* دعونا نبتعد قليلاً عن السياسة التي ندرك تماماً أنه لا مفرّ من آثارها وتداعياتها على مجمل حياتنا ومستقبلنا في كل جوانبها المعيشية، لنقف سوياً على الأزمة الاقتصادية التي نعلم أيضاً أنها ليست بعيدة عن الأمراض السياسية المزمنة التي تعاني منها بلادنا. * أقف هنا بكل الحسرة أمام تصريحات الخبير الاقتصادي الدولي الدكتور التجاني الطيب إبراهيم التي جاءت في الحوار الشامل الذي أجراه معه زميلنا الصحفي أنور شمبال ل "الأخبار" في عددها الصادر أمس الأول. * حذّر الخبير الاقتصادي الدولي الدكتور التجاني الطيب من الانفلات في الانفاق والتغييرات المفاجئة لسعر صرف الدولار مقابل الجنيه السوداني؛ وقال في ذات الحوار: إن السودان يسير في اتجاه معاكس لموجهات الألفية، ذلك أن معدلات الفقر والبطالة في البلاد في حالة تزايد، والصحة والتعليم والإنتاج في حالة تدهور. * يقول الدكتور التجاني: إن الموازنة غير واقعية ومن الصعب تطبيقها؛ لأن بها مبالغة في جانب الإيرادات وانفلات في جانب الانفاق، إضافة لتذبذب سعر الصرف وتأثره بالتداعيات السياسية. * أوضح الدكتور التجاني أن مشكلة سعر صرف الدولار ليست في ضخ نفط الجنوب أو عدم ضخه، بقدر ما هي نتيجة لخلل في الاقتصاد الكلي الذي يتمثل في عدم ضبط الانفاق، ومشكلة العرض المتمثلة في إهمال قطاعات الإنتاج .. وهذا يستوجب معالجة شاملة لضمان استقرار سعر صرف الدولار. * أضاف الدكتور التجاني قائلاً: التقلبات التي نراها الآن مؤسفة والتصريحات التي نسمعها من المسؤولين أكثر سوءاً وضرراً على سعر صرف الدولار؛ لأنها تخلق نوعاً من البلبلة والهلع النفسي لدى المواطنين وفي الأسواق. * قال الخبير الاقتصادي الدولي الدكتور التجاني: إن الإصلاح الاقتصادي والمالي لم يبدأ بعد، حتى الخطة الإسعافية لم تستكمل؛ لأن عملية الإصلاح ليست خطوة أو خطوتين بل هي عملية مستمرة، والإجراءات الإسعافية في حاجة إلى مواصلة ودعم عبر إجراءات طويلة النفس. * ختم الخبير الاقتصادي الدولي الكتور التجاني تصريحاته المهمة في حوار "الأخبار" بقوله: الخطأ الكبير أننا وظفنا 80% من الاستثمارات في مجال البترول وركزنا عليه، وتركنا القطاعات الاقتصادية المنتجة الأخرى، وللأسف فإننا نرتكب نفس الخطأ تجاه الذهب بمحاولة توجيه كل الاستثمارات أو القدر الأكبر منها إلى الذهب، وهذا هو السبب في حدوث عدم التوازن في الاقتصاد الكلي. * نكتفي بهذا القدر من إفادات الخبير الاقتصادي الدولي الدكتور التجاني الطيب أبراهيم، مذكرين فقط بأنه: لا ينبئك مثل خبير.