أثناء زيارتي الاخير للسودان دار نقاش بيني وعدد من شباب وشيوخ الاتحاديين عن الأخ التوم هجو والذي يتمتع بشعبية طاغية في أوساط شباب الحزب وخاصة المعارضين لمشاركة الحزب الاتحادي في الحكومة. عرفت التوم في فترة تعاملي مع التجمع الوطني الديمقراطي من خلال الحزب الاتحادي الديمقراطي، وعندما حضرت لامريكا تعاملت معه من خلال رئاستي للجنة الحزب الاتحادي والتجمع الوطني بواشنطن خلفا للأخ الدكتور علي بابكر إلى جانب أخوات وإخوة أعزاء اعتز بمعرفتهم. وطوال فترة تعاملي مع التوم اتفقنا واختلفنا، تعاوننا وتجابدنا وكنت أكرر له دائما بأننا إن لم نختلف في تعامل أستمر لعشرات السنين لكنا من المنافقين، والتوم كما كنت أقول للشباب الذين إلتقيتهم في السودان له سجل نضالي في هذا الحزب لا يستطيع احد ان ينكره او يذايد عليه فيه فهو قد ترك أهله والتحق بالمعارضة الاتحادية بالخارج بقيادة الشريق حسين الهندي رحمه الله وهو طالب بالمرحلة الثانوية وهي فترة لم يقضيها في الفنادق والشقق المفروشة بل كانت معظمها في المعسكرات معرضا مستقبله بل وحياته للخطر من أجل مبادئ آمن بها وقضى حياته مناضلاً من أجل تحقيقها، وإن كان بعض المقربين منه في فترة ما حاولو ان يصوروا له بانني حضرت لأمريكا منافسا ً له الا ان ذلك الزعم لا يسنده واقع أو دليل لسبب هام وجوهري وهو أن التوم متفرغ للعمل السياسي والحزبي وانا لم اكن قط سياسي رغم انني مهتم بالسياسة واعتقد بان هنالك فرقا واضح بين السياسي والمهتم بالسياسة. وأن ما توليته من مهام ومواقع في هيكلة الحزب الاتحادي الديمقراطي بالخارج كرئيس للجنة الحزب بواشنطن أو عضو مجموعة العمل بالخارح أو مستشاراً لمولانا الميرغني قد انتهت بعودة الحزب ورئيسه للسودان ولقد كنت أردد دائما للأخوة الذين عملت معهم بالخارج بان علاقتي التنظيمية معكم ستنتهي بعودتكم سالمين للبلاد وذلك لانني وكما ذكرت خلال هذ الحديث لست سياسياًً وان كنت مهتم بالسياسة. ولقد كانت مناسبة ذلك الحوارمع بعض شباب الحزب الاتحادي بالسودان خلال الشهرين الماضيين وهو الدور الذي يقوم به التوم هجو الان في الجبهة الثورية وباسم الاتحاديين حيث ذكرت لهم بان ما يقوم به التوم الأن وفي تقديري الخاص يعتبر أهم محطة في مسيرة عمله السياسي فالجبهة الثورية تشكلت أساساً من قوى مسلحة سواء من الحركة الشعبية شمال أو حركات دارفور ورغم أنها تنظيمات سياسية لكن يغلب على نشاطها وفعاليتها جانب العمل المسلح مع عدم إهمال النظرة العرقية أو العنصرية عن البعض على الاقل في البداية، ولقد كان التوم اول من إنضم لقيادتها ممثلا لحزب سياسي لا يمارس العمل المسلح وليست له اتجاهات جهوية أو عنصرية ولقد سبق في ذلك ممثل حزب الامة الاخ نصر الدين الهادي لذلك كان للتوم زمام المبادرة والريادة في الإنفتاح الذي حدث مؤخراً في الجبهة الثورية لتنضم اليها قوى سياسية ليست عسكرية أو جهوية بل واسلامية سعياً وراء توحيد كل قوى المعاضة من أحزاب سياسية وتنظيمات تمثل مناطق وأقاليم معينة على امل ان تستجيب الانقاد وتدرك ان الصراعات بين القوى السياسة والعسكرية لن تنتهي الا باتفاق الجميع ولن يستطيع أي تنظيم او اتجاه سياسي معين ان ينفرد بحكم السودان مهما توفرت له اسباب القوة الاقتصادية والعسكرية والامنية وان القوى الدولية وعلى راسها امريكا وبريطانيا ودول اخرى تسعى لجمع كل الاطراف ولقد ارسلت بالون إختبارعن طريق منظمة الازمات الدوليه ويتواصل دورها في السعى لايجاد حل للازمة السودانية مباشرة أو عن طريق الاتحاد الافريقي وتذايد أهتمامها وشعورها بالخطر وهي تراقب تطورات الأحداث في سوريا ومالي ونحن لا زلنا نواصل إدمان الفشل على راي الدكتور منصور خالد في وقت تشهد فيه القارة الافريقية نهضة شاملة في كافة المجالات الاقتصادية والسياسية والصحية، فقد تفوقت خمس دول أفريقية على بعض دول جنوب اروبا في مجال الشفافية ومحاربة الفساد حسب تقارير منظة الشفافية الدولية والتي تصنف بلدنا ضمن اسوا ثلاث دول في العالم وهي افغانستان والصومال والسودان وبما ان الصومال لم تكن بها حكومة مركزية لاكثر من عشرون عاماً فيصبح السودن هو الاسوأ في افريقيا فيما تشير أحصاءات صندوق النقد الدولي وبنك التنمية الافريقي إلى ما حققته بعض الدول الافريقية في مجال النمو الاقصادي وزيادة حجم الطبقة الوسطى وهي دول نالت استقلالها بعدنا ونتفوق على معظمها من ناحية الامكانيات الطبيعية والبشرية أما في مجال الاهتمام بالصحة فقد نجحت بعض الدول الافريقية في خفض وفيات الاطفال بنسبة تتراوح بين 5 الى 10 %. كل هذه الانجازات في مجالات النمو الاقتصادي والصحة والشفافية ومحاربة الفساد تحدث في دول افريقية مثل غانا والسنغال ورواندا وبتسوانا وجنوب افريقيا .... الخ ونحن لا زلنا نتجادل حول الهوية اي حول "من نحن" مع تحياتي وامياتي الطيبة الى لجنة الدستور. عاصم عطا صالح