محمد ادم فاشر ان ما يتعرض له المهندس لبس امرا يستحيل معه الفهم بالعقل البشري المجرد بسبب ضلوعه في المحاولة الانقلابية ضد حكومة البشير لصالح مؤتمر الشعبي هو الجرم نفسه لم ينفيه ودابراهيم واصحابه مع ذلك لم يمضوا في السجنون سوي بضعة ايام وليست شهورا وسنوات مع ذلك طالهم العفو الرئاسي جميعهم من السائحين المتامرين والاصلاحين والامنيين وغيرهم والذين شقوا عصا الطاعة من بعد الجرم ان كان ذلك جرما . والجميع يعلم تماما ان الحكومة لا تستطيع معاملتهم معاملة بناء غرب السودان ولكن لم يخطر علي بال احد بان الحكومة هي التى تبحث لهم المبررات لاطلاق سراحهم بدعوى انهم طلبوا الاسترحام مع انها لم تستطيع بث وقائع المحاكمة بسبب التهديدات التى اطلقوها لما يعرفونها من حجم الفساد المستور والجرائم المرتكبة بحق الشعوب السودانية وبالطبع من لا يحاول حتى نفي التهمه عن نفسه ليس من المعقول ان يطلب الاسترحام ومع ذلك يعيشون احرارا وبل يتباهون بفعلتهم في المأتم والاماكن العامة . ولكن المضك والمبكى معا بان يوسف لبس مازال قابعا في غياهب السجون حتى بعد اطلاق سراح رفاقه من الذين شاركوا في المحاولة الانقلابية وبل كبيرهم الذى علمهم السحر بات نائبا للسفاح عمر البشير من الصعب جدا ايجاد مبررا قانونيا او اخلاقيا لابقاء لبس في حبسه وبل التنظيم المؤتمر الشعبي حرا طليقا في الساحة السياسية وبل الحكومة تتحاور مع قيادته ولم يخطر في بال علي الحاج والترابي بان اطلاق سراح لبس السجين الدائم شرطا في بدأ الحوار وعندما قرر الترابي تعديل رأيه من الاطاحة بالنظام الى اصلاحه كان علي الاقل ثمنه اطلاق سراح لبس .نعم الرجل قد يستحق ثمن مساهمته في حمل عمر البشير الي السلطة ولكن ليس من المعقول يتم تحميله وزر المؤتمر الشعبي باكمله ونائب الريئس حاج ساطور علي مبدأ غضب الملك يدفع ثمنه الخادم. وقد يصعب التصور في الضرر الذى يمكن ان يسببه يوسف لبس بمفرده للحكومة وان استمرار حبسه لمدة مفتوحة بدعوى انه خطر علي النظام هو العقاب الظنى لم يعرف له مثيل في تأريخ العدالة والنظم السياسية بل ظلم يمشي علي رجليه. وقد درج العرف للظالم معياران للعدالة ولكن لدى العمريين والنافعيين معايير عدة للعدالة منها للقبائل الثلاثة واخري للشماليين منها للاولاد البلد واخري للغرابة ومنها اهل دارفور واخري للزرقة والعرب اما ان تكون زغاوى ومنسوب للمؤتمر الشعبي فالسجن احق ان لم يكن باطن الارض. يكفي مصير يوسف لبس ان الفرحة التى اهداتها الحكومة لاسرة لبس هي الساعة التى اطلقوا فيها سراحه واعادت اعتقاله قبل ان يصل الى داره وشأن لم يحدث اطلاقا منذ ان وجدت الدولة السودانية علي وجه الارض ولم يحدث ان سمعنا حدوثه في مكان اخر في هذا الكوكب ولماذا لم يتم اعتقاله في منزله حتى لا تطال الظلم الاسرة باكملها بسبب قضايا تجاوزها الزمن ولماذا لم يتحرك لمن يسمون انفسهم اصلاحيون لاطلاق سراح من بدأ بالاصلاح قبلهم كما فعلوا للمنسوبين للانقلاب الاخير ام انهم عنصريون ايضا .