بشير عبدالقادر حاولنا في مقالات سابقة المساهمة والتعضيد لسعي الكثيرين من المهمومين بالوطن، للتحذير من الفتنة القبلية والجهوية النائمة والتي بدأت تطل برأسها "الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها"! وإن ظلت تلك المحاولات هي جهد المٌقل، ولكنها محاولات جادة لتثقيف الشباب بمفاهيم جديدة أهمها رفض الحرب وكل ما يؤدي اليها، وهو مجهود ينشد تحسين الحاضر وبذر الامل في المستقبل، على العكس تماماً لما أجتهدت وسعت فيه الحكومة الانقاذية بنابها وظفرها بل استمراءته لضمان بقاءها في السلطة أي تسعير نار الفتنة القبلية!، فبعد أن مارست الانقاذ وإستهلكت كل انواع العصبيات الجهوية والحزبية والمصلحية، بصورة مريعة على مستوى الوزارات والجهات الحكومية بل وفي الخطط السكنية والرقم الوطني!، نجدها اليوم تتجرى أكثر على الباطل وتغرق أكثر في ظلام الجاهلية فتحذر من أن كل من لا يساندها فهو طابور خامس وعميل لجهات خارجية، وتلمح إلى أن االجبهة الثورية والتي تسمها العدو سوف تمارس قبلية مسلحة ضد كل من عداها، بل ذهبت الى أن ثورة اهل الهامش الممثلين في الجبهة الثورية إن وصلوا إلى هزيمة حكومة الانقاذ فلن يرحموا أهل الوسط والشمال النيلي، وهي نفس الحيلة وسلاح التخويف الذي أستخدمته حكومة الانقاذ ضد الاخوة الجنوبيين ، عندما أعلنت بإن الجنوبيون الكفرة سينطلقون من الحزام الاسود حول الخرطوم و سيقتلون "كل أضان حمراء"!!! وفي خضم ذلك الهوس والجهالة ، أثارني البيان الصادر من السيد مساعد رئيس الجمهورية العقيد ركن عبدالرحمن الصادق المهدي في 27/041/2013م والذي جاء فيه "... ، الحمد لله القائل : فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجاهِدِينَ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقاعِدِينَ َدرَجَةً . صدق الله العظيم والصلاة والسلام على الرسول الذي جاء بدين ذروة سنامه الجهاد وقال : (إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيله، ما بين كل درجتين كما بين السماء والارض). تم الإعتداء على أجزاء غالية من وطننا الحبيب والوطن كله غالي وحبيب ، وهو غاشم وظالم فقد إستهدف المواطنين الآمنين غدرا ومكرا وذلك أثناء توجهنا الكامل نحو السلام والحوار فأنهوا بفعلتهم دروبا صحيحة للوصول سلمياً لحل معضلات الوطن ، لن نقف مكتوفي الأيدي بل سنعمل على صدهم ودحرهم وحصدهم بتوحيد الجبهة الداخلية والعمل على أمن المواطن وكرامته وإستقرار الوطن واستمرار التنمية . فهيا جميعا نلبي النداء المقدس استعدادا للفداء ولتحقيق تلك الأهداف. بلادي بلادي إذا اليوم جاء، ودوى النداء وحق الفداء، فنادى فتاك شهيد هواك،وقولي سلاما على الأوفياء". ظننت للوهلة الاولى أن البيان صادر من إتحاد طلاب بإحدى الجامعات السودانية، وقلت في نفسي إن إندفاع وحماس الشباب قد يبرر إستخدام تلك المفردات التي وردت في البيان أعلاه وخاصة، المجاهدين، الجهاد، للمجاهدين، حصدهم، النداء المقدس، استعداداً للفداء، ولكن أن تصدر تلك التعابير من مساعد رئيس الجمهورية الحالي وفوق ذلك عقيد بالجيش السوداني، وهو قائد عملية "تهتدون" التي نفذت لتهريب والده الامام الصادق المهدي لإثيوبيا.!!! ويقال بأنه رئيس الجمهورية القادم!!! فتلك مصيبة توضح مدى جهل من يحكم البلاد بالدين نفسه فكيف يعلن الجهاد وضرورة تلبية الندأء المقدس والاستعداد للفداء في حرب ضد ابناء السودان المسلمين بل ضد أحفاد أوليك الذين ناصروا الثورة المهدية ونصروا جده محمد اجمد المهدي!!!، خاصة أذا علمنا انهم نصروا المهدية في جهادها ضد المستعمر الانجليزي الغير مسلم!!! ثم هاهو حفيد المهددي يعلن الجهاد ضدهم!!! مما يعني أن "ألقاتل يُكبّر وهو يقتل، والمقتول يلفظ أنفاسه وهو يعلن الشّهادة،" ! ياليته سكت أو فصل وأسهب في حديثه عن "توحيد الجبهة الداخلية والعمل على أمن المواطن وكرامته واستقرار الوطن واستمرار التنمية"!! وإنني على يقين بان حفيد محمد أحمد المهدي لا يمكن ان يكون قد كتب ذلك البيان الغريب، أو إنها إحدى اللوثات الانفاذية وعدوة التجارة بالدين والحرب التي إبتلي بها أهل الانقاذ وكل من والاهم!!! خاصة وأن الكل يعلم علم اليقين، بأن جميع الشعب السوداني وفي كل بقعة من البلاد يرفضون الحرب بكل مسمياتها ومن أي الاطراف جاءت، وأن كل الشعب السوداني يؤمن بان الدم السوداني واحد وإن إهدار ذلك الدم كفر قال عليه الصّلاة والسّلام: ''لا ترجعوا بعدي كُفّاراً يضْرِب بعضُكم رِقاب بعض'' !!!. ونحب أن نقول بأن الخدعة التي قامت بها الانقاذ ونجحت فيها منذ عشرات السنين هي إيهام الجميع بأن القبائل وخاصة من وسط وشمال السودان تناصر الانقاذ كقبائل مجتمعة، والكل يذكر تلك "الهوجة" قبائل بني فلان تبايع الانقاذ، في حين ان الامر لا يعدو بعض المنتفعين و"المخمومين". بل ان ما يشاع عن تبعية القبائل الشمالية للانقاذ هو من تفريخات تلك الخدعة الاستراتيجية "فرق تسد". وإن إنطلت الخدعة على بعض الاخوة في دارفور منذ تلك الفتنة القبلية التي تم تسعيرها عبر إعطاءها صورة علمية من خلال إحصائيات "الكتاب الاسود"! والذي وإن حمل شيء من الحق فقد إريد به باطل وهو من باب دس السم في العسل!! ، ثم لنتسائل هل وجود نائب الرئيس الحاج ادم والوزيرة تابيتا والوالي كبر وأحمد هارون وحتى السيد مني أركوي وكل أعضاء البرلمان من منطاطق دارفور وغيرهم من الانقاذيين يعني انتماء قبائل دارفورية ومن جبال النوبة للانقاذ!!! الكل يحمل الاحقان على الانقاذ وما إعدام 28ضابط في 28 رمضان 1990 م، ومعظمهم من مناطق شمالية، إلا دليل على ان أهل الانقاذ لاتجمعهم القبلية الاثنية بل القبلية الطفيلية الانتفاعية "مصلحجية" فقط!!!، ويبقى القول بأنه من الصحيح إن لأهل دارفور ثأرات مع الانقاذ ولكن ذلك الجيش الذي حرق ودمر قرى باكملها في دارفور كان من أبناء السودان من كل الجهات بما فيها دارفور، فهل تخطيء الحركات المسلحة كالجبهة الثورية والجبهة الشعبية لتحرير والعدالة لشرق السودان الهدف وتعتقد ان معركتها قبلية ضد قبائل شمالية بعينها بدلاً عن الاتفاق والوصول لقناعة بأن أهل الانقاذ لا تجمعهم قبيلة أثنية بل هي قبلية المصلحة فقط. ودليل على إنطلاء الخدعة الانقاذية و التغبيش على السياسين أنفسهم ناهيك عن عامة المواطنين تصريح محمد علي طاهر امين شئون الرئاسة بالجبهة الشعبية للتحرير والعدالة لشرق السودان لراديو دبنقا في شهر مايو 2013م " ان الجبهة بكل مكوناتها من شرق السودان اتفقت على اسقاط النظام بالسلاح...... (منذ الاستقلال هناك مجموعة وطبقة معينة تحكم السودان الامر الذي يتطلب اسقاطه )" !. إن ذلك الفكر الهدام االقائم على أركان القبلية التنظيمية لتجار الدين والنفعية لأصحاب المصلحة والطفيليين والذي رعت غرسه الانقاذ بسؤ نية متعمدة، لينتج الخلط في الافهام والتغبيش في الوعي لدى المواطن ، وهو فكر عنصري يرفض الاخر تماماً عبر الفصل التعسفي تحت بند الفصل للصالح العام، والارهاب داخل بيوت الاشباح والسجون بل قد يصل لسحل الخارجين عليه والمعارضين له!!! يجب أن يصل كل مواطن نقي إلى يقين إن الانقاذ هي داء عضال وطاعون عام يعاني منه اهل الانقاذ ومن لف حولهم بغض النظر من اي الجهات السودانية او الاثنيات أنحدر. ولذلك يجب على السياسيين خارج دائرة الانقاذ ومنظمات المجتمع المدني وقادة الحركات المسلحة أنفسهم إلا يسقطوا في نفس االمستنقع الأسن الذي تشرب منه الانقاذ.فيدين بل يرفض الجميع كل اشكال القبلية وخاصة الاثنية منها وأول خطوة هي عدم الخلط بين الانقاذ وكل من أتي من الشمال والوسط . وعليه يجب رفض الحرب بجميع مسمياتها، والسعي لقبول أي حلول أخرى لتفاديها بكل السبل، وإن برر البعض إضطراره للدخول في الحرب مرغماً وإنه يؤمن بها في حدود الحرب الدفاعية. ويبقى أن يتفق الجميع أحزاب ومنظمات المجتمع المدني وخاصة الحركات الممثلة في الجبهة الثورية على التمسك بالديمقراطية ودولة المواطنة وترفض كل انواع العنصرية والجهوية والقبلية، وبأن يتشارك على قدم المساواة الجميع أفراداً وجماعات ممن حمل السلاح أو رفض العمل المسلح جملة وتفصيلاً، ويقبل البعض بالبعض الأخر وبمشاركتهم جميعاً في تكوين دولة المواطنة، ودولة المؤسسات، والاعلان الصريح والواضح من الجميع بأنهم لن يقبلوا إعادة إنتاج نفس جهالات الانقاذ بالاعتماد على القبلية المصلحية أو على القبلية الاثنية، وان جميع أفراد الشعب السوداني سواسيا كاسنان المشط في كل المجالات دون تمييز او تفضيل الا بالكفاءة والاخلاص للوطن وليس للنظام الحاكم او الحكومة . أنشد الثنائي ميرغني المامون وأحمد حسن جمعة "رحمة الله عليهم" جدودنا زمان وصونا على الوطن
جدودنا زمان وصونا على الوطن على التراب الغالي الما ليهو تمن نحن حافظين للوصية جوه في قلوبنا الوفية ذكراهم بتلهمنا وتشجينا بعزيمة قوية * ليك يا بلدنا عاد صارفين روح ونية صاينين للتراب وحافظين للوصية * بي سواعدنا القوية حققنا استقلالنا ورفعنا علم الحرية بيهوا الشعب احتفل يوم جمع صفوفو واتشمر للعمل بي وحدة نضالو كم حقق أمل * جدودنا زمان وصونا على الوطن على التراب الغالي الما ليه تمن .