كل المعطيات تبرز أن بشار الأسد انتهى كرئيس لجمهورية سوريا ، مهما أحاط نفسه بهالة من الدعاية ، ومهما بدد أموال خزينة السوريين في تلميع صورته أمام الرأي العام محليا وإقليميا ودوليا ، لن يفلح إلا في تعميق الفجوة ، التي حفرها وأعوانه ، ليكون قعرها مستقرا نهائيا ،( ومزارا تاريخيا لكل من يريد التعرف عن كتب ما فعله رئيس بشعبه حبا في التمسك بالسلطة لدرجة وجه كل الأسلحة الفتاكة ، بما فيها الصواريخ غير الذكية المعمولة للدمار الشنيع الاعتباطي غير محدد الهدف للقضاء عليه،) يجمعه وما بقي مخلصا لنظامه. أن يذهب وزير خارجيته إلى كل من روسيا وإيران أو حتى أبعد أو أقرب من ذلك، لن يتلقى أفضل مما تلقاه في المرات السالفة، لا حل يلوح في الأفق والمعارضه بجناحيها (العسكري في الداخل والسياسي في الخارج ) تزداد قوة يوما بعد يوم ، والرصيد الاستراتيجي تآكل بما يعرض سوريا الرسمية للانهيار الاقتصادي الشامل لكل الميادين الإنتاجية الحيوية لأسباب لم تعد تجديه نفعا ، فهناك من يملك وسائل استطلاعات فورية مرتبطة بأقمار اصطناعية مخصصة للتدقيق المصور لمعلومات مؤكدة بنسبة عالية ، مشغلة حاليا لمسح أي مساحة صَغُرت أم كَبُرت تتحرك فيها قطعة سلاح مهما كان التمويه المرافق لها عن قصد من طرف حاملها أو مشغلها ،مع التقاط ما يجعل الهدف واضحا أمام الجهة المالكة لهذه التقنية المتطورة جدا والتي تجعل البؤر الساخنة عرضة لشريط مسجل ذي الأبعاد الثلاثية غاية في الوضوح ، إذن مسألة الإرهاب والإرهابيين التي صدع بها رؤوس دول كالولايات المتحدةالأمريكية أصبحت ومنذ البداية متجاوزة ، وُضِعَ لها ما يلزم وفق حجم تواجدها من عدمه، أو ما يترتب عن نشاطها مستقبلا ، علما أن بشار الأسد وهو في أعز مكاناته السلطوية قبل الثورة، ساهم مساهمة مباشرة وعلنية في تشجيع الإرهاب ومساعدة إرهابيين ليستغلهم في قضاء توسيع نفوذه داخل محيط "سوريا، السعودية،العراق،لبنان ، إسرائيل" ولا داعي للتذكير فالكل على دراية بهذا الملف ، وإذا انقلب السحر على الساحر فعلى هذا الأخير يقع اللوم . الثورة السورية ثورة نظيفة مما يدعيه بشار الأسد هذا ، ابتدأت سلمية ، فبدل أن يفهم بشار أن الإنسان السوري لم يعد يطيق ما يتعرض إليه من تضييق الخناق حول طموحاته المشروعة ، وصبره نفذ حينما تنعم حفنة من أتباع بشار بكل خيرات البلاد دون تقديم أي شيء يعوض الشعب السوري ليعيش ولو على الحد الأدنى من احتياجاته الضرورية اليومية ، عوض أن يفهم بشار ذلك ، كشرعن أنيابه وسخر أتباعه وأخرج أسلحته وأعلنها حربا خرقاء لتفتيت شمل الشعب السوري والقذف به في متاهات لا يستحقها هذا الشعب الكريم النبيل ذو الأصل الطيب . ولما ؟ ، ليبقى الآمر الناهي الوحيد ، المطاع بلا تردد ، المغتصب حق الشعب في الحياة الكريمة المفعمة بالحقوق والاستقرار والسلام في ظل نماء حقيقي موجه لصالح عام السوريين وليس لحيز محصور في أمكنة معينة تعربد فيها أسماء معروفة لدى الجميع . ... ما بقي سيكون أشد وقعا على "رئيس نفسه" بشار الأسد، فمن الأفضل أن يتحاور مع الجهة التي ينوي الاستقرار فيها لاجئا ، إن وجدها بالفعل ، بدل الضحك على الجميع مدعيا أنه لا يرى مانعا في التحاور مع المعارضة، لكن داخل سوريا ،أو ما زال تحت نفوذه منها .وغدا تشرق الشمس ، ويتحول جهرا ما كان همسا بالأمس ، ويطلع الجميع على من جاهد ولو بقلمه ومن اعتمد خوفا أو تملقا أو نفاقا الصمت وبين صفوف معلومة اندس. الصخيرات / المغرب :28 فبراير 2013
مصطفى منيغ مدير نشر ورئيس تحرير جريدة الأمل المغربية عضو المكتب السياسي لحزب الأمل صندوق بريد رقم 4613 / الصخيرات / المغرب البريد الإلكتروني :