!. القمّة الإفريقيّة التى انطلقت مع ذكرى " خمسينيّة " نشأة منظّمة الوحدة الإفريقية، قبل أن تصبح الإتحاد الأفريقى عام 2002،تستحق بجدارة لقب ( قمّة النزاعات )، بصدارة النزاع المُسلّح فى (مالى ) على أجندتها ، وطلب زيادة أعداد القُوّة الإفريقيّة ومُطالبة مجلس الأمن الدولى بتسريع تقديم الدعم اللوجستى " السخى " لمقابلة تكاليف إنتشار القوّة الإفريقيّة، فى أوضاع تُشير كل الدلائل على الأرض، إلى أنّ الأزمة " الماليّة " مُتحرّكة وقد تطول وتتّسع دائرتها الشرّيرة، لكونها تدور فوق رمال إقليميّة وعالميّة ساخنة ومُتحرّكة !. خيّمت على أجواء قمّة النزاعات إلى جانب النزاع ( الأجد ) فى مالى، هموم ومآسى النزاعات فى الكنغو وإفريقيا الوسطى وغيرهما فى القارّة السمراء ،وحتماً النزاع بين دولتى السودان وفشل الدولتين المُتنازعتين والقمم الرئاسيّة والوساطة الإفريقيّة "عالية المستوى " فى " حلحلة " صعوبات ملفّات النزاع حول الأمن وترسيم وتقسيم الحدود والنفط و- من قبل ومن بعد - مصير وأيلولة ملف - كشمير إفريقيا - أبيى!. سودانيّاً ،أخشى أن تكون الأزمة الراهنة فى مالى ، قد إختطفت - تماماً - أنظار وإهتمام العالم وأفريقيا وآلياتها عن الأزمة السودانيّة وملفاتها العالقة . وعلى الرغم من الجهود الحثيثة والمُقدّرة التى تبذلها رئيسة مفوّضيّة الإتحاد الإفريقى السيدة نكوسازانا دلامين – زوما فى متابعة ومُضاعفة وتسريع الجهد لتجنيب أفريقيا حرب مُدمّرة بين الدولتين ، إلّا أنّ قيادة البلدين - للأسف- مازالت تُصر بتعنّت ملحوظ على تطويل أمد الأزمة و" الجرجرة " لشىء فى نفس " اليعقوبين " !. المسئوليّة تُحتّم على العُقلاء فى قيادة البلدين، أن يفهموا أنّ صبر العالم على المماطلات والمماحكات والتسويف له حدود.. إذ ما عاد مسلسل تبادل الإتّهامات والإنكار المجّانى وحتّى " الإستهبال اللفظى " كافِ لجذب التعاطف والإهتمام والدعم لأحد الطرفين ،حيث ما عادت أفريقيا والعالم على إستعداد للإستماع للمزيد من التطمينات الوهميّة والإتّهامات المتبادلة التى يقدّمها مسئولو البلدان بعد " إحتساب " كُل جولة تفاوضيّة ، وبخاصّة مسلسل الشروحات " الباقانيّة " و التوضيحات " الكرتيّة " أمام عدسات الفضائيّات عن تفاصيل أحداث ال" ماجرى " فى غُرف التفاوض، وخبايا جولات " اللوبى " الإفريقيّة لعلى عثمان وغيره . الناس تموت فى النيل الأزرق وجنوب كردفان ودارفور وفى مناطق أُخرى فى البلدين..وما لم تُحل القضايا العالقة بين دولتى السودان وجنوب السودان أفريقيّاً عبر وساطات و" جزرة " الإتحاد الإفريقى، فإنّ وُجهة الملف القادمة ستمضى مُسرعة صوب مسارات " عصا " مجلس الأمن الدولى ..الوقت من ذهب..وهو كالسسف ، ونخشى أن تُدمى الأزمة السودانيّة والشعبين مآلات" القطع الناشف " بعد (يوليو ) القادم وهو موعد إنتهاء المُهلة الأخيرة الممنوحة إفريقيّاً للبلدين، لطى ملف الخلافات عبر الوساطة الإفريقيّة !.