بقلم : بدرالدين حسن علي خبران مهمان إحتلا مقدمة أخبار العالم لأهميتهما ، الأول عن الهولندي أرنود فاندور عضو حزب الحرية اليميني الهولندي صاحب فيلم " فتنة " المسيء للإسلام ، و سبق أن كتبت عنه وعن مضمونه الفكري والفني ووصفته بأنه سينما مقاولات ، والثاني عن سلمان رشدي صاحب كتاب " آيات شيطانية " الذي صدرت بحقه فتوى إيرانية بإهدار دمه بسبب ما تضمنه كتابه من إساءات للإسلام . من يتعمق في الخبرين يزداد قناعة بأن الإسلام حاليا بين" المطرقة والسندان " كما يقول المثل العربي الشهير " السندان هو ما يطرق عليه الحداد الحديد والمطرقة معروف معناها " .
لم يدر في خلد عضو حزب الحرية اليميني الهولندي السابق، أرنود فاندور، أن يعتنق الإسلام، ويتوجه بعد ذلك لزيارة الحرمين الشريفين، خصوصا أنه كان ينتمي للحزب الذي أسهم في إنتاج الفيلم المسيء للرسول. وقد رافقت صحيفة "عكاظ" السعودية، فاندور وهو يزور المسجد النبوي الشريف، وعيناه تذرفان الدمع عند الروضة الشريفة، وقبر النبي صلى الله عليه وسلم، وقال فاندور: أنه كان ينتمي لأشد الأحزاب تطرفا وعداء للدين الحنيف، مبينا أنه بعد أن شاهد ردود الأفعال ضد إنتاج فيلم الفتنة، بدأ في البحث عن حقيقة الإسلام، ليجيب عن تساؤلاته حول سر حب المسلمين لدينهم ورسولهم الكريم.
الخبر الثاني عن سلمان رشدي الكاتب البريطاني و الذي يقوم حاليا بزيارة موطنه الأصلي " الهند " بعد سنوات طويلة من الإختفاءعقب الفتوى للترويج لفيلمه السينمائي المأخوذ عن روايته "أطفال منتصف الليل"، ومعروف أن الكاتب عاش حياة صعبة روى تفاصيلها في سيرة ذاتية ويأمل في أن تتحول هي أيضا إلى عمل سينمائي.
بعد ثلاثين عاما على نشر رواية "اطفال منتصف الليل" التي جعلت من الكاتب البريطاني سلمان رشدي ذا شهرة عالمية، يبدي هذا الكاتب أمله في أن يرى اعماله تصور سينمائيا بعد سنوات طويلة امضاها في الظل. . يروي الفيلم قصة فتيين ولدا في منتصف ليل الخامس عشر من اغسطس، أي في يوم استقلال الهند، وهربا من دار حضانة. وهذا الفيلم يصور رواية "اطفال منتصف الليل" للكاتب نشرت في العام 1981، وحازت جائزة بوكر برايز المرموقة، واطلقت سلمان رشدي ككاتب ذي شهرة عالمية. لكن هذه الانطلاقة اعاقتها الفتوى الايرانية التي صدرت بعد سبع سنوات على اثر نشر رواية "آيات شيطانية". ويبدي الكاتب تفاؤله في أن تتحول روايات اخرى له الى اعمال سينمائية، ولاسيما فيلم بعنوان "جوزيف انتون" من شأنه أن يجذب شركات الانتاج البريطانية. والمعروف أن رشدي كتب سلسلة حلقات تلفزيونية لشبكة "شوتايم" الاميركية، وهو يتمنى ان يرى كتبه للاطفال في السينما مثل "هارون وقصص البحر". وسواء تحققت هذه الاماني ام لم تتحقق، يبقى تحويل رواية "آيات شيطانية" الى فيلم أمرا صعب المنال ,وهو ما أشارت إليه الكثير من التقارير يبقى الآن سؤال : لماذا الإسلام بين المطرقة والسندان ؟ أقول هذا فقط لكي أوجه الإهتمام بالسينما كفن قادر على توصيل الفكرة ومناقشتها بهدوء دون تعصب ، فنحن في عصر حرية الرأي والرأي الآخر ، إذن لماذا لا يتبنى الإسلام فن السينما ؟ لقد أنتجت السينما الكثير من الأفلام السينمائية الإسلامية مثلا : الرسالة ، إنتصار الإسلام ، بلال مؤذن الرسول ، فجر الإسلام وغيرها ، السينما المعافاة الهادفة هي الرد ؟لماذا نحارب السينما ونتهم السينمائيين بالفجور ؟ لماذا نهدم قاعات السينما ؟ وأسئلة أخرى كثيرة دون إجابة !!!