ان الأقلام التي ناولت الحرب الدائرة بين قبيلتي القمر والبني هلبة اما لاتمد الي الحقيقة بصلة واما منحازة ونابعة من المنظور القبلي الضيق , ان ما يدهش في الأمر ان كثير من مثقي القبيلتين أصبحو حكامات يدفوعون بالبسطاء من الطرفين الي حرب الرابح فيها خاسر , غابت الحكمة والتعقل وسلكو طرائق الجهل والظلام ونسو تعاليم الدين والهدى والرشاد وأن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يبدأ بالقتال حتى أتاه جبريل واذن له بالقتال هذا قتال الكفار ناهيك عن قتال المسلمين, هل جزاء اباءنا وامهاتنا الذين سحرو الليالي وبذلو الغالي والنفيس من اجل تعليمنا أن نزج بهم الي حرب ونحسبها من جهلنا حرب مقدسة ؟ ماذا دهى او اصاب مثقي دار فور ؟. يصوغون حجج واهية ليست لها اساس من الصحة لكي يضللون به العامة والجهل , فالحق ابلج من اراده دمغه ودعمه بالدلائل والوثائق والمستندات , بالرغم من إيماننا التام بأن الأرض لله ومأمورون فقط بتأميره بالعبادة ومغادرته عند المعياد, وان القبلية للتعارف وليست مفخرة ولا سبيل لتحقيق العزة , وان مفردات مثل الحاكورة وداري ودارك والاتفاقيات الوضعية لا تخرج من كونها منهجية وضعتها المستعمر لتسهيل الإدارة ما انزل الله بها من سلطان ولاتطرق لها دين من الاديان ولاشريعة من الشرائع, فإذا كان لابد فهنالك الحل والعقد ---- الادارات الأهلية --- المحكمين الوسطاء – العقلاء – الوثائق – المراجع. قد نعذر الجاهل أو الحكامة عندما تتحدث بسيطرة الهوى والنفس وتخلط وتخالط بعيداً عن معتقد او دليل أو برهان فذلك ديدنها ولا نتوقع منها أكثر من ذلك , ولكن تنتابني الحيرة والدهشة والعجب عندما تجد واحد يدعي أنه مثقف أو صحفي يتجرأ بطرح أفكاره وهو فاقد لأدنى مقومات الكتابة والمعرفة , كيف يكتب أحد عن الحاكورة وهو غير ملم بتاريخ السودان ولا قرأ لسلاطين باشا في كتابه السيف والنار وغير مطلع على أرفف دار الوثائق البريطانية ولا المصرية ولا السودانية ولا يعرف شيئا عن ملحمة سبتمبر 1921 ه ثورة الامام السحيني ولا حتى تاريخ دارفور الحديث ؟ ولكي لا اتهم بالإنحياز لا أخوض في الفصل في موضوع الحاكورة واترك الحكم للمثقفين الذين يمتلكون معلومات تاريخية ووثائقية ، وان كان لاتمثل لي قضية محورية وان بدونه يمكن التعايش السلمي في محيط السودان الكبير وان التطرق اليها بجهل تعد رأس الفتنة. ارجعوا الي وعيكم ايها الضالون المكذبون وكفو عن الافتراء وقولو الحق يكون لكم حجة يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون , ولا تلونوا الحقائق ولا تصبغوها , ولا تكونوا كالذين قالوا الحق على الملا فلما صدقوهم تقهقهوا وكان يكنون الباطل , هذا ليس فلاح فقضية الحروب الأهلية بدارفور إنسانية في المقام الأول قبل أن تكون سياسية وان وقف نزيف الدم مسئولية الجميع , كذب وخسأ من قال قبيلة ما قادرة على ابادة قبيلة أخرى وان كلمة الابادة التي وردت على لسان بعض المثقفين ما هي الا تضليل وطمس للحقائق ففيقو من نومكم العميق وارجعوا الي رشدكم وحاسبو ضمائركم بمخافة الله . وانا اضم صوتي الي الذين لاموا نائب رئيس الجمهورية الحاج ادم يوسف الذي ينتمي الي قبيلة البني هلبه بضلوعه في الحرب الدائرة بين قبيلتي القمر والبني هلبة ، فالشاهد ما أظن ان نائب رئيس الجمهورية غير قادر على السيطرة على اهله وارشادهم الي الصواب وإلا ما كان مؤهل لتحمل المسئوليات القومية ،اضف الي ذلك كان فترة ولايته لجنوب دارفور مشهوداً له بحل النزاعات القبلية , فمن هنا اناشده بالخروج من قوقعة القبلية وان لاتسلب عقله زغاريد النساء وجعجعة الحكامات والنهوض بالمسئوليات الجسيمة والترفع عن الصغائر . كما اناشد ايضا ابائي واخواني وزملائي من القبيلتين أن يحكموا صوت العقل وأن لا يتركو مجال للشيطان وان يتخذوا القران دليلهم في حل المنازعات وقبلهم اناشد حكومة السودان بتحمل مسئولياتها تجاه انسان دارفور البسيط وعلى المسئولين ان يتقوا الله فيهم ، وهذه الانفلاتات الأمنية بالدرجة الأولى مسئولية الدولة بغض النظر عن اسبابها .