بقلم عادل السمعلي كشفت أحداث الفوضى والسرقة والنهب التي عرفتها أخيرا مدينة بنزرتالتونسية على عمق أزمة الرياضة التونسية ومدى تداخل كل ما سياسي مع كل ما هو رياضي وكانت هذه الاحداث المؤسفة جرت على خلفية قرار رياضي يقضي بمرور فريقين لكرة القدم الى المربع الذهبي للدوري التونسي على حساب فريق ثالث وهو الفريق البنزرتي الذي تحصل على نفس المرتبة الاولى بالتساوي مع الفريقين اللذان مرا وفق هذا القرار للمراهنة على لقب الدوري التونسي لكرة القدم في حين تم إقصاء فريق بنزرت وفق إجتهادات قانونية رياضية لقد كان متوقعا أن تصير مثل هذه الاحداث الفوضوية من جماهير الكرة بمدينة بنزرت لسببين رئيسيين أولهما أنه في خضم الحديث والمطالبة بعد الثورة التونسية بفتح بملف المحاسبة في ميدان الاعلام والقضاء وسرقة المال العام إلا أنه لا صوت إرتفع للمطالبة بالمحاسبة في مجال الرياضة وخاصة رياضة كرة القدم وأن ذلك من مؤشرات أن الفساد في الرياضة بلغ درجة ومدى جعل فيه الجميع يصمتون ولا يحركون ساكنا إذ لا مصلحة لأصحاب الشأن في فتح مثل هذا الملف كل المواكبين للرياضة التونسية يعلمون جيدا أنه خلال عقدين من الزمن من حكم بن علي رفعت بطولات للدوري وألقاب رياضية محلية بطريقة مريبة وتمت المتاجرة بالمقابلات لنيل البطولات أو لتفادي النزول للدرجات السفلى ولعب النفوذ السياسي والمال الفاسد دوره في تحويل التتويجات من فريق لآخر فلو فتح ملف المساءلة والمحاسبة في كرة القدم التونسية لرأينا العجب وعوضنا صيام رمضان برجب ولسحبت ألقاب وبطولات كروية من فرق تعودت على الاستيلاء على الالقاب من مرحلة الذهاب للدوري التونسي وذلك حتى تتفرغ للمنافسة على الالقاب الافريقية والقارية ويكفي هنا أن نشير إلى أكبر مهزلة كروية في تاريخ كرة القدم التونسية حين تم إطفاء الاضواء الكاشفة خلال مباراة كرة قدم ليتمكن فريق منهزم بثلاثة أهداف مقابل صفر من تعديل النتيجة بعد عودة الاضواء وذلك بعد مفاوضات في الظلام وقد توج هذا الفريق في آخر الموسم بلقب الدوري وقد نال نفس هذا الفريق ذو النفوذ المالي والسياسي والذي إرتبط إسمه بصهر للرئيس المخلوع في سنة ماضية كأس فخامة الرئيس لكرة القدم ( هكذا يسمونه ) في مقابلة نهائية تمثل مهزلة كروية وتاريخية بأتم معني الكلمة حين ألغى الحكم الاجنبي ثلاثة أهداف كاملة لا غبار عليها سجلت في مرمى هذا الفريق (المحظوظ ) ليكسب التتويج في نهاية المباراة مما يكشف أن الفساد الرياضي ليس محليا فقط بل دوليا أيضا إن النية كانت واضحة قبل أحداث مدينة بنزرت لإستفزاز الجماهير الرياضية وحملها على الانفلات والعنف وهذا التمشي لا يخص النادي البنزرتي فقط بل يشمل أيضا إستفزاز جماهير فريق النادي الافريقي التونسي وأن الخطة كانت جلية في إشعال فتيل الفتنة الكروية ويجد هذا التأكيد مصدره من بث شهادة زور لأحد لاعبي فريق الكاف على إذاعة محلية يؤكد فيها وهو كاذب أن مسؤولا من فريق النادي الافريقي التونسي إتصل باللاعبين المنافسين قبل المباراة ليعرض عليهم مبالغ مالية خيالية مقابل التراخي والتهاون في المنافسة وقبول الهزيمة بثمانية أهداف مقابل صفر وكان توقيت بث هذا التصريح قبل نصف ساعة فقط من بداية المقابلة مختارا بخبث ومكر عالي التقدير وذلك لمزيد إشعال الفتنة وكب الزيت على النار إن ما حدث في مدينة بنزرت أخيرا من أعمال فوضى وشغب وإندساس عناصر مأجورة للسرقة والنهب والاستيلاء على أموال الفروع البنكية إنما هو عمل منظم ومبرمج وهيأ له إعلاميا وسياسيا ورياضيا منذ مدة لا تقل عن عشرة أيام من وقوعه وهو ما يؤشر لتداخل الجانب السياسي مع الجانب الاعلامي مع الجانب الرياضي لبث مزيد من الفوضى والانفلات في تونس بعد أن عرفت البلاد إستقرارا أمنيا نسبيا منذ عدة شهور ولكن الفلول وأتباع الفلول لن يهنأ لهم بال حتى يجروا تونس للمجهول