يتابع مؤتمر البجا باهتمام بالغ ما يدور في الساحة السياسية من احداث هامة وخاصة ما تمض عنه التوقيع علي وثيقة الفجر الجديد. لقد ظل مؤتمر البجا منذ فترة طويلة يدعو لتوحيد الصف حول ميثاق وطني شامل توقع عليه كل قوي المعارضة وظل يدعو لتصعيد المواجهات اليومية ضد النظام الخائر. رحب المؤتمر حينها بتكوين الجبهة العريضة وكان من اول المرحبين بتكوين الجبهة الثورية في نوفمبر الماضي. مؤتمر البجا هو من اقدم الاحزاب السياسية السودانية اذ تم تأسيسه عام 1958 وهو اول حزب سياسي يطرح تطلعات قوي الهامش في حكم فيدرالي وتنمية متوازية والديموقراطية والعدالة. وهو من كون جيشا لمواجهة مليشيات النظام علي الحدود الشرقية وحرر مع جيش التجمع الوطني في التسعينات من القرن الماضي مناطق واسعة شرق ولاية كسلا وحتي قرورة في ولاية البحر الاحمر. قدم مؤتمر البجا في نضاله ضد العصابة الحاكمة مئات من الشهداء في ساحات المعارك وفي داخل المدن الكبيرة. لا زال شعبنا يحتفل سنويا بذكري شهداء المواجهة ومنهم شهداء مجزرة بورتسودان تخليدا لذكراهم ولجعلهم نبراسا تهتدي به الاجيال القادمة. يرحب مؤتمر البجا بالميثاق الجديد الذي وجد ترحيبا غير مسبوق من مختلف فئات الشعب السوداني. وانزعج عندما اعربت بعض الكينات السياسية عن عدم رضائها لبعض النصوص التي وردت فيه. يري مؤتمر البجا ان الميثاق كان يجب في الاول طرحه لنقاش واسع في كل وسائل الاعلام, وثم عقد لقاء موسع لكل الكيانات والاحزاب المعارضة دون تهميش لأي منها وكذلك كل القوي الحديثة من طلاب وشباب ونقابيين ورجال فكر وشخصيات وطنية ودينية. لقد تركت السرعة آثار سلبية يجب تصحيها. تكزت نقاط الخلاف بين الاطراف الموقعة في نقطتين اساسيتين هما ما ورد عن الدين والدولة والاخري عن النضال المسلح. العمل الجبهوي يستدعي الاتفاق علي الحد الادني, لا فرض رؤية جانب واحد, ومن المسلم به عدم تبني شعارات التفرقة .. شعارات مستفزة لمعتقدات الشعوب ايا كانت. يجب التعلم من نضال شعبنا. ان نصوص في الدستور او القانون لن تفلح في اقتلاع جماعات الهوس الديني. في مصر ظلت السلطات عبر الدهور تكبت وتعتقل وتقتل قيادات الاخوان المسلمين, ولكن كل ذلك اكسب هذه الجماعات شعبية فائقة وهاهي استطاعت فرض نفسها كأقوي حزب سياسي في مصر. وفي الاتحاد السوفيتي حاربت السلطة كل الاديان وربت كل الشعب علي العلمانية لمدة تقارب القرن. وبمجرد انهيار الاتحاد السوفيتي عادت الكنيسة بشكل اقوي مما كانت عليه. هذا يؤكد ان نصوص في الدستور لن تقضي علي الهوس الديني. ان كنا نريد جبهة موحدة متماسكة قوية يجب ابعاد الشعارات التي تجدها اطراف في المعارضة مستفزة لشعورها ولمعتقداتها بصرف النظر عن صحة تلك الشعارات او خطئها. يجب ان نتعلم من تجارب شعبنا, فقد تمت الاطاحة بنظامين ديكتاتوريين بانتفاضة شعبية بينما لم يستطع النضال المسلح فعل ذلك. نري ان تتصاعد المواجهات الجماهيرية من مظاهرات واعتصامات واضرابات ورفع العرائض فهي كفيلة باقتلاع النظام والرمي به في مزبلة التاريخ, ان هي رضيت به. يري مؤتمر البجا ضرورة تركيز المواجهات داخل المدن وكل الاماكن الحساسة من كباري وطرق ووزارات وقصر جمهوري. النظام لن يكترث بمواجهات تقع علي اطراف القطر. يجب التركيز والضرب في الاماكن الموجعة. هناك ايضا خلاف بسيط حول حل بعض الاجهزة الحساسة وعن عدد الولايات وعن مدة الفترة الانتقالية. يعتبر مؤتمر البجا جنود القوات المسلحة جزء من قوي الانتفاضة, هم يتألمون كما نتألم يعانون كما نعاني, ويري ضرورة استقطابهم وجذبهم لتحالف المعارضة, لا لاستعدائهم. يجب مخاطبة جنودنا في القوات المسلحة بشكل منتظم ورصين موضحين لهم ضرورة المشاركة في الاطاحة بالعصابة الحاكمة. يري المؤتمر ضرورة تكوين جيش وطني من القوات النظامية ومن قوات الحركات الثورية السودانية, لحماية الثورة والمحافظة علي منجزاتها. اما عن مدة الفترة الانتقالية وعدد الاقاليم فيجب حسمها بشكل يرضي الاطراف الموقعة, مع الأخذ في الاعتبار ما حققته نيفاشا من ايجابيات لبعض المناطق. ان شعبنا قد رحب بتوقيع ميثاق الفجر الجديد, يجب ان تتجاوب القيادات مع تطلعات شعبنا, والا تخذله, عليها ان تتفادي كل ما يفرق الصف من شعارات وتلجأ للذي يوحدها. لقد اتخذت قيادات الجبهة الثورية خطوة حكيمة حين اعلنت ان ما تم التوقيع عليه في كمبالا ليس بالكتاب المنزل الذي لا يقبل الاضافة أو الحذف، بل بالعكس, فهو يقبل التطوير و التجويد والتصويب. فيا مرحبا بهذه بهذه الروح المنفتحة. -يصر مؤتمر البجا علي ضرورة اشراك كل القوي المعارضة دون استثناء لأي منها من حركات الشباب, والطلاب والعمال والمزارعين والمثقفين والشخصيات الوطنية والدينية ومنتسبي القوات المسلحة السابقين. ان مؤتمر البجا يدعو الي تصعيد المواجهات ضد العصابة الحاكمة ويناشد قوي المعارضة ان تسرع في الاتفاق علي مبادي الحد الادني في ميثاق الفجر الجديد وتواصل النضال لاقتلاع النظام الفاسد. لقد دقت الساعة.