إعلان صادم جداً نشرته صحيفة الإنتباهة في عددها ليوم الخميس الماضي 21 مارس، الإعلان الذي يروِّج لوظائف ضيافة وفنادق وسكرتاريا واستقبال في دولة الكويت كان حصرياً للجنس اللطيف كما جاء بالخط العريض بين قوسين اعلي الإعلان واشترط علي المتقدمات أن تتراوح أعمارهن بين واحد وعشرين وخمسة وثلاثين سنة وإرفاق صورة كاملة للمتقدمة من الرأس للقدم مع بيان الطول والوزن واشترط الإعلان كذلك جمال الشكل والبشرة غير الداكنة. بالله عليكم أي إعلان قبيح ووقح مثل هذا رأيتموه ينتهك كرامة الناس والقيم والموروثات ثم ما هي علاقة هذه الشروط الغريبة بالوظائف المطروحة؟! شروط لم يطلبها حتي هارون الرشيد المفتري عليه في عصور الحرملك وحريم السلطان.. ومنذ متي كان الشكل وبياض البشرة من مؤهلات القبول للوظيفة؟؟!! عهدنا بالوظائف التأهيل العلمي والشهادات الاكاديمية وليس الجهر بالمواصفات الحسية علي رؤوس الأشهاد. ولا أدري كيف سمحت هيئة تحرير الإنتباهة بنشر الإعلان إلا إذا كانت هنالك هشاشة في معايير النشر الداخلية للإعلانات بالصحيفة الأمر الذي يقتضي التشديد علي رقابة الإعلان ليس فقط داخل الصحيفة وإنما محددات مهنية للنشر حتي لا تكون الصحافة عموماً ادوات للترويج غير المدروس علي النحو الذي نراه في إعلانات الأعشاب والمستحضرات الطبية التي تذخر بها صفحات بعض الصحف التي تري في الإعلان كيفما كان مورد مالي لا أكثر ولا أقل. غير أنّ الوزر الأكبر لا يقع علي الإنتباهة باعتبارها النافذة التي أطلّ عبرها الإعلان لقطاع واسع من القراء والقارئات باعتبار المكانة التي تشغلها الإنتباهة في سوق الصحافة وبين الناس. أقول الوزر الأكبر تتحمله وزارة تنمية الموارد البشرية وإدارة الإستخدام الخارجي التي وضح أنها لا تضع معايير قيمية لمنح تراخيص وكالات الإستخدام وشروط التوظيف، الشاهد أنّ الإعلان المنشور يحمل نمرة ترخيص وتحت ترويسة رسمية وإدارة عامة لوزارة معنية بالموارد البشرية سمحت بالنشر دون مراجعة الوكالة في شروط التوظيف علي النحو الذي يحمل في طياته كثير من المحاذير. ربما نحن بحاجة لوضع مزيد من ضوابط الإستخدام الخارجي فيما يتعلق بشروط الإختيار حتي لا نكون فريسة لإهدار موروثاتنا الدينية والقيمية. وربما هو من نافلة القول كذلك محاسبة الذين سمحوا بتمرير مثل هذه الشروط التي فيها إهدار لكرامة المرأة في الجهات المعنية باصدار التراخيص الرسمية ومراجعة معايير الوكالات العاملة في استقدام السودانيين للخارج وقبل ذلك إلغاء هذه الوظائف فوراً.