لا يخلو أي نظام سياسي في وجه الأرض من المعارضة, أياً كان دكتاتورياً شمولياً أو ديمقراطياً تعددياً.., هناك ضرب من المعارضة, أنا لا أبالغ لو قلت أن نظام المؤتمر الوطني الشمولي الدكتاتوري في السودان من أشد الدكتاتوريات الأرض بغضاً وعداوة للذين يعارضون, سواء إن كانت معارضة سلمية أم مسلحة..! وُصفت المعارضة المسلحة في عهد مايو بالمرتزقة, أما في عهد الإنقاذ لا أحد يستطيع حصر "وصفات" المعارضة إذا صح التعبير..!, مساعد الرئيس السوداني, نافع على نافع وصفهم بأنجاس الهالكين.. النجوس المنافقين .. ,عبيد السفارات ... أُجراء الصهاينة...عملاء الماسونية ..الخ!َ . بعد أحداث أم روابة وأبو كرشولا ظهرت هرطقات جديدة , أبرزها " استهداف هوية السودان" فلنتحدث عن الهوية ...! ما هي الهوية ..؟ ما هي هوية السودان ..؟؟ في اللغة: الهوية هي حقيقة الشيء أو شخص الذي يميزه عن غيره.. الهوية: هي حقيقة الشيء أو فرد أو مجموعة, خصائصها وسماتها ومعالمها التي تحدد فرديتها عن غيرها..! , تشمل الهوية في هذا السياق, التاريخ والجغرافيا والحضارة والثقافة والأديان والمعتقدات واللغات والطموح والتطلعات الحاضر والمستقبل...! وهي أكثر شمولاً مما سبق ذكره ولكن هذا ما سمح الوقت من السرد, . هل تستطيع الجبهة الثورية استهداف كل هذه التركة الثقافية بالهجوم على ابو كرشولا ..؟ أين توجد هوية السودان المستهدفة ..؟ في ابو كرشولا ..أم في ام روابة .. ولا في الرهد ؟ هوية السودان جوهر كامن في ذات السودانيين , لا أحد من يستطيع استهدافها بالهجوم على قرية أو مدينة ..!,. ابحثوا عن هوية السودان في جبال النوبة ..وفي جبل مرة .., وفي جبال انقسنا ..وفي جبل التاكا والبحر الأحمر ..والجبل البركل...! هويتنا في جبال الأربعة في قبل الأربعة, والنيل , هويتنا في الجلابية والثوب, في الجبة والشال والصدرية والمركوب..الخ, والغريب في الأمر سكان القبل الأربعة المهمشة متهمون باستهداف هوية السودان.. مالكم كيف تحكمون.!!, حكومة المؤتمر الوطني هي عبارة عن شبكة منظمة من مراكز قوى تعمل في رقعة جغرافية " اسمها السودان " في شكل عصابات بتراتيبة وتنسيقية خاصة , يستخدمون كل السبل والوسائل المتاحة بحبكة ومكر ودهاء منقطع النظير " بلبوس الدين .. ً وباسم الوطن والمشروع الحضاري ..ومرة باسم العروبة ومجد العرب ..وأحياناً بالصوفية ونبت الشريف ..! وبمنتهى البراغماتية "الغاية تبرر الوسيلة " من اجل هدف واحد وهو التشبث بالسلطة . مع أحداث أبو كرشولا رجعت حكومة المؤتمر الوطني إلى المربع الأول , " رجعت لقديمها " أعراس الشهداء بالحور في الجنان ...! ومتحركات طير الأبابيل , ..! وهاك من دار جعل ...! ابعثوا مجدنا الآفلا...! هذه المرة ليس مع جنوب السودان, المسيحي..والوثني كما زعموا , ولكن مع دارفور اللوح " أهل الذكر والقرآن والخلاوي والحيران ...! مع كردفان الغرة ..أم خيراً جوا وبرة ..! ديار الشيخ البرعي , " بوريك طبك أحسن في من عاداك ..وتنسى من يسبك.." مع أولادنا السمر في جبال انقسما في نيل الأزرق...!, كل هذا من اجل مقتضيات أمن المؤتمر الوطني..! إذا فلترق منا الدماء أو ترق منهم الدماء أو ترق كل الدماء...! حتى لا يسيل دم التاريخ من أجل عصابة سطا على السلطة بلبوس الدين والمشروع الحضاري, فلنراجع حساباتنا مع حكومة المؤتمر الوطني..! المؤتمر الوطني هو الذي يستهدف هوية السودان ..كيف ؟؟.. لأول مرة في تاريخ السودان ظهرت الشيعة والتشيع في السودان, وفي عهد المؤتمر الوطني تبعاً..! استقدم المؤتمر الوطني " الجنجاويد " من خارج القطر لضرب الشعب ودحر الثوار ..! يوجد في السودان الآن أكثر من عشرة ألف جندي أجنبي ومن دول متعددة, هذه أحدى مهددات الهوية السودانية , وليس الهجوم على أبو كرشولا , وُلدت الجبهة الثورية من رحم الهامش , وهم أبناء هذا الوطن لا شك في ذلك لا أحد أحق بالسودان منهم .