العزاء لنا جميعا .. وانّا لله وانّا اليه راجعون رحم الله عاقل فى اعلى عليين بين الشهداء والصديقين لقيته لأول مرة فى اواخر سبعينات القرن العشرين بين مجموعة من رفاقه وزملاء دراسته قى جامعة الخرطوم .. كان من بينهم من سعدت بالوقوف امامهم معلما فى بعض المؤسسات التربويه .. وعبر السنين الى ان فرقت بيننا الأيام من بعد لقاءات متعددة تواصلت فى مجتمعات الخرطوم وفى دواوين الدوله الى ان توثقت صلتنا فى سفارة السودان فى واشنطن كانت على الدوام كلمة "استاذى" تسبق اسمى فى كل لقاء لى معه .. كان هذا دأبه ... أدب جم وخلق رفيع .فقد اجتمعت فى شخصه من الصفات والشمايل ما قل ان تجتمع فى فرد من البشر.. رحمة الله عليك ياعاقل ما لاح بدر او نادى مناد بالأذان جاء يوم شكره وتذكار محاسنه ومناقبه التى لا تحصى ولا تعد.. ينطبق عليه قول ابى تمام: اقدام عمرو فى سماحة حاتم فى حلم احنف فى ذكاء اياس عرفناه اشجع من نطق وتحدث فى ثقة بالنفس طالما هو مؤمن بما يقول فهو واضح البيان غير هياب ولا وجل كرمه الفياض حديث مجتمع واشنطن تشد من ازره زوجته الفضلى وهما يلقيان ضيوف دارهما العامره على اختلاف اعراقهم واجناسهم.. عرفناه عف اليد واللسان مترفع عن الدنايا وسفاسف ألأمور ولغو الحديث.. حاد الذكاء فى ذخيرة من الخبرات فى دروب ودهاليز ألأقتصاد فلا غرو ان سعت اليه العديد من المؤسسات ألأقتصاديه فى واشنطن حالما آثر البقاء بيننا بعد اغلاق مكتب الملحق ألأقتصادى و "انقاذ السودان منه ومن امثاله؟؟ " ترهب فى صوامع كل عمل جاد يبقى فى الأرض وينفع الناس وامعن فى تواضعه الجم محلقا صقرا فى كل محفل واجتماع يقدم الرأى الصائب والتحليل المقنع الصحيح.. فقد اهل السودان فيه كبير وعظيم يقينى ان الخرطوم خرجت عن بكرة ابيها خلف نعش ابنها البار تودع جسده الطاهر الى مثواه الأخير وستظل داره التى عمرت به وبأسرته تفيض بحورا بالدمع الهتون بعدما كان فقيدنا العزيز الراحل فيضا من ضيائها ابا رحيما للصغار واخا كريما للكبار مفردا جناحه الرفراف فوق الجميع رعاية وسترا رحم الله عاقل الذى مضى الى رحاب ربه يجنى الخلد والأجر واضحى صورة و صدى ذكرى .. فوا حرى من ا لذكرى