أي غير جاهزة من ناحية الدين ومن ناحية الدنيا ومن ناحية العلم وأكيد من ناحية العمل. *أولاً: فمن الناحية الدينية فإن كل الدلائل تشير إلي أنها فشلت فشلاً ذريعاً في كل الشعارات التي أطلقتها وبثتها وروجت لها: المشروع الإسلامي الحضاري ولا لدنيا قد عملنا..وهي لله..هي لله. فبدلاً من ترتيب منظومة الدين الرسالية الأخلاقية الإنسانية والإحتماء بها ومكوناتها العظيمة الكريمة من المٌثل ومباديء الحق والعدل والحرية والمساواة ،عدلوها وإستقووا بترتيبات المليشيات والرباطة والجنجويد ومنظومات أجهزة الردع والقوة الأمنية والترهيب فروجوا للمنظومة الأخلاقية الأولى مظهرياً سينمائياً وبصورة إعلامية ضخمة صمَت الآذان وفقعت الفشفاش وآذت الوجدان وأرهقت الأبدان وإستخدموا فعلياً المنظومة الكارثية الثانية . ولأن كل فعائلها وأعمالها تعاكس ما هو معروف من الصحيح ومسلم به للعامة و لطبيعة أصول الدين والتدين بل وضد صريح ما أٌنزل في القرآن والفطرة الإنسانية النبيلة مما شوه وأضر بالإسلام وأدار رأس المسلمين إستغراباً وإستهجاناً خاصة بولجوهم الواضح لمستنقع المٌداراة والمواراة والتخبيء والإخفاء والسكوتي وخلوها مستورة والكذب وفقه السترة والتحسس والتجسس وأباحوا لأنفسهم من المحظورات ما ليس بالضرورة من الضرورات فإستمرأوا وإستلذوا وإستمتعوا بسادية العنف والحرب والقتل والتشريد والإقصاء والتعذيب والكبت والترهيب بإسم الدين والأذية للبشربكل الوسائل الممكنة وغيرها في سبيل الثروة والسلطة و التمكين. فأصابتهم لعنات من السماء والأرض، لعنة من الله ولعنة من الناس فطمست أموال بترولهم وذهبهم ولعنة الشيطان ولعنة الدين فمزقوا الوطن والأرض والأحزاب ومزقوا الخزينة والموارد والخدمات وقلعوا حقوق الناس والعاملين ومزقوا حزبهم وأصبحوا من أنفسهم وعلى أنفسهم خائفين ملومين مرعوبين وجلين وأصبحوا مثل ما طردوا مطاردين مهمومين، أصابتهم لعنة التمكين اللعين تطاردهم في الدنيا وحق الناس وأوزارهم إلى يوم يبعثون. وقد أجاب الأستاذ يوسف الكودة رئيس حزب الوسط بقوله إن الإسلاميين يتعاملون عادة على أن الإسلام دين ودنيا ودولة لكنهم ما إن يصلوا إلى السلطة حتى يتكالبوا عليها ويستأثرون بها ويتركون الجانب الديني الذي أتوا لأجله . وهذه مشكلتهم الأساسية فهم يستعجلون الوصول إلي السلطة فما أن تعتلي كراسيها وحكم البلاد والعباد فتجد أمامها وبين يديها الثروة والسلطة والمال الوفير والجاه فتفتنهم وتزيغ عيونهم ويتملكهم الطمع والجشع وهم فقراء فبنوا الفلل والقصور وركبوا الفارهات وعملوا أحواض للسباحة داخل منتزهات بيوتهم لأنهم جاءوا للسلطة وهم غير جاهزين إيمانياً وهذا عين ما حدث لهذه المجموعة الحاكمة فضربها الفساد الذي صار يزكم الأنوف وأضروا بالدين وكرهوا المواطنين المسلمين وغير المسلمين. وقد توصل الجميع منذ سنين عددا إلى هذا التحليل السهل نتيجة لهذه الأفعال والأعمال الفاضحة ضد حقوق المواطن والوطن والإنسان بالفعل المزري البائن للعيان وقد ناقشه المعارضين وكل المثقفين والعلماء في ندواتهم وكتبهم وحتى هم أنفسهم فكتبوا المذكرات الألفية بعد العشرية وإنتقدوا نفسهم وحكمهم الفاسد الجائر المستبد. أفليس هذا غريباً وشاذاً !!!؟؟ أن كل العالمين يعلمون هذا ويناقشونه ويتداولونه ويبحثونه إلا علماء السودان الذين صار يسميهم الشعب علماء السلطان فكأنهم لم يروا ويسموعوا بالإنتهاكات التي تحدث للشعب السوداني من حروب وقتل في كل الإتجاهات والفصل والتشريد والقبض والتعذيب والنهب والإختلاس والزيادات المهولة في الأسعار وتتداولها الصحف والندوات والمواقع الإلكترونية والخاصة والعامة في الطرقات وبعضها ينشره المراجع العام ويناقشه مجلس (الشعب) والوزراء ، فكيف بعلمائه لايلتفتون إلي مثل هذا الموضوع الخطير ويبحثونه ويناقشونه ويتداولون في ما بينهم ويدرسونه ويصدونه ويمنعونه ولو بأضعف الإيمان بالندوات والنصح والإرشاد. • ثانياً : ومن الناحية الدنيوية هي غير جاهزة: (فأما أمور دنياكم فأنتم أدرى بها) هكذا لخص سيد البشر سياسة الأمور الدنيوية فقال عليه الصلاة وأتم التسليم ما أنا إلا بشر أمشي في الأسواق وآكل الغديد وأتزوج النساء. وبعد سواطة وجوطة وزيطة وزمبريطة لمدة قرابة الأربعة وعشرين سنة نجد الآتي في مجرى الحياة: • الشباب لايستطيع الزواج 1 لغلاء المهور 2 عطالة الشباب عامة وخاصة خريجي الجامعات والمؤهلين من كافة المعاهد والحرف وغيرهم من الشباب 3 الجامعات لاتخرج مهنيين بكفاءات عالية ليخطفهم سوق العمل 4 سوق العمل بحد ذاته فقير ويفتقد المواد الخام والأجهزة الجديدة الحديثة لأنها بالعملة الصعبة ولإرتفاع أسعارها الدولارية فيجلب ويكاوش الواردات الفالصوا والمقلدة والسكند هاند والرخيص الذي يضوِق المغسة. 5 إنهيار العملة المحلية. 6 السياسة الإنتاجية للدولة شحيحة جداً وغلاء مدخلات الإنتاج. 7 الإستثمار الأجنبي ورقي ولا يستوعب ولو جزء مقدر من الكادر المحلي. 8 العزوف من الإقتران لأن المعيشة والسكن غالية نار 9 قلة الناتج القومي وبالتالي الصادرومن ثم إرتفاع مضطرد للدولار لتدهور الإقتصاد وزاد التضخم وإختلال الموازين جميعها وليس ميزان المدفوعات وحده. • سياسة الدولة عرجاء عوراء مقطوعة الذيل بإعتمادها ومن البداية لمنتوج في ديار حرب فأصبح قرب كل قبر حرب قبر، لهذا فقد بعثرت المكون والناتج القومي من العملات الصعبة في الفارغة والكماليات لعضويتها ولحمايتهم الذاتية من أجل البقاء والكنكشة والتمكين، فتمزقوا ومزقوا وأذاقوا الشعب والعاملين والخدمات (علم،صحة ،زراعة ، بيطرة....) الأمرين. *ثالثاً: من ناحية العلم فحدث ولاحرج ومنذ أتوا ووقعوا على النافوخ وفصلوا للصالح العام لم يضعوا نصب أعينهم الكفاءة العلمية وأن العلوم التطبيقية والبحتة والمهنية الفنية هي أساس التطور من ناحيتهم القيادية الوزارية والإدارية والإستراتيجية والوطنية فأتوا بجبهجية لايعرفون مكونات ومن أين نتأتي بطبق الورق و الملوخية وطبعاً من ناحية التطبيق والتنفيذ لهذا فإن قراراتهم كانت معظمها إرتجالية ففتحوا أكثر من خمسة وعشرين جامعة بصورة عشوائية وبكفاءات لاترقى للمستويات والتأهيل العلمي الرفيع للأساتذة فجلبوا عضويتهم لمجرد التمكين وكانت نواتج معظم هذه الجامعات خريج غير مؤهل لايعرف حتى أن قناة إستاكيوس بين تركيا وسوريا وأن بت هوفن فتاة شقراء الشعروتل أبيب جنوب جبل مرة فعدم التأهيل يؤدي لناتج مثيل. *طردوا الكفاءات والمؤهلين في الجامعات الأصيلة القديمة وضيقوا عليهم الخناق ليهاجروا بل ليلوذوا بالفرار وعذبوا منهم لتنفيذ المخططات لإستيعاب عضويتهم القادمة من المهاجر المملة يسيل لعابها للمال الهين السهل في الداخل والوظائف ليلة القدر التي هلت عليهم وهم مندهشين زائغي الأعين متلهفين مستجدي سلطة وثروة وصولجان. فصاروا وزراء ومستشارين وتكالبوا على المناصب ولبعضهم خمس وليس وظيفتين فحسب فكان معلماً وزير صحة وزراعي وزير صناعة ومهندس وزير شئون دينية ومحامي وزيراًللبيئة وللإسكان والأراضي وطبيب وزيراً للزراعة وجيولوجي وزيراً للري يعني الموضوع وظيفة سيادية والسلام . وبنوا سدوداً وشوارع وكباري بالقروض والديون الربوية وياريت لوكانت من أجل الزراعة وحفروا لها منذ قدومهم ترعتي كنانة والرهد ثم ترعتي سد مروي وترع الرصيرص ومدوا أنابيب مياه للغرب والشرق الميتين عطشاً وإستفادوا من أموال البترول والذهب ولكن !!. إذاً فإن من الناحية العلمية والعملية والتنفيذية والتخطيطية أيضاً هي حكومة جاءت وكانت ومازالت غير جاهزة لأن فاقد الشيء لايعطيه. *رابعاً: من الناحية العملية حدث ولاحرج: عطلوا كل الوزارات بل أهم وأخطر الوزارات كالزراعة والثروة الحيوانية ووزارة الصحة ووزارة التربية والتعليم والنقل والشباب والرياضة والثقافة والإعلام والإتصالات وإعتمدوا على البترول والذهب. وروني واحدة فيهم شايلة حيلها ومنذ إنقاذها سنة 89م لأقرب من عقدين ونصف وهي شبه كسيحة المشاريع والمؤسسات الزراعية والهيئات والمؤسسات القومية كالطيران والبحرية والنهرية والمخازن والمهمات والمواني والنقل الميكانيكي والنقل النهري والأدوية والمستشفيات والمصانع والمدارس والجامعات الحكومية والتلفزيون والإذاعة والصحف والمكتبات ودور الثقافة والترفيه تحطمت ووزعت وهٌمشت وبيعت وشٌللعت أو تحت أوقيد البيع والتخصيص. وربع قرن ولم يكتمل مجرد شارع أسفلت للغرب شارع الإنقاذ الغربي الذي أهدر من الأموال ما كان يمكن أن ينشل مواطن الغرب من المجاعات والملاجيء. وصبوا جٌل قوتهم وجهدهم وتخطيطهم وإستراتيجيتهم وتكالبهم في خام البترول وذهب إرياب وإعتمدوا عليه وعلى حراستهم وتركوا الذهب الأبيض والصمغ والسمسم والقمح والذرة والدخن ترعاه الأغنام الجائعة والطيوروالجراد ويقبض على مزارعه بالتعسير إن وجد منتوجاً ليسد رمقه. دمروا الخدمة العامة وأبعدوا من يشمون أنه ليس معهم لكن حتى أمواتهم وجد مراجعهم بعد سنين أنهم يسكنٌون في وظائف وتأتيهم علاواتهم السنوية ويترقون في السلك والسجل الوظيفي. وركزوا كل إهتمامهم على القلع: ضرائب ورسوم وجزاءات وأتاوات من المواطن المسكين فهو أساساً ليس في قلبها ولاعقلها ولاتخاف الله فيه فهي لاتؤمن بهما ولاتعمل من أجلهما ودينها يخالف دينه ودنياه ليست دنياها وعلمها وتعليمها مخصص لنفسها فهي ومن هذه الفانية ومنذ جاءت سنة89م ظلت تصرخ وتقول نفسي..نفسي!! فاوشك أن يكون لدخول باب مكتب أوبوابة مصلحة أو وزارة أو محكمة أو شفخانة أو مدرسة أوحتى للسلام والتحية العابرة رسماً وضريبة. ففي أي شيء ياترى أن هذه الحكومة جاهزة لتقدمه للمواطن المغلوب على أمره بعد كل هذه السنين العجاف والظلم العظيم وإنتهاك الحريات وحقوق الإنسان الفظيع!؟ هذه الحكومة غير جاهزة إيمانياً ولاجاهزة دينياً ولاجاهزة عملياً ولاجاهزة علمياً ولاجاهزة أخلاقياً ساءت الأخلاق وعم الفساد وجفت ينابيع الخير وخيراً فيها فذهبت على غير هدى!! فإنما الأمم الأخلاق مابقيت.. إن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا