* لا زلت اتذكر طلته الواثقة، ومظهره الأنيق الذي يحرص عليه حتى وهو جالس وحيداً في غرفته. كانت تجربته الشعرية ناضجة منذ أيامها الأولى، بدليل الأعداد الغفيرة التي كانت تحضر أمسياته على مسرح جامعة الملك سعود بالرياض، فذلك المسرح رغم اتساعه كان يضيق بالحضور الضخم الذي يحرص على الاستماع لقصائده. إنه الشاعر والدبلوماسي خالد فتح الرحمن عمر. * كان عدد الطلاب السودانيون الذين درسوا في جامعات المملكة كبيراً في فترة الثمانينات والتسعينيات خاصة في جامعة الملك سعود بالرياض، وكان أولئك الطلاب يمثلون شكلاً من أشكال التواصل الثقافي بين السودان والمملكة.. ومن بين الذين درسوا في تلك الجامعة الشاعر الأديب الدكتور خالد فتح الرحمن عمر الذي درس العلوم السياسية ثم عاد للسودان ليلتحق بوزارة الخارجية. الدكتور خالد ومنذ أن كان طالباً بجامعة الملك سعود لعب دوراً مؤثراً فيما يتعلق بتعزيز التواصل الثقافي مع الإخوة السعوديين من خلال أشعاره وقصائده، فقد كان شاعر الجامعة الأول بلا منازع ولسنوات متعددة حيث تربع على قائمة الشعراء في ختام المواسم الثقافية بالجامعة. كان الدكتور خالد دبلوماسياً وهو بعد طالباً من خلال قصائده وعلاقاته النوعية مع الأشقاء في المملكة. * واليوم يحل الدكتور خالد للمرة الثانية في الرياض لكنه هذه المرة دبلوماسياً رسمياً كوزير مفوض بسفارة جمهورية السودان بالمملكة العربية السعودية. ولا شك عندي أنه سيضيف بصمة في تعزيز الجانب الثقافي مع الشقيقة السعودية وتعميق التعاون والتبادل الثقافي بين البلدين لا سيما أن الثقافة أضحت الآن الباب الأقرب لبناء الروابط الانسانية وجسراً للتعاون بين الشعوب. وقد سبق له القيام بمجهودات معلومة في محطات كثيرة عبر مسيرته العملية سواء الإعلامية أو من خلال وزارة الخارجية وبشكل خاص دوره في عودة الأديب الراحل الطيب صالح لأرض الوطن بعد سنوات طويلة من الغياب. * بعض خريجي جامعة الملك سعود المقيمين بالمملكة احتفلوا مساء الخميس الماضي بالدكتور خالد فتح الرحمن في أجواء حميمة، قدموا من أماكن مختلفة للاحتفاء بزميلهم وهو يعود للرياض للمرة الثانية، هذه المدينة التي أحبها وكتب فيها أجمل القصائد، يعود اليها وهو يحمل رؤية ناضجة ومشاهد تشكلت من جغرافيا الأمكنة التي زارها وحفظ ذاكرتها، وهذه الخبرات الذهنية والبصرية سوف تسقط وعيها وادراكها للمنجز المأمول من سعادة الوزير المفوض وهو يتسنم مهامه الجديدة. كل الدعوات والأمنيات بالتوفيق للدكتور خالد فتح الرحمن في مهمته كوزير مفوض بالسفارة.
