د. ابومحمد ابوآمنة مقرسم تراقب وتستقي العبر, ففي ام دوم سالت دماء عندما نهضت الجماهير وهبت في مظاهرة سلمية تطالب باسترداد ارضها التي منحت لاجانب, وقيل انها من اجل الاستثمار. لم تستشر جماهير ام دوم في مصير ارضها, التي توارثتها عن الاباء والاجداد. هذا ما حصل بالضبط في منح جزيرة مقرسم للاجانب, وقيل ايضا انها للاستثمار. هبت جماهير ام دوم تحتج وتستنكر. كذلك كشرت جماهير الكرباب عن انيابها ولوحت بالمقاومة, واوقفت بناء مدينة السياحة رغم وجود حشد عسكري. صعق الرأي العام للاستخدام المفرط للقوة في ام دوم تجاه الاحتجاجات السلمية واستخدام السلاح الناري والغازات المسيلة للدموع والهراوات. صدم كل المواطنين عندما هاجمت قوات النظام العسكرية المدججة بالسلاح سكان مدينة ام دوم وهم داخل المسجد وهم يشرعون في القيام بصلاة الجمعة دون اعطاء اي اعتبار لقدسية المكان. ان اطلاق الرصاص الغير مبرر ادي الي وفاة تلميذ واصابة العشرت بجراح. ان القتل. والاغتيالات والابادة والاغتصابات هي سياسات لازمت الانقاذ منذ انقلابها المشئوم عام 1989, فكان الغدر بضباط القوات المسلحة عام 1999 , حين تمت تصفية 28 من خيرة ابناء شعبنا, ومجزرة العيلفون, بورتسودان, كجبار, وحرب الابادة في دارفور وجبال النوبة والنيل الازرق والعشرات غيرها. لقد ايقنت مقرسم الدرس .. الدماء يجب ان تسيل دفاعا عن الارض. فليتقدم المستثمرون وسيرون. لقد تلاقت تطلعات اهالي مقرسم مع تطلعات الاهل في ام دوم, وعت الجماهير ان مقاومة النظام الفاشل المستبد يجب ان تتواصل حتي يتم الرمي به في مزبلة التاريخ. ان عهد السكوت قد ولي ولن تقبل جماهيرنا الاعتداء علي مواردها ومنحها للاجانب. هذا النظام الذي يتاجر بارض الجدود والاباء يجب لن يزال. وليعلم اثرياء البترول ان شعوب السودان لن تفرط في اراضيها وستقتلعها يوما بدمائها ان طال الزمن او قصر. عليهم ان يعوا درس ام دوم ودرس مقرسم. ومن ام روابة وصل الخبر اليقين, الذي افرح الاهل في ام دوم ومقرسم كما في كل السودان. فقد حققت قوات الفجر الجديد انتصارات باهرة علي مليشيات النظام وكبدتها خسائر فادحة, كما سبق ان دمرت قوافلها بجنوب دار فور. ان قوات الفجر الجديد توجد الآن علي بعد 500 كم من الخرطوم. ان ابناء مقرسم يجب ان يمدوا اياديهم للثوار, يجب ان يبدأوا الحراك ويسددوا الضربات للنظام البائد المتعفن. يجب ان يكون لهم شرف المشاركة في الاطاحة به. ان الانتصارات التي تحققها قوات الفجر الجديد هي انتصار لكافة ابناء شعبنا في الشرق كما في الغرب والشمال والجنوب. فلتخرج المواكب في كل المدن تعضيدا لزحفها, ومشاركة في ازالة النظام . فلتتحد كل قوي شعبنا العظيم وتنظم الصف ليقضوا علي هذا النظام الفاسد والدموي.