رئيس مجلس السيادة يتلقى اتصالاً هاتفياً من أمير دولة قطر    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    بنك الخرطوم يعدد مزايا التحديث الاخير    هل يرد رونالدو صفعة الديربي لميتروفيتش؟    شاهد بالفيديو.. حسناء الإعلام السوداني إسراء سليمان تبهر المتابعين بإطلالة جديدة بعد عام من الغياب والجمهور يتغزل: (ملكة جمال الإعلام وقطعة سكر)    شاهد بالفيديو.. وسط سخرية المتابعين.. الصحفي إبراهيم بقال يتجول رفقة بعض أفراد الدعم السريع داخل مكاتب الولاية وهو يحمل رتبة "فريق" وينصب نفسه والي لولاية الخرطوم    الكشف عن سلامةكافة بيانات ومعلومات صندوق الإسكان    شاهد بالصورة والفيديو.. فتاة سودانية تظهر في لقطات رومانسية مع زوجها "الخواجة" وتصف زواجها منه بالصدفة الجميلة: (أجمل صدفة وأروع منها تاني ما أظن القى)    شاهد بالصورة والفيديو.. فتاة سودانية تظهر في لقطات رومانسية مع زوجها "الخواجة" وتصف زواجها منه بالصدفة الجميلة: (أجمل صدفة وأروع منها تاني ما أظن القى)    المريخ يوقِع عقداً مع شركة (Sport makers)    مفاوضات الجنرالين كباشي – الحلو!    لاعب برشلونة السابق يحتال على ناديه    محمد وداعة يكتب:    عالم «حافة الهاوية»    مستشفي الشرطة بدنقلا تحتفل باليوم العالمي للتمريض ونظافة الأيدي    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    انتخابات تشاد.. صاحب المركز الثاني يطعن على النتائج    تعرف علي أين رسم دافنشي «الموناليزا»    عقار يلتقي وفد مبادرة أبناء البجا بالخدمة المدنية    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    كوكو يوقع رسمياً للمريخ    برقو لماذا لايعود مديراً للمنتخبات؟؟    السودان..اعتقالات جديدة بأمر الخلية الأمنية    باريس يسقط بثلاثية في ليلة وداع مبابي وحفل التتويج    جماهير الريال تحتفل باللقب ال 36    شاهد بالصور.. (بشريات العودة) لاعبو المريخ يؤدون صلاة الجمعة بمسجد النادي بحي العرضة بأم درمان    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الأحد    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    نتنياهو مستمر فى رفح .. إلا إذا...!    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    السيسي: لدينا خطة كبيرة لتطوير مساجد آل البيت    ترامب شبه المهاجرين بثعبان    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    روضة الحاج: فأنا أحبكَ سيَّدي مذ لم أكُنْ حُبَّاً تخلَّلَ فيَّ كلَّ خليةٍ مذ كنتُ حتى ساعتي يتخلَّلُ!    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    القبض على الخادمة السودانية التي تعدت على الصغيرة أثناء صراخها بالتجمع    الصحة العالمية: نصف مستشفيات السودان خارج الخدمة    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    وزير الداخلية المكلف يقف ميدانياً على إنجازات دائرة مكافحة التهريب بعطبرة بضبطها أسلحة وأدوية ومواد غذائية متنوعة ومخلفات تعدين    (لا تُلوّح للمسافر .. المسافر راح)    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشيخ (الشهيد) حسن شحاتة في أخطر حديث صحفي 1-2

(أخطر حديث صحافي يدلي به الشيخ المصري الأزهري الكبير حسن شحاتة بعد خروجه من السجن 1996م بتهمة إعلان الولاية لعلي ابن أبي طالب عليه السلام وترويجها!!).
رحلة إلى الحق طالت خمسين عاما!!
القاهرة خاص: (إنه أكثر المشايخ الذين أثاروا جدلاً وصخباً وضجيجاً في مصر) هكذا وصفته الصحف والمجلات المصرية. إنه العلامة الشيخ حسن أحمد شحاتة، عالم الأزهر، وإمام الجماعة في أحد أضخم مساجد القاهرة ،والموجه الديني للجيش المصري، وصاحب حلقات العلم في التلفاز والإذاعة والمساجد. هكذا يعرفه الناس الذين كان الألوف منهم يحتشدون في مسجده الواقع أمام السفارة الإسرائيلية، ليأتمون بصلاته، وليستمعوا إلى خطبه ومحاضراته، التي طالما صدع فيها بالحق والولاية لأهل بيت النبوة عليهم الصلاة والسلام، وطالما فضح فيها الظالمين والمنافقين والفرق المنحرفة، وطالما هاجم فيها الصهاينة أمام سفارتهم الموبوءة عندما يعلو صوته ليصل إليهم، فيتخذون إجراءات الأمن الإحترازية، مرتعدين خوفاً وجزعاً!!
الشيخ شحاتة لم يكن عالماً أزهرياً فحسب ،بل أستاذاً لكثير من العلماء الذين تتلمذوا على يديه. وأئمة الأزهر بما فيهم الشيخ الطنطاوي، يعرفونه عن كثب فقد كان زميلاً لهم، بدأت عليه منذ الصغر ملامح ولائه لأمير المؤمنين عليه السلام، وفي الوقت نفسه علائم كرهه لأعدائه رغم أنه لم يكن شيعياً آنذاك، بل شافعياً سنياً، ولكنه كان يقول لأساتذته ومدرسيه:
(قولوا ما شئتم ولكن النبي وأمير المؤمنين والزهراء والحسنان شجرة واحدة أغصانها واحدة ثمرها واحد).
ولم تكن رحلة الشيخ إلى مذهب الأطهار من آل أحمد عليهم الصلاة والسلام سهلة، بل امتدت طوال خمسين عاماً!! رأى بعدها الرسول (ص) في رؤيا صادقة دفعته إلى اعتناق عقيدة الإيمان، والمجاهرة بالولاية لأمير المؤمنين عليه السلام وإظهار الولاية لأمير المؤمنين عليه السلام وإظهار البراءة من أعداءه، على كل المنابر وفي مختلف وسائل الإعلام. وأحدث ذلك دوياً واسعاً.. لقد تبعه الألوف من الناس عندما سمعوا منه صوت الحق، ووجدوا عنده الحقيقة ولقوا عنده ما يروي حبهم الفطري لأهل البيت عليهم السلام الوحي والطهارة والعصمة صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
وسرعان ما أحدث ذلك تموجاً واسعاً في البلاد، فأخذ الناس يتناقلون خطبه وخطاباته، فانقشعت عنهم سحب التجهيل، وهو ما بدأ يهدد معاقل الوهابية والفرق المنحرفة، فبدأت بشن حربها عليه وعلى أتباعه، فاقتيد عام 1996 للتحقيق في أمن الدولة، واعتقل وسجن مظلوماً بتهمة "إعلان الولاية لعلي ابن أبي طالب وترويجها" تلك التهمة التي يسأل الشيخ شحاتة ربه أن يبقيه عليها!!
صحيح أن إعلان الولاية المقدسة كلف الشيخ كل ما يملك، واضطره إلى التضحية بكل شيء، بما في ذلك بقاؤه في إمامة الناس وقيامه بوظيفته الدينية التي كانت تستدعي سفره إلى بلدان كثيرة بدعوة منها، غير أن هيبته بقت راسخة في أذهان شعب مصر، وشموخه ماثلاً في وجدانهم إذ إنه فضلاً عن كونه من علمائهم الكبار فإنه يعد الآن صوت الحق المعبر، ورمز مقاومة الباطل وأهل الضلال .منذ الإفراج عنه والشيخ شحاتة ممتنع عن الإدلاء بأية أحاديث لوسائل الإعلام التي كانت – قبل تشيعه وبعده- تتسابق لإجراء المقابلات معه، بما فيها التلفزيون الرسمي المصري، حيث كان له برنامج خاص فيه، إلا أن الشيخ خص المنبر بأول وأخطر حديث له منذ خروجه من السجن، كشف فيه ما حصل له وتحدث فيه عن قصة حياته، وما أدى إلى استبصاره وتمسكه بالثقلين، كتاب الله وعترة نبيه، فكان هذا اللقاء الذي جاء في أيام أبي عبد الله الحسين صلوات الله وسلامه عليه، وفي العدد الخاص بذكرى استشهاده العظيم .فإلى التفاصيل:
المنبر: سماحة الشيخ.. بداية نحن نشكر لكم موافقتكم على إجراء هذه المقابلة معكم في الوقت الذي اتخذتم فيه قراراً بالامتناع عن الحديث لوسائل الإعلام إثر ما تعرضتم له، ونرجو لو تكرمتم في البداية بذكر نبذة عن سيرتكم الذاتية؟
بسم الله الرحمن الرحيم.. حيث أننا في البدء فلا بد أن أقول: الحمد لله رب العالمين الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله. اللهم صل بكل صلواتك التامات على حبيبك وسر أسرارك ونور أنوارك وسيد خلقك محمد عبدك ورسولك وصفيك وخليلك، وعلى أله آل الشهود والعرفان سادات خلق الله من بني الإنسان صلوات ربي وتسليماته عليهم في النبيين والمرسلين والملائكة المقربين وفي السماوات والأرضين وفي كل وقت وحين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين.
عبدهم يستأذنهم في الحديث عن جنانهم العالي الغالي الذي من الله بفضله عليَّ بالانتماء إليهم وركوب سفبنتهم بعد عناء طويل دام خمسين سنة فجاء الجود الإلهي بموالاة أهل الولاية والإمامية والعصمة والنزاهة والصدق والكرامة فواليت قوما حديثهم وكلامهم "حدثني أبي عن جدي عن جبريل عن الباري" فأي شرف يداني هذا الشرف؟! ربنا ولك الحمد نسألك الثبات على ولايتهم والبراءة من أعدائهم والاقتداء بسبيلهم والاعتصام بحبلهم حبل الله المتين وصراطه المستقيم، اللهم آمين نعم.. إني حسن بن محمد بن شحاتة بن موسى العناني، مولود في يوم الاثنين الثالث عشر من ذي الحجة عام 1365 للهجرة الموافق 10/11/ 1946 للميلاد في بلدة (هربيط) التابعة لمركز أبو كبير بمحافظة الشرقية بمصر في أسرة متوسطة الحال من أب تزوج من النساء ثلاثة أخرهن أمي، وكنت الثاني بين أشقائي البالغ عددهم ستة تزوجت مرتين الأولى وأنجبت منها ثلاثة ثم طلقتها وتزوجت الثانية وأنجبت منها بتول. وهبني أبي للقرآن وأنا في بطن أمي كما أخبرني رحمه الله بذلك، وبعد فترة الرضاعة ذهبوا بي إلى الكتاب الأول: فحفظت القرآن على يد الشيخ عبد الله العويل وأنا في سن الخامسة وستة أشهر تقريباً كما وجدت تأريخ ذلك بيد الوالد رحمه الله على هامش مصحف تفسير الجلالين. ثم دخلت الكتاب الثاني فجودت رواية حفص على الشيخ محمد موسى شنب ثم دخلت الكتاب الثالث فجودت الروايات ورش وحمزة على الشيخ عبد الحليم عبد النبي إسماعيل. ثم أدخلني أبي الأزهر فكنت الأول في القبول كما كنت الأول في الإعدادية الأزهرية.
أما المؤلفات فقد اختصرت كتاب إحياء علوم الدين وأنا دون الخامسة عشر فنقيته من الأكاذيب كما كان لي بعض القصائد الشعرية والرسالات الأخرى، كرسالة "سراج الأمة في خصائص السادة الأئمة" وغيرها. النشاط الديني بدأ معي منذ نعومة أظفاري فوالدنا ربانا جميعاً على حب آل البيت والتودد إليهم وكان كثيراً ما يحدثني عن شخصية أمير المؤمنين صلوات الله عليه وكان يقول لي: "يا ولدي إن أمير المؤمنين كان حامي حمى الإسلام، وكان النبي (ص) إذا مشى وحده يتعرض للأذى وإذا مشى معه أمير المؤمنين لم يكن يجرأ أحد على التعرض به بسوء".
ثم اعتليت المنبر للمرة الأولى في حياتي لخطبة الجمعة وأنا دون الخامسة عشر والعجيب أني كنت قد كتبت خطبة الجمعة بيدي ولما صعدت المنبر قرأت بعض الفقرات ثم ألقيت بالورق على المنبر وأكملت الخطبة ارتجالا ببركات آل البيت عليهم السلام وظللت أخطب الجمعة في مسجد الأشراف بالبلدة خمس سنوات ثم انتقلت إلى مسجد الأحزاب ببلدة مجاورة إثر فتنة فيها فظللت سنتين أخطب الجمعة وكان همي في هذا الوقت هو التصدي لأعداء آل البيت عليهم السلام وهم الوهابية الخبيثة، سواء من أساتذة المعاهد الذين تعددت مناقشاتي معهم أو مع غيرهم من علماء البلدة أسرى الظلام. ثم دخلت القوات المسلحة في عام 1968 للميلاد وكلفت بتولي التوجيه المعنوي بسلاح المهندسين وخطبة الجمعة وكان لي في هذه الفترة قصيدة سميتها "الدرة البهية في مدح العترة النورانية" وقد شرحتها وكذلك كتبت بحثاً عن فاتحة الكتاب العظيمة في هذه الفترة، وقد وفق الله من أسلموا على يدينا من النصارى ومن تابوا على يدينا من المسلمين حتى أني أقمت الحدود في هذه الفترة على عدد من الأصدقاء.
وأوجز أهم مراحل حياتي التي هي:
1 - مرحلة الجيش التي حضرت فيها معركة شهر رمضان وكان لي حديث في مجلة النصر وكرمت من مدير هيئة التدريب من أهاليها متعلمون مثقفون.
2 - مرحلة "الدورامون" وهي مدينة في محافظة الشرقية وكانت معقلاً من معاقل الإخوان المسلمين والوهابية الخبيثة فقمت فيها على مدى ثماني سنوات بثورة كبيرة غيرت الأوضاع إلى الأصلح وساعدني على ذلك أن أكثر من 90% متعلمون مثقفون فاستجابوا لولاية آل البيت عليهم السلام.
3 – مرحلة القاهرة وتبدأ من أوائل عام 84 حتى عام 1996 للميلاد وهي الفترة التي كانت مكتظة بالنشاط الديني فكان لي خمسة دروس في مساجد متعددة غير خطبة الجمعة وإمامة الصلاة بمسجد الرحمن بمنطقة كوبري الجامعة وهو المسجد الذي استمريت في الصلاة فيه وإلقاء الخطب والمحاضرات حتى اعتقلت كما كان لي أمسيات دينية بإذاعة القرآن الكريم وأحاديث في إذاعة صوت العرب وإذاعة الشعب كما كان لي ندوات في نوادي القاهرة وجميع محافظات الجمهورية ثم سجلت برنامجاً أسبوعياً تلفزيونياً تحت عنوان أسماء الله الحسنى كان يبث على القناة الأولى.
تعليق بريء جدا؟
بتاريخ 16/9/1966 للميلاد أجرت مجلة "روز اليوسف" أشهر المجلات المصرية وأكثرها شعبية مقابلة مفصلة مع سماحة الشيخ حسن شحاتة وقد تضمنت المقابلة تناوله لمعاوية بن أبي سفيان حيث قال "معاوية بن أبي سفيان لعنه الله عليه بغى على الحق وخرج على طاعة الإمام علي عليه السلام وشتت شمل المسلمين وفرق كلمتهم إن القول بأن معاوية من كتاب الوحي غير صحيح بل هو افتراء فمعاوية من الطلقاء الذين أسلموا في فتح مكة، وأتحدى علماء الدين أن يأتوا بدليل أو نص تاريخي يدل على أن معاوية سكن المدينة حتى يكتب لرسول الله (ص) بل إن أبا سفيان والد معاوية لم ينطق الشهادتين وهو كافر ومعاوية كافر ابن كافر وأبو كافر". وقد عللت "روز اليوسف" إجراءها لهذه المقابلة المثيرة بمقدمة قالت "لماذا الحوار مع هذا الشيخ؟:‍
أولاً: لأن أتباع كثيرون ويكفي أن نرى عدد المصلين وراءه يوم الجمعة في المسجد الذي يخطب فيه أمام السفارة الإسرائيلية لنعرف مدى شعبيته.
ثانياً: لأن هؤلاء المصلين يسمعون خطبه وفتاواه ويتأثرون بآرائه التي تقترب كثيرا من رأي الشيعة مثل تحليل زواج المتعة وتكفير معاوية بن أبي سفيان نحن لا نوافقه على هذه الآراء ولكن ننشرها لتكون موضع نقاش من العلماء وأهل الاختصاص حتى يهتدي من خلالها الناس إلى الحق والحقيقة".
وبذلك فتحت المجلة الباب على مصراعيه للردود على الشيخ شحاتة، وكان أول من رد شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي الذي قامت فيه حميته "الأموية" حيث قال: "قرأت الحوار الذي أجريتموه مع فضيلة الشيخ حسن شحاتة (..) إن قوله أن معاوية كافر وابن كافر وأبو كافر هو كلام خطير غاية الخطورة وقبيح غاية القبح وقذف سافر في حق صحابيين جليلين أسلما حقاً في عام الفتح وحسن أسلامهما بعد ذلك أما معاوية رضي الله عنه فله في صحيح البخاري وحده ثمانية أحاديث منه الحديث المشهور ( من يرد الله به خيراً يفقه في الدين) ودعا له النبي (ص) بقوله: (اللهم اجعله هادياً واهد به) كما جاء في سنن الترمذي عن عبد الرحمن بن عميرة وإلى جانب ذلك فقد تولى ولاية بلاد الشام مدة طويلة في عهد عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان. وأما أبو سفيان فيكفيه شرفاً أنه حتى في حال كفره مدح النبي (ص) فقد سأله هرقل ملك الروم كما جاء في صحيح البخاري عن الرسول عشرة أسئلة فأجاب عنها إجابة صادقة بأن وصف الرسول بأنه ذو نسب عظيم في قومه وأنه كان معروف قبل النبوة بالصدق لا بالكذب وأنه لا يغدر وأنه يأمر بعبادة الله وحده وبالصدق والعفاف وبصلة الرحم، والذي نعتقده أن ما قال الشيخ حسن شحاتة في حق أبي سفيان وأبنه معاوية رضي الله عنهما هو كلام في نهاية القبح والسفاهة والجهل ولا يليق أن يصدر بهذه الصورة السيئة عن صحابيين جليلين مهما كانت أخطاؤهما من وجهة نظره.
حسن شحاتة: نحن ليس لنا تعليق على هذا الكلام سوى أننا نوجه رسالة إلى شيخ الأزهر الذي يهتز طرباً بالاستماع إلى أغاني أم كلثوم كما صرح للصحف المصرية نقول فيها حشرك الله مع هذين الصحابيين الجليلين أن شاء الله وأدخلك مدخلهما رضي الله عنك.
المنبر: فمتى كان إعلانكم بالولاية لأمير المؤمنين والأئمة الطاهرين عليهم السلام؟
لما ضاق صدري واشتد كربي بدأت أعلن ولاية أمير المؤمنين عليه السلام على المنابر وفي التلفزيون وفي الصحف كما أعلنت البراءة من أعدائه ولعنتهم عيانا في جميع وسائل الإعلام فتم اعتقالي في شهر ربيع الثاني عام 1416 للهجرة الموافق لسبتمبر 1996 للميلاد وكانت تهمتي الوحيدة التي أسأل الله أن يثيبني عليها هي إعلان الولاية لعلي بن أبي طالب وترويجها "اللهم صلي على آل البيت والعن أعداءهم".
المنبر: هل لنا بتفصيل أكثر حول هذه المرحلة الدقيقة؟
إنني ولله الحمد نشأت منذ صغري على حب آل البيت عليهم السلام وموالاتهم ولكن بعد سنين طويلة انكشف لي الحق وكان ذلك من عام 94 إلى 1996 للميلاد وذلك على إثر رؤيا صادقة رأيت فيها رسول الله (ص) على جبل عالٍ وكنت أنا بين يديه الشريفتين. فجاء أمير المؤمنين عليه السلام وظل النبي والأمير يتحدثان ويتكلمان بلغة لم أفهمها ثم أرسل النبي الإمام في مهمة وأشار لي بالسير خلفه فسرت خلفه ولم أكن أرى من جسده الشريف إلا عنقه المقدس من الخلف وقد كان في غاية الجمال (اللهم صل على محمد وآله محمد) وكنت أنحدر من الجبل خلف الإمام، وكلما كنت أكاد أسقط كان الإمام عليه السلام يشير بيده إلي دون أن يلتفت فأقوم وأتماسك والحمد لله استيقظت من نومي وعلمت أن هذه الرؤيا تعني أنني لا بد أن أصدع بالحق وأسير خلفا الإمام وأنني سأتعرض لكثير من المشقات ولكني سأصمد بولايته عليه السلام.
منذ ذلك الحين وبعد رحلة بحث شاقة مضنية تمسكت بحبل الله المتين وصراطه المستقيم بولاية أهل البيت عليهم السلام فبدأت في إعلانها في كل مكان وقصدت بذلك الثأر لأمير المؤمنين والمعصومين الطاهرين من أعدائهم وطوال تلك المرحلة لم تفارقني بركات ساداتي حيث متعني الله بمشاهدتهم في المنام ومواساتهم لي عندما كنت أتعرض للمشاكل ولله الحمد والمنة.
لقد كلفني ذلك كل شيء لكن هذا أقل ما يمكن أن أقدمه لسيدي ومولاي أمير المؤمنين عليه السلام وأرجو من حضرته التفضل علي بقبول هذا القليل.
المنبر: وبعد ذلك جرى اعتقالكم؟
نعم ولكن – ولله الحمد – أفرجوا عني بعد ثلاثة أشهر.
المنبر: وماذا عن تصديك لإقامة مجالس الإمام الحسين عليه السلام.. لقد شبهوا ذلك بإعدادك لانقلاب؟
إن بني أمية لعائن الله عليهم أسسوا في بلادنا مصر أن يوم عاشوراء يوم عيد وكذبوا على رسول الله (ص) في ذلك أكاذيب من قبيل الدعوة إلى الإطعام في هذا اليوم والاكتحال ولبس الجديد والغسل والصيام وزعموا بكذبهم أن هذا اليوم كان يوم السعادة على جميع الأنبياء فإن لله وإنا إليه راجعون. لقد كنت أنظر إلى هذا الهراء الذي يضحك الثكلى ويؤلم قلوبنا في الوقت نفسه، فالعوام ما زالوا يتخذون هذا اليوم عيدا يوزعون فيه الحلوى ويطلقون عليها بالعامية اسم حلاوة عاشورا وذلك كله لأن العلماء قاتلهم الله – خرست ألسنتهم فكتموا الحق وما جوا بالباطل فلم يعرف الناس ماذا جرى للحسين صلوات الله عليه وآله يوم عاشوراء وذلك لأن قتل الحسين مدبر من يوم زريبة بني ساعدة.
لقد صرخت وبح صوتي وقلت أيها الناس.. كيف لكم أن تحتفلوا وتبتهجوا في يوم قتل فيه ابن رسول الله وقرة عينه؟ وبدأت أقيم مجالس عزاء الإمام الحسين عليه السلام فكنا نجلس أيام محرم على شرفه صلوات الله عليه ونتذاكر سيرته العطرة ورزيته المفجعة وكنا نبكي طوال الليل حتى يطلع الفجر ولما فعلت ذلك ولبست السواد وجلسنا عند مقام (مسجد الإمام الحسين عليه السلام) خافوا أن تنقلب مصر ففعلوا بي ما فعلوا ولله الأمر من قبل ومن بعد.
المنبر: ألهذه الدرجة يخيفهم ذكر الحسين؟
ألم يرعب ذكره صلوات الله عليه الظلمة والطواغيت على مر العصور؟
المنبر: في هذا الإطار.. ما هي نظرتكم للشعائر الحسينية؟
إنها عبادات كالجمعة والجماعات والبكاء فيها على الحسين عليه السلام بصدق ومعرفة وإخلاص أمان من عذاب جهنم يوم القيامة فلا بد من إحياء ذكريات الأئمة في مواليدهم ووفياتهم لأنهم الأحباب وهل يمكن لعاقل أن يعيش بدون ذكر حبيبه وكما يقول الشاعر :
كرر على سمعي حديث أحبتي فبذكرهم تتنزل الرحمات
واحضر مجالسهم تنل الرضى وقبورهم زرها إذا ماتوا
إني لأعجب على من يعترض على إحياء ذكريات آل البيت.. والله إنه لأمر عجيب في هذه الأمة لم يكتفوا بقتلهم وتشريدهم ومطاردتهم وسمهم وذبحهم بل ويحاولون أن ينسوا الخلق ذكرهم وينسفوا مجالسهم فأي أمة هذه؟ إن النصارى يلتمسون آثار السيد المسيح عليه السلام ويقيمون الكنائس ويحيون مولده وتحتفل الدنيا معهم واليهود يقفون عند حائط المبكى يبكون على الهيكل، بل قال قائلهم: لو ترك موسى لنا ولدا لعبدناه من دون الله!! ‍‍وهؤلاء يعترضون علينا حين نبكي إمامنا الحسين ونندبه والله لا أدري من أي جنس هؤلاء؟ هم قطعا ليسوا من البشر ولا من الأنعام لأن الأنعام بكت على الحسين بل بكاه البشر والوبر صلوات الله عليه وعلى جده وأبيه وأمه وأخيه والمعصومين من بنيه.
تقديم: شوقي إبراهيم عثمان


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.