اخيرا، وفي صبيحة هذا اليوم الاثنين الموافق 6، مايو 2013، افرجت السلطات المصرية عن اللاجئ السوداني مرتضي محمد الذي تم اعتقالة من قبل الشرطة المصرية بأيعاز من المفوضية السامية لشئون اللاجئين بمصر، وذلك في محاولة لانهاء اعتصامه امام مكتب المفوضية، وقد كان اللاجئ مرتضي محمد قد دخل في اعتصام مفتوح امام مكتب المفوضية منذ يوم 26، مارس ، 2013. وقد كان اعتصام اللاجئ قد جاء في اعقاب المعاملة اللانسانية من قبل مالكة الشقة التي كان يقطنها في منطقة عين شمس ، وقد بدات معاناته عندما طلبت منه صاحبة الشقة اخلاء الشقة وذلك لانها وجدت عرضا مغريا من السورين، في تمييز عنصري بغيض وواضح، علي الرغم من ان المدة الايجارية لم تنتهي بعد علما بانه يقطن في الشقة منذ فترة طويلة، علي الرغم من ان عقد الايجار ساري المفعول ولم ينتهي بعد. وقد طلبت صاحبة الشقة من اللاجئ مرتضي اخلاء الشقة علي الفور، علي الرغم من انه طلب منها ان تمهله حتي نهاية الشهر ليتثني له تامين شقة بديلة، ولكنها لم تمهله حتي ساعة واحدة وقد طلبت منه ذلك عن طريق التليفون، وعند عودته الي المنزل وجد اغراضه واسرته في العراء امام باحة البناية، وقد حرضت صاحبة المنزل عليه بعض الشباب المصريين والبلطجية الذين انهالوا عليه بالضرب، والارهاب بالمسدسات والمطاوي. حالة اللاجئ مرتضي ليست هي الحالة الوحيدة ولكن، هناك العديد من الامثلة التي تم فيها طرد اللاجئين السودانيين من منازلهم واستئجارها الي اللاجئين السوريين في تمييز عنصري بغيض وواضح وذلك لان السوريين ايضا يدفعون اكثر، وهناك العديد من الشواهد والامثلة علي ذلك من ارجاء متفرقة في مصر بما في ذلك السادس من اكتوبر، دير الملاك، ارض اللواء وغيرها من المناطق التي يقطن بها السودانيين ، والمشكلة لا تكمن فقط في ان اللاجئين يطردون من منازلهم بهذه الصورة الغير لائقة والغير انسانية، ولكن تكمن المشكلة الاساسية في ان اللاجئين الذين يطردون من هذه المنازل يتحولون الي مناطق اخري بديلة مما يترتب عليه فقدان الامن، فقدان الفرصة التعليمية لاطفالهم في المدارس والحضانات، وكذلك العمل. هذا التمييز العنصري لا يقتصر فقط علي الطرد من المنازل بل تجاوزه ليشمل بيئة العمل حيث ان الشواهد تؤكد علي ان العديد من اللاجئين السودانيين قد تم طردهم من العمل خاصة العاملين في مصانع السادس من اكتوبر وابدالهم بموظفين من مجتمع اللاجئين السوريين، والمبرر الرئيسي لهذا التصرف هو ان السوريين اولي بالمعروف لانهم اكثر معاناه من غيرهم ولانهم عرب من بني جلدتهم، هذا الامر قد ساهم فيه بدرجة كبيرة الاعلام المصري الرسمي والتقليدي من خلال الندوات والخطب الدينية التي تكرس لهذه العنصرية البغيضة تجاه اللاجئين والتي تتنافي مع الاخلاق الانسانية والاعراف. وعندما تم اعتقال اللاجئ مرتضي من قبل الشرطة المصرية، وامام مكتب المفوضية تعرض للضرب والتنكيل هو واطفاله من قبل الشرطة، علما بان هذه ليست المرة الاولي التي يتم فيها اعتقال لاجئ سوداني بل هناك عدة امثلة تشير الي تكرار هذه الحادثة اكثر من مرة ، وهذه الامثلة من الاعتقالات بما فيها اعتقال اللاجئ مرتضي تتم بايعاز من المفوضية وبخطاب رسمي من قبل المفوضية الي الشرطة باسم "المفوض" تدعي فيه المفوضية ان اللاجئ يشكل تهديد لحياة موظفي الاممالمتحدة ، وعندما يتم عرضهم علي الشرطة والنيابة، يتم اطلاق سراحهم وتبرئتهم لعدم وجود الادلة المادية التي تدينهم. ووفقا لذلك فقد تم الافراج عن اللاجئ مرتضي محمد علي ، بعد ان عرض علي النيابة وثبت انه برئ، بعد ان قضي ثمانية ايام في السجن دون ان يقترف جرم او ذنب سوي انه لاجئ يطالب بحقوقه، المتمثلة في طلب الحماية من المفوضية او ايجاد حل دائم لمشكلته بما في ذلك خيار العودة الطوعية الي اقليم دارفور. وبعد ان تم الافراج عن اللاجئي السوداني مرتضي، لا يزال مواصل اعتصامه مع اسرته بالاضافة الي عشرات اللاجئين السودانيين مع اسرهم امام مكتب المفوضية السامية لشئون اللاجئين بمصر. ونتيجة لذلك فان لجنة نشطاء لاجئ دارفور تدعوا لوقفة احتجاجية امام مكتب المفوضية السامية لشئون اللاجئين بمصر في مدينة السادس من اكتوبر. مركز السودان المعاصر قسم الرصد الصحفي 6، مايو، 2013.