سلام يا .. وطن كل يوم يمر فى هذا البلد المكلوم يؤكد ان سياسات وزارة الصحة بكلمة الحق التى ارادوا بها باطل والتى تلفعت بثياب نقل الخدمة الى الاطراف على حساب تجفيف المركز ، والتى انتجت تهديم مستشفى الخرطوم وتجفيفه .. وإزالة حوادث النساء والتوليد وحوادث اطفال مستشفى جعفر بن عوف ، والمشرحة والبقية على الطريق..وعقب إغلاق حوادث جعفر بن عوف ونقلها ( للأطراف ) نعينا على هذه الزاوية الطفلة مناسك اوهاج ذات الستة اعوام .. ولم ترمش لوزارة الصحة عين .. واعقبتها الطفلة مهداة ..ولم ترمش لوزارة الصحة عين .. اما ماحدث للشاب المرحوم ياسر ابراهيم ..والذى لخص احداث حالته الدكتور صبرى فخرى ، وحدد ان المريض يحتاج الى عملية لايمكن اجراؤها بمستشفى البان جديد لعدم وجود عناية مكثفة ، مما ادى الى رفض اخصائى التخدير تخديره لأن اجراء التخدير يحتاج الى عناية مكثفة ، واستدعت حالة المريض الى تدخل جراحي عاجل واكد د.صبري انه قام بكتابة تقرير بالحاجة الماسة الى نقل المريض الى احدى المستشفيات الكبيرة ، وفعلاً تم تحويله الى مستشفى بحرى الذى رفض استقباله بناءً على رغبة اخصائي الجراحة وإنفاذاً لبروتوكول الصحة الذى ينص على عدم استقبال اية حالة محولة دون موافقة الاطباء .. واعيد المريض الى مستشفى البان جديد ليسلم الروح الى بارئها .. ليخط برحيله كلمة الإدانة لهذا البروتوكول الذى لا يحترم حق المريض فى العلاج .. والذى يجعل ارواح السودانيين رهينة مزاج الطبيب المحولة اليه حالة بين الحياة والموت وماعليك الا ان تقبل بهذا الوضع المجافي لكل الأعراف وكل القيم وكل الاديان .. ولأن ياسراً عليه الرحمة لايستطيع الذهاب الى مستشفيات الخمسة نجوم .. ولأنه من عامة هذا الشعب الذى جوّعه شبع الساسة .. ولأن دكتور صبري فخرى الطبيب الإنسان فعل معه كلما تتيحه له امكاناته ..من جراحة ومن تحويل ..ومن تقرير ..إلا ان البروتوكول العجيب كان ارفع من انسانية الإنسان .. فذهب الشاب ياسر مبكياً عليه ومبغياً عليه ..ليخلِّف لوعة فى قلب امه وحسرة فى جوف ابيه ، وليصفعنا برحيله صفعة قوية عساها تفيقنا من صمتنا المريب تجاه مايجرى فى قطاع الصحة وليتم فضح الأكذوبة الكبرى التى يروج لها تحت لافتة نقل الخدمة للأطراف ، وهاهي البان جديد اقرب الأطراف الى المركز ولاتوجد بها غرفة عناية مكثفة ؟ فمابالكم بالأطراف فى جبيل الطينة؟! وحتى البروتوكول الذى قتل ياسر ابراهيم فكم ياسر فقدناهم دون ان نسمع بهم ؟! ثم اليس امراً ذو بال ان يتم التسويق لفكرة نقل الخدمة الى الأطراف ثم يتم التعذيب الممنهج على مواطنينا بهكذا بروتوكول؟! الا يتطابق هذا وجريمة القتل العمد؟! نحن ندعو المنظمات المدنية وجماعات حقوق الانسان والحقوقيون لمناهضة هذا البروتوكول ورفع الدعاوى ضده وضد هذا الوزير الذى يجلس على كرسي لم نحصل من جلوسه عليه الا فقدان انفس سودانية احوج مانكون اليها.. والأخطر من كل ذلك هذه مستشفياتنا العريقة ترفض استقبال الحالات الحرجة وبالقانون يُحمى هذا الرفض .. فلكم ان تتخيلوا اذ لاقدر الله واصابتنا كوارث اوزلازل فماذا يكون مصير الضحايا فى الاطراف او فى المركز؟! ينبغي ان نطرح هذه الأسئلة على انفسنا لأن حكومتنا غير معنية الا بتجفيف المستشفيات وتهديمها وتحويلها الى مواقف سيارات .. ورحم الله شهيد الأطراف .. ياسر ..وقول اتنين يابروف/مامون حميدة وسلام يااااااوطن سلام يا.. نتقدم من هذه الزاوية باحر ايات التعازي للدكتور/حافظ محمدعلى حميدة ولبروف مامون حميدة وكافة اسرتهم فى وفاة ابنهم المهندس/محمد على حافظ سائلين المولى جلّ وعلا ان يتقبله قبولا حسنا ويلهم اله الصبر وحسن العزاء و(يايتها النفس المطمئنة إرجعي الى ربك راضية مرضية وادخلي فى عبادى وادخلي جنتى)صدق الله العظيم