبض ضد الثلاثة ، المذكوين أعلاه ، والمبشرين بلاهاي من العشرة الأوائل في قائمة لجنة كاسيس الواحد وخمسينية ؟ انتظروا ، إنا معكم منتظرين ! 3 - من هو السفير ليمان ؟ هو الدكتور برنستون ناثان ليمان ( 20 نوفمبر 1935 ) ، يهودي الديانة ، ويحمل دكتوراة من جامعة هافارد المرموقة . دبلوماسي بالمهنة ، وآخر منصب تقلده كان مساعد وزير الخارجية لشئون المنظمات الدولية حتى عام 1998 ؛ وبعدها شارك في مفاوضات نيفاشا ، التي قادت الى اتفاقية السلام الشامل في يناير 2005 . في مارس 2011 ، عين الرئيس اوباما السفير ليمان كمبعوث رئاسي خاص لدولتي السودان ، يساعده في دارفور السفير دين سميث . في يوم الأثنين 10 ديسمبر 2012 ، أعلن الرئيس اوباما قبول استقالة السفير ليمان من منصبه كمبعوث رئاسي خاص لدولتي السودان ، بنهاية عام 2012 ، والذي قد يستمر في منصبه ، لما بعد ذلك ، وحتى تعيين بديل له ، بعد أن مكث بالمنصب لمدة 21 شهرا فقط . سوف تنتهي مهمة السفير دين سميث في دارفور بانتهاء مهمة السفير ليمان في آخر عام 2012 . لمزيد من التفاصيل الشخصية يمكن للقارئ الكريم مراجعة الرابط أدناه . http://en.wikipedia.org/wiki/Princeton_Lyman 4 – سياسة إدارة اوباما في السودان ؟ سياسة إدارة اوباما في السودان ثابتة لا تتغير بتغيير المبعوث الرئاسي الخاص . كان السفير ليمان يجاهد لتنفيذ سياسة إدارة اوباما في السودان ، بغض النظر عن رأيه الشخصي في هذه السياسة . إذا دعته سياسة اوباما أن يلف شمال ، فسوف يمتثل ، رغم أن قناعاته الشخصية تحتم عليه أن يلف يمين ؟ السفير ليمان صوت سيده ... إدارة أوباما ! هذا الوضع لا يمنع السفير ليمان من تقديم أفكار تساعد واضعي السياسات الأمريكية ، ولكنه قطعا لا يضع هذه السياسة ... هو مجرد منفذ . إذن استقالة السفير ليمان لن تغير ، مثقال ذرة ، في سياسة اوباما في دولتي السودان . كتبت الدكتورة سمانتا باور ، مستشارة اوباما في البيت الأبيض ، سياسة إدارة اوباما في السودان ، وأعلنتها هيلاري كلينتون في مؤتمر صحفي في نوفمبر 2010 . تتأثر سياسة إدارة اوباما في السودان بالعوامل الداخلية في الولاياتالمتحدة ، وقد سعت لإرضاء اللوبيات التي كانت تؤثر وقتها في إعادة انتخاب أوباما لدورة ثانية . كان للقس فرانكلين جراهام القدح المعلى في رسم سياسة إدارة اوباما في السودان . كما ذكرنا في مقالات سابقة ! 5 – مصالح السفير ليمان الشخصية ؟ تضمن وظيفة مبعوث رئاسي خاص ، عدة مصالح شخصية للسفير ليمان ، نختزل بعضا منها أدناه : أولا : + تعطي هذه الوظيفة سلطة مهولة للسفير ليمان ، فهو ممثل الرئيس اوباما الشخصي ، ويقف وراءه القطب الأوحد بكل جبروته وصولجانه ( المجتمع الدولي ) يدعمه ، ويشد من أزره . السفير ليمان صوت وسوط القطب الأوحد ، والكل يسمع ويستمع لكلماته ، حتى من بأذانه وقر . ييستطيع السفير ليمان أن يلوي الأيادي ، ويقدم الجزرات ، ويرفع العصي ؟ والأنهار تجري من تحته في جوباوالخرطوم ، أفلا يبصرون ؟ ثانيا : + بحكم منصبه ، صار السفير ليمان في بقعة ضوء اعلامية شديدة التوهج ، مما أضفى عليه هالة ، جعلته من نجوم المجتمع الدولي المرموقين . تجده يحاضر في أرقى جامعات أمريكا ( كولمبيا وهارفارد ) ، ويتحدث في منابر منظمات المجتمع الدولي الشهيرة ، ويظهر في التوك شو في تلفزيونات وراديوهات أمريكا الكبرى ، وتجري أرقى الصحف والمجلات حوارات معه . يا ليت لنا مثل ما أوتي ليمان ! أنه لذو حظ عظيم ! + إذا نجحت مساعيه في أستتباب الإستقرار والسلام بين دولتي السودان ، فربما تم ترشيحه لجائزة نوبل للسلام . مين زيك يا ليمان ؟ + في الجانب المادي ، يكسب السفير ليمان أكثر من 15 ألف دولار شهريا من راتبه كمبعوث رئاسي خاص ، وله حساب منصرفات خاص يؤمن ترحاله ومأكله ومشربه ومبيته في أرقى الفنادق ، وكل ذلك على حساب وزارة الخارجية الأمريكية . كسب مادي سنوي صافي يفوق ال 200 ألف دولار ، أو أكثر من 800 ألف دولار في سنوات اوباما الأربع القادمة ، إذا لم يستقيل . طواعية ... ترك السفير ليمان الجمل وما يحمله من ذهب العم سام ، وفارق السلطة والأضواء فراق الطريفي لجمله ، وطلق السفريات المكوكية المجانية حول العالم ، وقرر الإنزواء في مسكنه ... يقرأ ، ويتعهد حديقة منزله ، ويستمتع بنومة القيلولة . هل نستنتج أن الشديد القوي وحده ، هو الذي دفع السفير ليمان ليفعل فعلته ، التي فعلها ؟ دعنا نستكشف كنه هذا الشديد القوي ؟ وفي هذا السياق ، نقول أن هذه أول مرة يستقيل المبعوث الرئاسي الأمريكي ، طواعية ، من منصبه . لم يستقل هاري جونستون ، ولا جون دانفورث ، الذي أقيل . كما لم يستقيل اندرو ناستيوس ولا ريشارد وليمسون ، الذي غادر بمغادرة الرئيس بوش الابن . أما سكوت غرايشون فلم يسمع كلام سمانتا باور فنقلته سفيرا في نيروبي . الأمر مختلف بالنسبة لبرنستون ليمان . فهو دبلوماسي متمرس يعرف كيف يلعب بالبيضة والحجر ، ويقول كلاما يرضي جميع الأطراف المتشاكسة ... فهو أميز كضاب ؟ يجاهد في تفعيل سياسة إدارة اوباما في دولتي السودان ، رغم أنها مدابرة لقناعاته السياسية ؟ نواصل في الحلقة القادمة استعراض أسباب استقالة السفير ليمان .