بسم الله الرحمن الرحيم ..!!! كالعادة..عادت بعثة السودان من أديس أبابا كما ذهبت.. وللمرة العاشرة دون احراز أي تقدوم في المحادثات مع وفد حكومة الجنوب.. وكالعادة فإن تلك الحكومة في كل مرة يعقد فيها اجتماع.. وتقوم الوساطة الافريقية ولا تقعد.. تزداد بعداً عن انفاذ ما اتفق عليه في الاجتماع السابق والأسبق.. وخلال دورة الانعقاد ودورة الانعقاد التالية تقوم بأعمال عدوانية ضد السودان وضد شعب السودان وضد أهداف لا علاقة لها بالخلافات وأجندة جديدة وادعاءات باطلة يصمت ازاءها ما يسمى بالمجتمع الدولي..وتصمت الوساطة الافريقية ولا نجد أثر للحكمة الأفريقية في الوقوف بجانب الحق ورعاية سلوك الدولتين للحكم بالعدل فيما يستجد من احتكاكات بين البلدين.. وقد ذكرت أكثر من مرة وفي هذا الباب بأن هذه العصبة التي قفزت على السلطة وفرضت نفسها على شعب الجنوب والسودان لا تريد خيراً لنا أولهم أنها تتحرك وفق أجندة استعمارية صليبية صهيونية..وتنفذ أجندة تلك الأجندة أو بنودها على مراحل..وتريد بهذه المواقف الواضحة تجاه العيش بسلام بين الشعبين بطريقة خطوة خطوة ومطاولات تجعلنا أما أن نتحامق ونندفع بإكتساح هذه الدولة ونعيد الأمور إلى حالتها الأولى ونطرد كل تلك العصابة الصهيونية من أرض السودان التاريخية..وأما أن نزهج ونترك لهم ما طالبوا به تحت ضغوط غربية وحصار علينا من القوى المحيطة بالسودان والقوى الاستعمارية مؤسرين السلامة ونهدر المزيد من حقوق السودان وشعب السودان وأرض السودان المعروف منذ أن خلق الله الأرض وما عليها. والأسلوب الذي تتخذه دولة الجنوب ووفودها وقيادتها هو تطبيق حرفي لنظرية العالم الروسي( بافلوف) في الحرب النفسية..وهو أسلوب قديم يجعل الضحية يعتقد بأنه على مشارف نيل ما يريده ويتعطش لتلك اللحظات إلا أنه يحرمه من نيل ذلك الهدف حتى يصيبه الإحباط وينهار.. وتحت تأثير تلك الحالة النفسية يحصلون على مبتغاهم.. واعتقد أن هذه المطاولات في انفاذ الاتفاقيات إنما يقع تحت هذا الباب.. باب الحرب النفسية والتعذيب حتى يقبل السودان وهو تحت ضغط المشكلات الاقتصادية ونقص العملات الصعبة ودعم حكومة الجنوب وكمبالا واميركا واسرائيل والاتحاد الأوروبي أو بعض دوله باستخدام ومعاونة دولة الجنوب تجنيد المتمردين والخارجين على القانون لمهاجمة اطراف السودان من جهة حدودنا مع الجنوب التي ما زالت تحت انفاذ التخطيط.. والمماطلة في انفاذ ما هو متفق عليه بين الرئيسين.. ويظهر أن سلفاكير متفق مع وفده بأن يستمر في هذه المماحكات حتى يقوى تحالف الفجر الجديد الذي لا يعرفون له قيمة ولا ميقاتاً.. ولا يعرفون (للفجر الليالي العشر ولا الشفع والوتر والليل إذا يسر) صدق المولى عز وجل.. وهي كلمة حق يريدون بها تحقيق باطل بأن يجعلوا من اليهود والنصارى أولياء لهم ومعينين لقتل ذويهم والآمنيين في المناطق الحدودية بوعود كاذبة وشعارات مضللة وعقوق واضح للوطن والأهل. على الحكومة هذه المرة أن تنتظر ماذا.. لترى ماذا تفعل الوساطة الافريقية وماذا تقول الحكمة..وعليها أن تظهر وبصورة مباشرة حق السودان ليس في كاكا التجارية أو في كافية كنجي وإنما في واو وجوبا وملكال.. لنرى ماذا سيكون موقف الحكمة الافريقية وكيف سيكون موقف امريكا وموسفيني وباقان..والواجب أزاء مواقف هذه العصبة والنظرية التي تؤمن بها وتعمل بموجبها أن يرفع وفد السودان سقفه ويرفض القسمة الطيزى في ابيي.. لأنها كلها شمالية.. بالتاريخ والجغرافيا والرياضيات ونحن نتحدث عن الأرض وليس من كان يعيش عليها لأن سكان الخرطوم لا يملكون الحق الإلهي في الخرطوم على بقية أهل السودان،والحدود واضحة والحقوق واضحة ولا ينبغي أن نتهاون أزاء أي حق لبلادنا على الأرض.