سلام يا.. وطن.. حيدر أحمد خير الله.. الطفلة مناسك أوهاج التي ذهبت إلى القبر مبكياً عليها ومبغياً عليها بقرار إغلاق حوادث مستشفى جعفر بن عوف.. فروحها الملأى بالبراءة تنادي كل ضمير حي ومتقد.. وكل حادب على طفولتنا.. ونفترض أن منهم بروف مأمون حميدة لكونه أب ولأنه طبيب فإن لافتة إغلاق المستشفى بحجة الصيانة فهو قولٌ مردود.. وأكبر مسوغ لإرتداده هو استشهاد الطفلة مناسك.. أول شهيدة لفكرة نقل الخدمة الصحية للأطراف.. وغرابة الفكرة تكمن في أنك وأنت تغذي الأطراف هل بالضرورة أن تغتال المركز؟ أم أن الأصح هو تقوية المركز وتقوية الأطراف معاً. سيدي الرئيس أن قرار إغلاق المستشفى يحتاج قراركم الذي يسوق الطمأنينة لقلوب آباء السودان حتى لا يشعروا بغصة أوهاج.. وتحتاجه أمهات السودان حتى لا يفقدن فلذات أكبادهن مثلما فقدت أم مناسك فلذة كبدها.. ويحتاجه أطفالنا الذين يحرمهم القرار من المستشفى الوحيد الذي أسميته أنت شخصياً مستشفى جعفر بن عوف التخصصي للأطفال.. وتحتاجه مناسك في قبرها.. فإن حَرَمَتها القرارات الحزينة والأخطاء الطبية نعمة الحياة فليكن قرارك نعمة لها في دار البقاء.. وما يجعل لخطابنا هذا إليك طعماً خاصاً أنه حديث موجوع لأن الأوجاع جميعاً قد نهضمها لكنها عندما تصل للأطفال فإن عسر الهضم ينضاف لمرارة القرار المؤلم بالإغلاق واللجنة التي كونت برئاسة بروف عيسى عثمان أفادت بأن المستشفيات الثلاث.. الأكاديمي وبشائر وابراهيم مالك غير مؤهلة لإستقبال حوادث الأطفال.. فأجل الوزير قراره شهراً آخر ريثما يتم النقل التدريجي وخطورة هذا التراجع في شكلها فضيلة لكن إذا دخلنا للمضمون فهي كارثة الكوارث.. إذ من المؤسف أن يوقع وزير صحة.. وإختصاصي باطنية وصاحب مستشفيات وجامعات وغيره.. يوقع قراراً بهذه الخطورة ثم يكتشف فجأة أن الأطراف التي يريد أن ينقل إليها المستشفى الأوحد غير مؤهلة فيؤجل القرار شهراً؟! ولا ندري ماذا سيكون إن مضى الشهر ولم تكتمل الأطراف؟! هل سيقطِّع الأطراف أم سينقلها ويجعل أطفالنا عرضة للمصير الذي آلت إليه مناسك أوهاج.. وحتى كتابة هذه السطور لم تسمع بأن الوالي قد إتخذ قراراً تجاه الوزير الذي يصدر قراراته ثم يتراجع عنها مما يدل على أن العشوائية في إتخاذ القرار هي سيدة الموقف.. ولم نسمع من المجلس التشريعي أنه إستدعى وزير الصحة لمساءلته عن القرار الذي دفعت مناسك أوهاج روحها جراءه.. والأعجب هو قرار أن تستقبل المستشفى الحالات الطارئة المحولة لمدة 8 ساعات.. فإذا جاءت حالة (طفلة) في الدقيقة الأولى بعد الساعات الثمانية فماذا سيحدث؟! ألا ترى أن الحالات الطارئة بعد الساعات الثمانية ستلقى نفس مصير مناسك؟ ثم إن التحويل لابد أن يتم بواسطة أخصائي فهل كل المستشفيات مغطاة بأخصائيين ليحولوا للمستشفى؟! ومعلوم أن معظم المراكز بالخرطوم لا يغطيها إختصاصيوا أطفال إنما كوادر دون ذلك.. فهل ستقبل المستشفى غير المحولين بأخصائيين أم ستتركهم فريسة الدفع للعيادات الخاصة؟! أو إلى القبر؟! سيدي الرئيس.. الآن تجاوز السيل الزبى.. ونخاطبك آملين أن تكون معنا من الموقنين أن أطفالنا هم عماد المستقبل ومن حقهم علينا أن يجدوا بيئة صحية تلحقهم بالعالم من حولهم لكن ما يجري الآن هو المؤامرة.. وسلام يا.. وطن