" من مدينة حنتوب الحزينة انطلقت الصرخة الكبرى وعيون مواطنيها تفيض دمعا هتونا مدرارا وتلقاها خريجو الصرح التعليمى الكبير ومعلموهم والعاملون فيه عبر السنين بزفرات حرى ونفوس وافئدة تنفطر حزنا واسى دفين.. فقد رحل ألأب الرحيم لصغارهم والأخ الكريم لكبارهم مخلفا وراءه اجملها صورة واعطرها ذكرى وابقاها آثارا وبصمات فى حياة كل من سعد بالدراسة فى ذلك المكان الطيب الذى فاض طيبا وعبقا من فيض طيب من عملوا فيه معلمين وموظفين شاركهم الفقيد العزيز الراحل الخلود فى اعماق الأبديه واغوار اللانهائيه .. رحمة الله عليه فى اعلى عليين بين الشهداء والصديقين ما لاح البدر وانبلج الصبح ونادى المنادى بالأذان. جاء يوم شكره وتذكار محاسنه وتخليد ذكراها ..عرفته وسعدت يلقائه خلال خمس من السنوات.. اربعة منها وانا طالب علم والخامسة وانا ازامله واشاركه مع كوكبة من المعلمين ألأخيارقيادة العملية التربويه فى عام اليوبيل الفضى 1970 – 1971 .. رحم الله من سبقه الى دار الخلود والقرار وامد فى ايام من لا يزال ينتظر.. حسبنا جميعا .. نحن من سعدنا بمعرفته ان نعبر عما يخالج انفسنا ويعتمل فى دواخلها وان نقتبس شيئا من ضيائه لنلقى بعض ضوء على صفحة وضاءة من حياته رغم انها راحت وانطوت برحيله ولكنها ستظل باقية فى خلجات نفوس كل من عرفوه طالما ظل بيننا ابناؤه "ضياء" واخوته واخواته تفرد فوقهم وفوق احفاده وكل افراد اسرته زوجته المكلومة جناحها الرفراف رعاية وسترا . .لعل فى تذكارنا لمناقبه التى لا تعد وفاء ليعض دين مستحق له علينا وليعلم الذين لم يعايشوا فترة عطائه وبذله وتفانيه اى طريق ظل يسلكه واى قيم ومثل عليا كانت ديدن مساره فى الحياة. كان زاهدا فى متاع الدنيا صادقا مع نفسه ومع الأخرين طوال حياته العامره يكل ما هو خيّر.. ظل يزرع فى النفوس المحبة فاحبه الناس .. كل الناس وبادلهم حبا بحب ومودة بموده وارسى لأسرته ولكل من سعد بالتعامل معه نموذجا فريدا من خصائص الخير قل ان تجتمع فى فرد واحد من بنى البشر الا فى النادرين من امثاله فى هذا الزمان... نقاء صدر وسريره .. عفة يد ولسان . ابتسامة حازمة مشرقه..وخروجا عن النفس ووهبها للاخرين.. ترك فينا من المحبة له ما يجعلنا على الدوام رافعين اكفنا مع كل افراد اسرته الى العلى الغفارطالبين له الرحمة الواسعه وان يرفع درجاته الى اعلى عليين فى الفردوس الأعلى. "شاويش" محمد .. اسم انطبع فى ذاكرتنا نحن ابناء الرعيل الأول من الدارسين فى الصرح الشامخ .. وجدناهم حميعا.. عاملين وموظفبن ومعلمين.. يحملون رايات التربيه ينيرون طريقنا الى مستقبل نجحنا فى الوصول اليه عبرايمانهم العميق باهمية ما كانوا يقومون به وبفضل تعاونهم وتكاتفهم فى وضوح رؤية وتفتح اذهان وقلوب مؤمنه .. ونظل مع الكثيرين من الناس العارفين افضال من شاركوا فى مسار تربيتهم وتعليمهم اسرى لهم على مر الزمان.. اللهم انا لا نسالك رد القضاء ولكنا نسألك اللطف فيه.. اللهم ارحم "شاويش "محمد بقدر ما قدم واعطى وبذل .. واجعل قبره روضة من رياض الجنه.. واجعل له لسان صدق فى الآخرين ,, اللهم تقبله قبولا حسنا .فانه جاءك يا الله يحمل كتابه بيمينه.. وانا لله وانّا اليك راجعون