علي ما يبدوا ان الشعب المصري يفقد المنطق وثقافة التعامل مع الآخر وعدم احترام نفسه أولا قبل كل شيء وما يبدوا أيضاً ان النخب المصرية المثقفة والسياسية لا تنظر الا تحت أقدامها ولا تعرف الا حدود مصر وما وراءها عالم مجهول لا يفقه اهل مصر عنه شيء من صغيرهم حتي كبيرهم الشعب المصري يفتقد ثقافة التعامل مع الشعوب الأخري وكما يفتقد ويجهل جهلا مدقعا لحد الإفلاس لادني درجات الإنسانية والتواصل الاجتماعي العالمي مع شعوب الكرة الأرضية ،، وهو شعب مهووس فقط بمصر ولا يملك الاستعداد للانفتاح والتعرف علي العالم الآخر وباضعف الإيمان لا يعرف الأجناس التي تعيش بينه ويميزها فقط باللون وليس بالسحنات او اللهجات او العادات والتقاليد ومثلا يعتبر اي بشر داكن البشرة هو موطنه السودان وسوداني ويجهل ان افريقيا ليس بها شعبا ابيض ولا يعرف حتي لماذا سميت بالقارة السوداء اللهم الا إذا قياس الاشياء بالإضاءة وعلي ما أظن ان المصري يعتقد ان القارة الأفريقية سميت بالسوداء لانها '،،، ضلمة،،،، ولا يربط ذلك لديمقراطية مكوناتها التي تحمل لونها،، لذا ومن أحل الاسم للون القاري ان مصر لا تعتبر نفسها إفريقية ولا شعبها يظن انه أفريقي كون لون بشرتهم لا يمت لها بصلة حتي الخليط الشعبي المصري في الإسكندرية والدلتا والساحل في الشمال والبحر الأحمر واسوان وبلاد النوبة المصرية يعتقدون أنهم سودانيين وان كل من يمشي قدمه علي مصر التي دخلوها بأمان ولونه داكن فهو من السودان،،، ضاربين بعرض الحائط وجود أقليات بمصر سواء عرقية او دينية،، وهذا إنكار وعدم الاعتراف بالآخر او جهل بان مصر تتكون من أعراق، وتجد لسانهم يسبق عقلهم في تحديد هوية اي ذي لون داكن،،ونسبه الي السودان كمان ان المصري لا يزال يشعر بالفرعونية والسيادة المطلقة علي جنوب الوادي الذي يجهل حتي من اين يبتدئ وأظن ان دروس الجغرافية في مصر مقتصرة علي حدودها في المنهج الدراسي وان علم وعلماء علم الأجناس في مصر متخصصين فقط في المومياء وتشريحاتها التاريخية ولم يمروا علي تاريخ العنصر البشري علي الكرة الأرضية وتكونه. ،، فما بالك علمهم بالعنصر البشري للقارة التي ينتمون اليها وينكرون ذلك ،، وحتي النيل الافريقي العظيم يعتقدون انه يجري فقط داخل مصر وخلق من أجل مصر وانه يجري من الشمال الي الجنوب ،،علي حسب ما أصر عليه من يحمل دكتوراه في القانون وهو يعمل في السعودية واقنع بعض السعوديين حوله ان النيل مصري المنبع والمصب فكيف يجتمعان في قانون الطبيعة والانسياب ناهيك من قانون الجغرافيا ودحيان الأرض ،، وزاد علي رحل القانون علي ذلك ان الشعب السوداني يشرب فضلاتهم،،، متناسيا ان استطعام اهل مصر لمية النيل بالحب العظيم الذي يجعل من يشرب منه يرجع اليه لحلاوته متناسين ان هذه الحلاوة هي من طعم جلود حميرنا التي ترد النيل والأفيال والوحوش التي تعيش علي روافده،،، ماكدين لهم من هذا المقام أننا نحترم النيل ونقدسة ولا نتبول فيه ،، لانه سر الحياة الذي نجله ولا نقبل تدنيسه،،، الشعب المصري وحكومته لا يدركان مضاعفات التعامل السيء مع الأجناس الأفريقية المتواجدة علي ارض مصر ولا الساسة مدركين الإساءات التي تصدر منهم في حق هؤلاء ولا الإعلام لديه روية مستقبلية لعلاقة مصر مع دول هؤلاء المساء اليهم ولا يخطر ببالهم ردات الفعل إذا ما تطورت الأمور في المبالغة في التعامل حيث سينعكس علي المصريين في دول المهجر وتلك الدول بها أعداد غفيرة من المصريين ولا اجد أنهم ستحملون ما يتحمله هؤلاء الأغراب علي آرض مصر وكما ان هذه المجموعات التي يساء معاملتها في مصر متواجدة في كل شبر يتواجد فيه المصريين في المهجر وإذا ما حدث تصادم بينهم فالشعب المصري هو الخاسر ولا يتحمل بطش هؤلاء لان بطشهم قد يعتدي الإساءات اللفظية وربما يفقد مصر موردا مهما غير الماء وهو بمثابتها في روح اقتصاد مصر ومعايش الأسر التي لها مصريين في بلاد المهجر ،، والخاصر الوحيد ليس الحكومة المصرية فحسب بل الذين يعملون في الخارج لإعالة من في الداخل،،،ولا اعتقد ان هناك من سيجده المصري في الغربة يقف الي جانبه سواء في الخليج او افريقيا ،، لانهم غير مرغوب في تصرفاتهم حتي في دول العروبة التي يمارسون فيها الكيد والدسائس ضد اي بشرة داكنة وبالأخص السودانيين ،،، فأرجو الحكومة المصرية ومثقفيها توعية الشعب المصري في معاملة غيرهم باحترام وان تعمل الحكومة علي حماية زوارها الأجانب الذين يتعرضون لاقسي أنواع المعاملة،، والتي وصلت لحد الطرد من العمل والسكن ،، ظنا ان هذا سيامن قطرة ماء لمصر وأهلها من منابع ومجاري النيل من بلدان هؤلاء،،، بل العكس سيحد من التعاون والتعامل مع المصري بالأخص والدولة بالاعم علي عكس النظرية. ،، ولا آري ان الدول التي يطلقها رعاياها الإهانة والتعدي في مصر ستقبل ان تتعامل مع مصر او ان تأمن لها جانب ،،، فالاحباش والسودانيين والأفارقة الكثيرين في مصر لهم دول لدي مصر مصالح معها وليست هي التي لديها مصالح مع مصر والمصلحة تكمن في ماء الحياة،،، يعني حياة شعب مرتبطة باحترام شعوب وليس شعبا واحدا. ولا تحسب مصر أنها ستنفرد بأي دولة من دول المنبع منفردة بل إذا ما قدر ان تكون هناك مواجهة مع واحدة منها سوف يهب الجميع علي قلب رجل واحد وتناسيت الحكومة المصرية والشعب المصري ان هناك أكثر من تكتل أفريقي،،،يضم مجموعة دول المنبع وحوض النيل ومصر خارجه،،، مثلا الإيقاد. ،،، ووسط وشرق افريقيا وتجمع البحيرات وحوض النيل فميثاق هذه التكتلات يحتم علي الدول الأعضاء مساندة اي عضو يتعرض لكارثة او اعتداء ،،،بالإضافة ان دول مثل إثيوبيا والسودان ويوغندا وكينيا ودول البحيرات الثلاث ليست بالضعيفة أمام مصر ولها حلفاء كما مصر والاهم ان أمنها محمي جغرافيا لبعدها من مصر ،، بل العكس خاصرة مصر هشة وليست امنة ،، إذا ما قيست بالأمور العالقة بينها والجيران سواء السودان او ليبيا،، والأخطر الجبهة الشمالية وجهة الشرق من البحر الأحمر مكشوفة لإسرائيل وتواجدها بقوة في البحر الاحمر حتي مضيق باب المندب. وان جميع الدول الأفريقية المعنية بالنزاع حول الماء حلفاء لإسرائيل عدا السودان الشمالي ومتواجدة بقوة علي أراضيها اقتصاديا وعسكريا وأمنيا ،، فمصر محاطة من كل الاتجاهات بدول ليست صديقة وليس بينها تعاون امني او تحالف عسكري مشترك. فاتفاقية وادي النيل في عهد نميري كان يجب ان يكون هذا اوانها وتفعيلها بين السودان ومصر لحاجة مصر لها اليوم،، ولكن يبدوا ان الأيدلوجية القصيرة النظر هي داء أصاب النخبة السياسية الحاكمة لمصر سابقا وحاليا،،، وهنا أركز علي سابقا وخصوصا تركة حكم حسني مبارك وأثرها السالب علي مصر اليوم في الوضع السياسي والجغرافي والاقتصادي الحالي. وحالة العداء المستفحلة التي خلفتها سياسات مصر القديمة بينها ومحيطها سواء العربي او الافريقي او الإسلامي والاهم من ذلك كله هناك بروتوكولات ومواثيق دولية تلزم مصر بفرض الحماية علي كل من يطأ أرضها سواء كان زائرا او سائحا او متسوقا او عابرا او مستشفيا للعلاج او مقيما او لاجيء بموجب اتفاقية حقوق اللاجئين والأقليات الموقعة عليها مصر وترعاها المفوضية السامية لحقوق اللاجئين المفوضة من قبل الاممالمتحدة ولوائحها والقانون الدولي الإنساني والتي تقضي باحترام حقوق الآخرين والعمل علي توفير الحماية لهم وعدم حرمانهم من الخدمات الأساسية التي يكفلها قانون حقوق الإنسان علي الأرض ،، وتتحمل الدولة المضيفة لللاجئين مسؤولية أية تجاوزات تهضم حقوقهم او تعرضهم الي الأذي وعليها معاقبة من يعتدي او يرتكب جناية ضد اي لاجئ وتقديمه للمحاكمة وإلا تكون قد أخلت بشروط الاتفاقية الخاصة بحماية وحقوق اللاجئين فالنصحية للشعب المصري والحكومة ان يحذرا غضبة هذه الشعوب التي تتعرض وتعرضت أقلياتها في مص الي الإهانة والتشفي والإساءة والاحتقار ،،، وكما قيل في المثل ،،، احذر غضبة الحليم،،،،فهذه الجنسيات المختلفة التي تتصف بالحلم حتي الان فليحذر الشعب المصري غضبتها فالموت عندها ولا المساس بالكرامة والإهانة عار في ثقافتها و عرفها ويمكن تحملها لدرجة معينة فحسب،، والاغرب في أمر الحكومة المصرية وسياسييها وشعبها ينظرون الي مصر فقط انه يتهددها العطش وماء الشفة والزراعة والكهرباء متناسين ان مصر ليست معصومة او محمية من كوارث اشد فتكا وهي النزاعات السياسية والعرقية الدينية والتحرش السياسي بين مكونات الكيان السياسي المصري اجمع،،، وكذلك متناسين انه كما عصفت بجيرانها والدول في المنطقة والقارة الأفريقية النزاعات حول السلطة والتباين العقائدي أنها محمية وبعيدة عن التغييرات في المستقبل القريب وبوادر الأزمات السياسية والاقتصادية طهرت بعد ميلاد الثورة وبدأت التيارات المتناحرة تظهر في الساحات بدلا ان كانت في الخفاء والإعلام السري مقارنة بقبضة النظام السابق الحديدية وتكميم أفواه دعاة اقتسام السلطة وممارسة السياسة ،،هاهي تظهر التيارات المعارضة والمتفلتة في شوارع مصر ونجوعها وصحراء سيناءها ،ً، وقام كيان جبهة الإنقاذ بتحالفاته المختلفة بالعمل علي تقويض الديمقراطية التي أتت بها الثورة والتي يراها باتت محتكرة علي المتشددين الإسلاميين والتيارات الدينية الحزبية الأخري وبمسمياتها التشدديةً،، بالإضافة الي مطالبات الجماعات الدينية الأخري وعلي رأسها مسيحيي مصر الذين يشكلون خمس سكان الدولة وظهور الجماعات الدينية علي سدة الحكم وخاصة الإخوان وحلفاءهم يمثلون خطرا علي النسبة التي ليست بالبسيطة من ديمغرافية مصر المكونة لها اليوم،،، والأخطر من هذا كله ظهور الجماعات المسلحة في الساحة المصرية والتي لم تشهد ابدا اي تيار حامل للسلاح بل خلايا فقط مثل تلك التي اغتالت الراحل السادات وأنها محسوبة أيضاً علي التيارات المتشددة الدينية ويقال أنها جناح إخواني ،،، والمؤشر الذي يطفو خطره علي سطح الحياة في مصر هو خطر نمو الجماعات المسلحة وتحولها الي مليشيات مدعومة من الخارج وكما قلنا ان أعداء مصر في المنطقة كثيرين ولا سيوفرون جهدا في كسر شوكتها من خلال توفير الدعم لأية جماعة يمكنها زعزعة استقرار مصر وان الساحة ملائمة لقيام مثل تلك التنظيمات،،، والناظر الي تاريخ النزاعات في القارة الأفريقية والمحيط العربي حول مصر يجد ان جماعات عسكرية اليوم متواجدة في الساحة كانت قد بدأت بنفس المنوال الي ان تطورت وأصبحت قوة ضاربة في المنطقة سواء كانت الحركات المسلحة والثوار في المحيط الافريقي القريب ،، ليبيا و تشاد والكونغو وأفريقيا الوسطي والسودان شماله وجنوبه ودول الصحراء مالي والنيجر ونيجيريا والمغرب الصحراء والجزائر وتونس وموريتانيا والسنغال ومناطق أخري في افريقيا ،، أيضاً علي مقربة من بوابة مصر الشمالية والشمالية الشرقية سيناء وفلسطين وغزة ولبنان وأخيرا سوريا التي أصبحت ساحة خبرك عسكرية للمليشيات والجماعات المسلحة العقائدية منها والتحررية وما جبهة النصرة ومليشيات إمارة الشام والعراق ونهر البارد وأيضاً دخول حزب الله الي علي الخط وتحوله الي الإقليمية بدل المحلية في الحدود اللبنانية مثله مثل الجماعات العراقية والحرس الثوري الإيراني ،، كلها تمثل خطرا علي مصر وتضمر لها العداء وإذا ما قامت أية مواجهة بين الجماعات الإخوانية وحلفاءها ضد أطراف تناوءها ستتحول تلك الجماعات المتشددة اعلاه الي نصرة إخوانهم في العقيدة والأيدلوجية ،،، وهذا وارد بعد انتهاء الأزمة السورية سلبا ام إيجابا لان الملاذ الوحيد لكل هؤلاء العقائديين هو إخوانهم في مصر ماداموا علي سدة الحكم في مصر،، وأيضاً إذا ما الم بهم مكروه فسيجدون المناصرة والمواذرة منهم وفي كلا الحالتين الخطر ماثل علي مصر ،، فإذا استمر حكم الإخوان سيزيد التناحر السياسي في مصر وربما يتحول الي مواجهات وكذلك إذا ما قدر ان تغير نظام الحكم ستقوم هذه المجموعات بخلق الغلاغل لمصر او ربما تدخل معها في حرب بقاء او فناء ،،، والمتابع لتبعيات النزاعات وأثرها علي الشعوب والمواطنين الذين تطأ أرضهم وتدخل حاراتهم الأطراف المتحاربة سوف لا يجدون أمامهم خيارا غير التشتت والعنف والنزوح وفقدان الماوي. ،، ومصر محيطها لا يساعد شعبها علي النزوح في حال حدوث تفلتات وقتال بين الدولة والمليشيات وأرضها مكشوفة والحياة فقط حول النيل ودلتاه حيث يتركز الثقل السكاني ،،ً ومن الصعوبة وجود نال ذات امنة غير في ليبيا والسودان حيث يصعب في الشمال والشرق المصري للعوائق الطبيعية مثل البحر الابيض المتوسط والبحر الاحمر والصحراء غربا وجنوبا إذا ما نظرنا الي المساحة بين السودان ومصر فيهي شبه صحراوية وان مان يشقها النيل ولا توحد مدن خارج حوض النيل غير بورتسودان وهي ساحلية وبعيدة من مصر واللجوء اليها يحتاج تغطية مهولة وإمكانيات نقل هائلة ومواد تموينية طويلة العمر لعدم وجود بنية تحتية لوجستية والاهم من ذلك كله نجد ان الشعب المصري لم يخض تجربة النزوح والخروج خارج حدود مصر الا في حالتين ،، الاغتراب والتهجير الداخلي في الحربين التي خاصتها مع الخلفاء وإسرائيل ،، فكان نزوح داخل الحدود ومن اهم نجاحه تقبل الشعب المصري لإخوانهم المنكوبين ،،، اما اليوم وغد إذا ما حدث في مصر مثلما حدث في دول البعد الافريقي الماثل في السودان وليبيا وتونس وان أزمات هذه الدول تحملتها دول الجوار بما فيها مصر بالنسبة لازمة ليبيا وكذلك البعد العربي ما تمثل في أزمة غزة ولبنان وسوريا حاليا ان مصر مثلت جزء من دول النزوح او اللجوء لنازحيها ،، اما العكس لا يمكن انسيابه إذا ما ألمت بمصر لا سمح الله مثل ما الم بهذه الدول او المناطق من أزمات وذلك أولا نسبة سكان مصر عالية و ثانيا الدول المحيطة بها لا تملك مقومات استقبال نازحين او لاجئين وذلك لفقر البنية التحية لتقابل ذلك ،،، ولقد عايشت بنفسي كاتب هذا المقال الأزمات التي حدثت في حربي الخليج الأولي والثانية بحكم تواجدي بالأردن وهي معبر أساسي واستراتيجي لمصر والمصريين ،، حيث كانت كميات هائلة من المصريين في كل من الكويت والعراق والملايين وعندما حدثت هاتين الكارثتين ومثلت الاردن نقطة تجمع لجميع الفارين والعايدين من كل الجنسيات وأقيمت المخيمات لاستقبال الجميع ولم تتوقف حركة البحر والبر والجو في آجلا الجميع من العابرين وكنت مشرفا علي إجلاء السودانيين بمعية السلطات الدبلوماسية السودانية بحكم عملي في ميناء العقبة. وأيضاً بحكم مهنتي وموقعي في مجال النقل البري والبحري أشرفت علي نقل جنسيات مختلفة مع ممتلكاتهم او بدونها الي بلدانهم بحرا منهم المصريين واليمينيين والسودانيين والإريترين والليبيين والخ سواء من خلال النشاط التجاري والنقل البحري او من خلال التعاون منظمة الاممالمتحدة والعون الإنساني التي أشرفت علي إجلاء جميع الجنسيات التي كانت تقيم وتعمل في كل من العراق والكويت ،، وكما ذكرت كانت أكبر الإعداد من المصريين وبحكم العمل في مجال النقل البحري والبري كان للمجموعة التي اعمل بها الباع الطولي في نقل أكثر من مليون مصري علي بواخر ركاب الشركة التي تمثل بواخرها أسطول الجسر العربي في الأزمة الازمتين ومما تم ملاحظته جليا وعمليا ان كافة النازحين والعابرين من الجنسيات الأخري تحملت مشقة العبور حتي منفذ الأجلاء وهو اما مطار عمان (مطار الملكة علياء الدولي) او ميناء العقبة علي خليج العقبة بالبحر الاحمر والوصول اليه شاقا ومتعبا سواء من المنافذ الحدودية الكويتية السعودية الي السعودية الاردنية او الكويتية العراقية عبورا بالعراقية الأردنية واغلب المسافة صحراوية حيث كانت السيارات والشاحنات والباصات تمخر عباب الصحراء اينما كان هناك معبرا. ووجدنا بالتجربة جميع الأعراق كانت مصقولة علي التحمل وذلك من خلفية بلادها وأيضاً قد صقلتهم ظروف الحياة فيها وأثناء متاعب رحلة البحث عن ملاذ للعمل ومنهم من قطع الفيافي والأحراش والسهول والجبال والوديان والغابات وعبر الأنهر والخيران وتعامل مع الوحوش وإحياء الصحاري وآلرمال بل اكل منها مضطرا وعند عوذ وحاجة من أجل البقاء حيا لذا كانت تجربة حربي الخليج لديهم عادية وخاصة شعوب افريقيا واسيا وذلك أقربهم من الكوارث الطبيعية والبيئة الصعبة وطريقة التعامل معها العيش فيها،،، فكان مثلا النوم في العراء او فوق ظهر شاحنة او وقوفا شيئا عاديا. والأكل والشرب يعرفون فن التعامل معه حسب الظروف،،،وقضاء الحاجة أينما مروا وغرابة البيئة ووحشية المكان لا تدهشهم ولا تشكل عامل صدمة لهم ولا حتي الا ريحية في الإقامة وطيب المأكل تمثل نوعا من الفارق لديهم ابدا،،، بعكس الشعب المصري لجالي لم يخبر التعامل مع البيئة والأحراش المظلمة والمساحات المخيفة والاتجاه المجهول ولا يعرف علم النجوم ليستدل به طريقا لان البيئة التي عاش فيها ليست فيها مثل هذه المقاييس والآليات لحساب الزمن والمسافة واستشعار الخطر والتعامل معه بحرفية واستعداًد كون مصر ليست ارض أحراش وغابات ووحوش وأمواج عالية وأعاصير عاتية ولم يعرفوا غضب الطبيعة من فيضان وأمطار مهلكة ورياح تقتلع المسكن وتطير علي أجنحتها الحاجيات والأشياء والأقرباء والحيوانات المملوكة ولم يصادفوا السيل العرم ولا البرق الذي يخطف الأبصار ولا الصواعق التي تردي كل من تصادفه في مسارها ،،،، شعب يعرف الشقق والأبراج ويستعفف اهل مدنه من اهل الريف والقري ويحسبهم من عالم اخر في بقاع متخلفة. وحتي اهل هذه البقاع وان كانوا أقوياء البنية بحكم النشأة والمعاش والبنية التحتية في النجوع والعزب والقري والأرياف وعيشهم داخل الطبيعة التي تمثل جزءا من حياتهم ولكنها بيئة ناعمة ليست من تلك الذي يتوه فيها عابرها ليال وأيام قبل ان يدركه الموت او يسعفه عابر خبير و خبير بالاتجاه او مقيم في البرية وجزء منها. اما فتك بك او أخذته الحميمية رأفة باللون الذي مثل لونه،، انه لون الطبيعة ،، ربما يمكن الصعيدي او من اهل الأقصر واسوان والخارجة والداخلة والنجوع ان يكون ماهرا في تسلك نخلة ولكنه يجهل التعامل مع قرد شجر الموز او سعبان صحراء يسكن باطنها ويسلكه،، إذن فما باله إذا وجد نفسه في وسط أحراش او غابة او سمح عواء او أزير ؟. ماذا يفعل؟. اي ساتر يأخد وأي اتجاه يذهب وكيف يمكنه قياس الريح ليتفادي حاسة شم الوحش،،؟. لا اعتقد انه بتلك المعرفة او المهارة ،، لماذا؟. لانه لا يعرف الا مصر ولم يغامر الا في حواري شوارعها وغير نجوعها وصالات نواديها وبلا جات شواطئها السياحية؟. فالحل الوحيد آو الساتر. الوحيد ،،. هو،،،، الحقيني يمة،،،،،، لم يتحمل المصريين في حربي الخليج لا الجوع ولا العطش ولا الحر ولا الفلس ولا قوة التحمل علي الاشياء ناهيك من المصائب ،اشهد ان كل الشعوب والأعراق كانت تتلاحم كل عرق مع من يشابهه او قريب منه او يستلطفه او يكن له نوعا من الاحترام وتبادل الشعور ،،، الأفارقة يقتسمون لقمة الخبز حسب العمر والبنية الجسدية وتقديم النساء والأطفال وكبار السن علي الفئات الأخري ،، هنا تكمن آلية وفن التعايش التي نشاء عليها هؤلاء والتجاوب مع معطيات البيئة وممتلكات الطبيعة ،،، وكذلك تأمين الحماية وتوفير الراحة بنفس المنوال اما القوي يناط بي تولي مهمة ما ينقص الضعيف وذاك المعافي عليه القيام بواجبه نحو الذي به مرض والخ هكذا تري الجميع كخلايا النحل ،، اللقمة للجايع والضعيف أولا وبوفرة ومن ثم الفتي والشاب والقوي والمعافي يقل النصيب حسب الحالة ،،،ولا تجد من يأكل ويتجرع بصوت وهناك من يسترق النظر فقط ليري الأكل كونه لا يملكه،، بل تجد كسرة الخبز يمكنها ان تمرر علي صف كامل وهم جياع وكل واحد بالقدر الذي يجعلها ان تصل لآخر الصف،،، والعجب العجاب وانا أمر عشرات المرات بين الجموع من كل في العراء والطرقات والمظلات وفي فية العربات والشاحنات آري هذا وكل هذه الأعراق متقاربة متلاحمة لا يكاد يفصل بينها الا اللهجة ،،، ما عدا شعب الله من ام الدنيا تفصله فراسخ ان لم تكن مئات الأمتار عن البقية،، وحتي بين فئاته ناس البر في جهة وناس البحر في جهة ناس مصر من هنا والصعايدة فرجة اهل مصر من الناحية دي،،، رأيت بأم عيني وأشرفت بيدي ما يقدمه الشعب الاردني من اهل المنطقة من خيرات بيوتهم لتلك الجموع دونما فرز ودونما توفير أحسن مما طاب ولذ من بيوتهم ويكدسونها بلا طلب وبلا منة او استضعاف او نظرة شفقة لاحد او إحساس بانه احسان ،، وتحدث عنهم شهامتهم وهم يمشون بين الجموع سائلين ومستفسرين من به مرض وينقصه الدواء او من يستشفي بعلاج بعينه وانقطع وأي من له حاجة مادية او عينية ،، وتجد الواحد منهم يحمل السائل أمانة الله قبل السؤال ،، ان لا يتردد او يخفي حاجته،،،فالشعب الأردني لا يحتاج مني إطراء ويشهد له ما قدمه خلال سقوط بغداد للشعب العراقي والآن يستضيف الشعب السوري وقبله احتضن الشعب الفلسطيني،،، والمؤلمة كانت روية الأخوة المصريين كل يأكل لوحده وهناك من ينظر اليه وهو يتصور جوعا وهو من بلده وعلي بعد ساعتين بحرا من ارض الوطن والعشيرة والأهل ،، ولم اسمع او آري خد او أتفضل او هات يا قدع،،،،صمت القبور ساعة الأكل ،، ويوم الحشر في المزاحمة نحو السفر او تجاه الاكل والذي يثير الدهشة والاغرب من هذا كله للدرجة التي لم يتوجه احد صوب الجموع المصرية من اهل المنطقة للدرجة التي أثارت غضب القنصل المصري في العقبة وتطاول بالمسبة والشتيمة والاستحقار للمضيفين والمضافين من اهل افريقيا واليمن وعلي وجه الخصوص السودانيين الذين لم تقصر السلطات ففتحت لهم المدن العمالية واخلتها لهم،،، والمضحك والذي حط من قدر القنصل ومرغ أنف عجرفته في التراب ،، ان الهيئة الملكية متمثلة في ينوء الأميرة بسمة أرسلت وجبات جاهزة للسودانيين وبقية الأعراق وفوق كل ذلك تم تخصيص شاليهات قرية قابوس السياحية علي ساحل خليج العقبة للسودانيين للسكن فيها نكاية في احتاج القنصل المصري الذي أساء اليهم،،، معقبا ،، ازاي السودانيين ما يكونوش بتوعين اهتمام،،،؟. مش شغالين في القصور خدم وطباخين ليهم،،، قال ذلك بكل صفاقة واحتقار لنفسه أولا حيث حط من قدره الدبلوماسي ومن ثم حرض المصريين علي الاحتجاج والفوضي،،،حتي تدخلت السلطات الأمنية وقمعتهم،، حيث تم استعجال وتخصيص باخرة بسرعة لإجلاء هم من الميناء وما ان تسلمت الباخرة إشارة وأذن التحرك وهي لا تزال علي بعد عشرات الأمتار من الرصيف إذا بالجموع المصرية علي متنها تهتف وتشتم في البلد التي أوتها عبورا وقصدت الإساءة الي الملك شخصيا علي مسمع وبصر شرطة البادية المسلحة بعربات مصفحة وخلافه وهي مهمتها مكافحة الشعب والدفاع عن العرش،، فما كان من الضابط المسؤول الا وان وجه رشاشاته صوب الباخرة وحاصرها بقارب الحرس وأعيدت الي الرصيف حيث اذاغت شرطة البادية الركاب علقة سخة علي قول المصريين ،، ولولا تدخل السلطات الأخري لحدثت كارثة واذكر ان القنصل المصري ولي هاربا من الميناء ،، مما سلف مصر لن تتحمل أية أزمة وشعبها غير مستعد لأي طارئ وسيتوه بين فيافيها إذا ما حدثت كارثة وصراعات علي السلطة قد تصل الي حد السيف والمدفع،،، وكما ان مصر لم تهيء نفسها شعبيا لمثل هذا الاحتمال والأطماع حولها ونحوها ،، نعم ربما يكون لديها جيش محترف وجرار ،، ولكن أصعب مهمة ستواجهه استراتيجية الإخلاء والتوطين وإعادة الانتشار لذا نصيحتي لمصر حكومة وشعبا وساسة ومثقفين ان تغيير عقيدة التعامل مع الآخرين خاصة دول الجوار والعمق الافريقي وبالأخص الخاصرة الجنوبية والجنوبية الشرقية،، وأعني السودان وان تعيد النظر في نظرة الاحتقار والاستضعاف والتعالي والانتقاص للدولة والشعب ،،، واجزم بالمليون انه إذا ما جدت في الأمور أشياء وتغيرت الأحوال في مصر وهي ستتغير الي الاسواء فلن تجد الا السودان في الدول ولن تمتد اليها الا أيادي السوداني المستضعف المحتقر وباخوة ونخوة تذهل الجميع وتدهش المجتمع الدولي قاطب وستجوع مصر ولن تطعمها الا يد الشقيق السوداني،،، ،وستمرض بافات النزاعات المسلحة ولن تجد نصيرا الا هذا السوداني ولن تجد يدا تربت علي كتف مواطنيها الا سودانية بحب وكرامة وأخوة لأننا شعب نخوة وليس بغادرين وشعب مروءة ولسنا بجاحدين ،، وأهل اكرم ولسنا ببخلاء ،، وفي ألباس فرسانا ولسنا جبناء كما يتصوروا إخوتنا في الوادي الان،،،،ويقال احذر الضعيف فان سمه قاتل،،، فالحذر. الحذر يا اهل وشعب مصر من التمادي في الاستخاف واستضعاف والاستهتار بالسوداني ،، فانه صبور ،، ولكنه إذا فقد الصبر سيتحول الي بلدوزر يجرف كل شيء أمامه وإذا استشاط غضبا فشرارته تحرق كل شيء في طريقه ،، والموت عنده عزة من أجل كرامة وشرف من اجل إهانة وشهادة إذا ما سلب منه حق من حقوقه وللحديث بقية خضر عمر ابراهيم باحث وناشط سياسي وحقوقي