ما كنت ابالي بالرد على المقال المنشور لو لا ان كاتبها هو الامام المزعوم الصادق المهدي و التي نشرت في المواقع بتاريخ 9 يناير 2013 تحت عنوان ( ماذا بعد ميثاق كمبالا بقلم الامام الصادق المهدي ) تكرم الامام في مقاله المذكور آنفا بإيراد عددا من اسباب الازمة السودانية منذو بعد الاستقلال حتي الوقت الراهن ثم عرج الي تناول ما اسماه بميثاق كمبالا – وثيقة الفجر الجديد- و التي تناولها بالاطراء لانها تحقق وحدة المعارضة السودانية في وجه الظلم الانقاذي الا انه عاد ليذمها بشدة لانها تبنت العمل المسلح كخيار لاسقاط النظام حيث ذكر بالحرف الواحد (هذا الاحتقان متعدد الجبهات يفسر اتحاد البندقية المعارضة للنظام- الجبهة الثورية- ويفسر المحاولات الانقلابية. نحن سعينا وما زلنا نسعى لاتفاق كافة القوى المطالبة بالتغيير على أساس العمل المشترك بالوسائل المدنية لتحقيق مخرج للبلاد عبر مائدة مستديرة كالكوديسا أو انتفاضة مدنية وهذا هو ما اتفق عليه في بيان لندن في 14/11/2012. ) ثم عاد و استدرك قائلآ ( ولكن ميثاق الفجر الجديد اعتمد بالاضافة للعمل السياسي عملاً مسلحاً، وهذا حتى إذا نجح سوف يفرض وصاية جديدة لأن أي جبهة سواء انقلابية أو مسلحة تحدث تغييراً لن تتعامل مع القوى السياسية الأخرى بمنطق الندية المنشود) بما انني من جيل آخر تفصلني عدة اجيال عن جيل ذلك الكهل الامام الصادق المهدي حيث انني بالحسابات الزمنية قد اكون في عمر ابن بنته او انه هو عمريآ بمثابة الجد هذا الفارق العمري هو ما يجعلني اؤمن تماما اننا لن نتفق مع هذا الجيل الذي هو سبب هذه المتاعب الذي يعاني منها السودان اليوم و بما ان حضرته ذكر المسبات بشئ من الاختصار لانه مستعجل للتعليق علي الوثيقة التي تبرأ منها عاجلآ او عاجل دعونا نرد على هذه الهراءات التي لا تتماشى و جيل التغيير الحالي بالاتي اولا اضافة للمشكلات الكثيرة التي يعاني منها السودان هنالك مشكلة اسمها الامام الصادق المهدي و الامام محمد عثمان الميرغني و الامام الشيخ الترابي ان هؤلاء الائمة إن عليهم أن يكونوا خارج الملعب لان التغيير الذي ننشده يسبقهم بمسافات او اجيال كونية بل وعليهم ان يختارو أولآ اما ان يكونو ائمة للمسلمين مهتمين بشؤون الدين و ترك شئون السياسة و إما ان يكونو سياسيون لأننا حين نتحدث عن فصل الدين عن سياسة الدولة لا يمكننا ان نجمع ما بين السلطة الدينية و السياسية وهذا الخلط هو ما جعل هؤلاء الامة اصحاب الاحزاب العقائدية سببآ رئيسيآ و معوقآ رسميآ لإيصال السودان الي الوضع الانقاذي الذي نحن فيه اليوم ثانيآ باي لسان يتحدث هذا الامام المهدي عليه ان يحدد موقعه من المعارضة و الحكومة هل هو معارض ام انه بوق من ابواق الحكومة و ان كان هو معارض عليه ان يتقبل تبعات المعارضة الداعية الي التغيير بغض النظر كيف يكون و باي الوسائل حربية مسلحة او مدنية كاسحة و بملئ الفم يمكننا ان نقول انه اقرب الي النظام اكثر منه الي المعارضة ثالثآ بما انه ذكر ان اصحاب التغيير بالوسائل المسلحة لا يمكنهم ان يتعاملو مع اصحاب الوسائل المدنية بعد التغييرباسقاط النظام .هذا اذا نجح الطرف الاول في تحقيق التغيير. و هذا القول يوضح لنا ضحالة اسيعاب هذه العقلية لعملية التغيير القادمة و يجب على الامام الصادق ان يفهم ان بعد اسقاط النظام ليس هنالك دستور او مواثيق جاهزة لحكم الشعب بل الشعب هو من يقرر كيف يحكم سواء ان اختار ان يحكم بدستور.علمانيآ . جمهوريآ. ملكيآ او ايآ كان نوع الحكم فليس من حق التنظيمات المسلحة او الاحزاب المدنية و العقائدية في فرض وصاياها على الشعب و إلا سوف لن يجني التغيير أكله رابعآ يجب ان يعلم الامام الصادق المهدي انه ليس لي اية انتماءات للحركات المسلحة ايآ كانت و لا للاحزاب المدنية و العقائدية ايآ تكون اني انتماءي هو للوطن السودان المتبقي بعد الانفصال لن اقبل بما ذهبت اليه بفرض الوصايا و تحديد ما اسميته بالمبادئ الوطنية ان المبادئ الوطنية شيئآ يخص الشعب السوداني الذي له الحق الكامل في اعادة سياقة المبادئي الوطنية الجديدة لاسيعاب كافة شعوب السودان في محتواها فانها لن تكون صكوك غفران تمنح من الاحزاب العقائدية و ان عدتم عدنا عيسي الطاهر / باريس 11/يناير/2013