! لن أخوض في تفصيل ما دعوت إليه في الانجرار إلى الفلسفة والإثبات العقلي الحسي واعتماد أسلوب الدروشة الصوفية والتلاعب بالألفاظ والخلط الذي ما أنزل الله به من سلطان، فلقد انتهى زمن الوساطة الدينية وتقديس رموز الدين أكثر من الدين نفسه، فالمعرفة اليوم متاحة للجميع، والشعب الليبي وإن لم يصل إلى سن الرشد فقد بلغ من العمر عتيا. أيها السيد "شلقم" كونك سياسي بارع كنت تعلم علم اليقين وفقا لنظرية الديمنو بأن نظام القذافي كان في ساعاته الأخيرة بكل المعايير والمقاييس، سيما وقد كان العالم الغربي ينتظر فرصة التخلص من هذا المسخ السياسي المريض بجنون العظمة ونرجسية الجاهل. كل العالم كان مستعد لتقديم المزيد للتخلص من هذه العنجهية التي صنعها الغرور وأموال البترول، وبهذا فكل البارعين في علوم السياسة كانوا يدركون بأنه نظام منهار لا محال؛ الأمر الذي جعل الكثيرين ممن يستبقون الأحداث يفكرون في القفز بعد أن أدركوا أن الساطور الأميركي سيخرق السفينة ويغرقها بمن فيها. مع هذا تجاوزا قلنا لكم شكر الله سعيكم على كلماتكم في الأممالمتحدة، وأننا مجبرين ردا للجميل علينا أن ننسى أو نتناسى الأربعون خريفا التي كنت فيها الملهم والموجهة للسياسة، والساعي بكل قوة لإطالة عمر النظام متمنيا أن يكون أطول من عمرك، وناصحا إياه بمنع المال عن العامة من البسطاء كي لا يبالغوا في توفير ضروريات الحياة، وجعلهم كقطعان الماشية يسيرون بحسب رغبة وهوى الراعي. أن تأتي اليوم خلسة وبمساعدة البعض لتحدث خرق في سفينة الوطن فنحن أبدا لن نرضى بأن نظلم مرتين، وسنقول لك قف مكانك تماما كما قلناها لسيدك النافق، فخطابك السياسي المتدين لم أرى فيه اختلافا لخطاب فرعون العصر عندما قرر نيابة عن الشعب الليبي تحويله إلى الفاطمية والتشيع بغية تسخير الدين لخدمة أجندة السياسة كما جرت عادة الطغاة على مر العصور.
أنت ومن يسير بمشورتك بأسلوب رخيص مفضوح تحاولوا جعل الليبيين على إسلام بديل يرضي رغبات الغرب ونهجهم إلا أن قضيتكم لن يكتب لها النجاح؛ لأن الليبيين صاروا محترفين بفعل الظروف في السياسة، وصار الجميع يعرف مجرياتها وقواعدها، وأنتم بأفعالكم هذه ستشوشون على مصالح الأسياد باستخدام بدائل لن يقبلها الشعب الليبي الذي صار مدركا واعيا بعد أن كان مغيبا في الماضي. أيها الشلقم لقد بلغت من العمر عتيا, وساهمت في خراب البلد أربعون خريفا، نسئلك أن تذهب بعيدا بأفكارك المتردية، وأن تترك الشعب يقرر كيف يعبد الله علي نهج المصطفي صلي الله عليه وسلم، إنه لمن الاستخفاف والاستغفال الذي صفق له السفهاء أمامك والمتسلقين أن يختار شلقم مذهبا لليبيين يحدد لهم طريقة عبادة الله، وبكل الميكافيلية تريد خلق ذراع ديني وفكري لحزب التحالف وخلق فتنة مذهبية بين أبناء الشعب الليبي. نحن نعيش بكل سلام معا برغم بعض الاختلاف بين سلفي ومالكي وإباضي تجمعنا ذات الصفوف في الصلاة حين نسمع الأذان ، على كل الليبيين إدراك حجم خطر هذه الدعوة الخبيثة التي هي أشد عليهم من خطر الماضي لو لقت لها آذان صاغية. إلي حد الان عجزت الفتنة على إشعال حروب مستمرة بين القبائل لان اصحاب الخير والصلاح في الموعد باستمرار وليسوا في فنادق روما ، لكن ما يدعو له هذا الشلقم هو دعوة إلى إدخال ليبيا في محرقة الطائفية التي ستكون أولى الخطوات للتجربة العراقية او الصومالية او الافغانية التي لم تهدأ منذ أكثر من عشرة سنوات. جميعنا نعلم أن سر استمرار الحرب في هذه الدول ليس السياسة وليس قلة الإمكانات والموارد ولا بسبب القبيلة، بل بسبب الاختباء وراء جلباب المتدينين لأغراض السياسة وحكم الشعوب. بلغة العاقل هو تقليد للأحزاب الدينية ومحاولة إعادة الترتيب لسياسة التحالف وتبني خطاب ديني يدغدغ عواطف الناس، بكل التفاصيل هو تقليد أعمى للأحزاب الدينية، وقبل أن أحذر شلقم ومن معه من هذا الخطأ التاريخي أرىد أن أحذر الشعب الليبي ميلاد طوئف علي يد الفكر الشلقمي لن يكون همها الا الاقتيتال السعي للحكم بشرعية الدين. اخيرا، كلنا يعلم وليس اتهاما أن الأحزاب قد عملت لمصالحها حتى إن تعارضت هذه المصالح مع الوطن، كلنا لمس وشاهد وأحس أن الكثير من القيادات الحزبية تبحث عن ذواتها ومجد أحزابها قبل البحث عن مجد للوطن، أكيد يا شلقم وصلت إليك حديثا فكرة أن الدين هو أفيون الشعوب، وستحاول أن تعيد ترتيب الأوراق بخبرة طويلة لكني أحذرك بعدم خلط الأفيون مع الميثانول. مفتاح اعبيد.