عذرا يا سعادة وكيل التعليم أولا نشكرك لأنك الوحيد الذي أظهر ما يدور في الخفاء بشأن الطلبة الدارسين في أمريكا، وقطعت دابر التسويف والوعود التي لن تتحقق، في الوقت الذي نأمل أن تكون ذا صدر رحب في قراءة المقال. كنا نعتقد أن ليبيا الحرة سوف تتبع أسلوب الإدارة المتقدمة والمناهج المتحضرة لإدارة المشاكل والأزمات، إلا أن ردودكم كانت للأسف أقرب للسياسة والاجتماعية منها للأكاديمية، كان عليك يا سيادة الوكيل أن تعتمد على المنهجية في التقديم، وأن تطلع على تقرير لجنة التعليم بالمؤتمر الوطني العام، إن لم يكن تقرير فاشل في نظرك، لماذا لم تكلف نفسك عناء إرسال لجان متخصصة أو وكلاء وزارات ليقوموا بتقديم تقارير علمية مدروسة. سيدي الفاضل إن الاعتماد على التقارير الاستخباراتية والقولية والسمعية وإصدار القرارات على أساسها لن ينتج عنه إلا أفكار مشوشة لا تخدم القضية الوطنية، الارتجالية في التحليل وحل المشاكل الإدارية في قوالب سياسية أو اجتماعية هو نفس منهجية المنظومة السابقة، وهي تذكر بالأيام التي كانت تقرر فيها ميزانية ليبيا على السبورة أمام الجميع، إن كنت جاد في تعاملك مع القضية فليكن حكمك علمي ومنهجي.ونحن نرى أنه ولكي تكون النتائج مضمونة نعتقد بإتباع ما يلي:إرسال لجنة من الخبرات الليبية وغير الليبية للاطلاع على الأوضاع الحقيقية للطلاب والجامعات ومستوياتها على المدة المحتاجة للتخرج، كذلك يمكن الاعتماد على الشبكة العنكبوتية الدولية للحصول على بيانات دقيقة وواضحة ، هناك أشياء قد لا تكون في الحسبان، فمثلا عندما يكون مستوى الجامعة العالمي في التصنيف من أفضل 500 جامعة في العالم أعلم أن نظامها مختلف من حيث الدراسة والمنهج والامتحانات وشروط التخرج من نشر ورقات علمية في مجالات علمية محددة، والمشاركة في المؤتمرات...إلخ، الشيء الآخر هو أنه لكل حالة خصوصيتها، فمثلا طالب حين يدرس الماجستير في جامعة معينة ثم يكمل دراسته في نفس الجامعة يجعل الأمر مختلفا وسوف يوفر الكثير من الجهد والعكس. فكما تعلم أن معظم الطلاب يدرسون في جامعات يشار إليها بالبنان؛ ذلك يعني أنها تتبع نظام صارم في دراستها ولا مكان للمتعثرين بها،هناك مشاكل أخرى خارجة عن إرادة الطالب حيث توجد مواد إلزامية تخضع لتسلسل زمني معين، وهي مقسمة إلى مدخل ثم متوسط فمتقدم، والجامعات وفق رؤيتها تقوم بتوزيع هذ المواد حسب خططها الخاصة مما يجبر الطالب لفترة اطول، الأمر المهم الآخر هو أن التقديم في الجامعات الأمريكية يكون عادة قبل عام دراسي كامل، مثلا كم سيخسر الطالب الذي ينهي سنة اللغة في شهر يناير مثلا؟ ومن ناحية اخرى هناك جامعات تشترط أخذ مواد دراسية ثم امتحان شامل ثم الرسالة، بربك قل لي كيف الطريق إلى ذلك، وهل هذا كله سيكون ممكنا خلال أربع سنوات؟ نحن لا ننكر وجود بعض الجامعات التي يمكن التخرج منها خلال هذه الفترة، نحن نطلب منكم أن تتم مقارنتنا بالطلبة الصينيين والأمريكان والعرب ثم يؤخذ المعدل العام، فلو وجدتم أن الطلبة الليبيين أقل من المعدل عليكم بكل شجاعة إلغاء هذا المشروع الفاشل، وإن كان هذا غير ممكن عليك مراجعة ما قلت،أليس من العجيب أن يتخرج طالب من جامعات ترتيبها لم يدرج ضمن قائمة العشرة آلاف وبحسب قولك نظام تعليمي فشل، ثم لاحقا تجده يدرس في جامعات ترتيبها ضمن ال 500 الأولى على مستوى العالم، إن كنت تبحث عن مصلحة الوطن يجب أن تعتمد على تقارير منهجية وفق تحاليل إحصائية لا مجاملة فيها.أخيرا إن كانت لديكم مشاكل مع المكتب الكندي وترغبون في إزاحته فلا تجعلوا من الطالب الليبي مثابة قميص عثمان ولا تصوروا للناس ان حل مشكلة طلبة امريكا سيكون كارثة علي التعليم العالي داخل ليبيا. وعاشت ليبيا بلادنا حرة.