مفهوم الدولة الاسلامية والدولة العلمانية والدولة المدنية ؟ تتوزع الحركات الإسلامية التي تسعى الى السلطة والحكم ما بين "إصلاحي" و"سلفي" و"جهادي" وغير ذلك على أساس درجة تسامحها إزاء درجة انفتاحهم على الشراكة في العمل السياسي وحقوق الإنسان وتباين مفهوم الدولة... خلق مفهوم "الدولة الإسلامية" إشكالية بينه وبين مفهوم الدولة الحديثة(العلمانية اوالمدنية ) ولذلك لابد علينا ان نفهم أمرين مهمين : 1.مفهوم الأمة، 2.وعلاقة الدين بالدولة والدولة بالدين. ... 1. مفهوم الأمة ؟ لدى الإسلاميين هو "الأمة الإسلامية"، أي جميع المسلمين في العالم، وبالتأكيد فإن هذا المفهوم السياسي يختلف جذرياً مع مفهوم "الأمة" في الدولة الحديثة، فالاسلامويين يسعون الى دولة (الخلافة)، في مشروع الاستهبال السياسى "الوحدة الإسلامية" 2. الدولة العلمانية؟ تعريف العلمانية والدولة العلمانية ليس عليه اتفاق فهناك تعريفات كثيرة ؟ والعلمانيون هم الرجال المدنيون في تعريف الكنسية في مقابل رجال الدين من القساوسة والرهبان ... الخ ) فلهذا عُرفت الدولة العلمانية على أنها النموذج المقابل للدولة الدينية بالمفهوم الكنسي الذي ساد في العصور الوسطى واستعمل البعض كلمة العلمانية على أنها فصل الدين عن الدولة أو فصل الكنيسة عن الدولة ، والبعض يرى العلمانية على أنها النموذج المضاد للدين والتدين ، كما عرفها البعض على أنها الموقف المحايد من الدين وهنالك نمازج مختلفة للدولة العلمانية في الغرب المسيحي فلا يمكن أن نقول أن الدولة العلمانية في فرنسا مثلها مثل الدولة العلمانية في ألمانيا ولا كذلك مثل المملكة المتحدة أو الولاياتالمتحدةالأمريكية ، وهكذا فكل هذه الدول تسمى علمانية ومع هذا تعدد نموذج الدول وأختلف من مكان إلى أخر والجدل حول كلمة علمانية أو الدولة العلمانية لم يحسم إلى تعريف واحد ومحدد ، والدول العربية والإسلامية التي حاولت أن تطبق العلمانية " كتركيا " مثلا اصطدمت دائما مع القيم الإسلامية المتجذرة في الشعب وتعيش الدولة حالة من الاستهبال السياسى كما نسمع اليوم من بعض مثقفاتيات السياسة عندما تناقشهم فى امر الدولة العلمانية يقولون (نقصد فصل الشئون السياسية عن الشئون الدينية ) وهذا في وجهة نظرى خروج عن المبدأ وهروب عن الحقيقة فمن خرج عن المبدأ ليس بجدير ان يقود الشعب ، 3. الدولة المدنية؟ فالنموذج الأنسب في التعبير عن الدولة غير الدينية هو " الدولة المدنية " ، فهي الدولة التي يحكم فيها أهل الاختصاص في الحكم والإدارة والسياسية والاقتصاد ... الخ وليس علماء الدين بالتعبير الإسلامي أو " رجال الدين " بالتعبير المسيحي ، وكذلك هي الدولة القائمة على القائمة على التعددية في الثقافات والاديان ؟ واخيرا نشير الى ان هتالك نموذج للدولة الدينية غير معروف في العالم الحديث اليوم هو نموزج إيران " حيث علماء الدين يتحكمون أو الملالي وحيث السلطة المهيمنة للمرشد الأعلى أو ما يسمى ب " ولاية الفقيه " وهو كما قلنا نموذج غير مسبوق في التاريخ الإسلامي منذ ظهور الإسلام حتى يوم الناس هذا . ويبدو أن نظام الانقاذ اذا ماقدر له ان يفوز في انتخابات 2015م القادمه فإننا لاشك نشهد قيام دولة ولاية الفقيه وتتم البيعة لآية الله البشير ونشهد حكم الملى على عثمان والملى نافع وأية الله أمين حسن عمر وهذا ما أشار اليه عراف الانقاذ الجديد د. غازى صلاح الدين في تلميح الى ان اهل الانقاذ يعبدون الاشخاص ولايحترمون النظام الاساسى لحزبهم ولا القانون ولا الدستور ؟ ودائما ما أقول علينا أن نتجاوز التسميات إلى المضامين أي أن المضمون للفكرة ونسميها الدولة المدنية سواء كانت هذه الدولة المدنية قديمة كما كان في عابر الزمان أو الدولة المدنية الحديثة المعروفة في زماننا هذا وستظل المعارضة الداخلية عاجزة عن تحريك الجبهة الداخلية وأما المقاومة المسلحة فهى الاخرى فشلت في توحيد الآلية التى من خلالها ان تسقط النظام عسكرياً فالحركة الشعبية قطاع الشمال هى اول الذين خرجوا من تنظيم الجبهة الثورية بقبولهم التفاوض مع النظام وبهذا تأكد بما لايدع مجالاً للشك ان كل التحذيرات والتنبيهات التى أشارات الى ان قضية دارفور هى دوما محل استغلال من قبل اجندات اخرى خفيه ؟ وبقبول الحركة الشعبية شمال التفاوض مع النظام فهذا يؤكد نجاح استراتيجية المؤتمر الوطنى في هزيمة وثيقة الفجر الجديد ؟